تسلية أهل المصائب بذكر ما هو أفضل من الصبر "
:smile (16):" الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم .
اعلم ـ رحمك الله ـ أن الصبر على المصائب من أشق الأشياء على النفوس ، والرضا بالمصائب ، أشق على النفوس من الصبر ،
فالعبد قد يصبر على المصيبة و لا يرضى بها ، فالرضا أعلى من مقام الصبر ،
روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن أبي مسلم ، قال : دخلت على أبي الدرداء في اليوم الذي قبض فيه ، وكان عندهم في العز كأنفسهم ، فجعل أبو مسلم يكبر ، فقال أبو الدرداء : أجل ، فهكذا فقولوا ، فإن الله إذا قضى بقضاء ، أحب أن يرضى به .
وذكر ابن أبي الدنيا ، في قوله تعالى : " و من يؤمن بالله يهد قلبه " ، قال علقمة بن أبي وقاص : هي المصيبة ، تصيب الرجل ، فيعلم أنها من عند الله ، و يسلم لها و يرضى .
وعن مصعب بن ماهان ، عن سفيان الثوري ، قال : في قوله تعالى : " و بشر المخبتين " . قال : المطمئنين الراضين بقضائه المستسلمين له .
و روى ابن أبي الدنيا بإسناده ، عن ابن عون ، أنه قال : ارض بقضاء الله على ما كان من عسر و يسر ، فإن ذلك أقل لغمك ، و أبلغ فيما تطلب من أمر آخرتك ، و اعلم ، أن العبد لن يصيب حقيقة الرضا ، حتى يكون رضاه عند الفقر و البلاء ، كرضاه عند الغنى و الرخاء .
واعلم أن الرضا من أعمال القلوب ، لكن و إن كان من أعمال القلوب ، فكماله هو الحمد ، حتى إن بعضهم فسر الحمد بالرضا ، و لهذا جاء في الكتاب و السنة : حمد لله على كل حال ، و ذلك يتضمن الرضا بقضائه .
و محمد نبينا صلى الله عليه و سلم هو صاحب لواء الحمد ، و أمته هم الحمادون ، الذين يحمدون الله في السراء و الضراء ،
و الحمد على الرضا له مشهدان :
أحدهما ـ علم العبد ، بأن الله سبحانه مستوجب لذلك ، مستحق له لنفسه ، أحسن كل شيء خلقه ، و أتقن كل شيء ، و هو العليم الحكيم .
الثاني ـ أن يعلم أن اختيار الله لعبده المؤمن خير من اختياره لنفسه ، كما روى مسلم في صحيحه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " و الذي نفسي بيده ، لا يقضي الله للمؤمن قضاءً ، إلا كان خيراً ، و ليس ذلك إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر ، فكان خيراً له ، و إن أصابته ضراء صبر ، فكان خيراً له " ، فأخبر صلى الله عليه و سلم أن كل قضاء يقضيه الله للمؤمن الذي يصبر على البلاء و يشكر على الرخاء فهو خير له ، كما قال تعالى : " إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور " .
فمن لا يصبر على البلاء ، و لا يشكر على الرخاء ، فلا يلزم أن يكون القضاء خيراً له .
و المؤمن ، إذا فعل سيئة ، فإن عقوبتها تندفع بعشرة أسباب :
منها : أن يتوب توبة نصوحاً ليتوب الله عليه ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له .
ومنها : أن يستغفر الله فيغفر الله تعالى له .
ومنها : أن يعمل حسنات يمحوها لقوله تعالى : " إن الحسنات يذهبن السيئات " .
ومنها :أن يدعو له إخوانه المؤمنون حياً و ميتاً .
ومنها : أن يبتليه الله في الدنيا بمصائب ، في نفسه و ماله ، و أولاده و أقاربه ، و من يحب ، و نحو ذلك .
ومنها : أن يبتليه في البرزخ بالفتنة و الضغطة ، و هي عصر القبر ، فيكفر بها عنه .
ومنها : أن يبتليه الله في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه .
ومنها : أن يرحمه أرحم الراحمين .
والمقصود أن المؤمن إذا كان يعلم أن القضاء خير له ، فيرضى عن الله بما قسم له ، كان قد رضي بما هو خير له .
وفي الحديث : عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : إن الله يقضي بالقضاء ، فمن رضي فله الرضا ، و من سخط فله السخط " .
رزقنا الله وإياكم ووالدينا منزلة الرضا عن الله ، وجعلنا وإياكم من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد
رد: تسلية أهل المصائب بذكر ما هو أفضل من الصبر "
رد: تسلية أهل المصائب بذكر ما هو أفضل من الصبر "
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ...
الله يجزاك خير أختي ..
..
رد: تسلية أهل المصائب بذكر ما هو أفضل من الصبر "
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك .. وعظمة سلطانك
حمداَ كثيراً طيباً مباركاً فيه لايعد ولايحصى ..
على نعمك والاءك وابتلائك
http://img216.imageshack.us/img216/8...odtopicnw7.gif
رد: تسلية أهل المصائب بذكر ما هو أفضل من الصبر "
كتب الله أجرك أختي الكريمة (وردة الطائف****) على هذا النقل الموفق
وجعلنا الله وإياك من الصابرين الذين يوفون أجرهم بغير حساب.