خــلف الحـدود

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

خــلف الحـدود


أمي إني اشعر بالبرد " همس الصغير لامه ثم اخذ يجر طرف ثوبها بإعياء واضح على وجنتيه الملتهبة من شده البرد
" هش" همست بدورها وهي تضع يدها على فمه الصغير
فقد كانت مصابيح الأعداء تتجول بالقرب منهما
حضنته بقوه وهي تختبئ خلف الشجرة حتى لاتراها أعينهم الجائعة
وأخذت تربت على صدره وتهمس له " ستكون بخير ياصغيري فقط أصبر حتى نصل لبيت جدك "

كانت ناديه وصغيرها عمار يحاولان الهرب من قريتهما الصغيرة التي دمرها الأعداء
كانت عينيها تفيض ألما وحزنا فقد تحول يومها الجميل في بيتها الدافئ
حول عائلتها الصغيرة المؤلفة من زوجها وابنها البكر نادر وصغيرهما عمار
إلى كابوس يشتعل بالألم والدمار
مازالت لاتصدق ما جري صباح ذلك اليوم حين سمعوا
أصوات القنابل وهي تتساقط فوق رؤوسهم
" ماذا يحدث " هذا كان السؤال الذي يطرحه الجميع وهم يهرعون مسرعين
بين الطرقات
كانت المنازل تدمر بوحشية
كان منظر جثث الأطفال الملقاة على ارض ملعبهم الصغير
في وسط القرية حيث اعتاد الصبية أن يتجمعوا بعد الإفطار
لا يفارق عينيها
فقد شعرت وكان أنياب وحش مفترس اقتلعت قلبها
ورمته بقسوة
بين السنة اللهب
كان الكل يركض صارخا بدون وعى ملطخين بالدماء يبحثون عن أحبتهم
لم يكن هناك أدنى شك لديهم بأنهم يتعرضون للهجوم من بلد أخر
لكن لماذا ومن هذا العدو؟ لا احد يعلم
توقف القصف فجاه وخرج من بقي من أهل القرية على قيد الحياة
إلى الساحة
كانت صرخات النساء الثكلاوات في أبنائهن وأزواجهن وأقربائهن
تتصاعد لأطراف السماء
صمد الرجال أمام ذلك المشهد العاصف في صمت مبكي فقد ابتلت أللحي
وتجمدت النظرات على منازلهم الجميلة التي تحولت في لحظات قصيرة
إلى مقابر جماعية تضم الأحباب إليها بقسوة
كانت ناديه في ذلك الوقت تقف بعيدا مع صغيرها عمار فقد رفض زوجها
أن يرى ابنهم الصغير تلك المناظر وتوجه هو ونادر ليساعد مع بقية
الرجال والنساء في البحث عن أحياء تحت الإنقاذ
توجهت بعمار لتجلس تحت الشجرة فقد كانت تشعر الآن بأنها ليست بخير فقد
سقط جزء من جدار بيتهم فوق كتفها حين قفزت نحو عمار لتجذبه بعيدا عنه
" أمي أنظري " نادي عمار أمه بخوف وهو يشير إلى مجموعة من الجيش
تتقدم نحو أهالي القرية
كانت تسمع هتافات أهل القرية وهم يهللون مستبشرين وفي هذا الوقت أيضا
نادي قائد الفرقة على الأهالي للتجمع في وسط الساحة
كانت تراهم يركضون إليه بفرح ماسحين دموعهم تسبقهم أسئلتهم التي تبحث عن إجابات
ابتسمت لابنها الذي بدء خائفا ومسحت على رأسه
" إنهم جنودنا يابني لا تقلق "
وما كادت تنهي عبارتها إلا وسمعت أصوات إطلاق النار فأدارت وجهها بسرعة
إلى هناك حيث كان الاحبه يقفون كانت الطلقات تنهمر كالمطر على الكل
بدون استثناء
وتعالت الصرخات ولكنها كانت فقط صرخات الرشاشات
فلم ينطق احد منهم بشي
كانت الحلوق صامته خرساء ويال العجب كانت الصراخات
والضحكات تصدح في
المكان حين انتهى الجنود من إبادتهم لمن تبقى من أرواح
كان الذهول مازال يشل حركة ناديه لولا أن قاطعها صوت ابنها الباكي
فانتفضت بقوة وهي ترى احد الجنود يشير إليها هي وصغيرها وبدون تردد
وجه مسدسه إليهما وبدء بإطلاق النار
لم تكن المسافة قريبه فاخطأ الجندي الهدف ولم تمهله ناديه لإعادة الكره
فقد حملت صغيرها وانطلقت نحو الحقول
كانت تركض بقوة غير عابئة بتلك الأغصان التي مزقت قدماها بعنف .
كانت تركض وتركض كانت صور القتلى

صورة زوجها وابنها نادر لاتفارق مخيلتها .كان هناك سؤال وحيد
يدور بذهنها
لماذا لماذا ؟
تحرك عمار بحضنها أعادها إلى حيث تجلس ألان . كان الجنود ولاشك يبحثون عنهم حتى بعد مضي ثلاثة أيام من الحادث
كانت أصوات إطلاق الرصاص هي الطاغية في الايام الاخيره ورائحة الموت تشل الحياة في صمت كريه .كان ارهاقها وحرصها على سلامة صغيرها يشل
أي تفكير فيما حدث فقد كانت تريد الاستمرار لأجله كانت تطرد أي شي أخر يعبر ذاكرتها .
كان تضع ستار من الذكريات الجميلة على ذلك المنظر المرعب الذي قضى على أهالي القرية فقط لتستمر
"هل سنجد أبي وأخي عند جدي يا امي " سوال الصغير انتزعها من أفكارها
"بإذن الله ياصغيري إجابته بحنان " كانت تدعوا الله أن يكونا قد هربا وتوجها مثلها إلى الحدود.
" ومتى سنصل إلى بيت جدي يا امي " قال الصغير
غدا بإذن الله " كانت تدعوا الله أن ييسر لهما الطريق فلم يعد لديهما الطاقة الكافيه للهرب فكل ما استطاعت جمعه من الحقل
في المساء التالي لهروبهما قد نفذ
سمعت أصوات خافته تأتي من خلفها فالتفت بذعر
نحوالصوت .
كانت وقع الخطوات يقترب ويقترب
تجمدت ناديه حين بلغتها الخطوات وأيقنت أنها هذه المرة
ولاشك هالكة
أغمضت عينيها وضمت صغيرها إليها ثم قالت
" اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله " ثم صمتت تنتظر الموت
لكن شيئا لم يحدث بالعكس كان الصمت يخيم على المكان
ففتحت عينيها ويال رب السماء كان زوجها وابنها الآخر ومجموعة من أهل قريتها يقفون أمامها .
ولأول مره منذ رحيلهما أجهشت ناديه بالبكاء
وهي تراهما غير مصدقة
واقترب منها زوجها وابنهما فضمتهما بقوة إلى قلبها كانت
تريد أن تشعر
بالحياة في أوصالهما .
الكل كان يبكي فرحا بمشاهدتهما أحياء . قال لها
وهو يبعدها برقه عنه" دعينا نرحل فالحدود والحرية يقعان خلف
هذا الحقل هيا بسرعة قبل بزوغ الفجر."و تحرك مسرعا للامام
ابتسمت وهزت رأسها بصمت وأمسكت بيد أولادها
ورحلوا جميعا
ومع تسلل خيوط لفجر الأولى كانت أقدامهم تخطوا خطواتها
الأولى خلف الحدود وهناك كان الاستقبال غير .
كانت ناديه ترى الوجوه المتعبة حولها تلتقط أنفاسها
وكأنها المرة الأولى التي تتعلم كيف تتنفس فيها الهواء النقي
كيف هو شعور من يولد للحياة من جديد .
.
.

انتهت
serenity

[هبيكو]

كلمات جميله

شكرا لك

[اجمل احساس 1434]

..............
كلام جمييييييل

شووكرا

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

كلمات جميله

شكرا لك

هبيكو
الاجمل هو مرورك أخي الفاضل فشكرا

[I Am Different]

كلمات رااااائعة ،،،

[αĵмαℓ α7ѕαѕ]

رآآآئعه

يعطيك العآفيه

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

..............
كلام جمييييييل

شووكرا

اجمل احساس
العفوشاكره لك مرورك العذب

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

كلمات رااااائعة ،،،

I Am Different
الاروع حضورك أخي فشكرا لكلماتك الذوق

[ghoson]

كلمات مؤثر وفي نفس الوقت حزينة

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

كلمات رااااائعة ،،،

شكرااا لذوقك فقد أسعدني توآجدك
دمت بخير

[ندااا]

[طالب إنتساب E]

كلمات رائعة رائعة رائعة . . فعلاً مبدعة . .

[tmnatk]

thank you

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

كلمات مؤثر وفي نفس الوقت حزينة

الحزن لايترك بقعة إلا زارها لكن هو جبان أمام إصرار الحياة في عروقنا
لروحك دعوآت بقناديل من السعاده تضئ أيامك
وقلبك
.
سعدت بمروك الرقيق

[وجد..]

جميلة شكرا.

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

[Faith!!]

الله يحرر سوريا من الطغاه
ويرحم شهدائهم يارب العالمين

[kadi39]

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

كلمات رائعة رائعة رائعة . . فعلاً مبدعة . .

الف شكر على ثنائك على ماكتبت
فكلماتك جدا أسعدتني

[Abdulkadir511]

[Abdulkadir511]

تسلم يدينك على هالكلام الرآقي ..

[bint.abdulaziz]

شكراً لذوقك , جميله ..

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

thank you

You are most welcome

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

الله يحرر سوريا من الطغاه
ويرحم شهدائهم يارب العالمين

اللهم أمين.
يارب كن معهم وسخر لهم من عبيدك من يمد لهم يد العون
يارب في يومك الفضيل هذا أحفظهم من البرد والرصاص
وأكفيهم شر كل ذي شر

[● Ṡeяεиiτч . . ☆]

العفو,,,,,