بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجدين "
نرى قوة ارتباط بين الأب وابنه .
" يا أبت " : هذا يدل على أن يعقوب عليه السلام ربى ابنه يوسف ليرجع إليه في الأمور المهمة !
فالابن عندما رأى هذه الرؤيا المهمة جاء لأبيه وقص عليه ما رأى .
بعض البيوت الآن في علاقتها جفاف ، وضعف ، فيجب أن يكون الأب مرتبط بابنه .. ويشعره بحاجته إليه .
رؤيا يوسف للشمس والقمر والكواكب تتميز بإعجاز ، لأننا جميعاً نرى الشمس والقمر والكواكب ، ولكن الشيء العجيب في هذه الرؤيا أنه رأى الشمس والقمر يجتمعان معاً !
نقول : إنه لا القمر ولا النجوم نراها مع الشمس . فالشمس بضوئها الشديد تحجب هذا كله عن أعيننا .
شيء آخر في الرؤيا : أن يوسف رأى أحد عشر كوكباً وعرف عددها ، ومعنى ذلكـ أنها واضحة .
إذن فالإعجاز الأول اجتماع الشمس والقمر معاً .
والإعجاز الثاني رؤيته لأحد عشر كوكباً من دون الكواكب التي تملأ السماء . ولم يقل يوسف عليه السلام رأيتهم ساجدين أي الشمس والقمر والكواكب ، وإنما قال : " رأيتهم لي ساجدين "
فكأنه رآها أولاً ثم رآها ثانيةً وهي تسجد له .
ذلكـ لأنكـ إذا قلت : هذا الشيء سجد لي ، فلا بد أن ترى هذا الشيء قبل أن يسجد ثم تراه ساجداً ، لأنه لو رآهم من أول الأمر ساجدين فقد يكون هذا وصفهم ، وليس هناكـ سجود ولكنه لا بد أنه رآهم بدون سجود ، ثم رآهم يسجدون له .
والسجود سجود تكريم وليس سجود عبادة .
الإعجاز الأسلوبي في الآية
بهذا أخبر يوسف أباه عن أمر رؤياه ، وجاء بكلامه مؤكداً بـ ( إنّ )، ثم بتكرار فعل الرؤيا مرتين ( رأيت _ رأيتهم ).
وجاء هذا التوكيد في معرض الحديث عن أمر غير مألوف، فيه من الغرابة ما يُخشى معه أن يشكـ السامع في صدق ما يسمع
لذا جاء ذكر الرؤيا مقترناً بالتوكيد ( إني رأيت _ رأيتهم ) دفعاً لشكـ قد يخامر يعقوب عليه السلام في صدق ما يقوله هذا الغلام الصغير .
،
،
،
منقول