مؤتمر حماية الأطفال من الإعتداء على الإنترنت

"دور الإعلام في قضايا حماية الأطفال" ..

شخصياً أعتقد أن الإعلام لعب دوراً سلبياً في حماية الأطفال من الاعتداء بترويجه لصورة الطفل المغامر .. الذي يدخل الأماكن الغريبة ويتحدى البالغين من الأشرار وينتصر عليهم بالحيلة ومساعدة أقرانه ..!!
الجرأة التي سوق لها الأعلام في مسلسلات الكارتون وسواها ليست بالجرأة الذكية .. وليست بالجرأة التي تعترف بالحدود .. وليست بالجرأة الحذرة المقدرة لأبعاد المواقف .. بل هي جرأة رعناء لا تبالي بالعواقب ولا تحترم سقف القدرات الجسدية والعقلية للطفل كطفل .. فالطفل في ما يقدمه هذا الإنتاج- يملك الإمكانيات الفكرية للراشدين.. ولا شيء يمكن أن يستعصي على فهمه . بل كثيرا ما تفوق قدراته الفكرية قدرات الأبوين والمعلمين فتنتهي " مغامرته" بأن يكتشف الأبوين أنهم كانوا مخطئين في الفهم وان ابنهم المراهق أو الطفل استطاع ان يرى ما لم يروه هم !!

هذا النمط من الطرح ، وإن كان ينمى -بقدر ما- ثقة الطفل أو المراهق بنفسه ، إلا أنه في الوقت نفسه يهشم عنده الإحساس بالحاجة للجوء لمن هم أكبر منه .. أو الالتزام بآرائهم ناهيك عن الانصياع لها.. كما وينمي عنده الإحساس بقدرات لا يملكها .. فهو لا يملك الدفاع عن نفسه – كما تقترح مسلسلات الأطفال- ولا يملك أن ينقذ العالم - كما تقترح أفلام ديزني !! ولا يستطيع الهرب من الأشرار ولا محاربتهم كما تشي له نهايات الأفلام. بل هو على أرض الواقع - لا يملك الدفاع حتى عن نفسه وصد الاعتداءات عنه.. وتماماً كما حصل مطلع الثمانينات عندما لقي عدة أطفال مصرعهم جراء لف أشارب على رقابهم ومحاولة الطيران من سطح المنزل على غرار السوبر مان .. هناك أطفال عدة يدفعون اليوم ثمن هذه الجرأة – المبالغ فيها حقيقة – التي تروج لها أفلام ومسلسلات الأطفال والتي تتجه – وهنا تكمن الخطورة باعتقادي- لواقعية الصورة بما يمّكن للطفل التوحد معه .. بمعنى آخر لم يعد أبطال المسلسلات هم أرانب ودببه وفئران بل هم اليوم أطفال كبقية الأطفال .. مراهقين كأي مراهق .. ليست لديهم مواصفات جسدية خارقة ولا خاصة .. بل كثير منهم واقعاً يبدون مثل عامة المراهقين تماماً ، متواضعي الهيئة والجمال والقوة .. وكثير من تلك الأفلام تتمحور حول قصص يافعين مهملين .. يافعين غير متفوقين .. ينتقدهم آبائهم ومعلميهم ويسخر منهم زملائهم ويعانون من المتنمرين في المدرسة .. ثم .. وبسبب مغامرة خارقة .. يثبتون للجميع أنهم الأفضل والأنجع والأقوى..

لا اعرف ان كنت وحدي من يرى خطورة هذا الطرح .. فالبحث عن مغامرات يقابله – في قاموس الواقع- البحث عن مشكلات وطرق عوالم خفية ومحرمة وغامضة .. عالم الانترنت يقدم هذه المغامرات بشكل أو بآخر .. ولأن الطفل الذي رباه الأعلام الحديث- جرئ لا يخاف- فكثيرا ما يتورط في مغامرات أكبر منه .. ويلجأ – كما تقترح عليه الأفلام والمسلسلات- لأصدقائه أحيانا لحلها .. فالوالدين بالمناسبة في الإنتاج ألأعلامي الحديث أنداد .. مصدر القلق .. عاجزين دائماً عن فهم الأبناء .. وهم اللذين يخطئون تقدير المواقف .. وهم – بالطبع- آخر من يجب أن يلجأ له الطفل ..!!
في وسائل الأعلام المرئية هناك ما هو أكثر من القصور .. هناك مشاركة في خلق المشكلة .. في الأعلام المكتوب لا يتم التوجه بشكل أساسي للأطفال والمراهقين عامةً لأنهم ليسوا رقماً صعباً وسط جمهور القراء .. وغالباً ما يتم توجيه الحديث لأبويهم .. والملاحظ هنا أن طرق المواضيع المتعلقة بالاعتداء على الأطفال عادة ما تكون لاحقة .. بمعني آخر يكون تعاطي الأعلام لاحقا لوقوع أحداث مؤسفة .. فالصحف تغطي حوادث الاعتداء على الأطفال .. وتدعوا لتشديد العقوبات ..ولحفظ الأبناء ومراقبتهم .. ولكن ذلك – كله- لا يأتي من منطلق توعوي بقدر ما تحركه الأحداث ويأتي كردة فعل – غاضبة غالبا- للحدث .. وقلما يبادر الأعلام المكتوب بالتوعية في قضايا كهذه – كما يجب- لكونه أكثر انشغالا بالقضايا والأحداث اليومية السياسية منها والوطنية ..

أن الإعلام مطالب بخلق تيار جديد يقنع الأطفال بأنهم ليسوا أبطالاً ، ليسوا أبطالا بالطريقة المقترحة حالياً على الأقل، ومطالبين بتوجيه الوالدين لينفتحوا على أبنائهم ويعملوا على الأقل – على خلق توازن بين الصور الذهنية غير الواقعية التي تزرع في أذهان الأطفال من خلال وسائل الأعلام- وبين الواقع .. والأهم من هذا وذاك يجب أن يتعلم الوالدين أن مد جسور الثقة مع الأبناء ليس ترفاً ..فبعدم بناء علاقة مع الأطفال أنت واقعا تغامر بفتح بوابة لاستغلالهم ..

كثير ممن استغلوا وابتزوا جنسيا من الأطفال فعلوا ذلك خوفاً من ذويهم ما يجعل الأبوين مشاركين في الجرم ؛ بدرجة ما ، فبعض أولئك الأطفال يستدرجون – من خلال غرف الدردشة- للحديث عن مشاكلهم وأسرار عائلتهم التي تستغل – لاحقا- لتهديدهم وتطويعهم.. بعضهم تورط في البداية بتبادل الأحاديث والصور الخلاعية مع من كان يظنهم أقرانا من عمره «بدافع الفضول الغريزي لدى الطفل لمعرفه خبايا هذه العوالم» حتى اكتشف أنه في حضرة بالغ يهدده بفضحه في منزله ومدرسته..!!

بعض الفتيات في الـ12-14 من العمر اتخذن من الدردشة باباً لعيش قصص الحب التي يستعجلون تجربتها؛ بعضهن اكتشفن أن الحبيب متزوج في العقد الرابع من عمره ومع ذلك استمرت العلاقة تحت غطاء التهديد والوعيد.. وكل تلك علاقات لم تكن لتأخذ مداها لولا غياب الحضور الأبوي في حياة هؤلاء ..وكثيرا ما قلنا إن مسؤولية الآباء الأولى تجاه أبنائهم هي أن لا يكتفوا بتمني أن لا يتعرض ابنهم/ أبنتهم للاستغلال الجنسي بل بتوعيتهم بما يتربص بهم من مخاطر في كل حلبات الحياة ومنها الحلبات الإلكترونية .

والأعلام مطالب بالانتباه لهذه القضية الحساسة .. فهناك واقع شديد الخطورة يفرض نفسه علينا بقوة اليوم..

مؤخراً فقط أثبتت دراسة علمية -شملت أطفالاً دون الثامنة من العمر- أن 47% من أطفال الخليج يتلقون رسائل إباحية تدعوهم للتعارف الجنسي.. وأن 83% منهم يتلقون على البريد الالكتروني رسائل لا تتناسب مع أعمارهم..
وهو ما يعني اننا أمام قضية جدية وخطيرة ..

يبقى لنا أن نقول هنا .. أن التخصص في تلك القضايا بين الإعلاميين مفقود .. وكثير منا لا يتقاطع ولا يلتفت لهذه المواضيع سيما في خضم الانشغال بقضايا أخرى – قد- لا تكون أكثر أهمية ولكنها أقوى حضوراً ..

كلمة الإعلامية البحرينية لميس ضيف في افتتاح مؤتمر "حماية الأطفال من الإعتداء على الإنترنت" الذي اقيم في أوائل شهر مايو الماضي في البحرين برعاية مركز كن حرا و السفارة البريطانية هناك..


من ما يقارب العامين و النصف اجريت بحثا عن العنف ضد الأطفال و استعنت بالكثير من انشطة و جهود مركز كن حرآ في البحرين و منذ ذلك الوقت انا على اتصال دائم بهم في ما يخص جديد انشطتهم و فعاليات برنامجهم.

و نظرآ لعدم تمكني من حضور المؤتمر قامت ادارة المركز مشكورة بالتفضل و ارسال جميع محاضرات المؤتمر الى بريدي " و اعتذر بشدة لعدم تمكني من وضعها من قبل بس اعتقد بداية العام الدراسي توقيت جيد لتوعية ابنائنا و بناتنا"..

و لأننا كتربويين يقع على عاتقنا الكثير من المسؤولية بشأن توعية الطالبات و الطلبة بكل الوسائل التي قد تستغل للإعتداء عليهم عن طريق النت فقد رأيت ان أرفق لكم اهم المحاضرات التي وجدتها مفيدة و معينة لنا في افضل الطرق للتوعية..



http://www.saudienglish.net/vb/uploa...1256975414.rar

شكرا لك إنيجما على الطرح المميز و الجديد من نوعه..

خلال قراءتي للموضوع تنبهت بالفعل لعدة نقاط كنت أغفل عنها في برامج المغامرات الموجهه للأطفال و حتى المراهقين و من اهمها تصوير الوالدين كعقبة في طريق التحدي و المغامرة و إظهارخوفهم على مصلحة الأبناء و سلامتهم كعدم تقدير لذكاءهم و شجاعتهم الخرافية..


مع العلم أني أحرص على مشاهدة الأفلام التي يشاهدها أبنائي و أحاول دائما لفت نظرهم إلى الزخم الهائل من الخيال الذي تزخر به الأفلام و مقارنتها بالواقع

شكرا لك يا غالية ..

أرجو أن تعم الفائدة

بسم الله الرحمن الرحيم

اختي الرائعة انيقما
بوركت يمينك على النقل المهم
نسال الله ان يحفظ اولادنا
وان يوفقنا على حسن تربيتهم وزرع مخافة الله في قلوبهم
انيقما في انتظار تواجدك العطر والغالي على قلوبنا
دمتي ندية وبحفظ المولى