سألت الأيام .... فذكرتني
عندما رأيت الأيام تمر وتنتهي بصمت ... ترددت بنفسي أسئلة كثيرة فحاولت أن أستوقف أحدها .. ولكنه لم يجبني .. بل تابع المسير واختفى .. ولم أستطيع حتى تتبع أثارة ، ولكنني سرعان مابحثت عن آخر فاستأذنته لأسئلة عما جرى . .. ولماذا يرحل بصمت سابقه .
فأجاب ... ألم تتعرفي علي ؟
أنا يومك الذي أنت فيه ، من أجل ذلك فقط توقفت . وأما الراحل فهو أمسك الذي غفلت عنه حتى غاب عنك .
وأنا مثله سائر نحو المغيب .
فحاسبي نفسك على أمسك قبل غيابي ، واعملي الخير لنفسك ، وأزيلي عن قلبك غفلته فإن الحسنات يذهبن السيئات ، واعـــــــــــــــتــــــ ــــــــــــبري .
فهذا اليوم قد نقص من عمرك ، وأنا لا محالة راحلاً مثله ...
انظري كم من الأيام مرت قبل أن تنتبهي لها .. وكأنك تجهلين أوتتجاهلين أن قدمك لن تزول من أمام ربك حتى تسألي عن عمرك فيما أفنيتيه .
هناك يتباين الناس حقا .. فمنهم من يقول ياااااويلتى ومنهم من يقول ياااااحسرتى ومنهم من يأتيهم البشرة فيسعدون بها (( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ))
فطأطأت رأسي أسفا .. وعندما غاب ذلك اليوم .. ورحل عني .. ملأ غيابة نفسي حزناً وأسى .
ولكن بقدر ماملئت نفسي بالأحزان والأسى بقدر ماصال وجال فيها الحق معلناً الإصرار على تصحيح المصير .
وليكن الغد خير من الأمس حتى نصل عبر هذا الطريق إلى غاية الخير ...
جعلني الله وإياك من الذين يخشون الله حق خشيته ..