كل عام وأنتم بخير وعساكم من عواده
شكر خاص لكل متابع وقام بالمرور...
نبذة تاريخية عن الجرافوثيربي:
قام الدكتور بيير جانيت، أستاذ علم النفس في إحدى الكليات في فرنسا، بكتابة كتابين في تعديل السلوك
عن طريق الخط، كتاب بعنوان L'Automatisme أي "الآلية" بالفرنسية وذلك عام 1891م وكتاب La Medicine Psychologique أي "الطب النفسي" وذلك عام 1900م حيث المؤلف ذكر بعض الأسس في كيفية ارتباط السلوك بخط اليد.
وكانت هذه الكتب مصدرِ إلهامِ للدكتورBerillon العالم النفساني الفرنسي المتخصص في مجال الأمراضِ
العقلية حيث أبدع هو الآخر في كتابة كتاب في عام 1908م وقدمه كمبحث أساسي لفهم السلوك البشري والقدرة على تغييره عن طريق خط اليد إلى الأكاديمية الفرنسية للطب النفسي، الذي أثبت فيه مدى ارتباط العقل وحركة الكتابة.
وفي عام 1929م اطلع الدكتور بيير جانيت على نسخة من كتاب الدكتور Berillon حيث أعجبه كثيرا التقنيات الحديثة التي توصل لها هذا الكاتب فقرر هو والأستاذ هنري (مدير علم وظائف الأعضاءِ في كليّة Sorbonne الطبيّة في باريس)، وبول دي سينتكولمب (خبير تحليل الشخصية عن طريق خط اليد) اعتماد هذا الكتاب في هذه الكلية كمرجع أساسي في تعديل السلوك عن طريق الخطوط والأشكال.
ومن هنا بدأ الجرافوثيربي يشق طريقه ليحل مكانا مرموقا بين التقنيات الحديثة لعلاج السلوك وتعديله.
كما بدأت بعض الصحف العلمية في أمريكا تنشر بعض الأبحاث التي قام بها بعض خبراء تحليل الشخصية عن طريق خط اليد وذلك عام 1931م مما أدى إلى انتشار هذه الطريقة بين أوساط الأكاديميين، وقد اشتهر وبرع في هذا المجال في هذه الفترة ثلاثة أطباء وهم:
1. الدكتور بيير مينارد
2. البروفيسور جوير
3. الدكتور ستريبسكي
وفي عام 1956م ظهر مقال في إحدى الصحف الأمريكية يتحدث عن معالجة 600 طفل في فرنسا من بعض الكدمات العقلية عن طريق رسم الأشكال، ثم بعد ذلك توالت المقالات والمنشورات التي أكدت مصداقية هذا حتى ظهر أول كتاب في هذا المجال بعنوان"علم التداوي بالأشكال" وذلك سنة 1966م للكاتب بول دي سينتكولمب في أمريكا.
تعريف نظرية الجرافوثيرابي :
تهدف هذه النظرية إلى التأثير في السلوك عن طريق العادات في طريقة الكتابة والتي عند تغييرها ( لاتقل عن 21 يوما ) ثؤثر في المراكز العصبية والتي كانت مصدر لهذه الأشكال المكتوبة ومساعدتها على التغيير وبالتالي يؤثر ذلك في السلوك والأداء إضافة إلى ذلك يتطلب هذا التغير تغيير في تركيب العضلات الصغيرة جدا في أصابع اليد المسئولة عن الكتابة وبالتالي مراكز المخ المسئولة عنها .
مراكز المخ هي المسئولة عن باقي مراكز الجسم فنلاحظ أن الأصابع – اليد - الرسغ – الساعد...الخ وحتى نصل إلى المخ مسئولة عن مساحة كبيرة من نشاط العقل وهي تأخذ حيزا أكبر من باقي أجزاء الجسم المخصص لها في مناطق العقل ومن هنا يتبين أهمية هذا المدخل الميكانيكي ( أي عن طريق العضلات والأعصاب المتصلة بالمخ وتحريكها ميكانيكا ) عن طريق تغيير شكل الخطوط التي يكتبها الشخص أو إضافة حركات خطية جديدة أو رسومات مع وضعيات مختلفة وأقلام مختفلة ...الخ .
ولتأكيد صحة هذه النظرية نجد أن أي تغيير في السلوك البشري أو الأداء البشري كنتيجة تعلم مهارة معينة أو حرفة جديدة تؤثر في السلوك فتعلم الشخص لرياضة يؤثر بالتأكيد في سلوكه بل وأن نوع الرياضة يؤثر أيضا مثل رياضة الكاراتية أو الملاكمة أو المصارعة ثؤثر في سلوك الشخص أما رياضة الجمباز أو السباحة ...الخ تترك أثرا آخر على الشخص وبالتالي على السلوك والأداء البشري وكنتائج لماسبق نلاحظ على سبيل المثال : درجة العناد – المرونة – درجة العناد ...الخ .ونجد هنا العلاقة بين تغير العادات والسلوك والأداء فكلاهما له تأثير على الآخر.
الجزء الحادي عشر