كفين على الوجه تربي!
بعد وفاة الوالد رحمه الله, كنا نعيش في بيتنا إلى جوار عمي..
كنت في الصف السادس ابتدائي.. وكان أغلب المدرسين في المدرسة من الأخوة الفلسطينيين, وكانوا يتصفون بالشدة والصرامة.
حدث أن حصل تفتيش على الشعر, وطُلب مني ومن أبناء عمي الاثنين حلاقة رؤوسنا..
بعد العودة إلى البيت, أخبر أبناء عمي والدهم بالمطلوب, وأرسل علي أن أذهب معهم للحلاق!
ولكن كابرت و رفضت بشدة , وحلفت برغم إصرار الوالدة..
في اليوم التالي,
جاء التفتيش, من رائد الصف , لازلت اذكر اسمه "ابو النجم" , رجل ضخم وطويل نراه مثل الأشباح , والأسوأ من هذا أنه يملك يداً مثل "الكريك"
رفع "الطاقية من فوق رأسي" , ثم أردف قائلاً:
"وله يا وله, محلكتش ليه يا ..(كلمة حلوه)..؟ الله يوخذك!
ترجمة: ولد يا ولد, ليش ما حلقت (يا بطل)؟ الله ياخذك!
ثم رفع يده عالياً موجهاً ضربة بيده الضخمة على خدي, أحسست أنه طيّر نصف وجهي معه. وإلى الآن لا أنسى حالة "الزغللة" ودوران الدنيا من حولي حينها!
وهدد وتوعد إن لم أحلق رأسي في الغد بـ "الفلكة"
عدت إلى البيت ووجهي "مبنج" , وبعد الغداء
ذهبت مطأطأ الرأس إلى عمي, وأخبرته بما حدث, فقال:
" ويوم أقول لك أمس أمش معنا ليش ما تجي؟"
ثم رفع يده عالياً
وأجهز على نصف وجهي الآخر! ثم أخذني إلى الحلاق.
حكمه: "خذوا الأمور من قاصرها , وبلاش العناد"
***
الموقف القادم:
تجارة وخسارة فادحة!
المفضلات