إعادة تنسيق فقط

[وجد طفلة]

كتبت هذا الموضوع سابقا ومباشرة في متصفح هذا المنتدى وانا في قمة الألم ..
والعجز والإنكسار فقد حبست دمعي ل خمسة عشر يوم ..
من وفاة والدي ..
خوفا مني على أخوتي الأكبر والأصغر مني ..
من الضعف ..

فنفجرت في ليلة ..

فكانت نتيجة هذا الإنفجار هذة الكلمات ..

اللتي كتبتها بألم وارسلتها ولم أرجعها حتى ..

غير أن همي كان أن أخرج زفارات من صدري واركلها بعيدا عني ..
لعلي ارتاح ..

-------------------------------------------------------------------

واليوم بعد ماشتد العود .. أحببت أن أعلق .. وأعيد تنسيق ..
ليأخذ الموضوع حقة ..

حروفي بعد ليالي من فقد و الدي الغالي

هذيان فكري في ليلة ماعرفت للنوم والراحة مكان .
خططت هذه الاحرف لوالدي الغالي رغم علمي بعدم قراءته لها من بعد ذاك اليوم .

إلى من وارى الثرى حنان قلبه وضياء جبينه .. الى من اسدل ستار الموت قصة حياته بنهاية مفتوحه غير منطقيه ..
ضللنا نتابع فصول هذه القصة ونذوب مع احداثها من بدايتها . كنا في بادء الامر نلعب دور المشاهد . كنا نتابع بشغف الطفل الفخور اللذي يترقب لحظة فتح الستاره عن هذا المسرح الكبير .. ليجد اول الابطال هو والده العظيم .. يراقبه بصمت واعجاب كبيرين كما لو كان لا يوجد بطل على مسرح الحياة غير هذا الاب .. يتقبل بكل حب تمريراته التربويه الادبية بما تحتوية من نصح , تهكم , جدال , حنان اهتمام غيره غضب



يدون هذا الطفل كل مامر عليه في نوتة عقله الباطن لا شعوريا , فهو مؤمن بأن ان لم يفهم ما تم طرحه اليوم سياتي اليوم اللذي يرجع له فيجده محفور في ذهنه.

كبر هذا الطفل وكبر شغفه وادراكه . ليجدك مازلت صامدا واقفا على خشبة هذه الحياة . كما عهدك دائما مبتسما سليما حريصا شامخا حاد النظره , هادء الصوت ..فتلفت انت من حولك فوجدت بان المشاهد الصغير كبر, بل اصبح عدد المشاهدين حينها سته وامهم معهم , فما زادك ذالك الا احساسا بالمسؤليه والحماسة في طرح كل ماهو جديد في كل ليله ..وتعهدت بان تكون هذه القصة هي رسالتك الاولى والاخيره وأن تقدم فيها عصارة فكرك وايمانك وتجاربك لهذا الحضور الحبيب الى قلبك ..

كنت وعلى مدار 65عام تلعب دور البطل بكل حالته من قوة وشجاعة وبساله .. لحيره وغلبت امر .. الى تضميد جروح نزفت مرارا وتكرارا في معركة الحياة الطويلة وبخناجر كل من هم حولك من قريب حبيب لبعيد جاهل ومازادك ذالك الا ايماناً بالله .. الى دور القائد اللذي يحتفل بإنجازات جنوده وابناءه من حوله من نجاح وزواج وخلفة اطفال .. حتى تغرق بكمائن العدو من حولك لتكسر كل فرحه تعتري محياك المبتسم .. فتواجه كل تلك المكائد بقلب مؤمن وحنكة رجل حكيم .. لتمتطي جوادك من جديد باحث عن نصرا جديد تخلده لسيرتك ولسيرت ابناءك من بعدك ..

فدخلت ايها البطل المنتصر على مصاعب الحياة وخطوبها رافع راية النصر بيمينك ,وصيتك وفخر ابناءك من بعدك بشمالك .. فوجدتنا امامك نستقبلك بفرحة المتلهف
رافعين الراس موشيرن اليك بأصابعنا المعتزه.(( فهذا الفارس القائد العظيم والدنا )) فالارض بما رحبت لم تحتوي مانكنه لك من احترام وفخر واعتزاز .. فلا نتحدث الا بمنطوقك ولا نستدل الا بأقوالك والا نتحدى الا بكلامك .. ولا نستشهد الا بمواقفك ,,

وماهي الا لحظات حتى سقط هذا الفارس مع على جواده فجاءه ومن غير سابق انذار ليتلقفه مشاهده البكر ليكتشف سر ضعفه ومرضه المفاجئ .. فيا بأس الطبيب ويا قلة حيلة الحكيم .. فمرضك مميت .. علم حينها بأن هذه القصه الطويله شارفت على النهاية .. وبطلها يناظل للوقف من جديد على خشبتها المعتاده فما زال في جعبته الكثير والكثير ... فياحيرت قلبة ويا سقم فؤاده .. فما كان منه الا ان اخذ بيده ليعود بهذا البطل المنكسر لخشبته المحبوبه وقلبه منكسر ويداه يملئهما العجز .. ليتعهادان بكتم هذا السر فهذه القصة لا بد ان تمثل وهذه الفصول لابد ان تنتهي كما اراد مؤلفها الواحد الجبار ان تكون وحده سبحانه ..
ينفض هذا البطل غبار الالم والحيرة والخوف والعجز من عليه .. ليمثل لمشاهديه انه مازال كما كان
..
ليكمل رسالته الكائنه .. ومشاهده البكر يتابع بصمت المعجب , وبقلب الابن المنصدم من هذا الاب العظيم, وهذا العبد الضعيف من غير رحمة الله وحده .. يلتفت من حوله ليجد اخوته مستمتعين بهذا الاب البطل رغم تزاحم الاسئلة والاستنكارات على وجوههم. غير انه وقف منعقد اللسان امامهم يوهمهم بإعجبابه بما يقدمة هذا البطل من امامهم ..
توالت ليالي العرض المزعومه .. ومازادت البطل غير ضعفاً واعياء وهزلا ووهن جسد شديد مصحوب بفرحة قلب ودمعة عين لم تفارق محياه. بلمة أحبابه ومشاهديه من حوله ..
فرغم ضعف تمثيله ووهن أدائه الغير ارادي غير ان مقدار المحبه والاعجاب والخوف عليه واضحا وجليا على تعابير أحباءه ومتابعيه ..

وفي ليلة كان قلة النفس عنوانها تم نقلة للطوارئ .. ليتم اسعافه .. ليتم اغلاق المسرح لليالي معدودة فالبطل سقط من على المسرح وامام الحضور فعلقت اللوحات انتظروا عودة بطلكم من جديد فليست هذه بالمرة الاولى ..
غير ان البطل لم يعود هذه المرة من جديد .. كانت السقطة الاخيرة .. تركنا حينها البطل في عز مشهد مهم ضاحك حكيم ليترك هذه القصة مفتوحه من غير نهاية منطقيه اومرضيه .

فلقد كان في كل فصل يبدءه يصل للعقدة باعياء مميت نظن حينها بانها نهايته ونهاية هذه القصة معه .. غير انه يعود من جديد ليحللها ويسهلها من جديد ويختم هذا الفصل .. ويملك القوة من جديد لينسج لنا خيوط قصة جديده نستمتع فيها معه .. ليتعب في منتصفها من جديد حتى نظن انه لن يتممها هذه المرة .. وتخيب الظنون البشريه ليعود من جديد ويكمل ماأتمه ..
الا هذا الفصل نسج خيوط قصته بقوة وحبكة متناهيه في الجمال ورغم الاعياء الواضح غير ان لمعت الاصرار براقه في عينيه لدرجه اننا استمتعنا بفنه وفكاهته وضحكه فتعالت الضحكات فيما بيننا
وفي قمة الحدث المهم !!!

يسقط البطل ميتا .. مخلفا بعده صداء ضحكات تتحول لبكاء منكسر .. وافكار وتساءلات تبحث عن اجابه مقنعه(( كيف , ولماذا , كان صحيحا سليم الفكر , حاضر الذهن ,كان يصرخ , يأمر .. معتمدا على نفسة ))
يتركنا بنهاية معلقه كيف سنكملها نحن .. لم نعتد التمثيل ولا نسج خيوط الافكار .. كيف سنقف على هذه الخشبة الهائله من بعده كيف سنكمل مسيرة اصراره و جهاده من بعده ..


كان دائما يقول يبدء المشوار بخطوة ما ان تضع قدمك على الطريق تسيرك الحياة مباشرة لمصيرك ..
ولكن السؤال كيف ارفع قدمي لاضعها على خط الحياة المفتوحه ياأبي وانت ماعدت بيننا ؟؟؟!!!!!..

أبي :

\\هل تعلم بأننا مازلنا نتردد على هذا المسرح يوميا بل نحن في الحقيقه من يوم سقوطك امامنا لم نبرحه مازلنا نجلس في الصف الاول سبع كراسي جمبا الا جمب نمسك ايدي بعض وابصارنا شاخصا ننتظر لحظة دخولك علينا الى هذا اليوم !!
اليوم اهو اليوم لخامس عشر من وفاتك ومازالت ابصارنا ترقب دخولك من اي باب امامنا .. لا نتحدث بكلمة فما زال صوت ضحكتك تعج المكان .. مازال قرع نعليك مسموعا لدينا .. طاولتك .. شنطة أدويتك .رائحتك؟
يغفى من يغفا منا فيفتح عينيه مفجوعاً لعل فاتته لحظة دخولك عليه .. كل الحظور انصرف ليكملوا حياتهم ومازلنا نحن السبعه نرقب طيفك يا ابي الغالي لعله يلوح في اي لحظة من جديد .. الصمت يعتري المكان غير ان ضجيج فكرنا يحول بيننا وبين العالم الخارجي ..

فهنا اكلت .وهنا هززت كتفيك ضاحكاً وهنا علقت على اطفالنا ..
وهنا مسكت واحده منا توصيها وهنا تالمت وهنا صرخت من الوجع ,,وهناك نمت قرير العين وهناك نسمع جهاز الاكسجين الخاص فيك, وهنا كنت تجلس في صدر طاولة الطعام .. وهنا وهناك وهنا وهناك
قصة حياتك انتهت ياوالدي هنا .. غير ان شريط ذكرياتنا بدء هنا لينتهي بإنتهاء اعمارنا فكنت ومازالت وستبقى شخصية نادره وبطل عرفه العالم القاصي والداني . فالاجيال اللتي خرجت على يدك تشهدلك بالخير الكثير . وما خلفته من مقالات وكتابات واحرف خطتها اناملك الغاليه محفوره في قلوب واذهان الناس ..
وقصة كفاحك من يتمك وفقرك لمالك وجاهك وعلمك وخيرك وصلة رحمك ونصرتك للمظلوم ونصحك للظالم تشهد لك اليوم وأسال الله القدير ان يجعل كل ماقدمته يابي الغالي من عمل اردت به وجه الله الكريم حجة لك يوم القيامة ورفعه في ميزانك .. يا راب العالمين ..

الله يعينا على فقدك .. ويصبرنا على المضي في هذه الحياة من دونك .. ابنتك الثكلة

[مريمتين]

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

[postgraduate]

وجد طفلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحمه الله رحمة واسعة وجميع موتى المسلمين ,, عظم الله أجركم في مصابكم ,, وعوضكم خيرا ,, هذه هي الحياة ,, وهذا هو مصير كل كائن حي على وجه البسيطة ,, فلا بقاء دائم ,, ماهي إلا محطة للإستزادة بما يقربنا إلى الله للفوز برضوانه ,, مشاعر صادقة ومعبرة ,, جزيت خيرا .

[هبيكو]