الرابع + الخامس من ذي الحجة
رد: الرابع + الخامس من ذي الحجة
http://ebadalrahmaan.jeeran.com/odhryabannar.gif
الرسالة الرابعة : جنة المجاهدة
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ... أما بعد ... أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى بأن يديم علينا جنة الذاكرين ، وأن يجعلنا من أحب عباده له ،
ومن أخلص عباده له ، ومن أصدق عباده له ، وأن يديم علينا طاعته ،
ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .
أحبتي في الله ... قال الله تعالى :ـ
" وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى "
فمفتاح الجنة مجاهدة النفس ، ومخالفة الهوى ،
فدعونا ندخل اليوم من باب المجاهدة يومًا جديدا من أيام في الجنة
في السير (15/231) : قيل لعبد الله بن محمد النيسابوري : ـ
فلان يمشي على الماء ! قال : عندي أن من مكنه الله من مخالفة هواه
فهو أعظم من المشي على الماء .
فأعظم الكرامة أن تخالف هواك في شيء ،
تصبح عطشانا جائعًا وتجاهد للصيام ، تصبح كسلانًا فتجاهد نفسك وتلزمها أورادها ،
ولو أن تحلف على نفسك ، " أقسمت يا نفس لتفعلنَّ كذا وكذا " ،
تجد نفسك تجرك إلى الغفلة والشرود ومتابعة الأحداث والمهاترات
فتذكرها أنها في زمان فاضل لا يصح لها فيه مثل هذا ،
فكل وقت يمر ثمين جدًا ، فتذكري يا نفس ولا تغفلي
وهذا - لا شك - أمر يحتاج إلى استعداد وإلى تدريب وإلى تطبيقات واقعية ،
تعالوا نتأمل بعض الصور التي تجسد جنة المجاهدة لتثير حماسكم للمجاهدة
في الطاعات في هذه الايام المباركات .
المشهد الأول : للإمام أبي إسحاق السبيعي فارس من فرسان سلفنا المجاهدين .
في السير (5/397)
قال أبو الأحوص: قال لنا أبو إسحاق السبيعي : يا معشر الشباب اغتنموا
يعني: قوتكم وشبابكم، قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية،
وإني لاقرأ البقرة في ركعة، وإني لاصوم الاشهر الحرم،
وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس
حدثنا أحمد بن عمران، سمعت أبا بكر يقول:ـ
قال أبو إسحاق: ذهبت الصلاة مني وضعفت، وإني لاصلي
فما أقرأ وأنا قائم إلا بالبقرة وآل عمران،
ثم قال الاخنسي: حدثنا العلاء بن سالم العبدي قال:ـ
ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين، فما كان يقدر أن يقوم حتى يقام،
فإذا استتم قائما قرأ وهو قائم ألف آية.
من استثاره حال هذا الرجل العملاق ؟!!! ما زلت تقول : هؤلاء السلف !!
مازلت ضعيفًا تتلمس لنفسك المعاذير ، من لها ؟؟؟
المشهد الثاني : فارسه إمام أهل السنة ( الإمام أحمد بن حنبل )
يخبر ابنه عبد الله أنَّ أباه كان يصلي في كل يوم وليلة 300 ركعة ،
فلما مرض بسبب جلده بالسوط في محنة ( خلق القرآن )
أثر ذلك على بدن الغمام فأضعفه ، فلما ضعف صار يصلي كل يوم وليلة (150 ركعة ) !!!
[ السير (11/212)
بالله ما شعرت عندما قرأتها ؟؟؟
لما ضعف صار يصلي (150 ركعة ) ونحن نجاهد في (12 ركعة )
يا حسرة على العباد
من يباري الإمام ؟ من يحب هذا الرجل الفذ ؟
من التهب حماسه ليسجد ويقترب ، ويدنو هرولة إلى ربه ،
كنت أقول في نفسي : حديث القرب انتهى عند " ومن أتاني يمشي أتيته هرولة "
فمن يأتيك ربي هرولة كيف صنيعك به ؟؟ ومن هذا المهرول المجاهد بحق .
المشهد الثالث : لصاحب كتاب الزهد ، وإمام من أئمة السلف ( هناد بن السري )
قال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد، رحمه الله،
كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة لنا، فتوضأ، وجاء إلى المسجد،
فصلى إلى الزوال، وأنا معه في المسجد، ثم رجع إلى منزله، فتوضأ،
وجاء فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر،
يرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرا ، ثم إنه صلى بنا العصر،
وأخذ يقرأ في المصحف، حتى صلى المغرب.
قال: فقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة،
فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل .
عبادته بالليل !! وهل بعد ذلك من شيء ،
لو صنعها الواحد منَّا الآن لظن أنه في رفقة النبي محمد في الجنة لا محالة !!!
اللهم ارزقنا لذة العبادة والحرص على العبادة وديمومة العبادة ،
وأن نكون من القانتين من سيكون فارس الفرسان اليوم ،
هلموا إلى المجاهدة ، " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "
سنة اليوم : ـ
تعرفون ما يحدث الآن من مناوشات بين العرب ،
وأنا أدعو جميع من يقرأ هذه الرسالة إلى تطبيق السنة
فقد قال صلى الله عليه وسلم :" تكفير كل لحاء ركعتان "
[ رواه الطبراني وحسنه الألباني ]
والمقصود باللحاء : التنازع والتخاصم فبالله أطفئوا نار الفتنة ،
وقوموا بواجبكم لتستنزل الرحمة
والله يتولانا ويدبر لنا ويغفر لنا خطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا
محبكم في الله
هاني حلمي
مصدر المقال: اضغــــط هنــــــا
شارك في نشر الرسالةواحتسب الأجر
رد: الرابع + الخامس من ذي الحجة
رد: الرابع + الخامس من ذي الحجة
الرسالة الخامسة : جنة المراقبة
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العون والهداية والسداد والرشاد ،
وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، ويديم علينا لذة عبادته ،
ويدخلنا جنة الدنيا قبل جنة الآخرة ، ونسأله لذة النظر إلى وجهه الكريم
في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة .
أحبتي ..
اشعر أنكم لم تركزوا بعد ، فهل تخميني في محله ؟
اشعر بأنَّ هناك حلقة مفقودة بين النَّاس وبين المطلوب منهم في زمان العشر ؟
هل للغفلة اثرها ؟ هل السبب أنكم لم تستعدوا للعشر فتنقضي من بين أيدينا دون اعتبار ؟
هل الناس شغلت بالكرة والصراعات عن التقرب بالطاعات ؟
هل هي أزمة عامة في ظل أمراض الأمة الفتاكة من هزيمة نفسية وإحباط ويأس ؟
ما لي أراكم هكذا ، نعم هناك جهود ، وهناك من يحاول ،
لكن لا أشعر أنه بالقدر المطلوب ، هل أغرد بعيدًا عن السرب ؟
وهل عليَّ أن أمشي مع سرب الشاردين ؟
أفيقوا عباد الله ، نحن في العشر
أحبتي ..
دعونا ندخل في جنة لعلها توقظنا ، وتشحذ هممنا ، وتعلمنا القرب من ربنا ،
وتحسس قلوبنا بما ينبغي أن يكون فيها ، إنها جنة المراقبة .
فيا كل من يقرا رسالتي ، خذوها عظة لقلوب الغافلين من أمثالي !!.
في الحلية (1/235) قال محمد بن علي الترمذي :
اجعل مراقبتك لمن لا يغيب عن نظره إليك ، واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عنك ،
واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه .
الله ناظر لك الآن فما أنت بفاعل ؟؟
قال عبد الله بن فاتك : إذا كنت غافلا فانظر نظر الله إليك ،
وإذا كنت قائلاً فانظر سمع الله إليك ، وإذا كنت ساكتًا فانظر علم الله فيك ،
قال تعالى : " إنني معكما أسمع وأرى "
تفهمون ؟؟؟ الآن يسمع كلامنا الآن فماذا تقولون ؟
( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )
الله يرى إلى أين شيء تنظرون ؟؟؟
( من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ ولينظر في المصحف )
( فانظر إلى آثار رحمة الله )
وهذا علم المراقبة ، اختبار خطير لأحوال الإيمان ؟
كم مرة يأتي الله على بالك خوفًا أو حياء أو حبًا ؟؟؟ أعطني نسبة مئوية !!
كم مرة تركت فيها شيئًا لا يحبه ربك مخافة منه أو حياء منه أو حبًا ؟؟
كم مرة آثرت الله فيها على هواك وجاهدت - كما طلبت منك بالأمس - في طاعة الله
مخافة من ربك حبيبك وسيدك ومولاك أو حياء أو حبًا ؟
نعم فهذه الثلاث تورث المراقبة :
في الحلية (10/93-94) قال الحارث المحاسبي : إن المراقبة تكون على ثلاث خلال :
على قدر عقل العاقلين ومعرفتهم بربهم يفترقون في ذلك .
فإحدى الثلاث : الخوف من الله .
والخلة الثانية: الحياء من الله .
والخلة الثالثة : الحب لله .
فأما الخائف فمراقب بشدة حذر من الله تعالى وغلبة فزع .
( هل أنت هذا الرجل ، وهل أنت هذه الأخت ؟ )
وأما المستحيي من الله فمراقب بشدة انكسار وغلبة إخبات .
( تشعر بهذا الانكسار أو الافتقار ، وتحسين أنك هكذا !! )
وأما المحب فمراقب بشدة سرور وغلبة نشاط
وسخاء نفس مع إشفاق لا يفارقه . ( أين نشاطكم يا محبون ؟؟ )
كلام الحارث وقع على الجرح ، فهل من مراقب لله تعالى ليهنأ " ولمن خاف مقام ربه جنتان "
سنة اليوم :
هل صليتم بالأمس كفارة اللحاء ؟؟
بالله الأمور تزداد سوءًأ ، أين عباد ركع تتنزل بهم الرحمات لتزول الغمة عن هذه الأمة ؟؟
سنستمر على الامر حتى يأذن الله بالفتح أو أمر من عنده .
محبكم في الله
هاني حلمي
مصدر الرسالةاضغط هنـــــــــا
شارك في نشر الرسالةواحتسب الأجر
رد: الرابع + الخامس من ذي الحجة
جزاكـ الله خير
و الف شكر على النقل الرائع
رد: الرابع + الخامس من ذي الحجة
كتب الله أجرك أختي الكريمة (*blue-sky*)
وجعل هذا الجهد المبارك في موازين حسناتك.
رد: الرابع + الخامس من ذي الحجة
جزاك الله عنا خير الجزاء
بارك الله في وقتك وجهدك