صفحة 15 من 17 الأولىالأولى ... 51314151617 الأخيرةالأخيرة
النتائج 351 إلى 375 من 410

الموضوع: مقال اعجبك

  1. #351
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    روشتة تفوُّق ..!
    ماجد الحربي / صحيفة سبق .


    الذكاء عملية نسبية ، والأذكياء قليلون ، ولا يمكن أن يكون الناس كلهم أذكياء ، بل ذلك محال ..! ولكن من الممكن أن يُنمَّى الذكاء إذا وجد الرعاية والاهتمام . والذكي عادة هو أقدر الناس على التبصر بعواقب سلوكه من غير الذكي ، غير أنه يجب أن نتذكر أن الذكاء ليس إلا عاملاً واحداً من عوامل كثيرة تُسهم في تعيين السلوك وتوجيهه .

    فإلى جانب الذكاء هناك الدوافع الشعورية واللاشعورية ، بل قد يكون الذكاء عوناً على التمويه وإخفاء ما يتورط فيه الإنسان ..!

    ولا بد أن يعلم أبناؤنا الطلاب أن الدراسة ليست للأذكياء فقط ..! وإلا ما وُجد هذا العدد الهائل من الطلاب والطالبات في الجامعات !! فمن غير الممكن ، بل من المستحيل أن يكونوا كلهم أذكياء .

    والذي أريد أن أصل إليه هو أن أقول لأبنائنا الطلاب وهم في موسم الاختبارات أن يعلموا أنه ليس الأذكياء فقط من يحققون أعلى الدرجات ، وأنه بإمكان الطالب المحدود الذكاء أن يضاعف من عدد ساعات المذاكرة حتى يحقق أعلى الدرجات ؛ ويكون من المتفوقين .

    ولو سألنا أغلب الطلاب المتفوقين عن عدد الساعات التي يقضونها في المذاكرة من بداية العام الدراسي ، لا في الأيام التي تسبق الاختبارات فقط، لوجدنا أن أغلبهم يذاكر من ( 4 إلى 6 ) ساعات يومياً ، أي ما يقرب من ربع يوم ، فأين الذكاء هنا ..؟! إذن ، فالطالب المطلوب منه أن يسترجع المعلومات التي حصل عليها خلال الفصل الدراسي ، ثم يتذكرها ، ويضعها في ورقة الإجابة ..!!

    غير أن الأذكياء يتميزون عن غيرهم بصفة واحدة ، هي أنهم من أول وهلة يحفظون المطلوب ، ويستوعبونه ..! وكثيراً ما نرى أناساً في حياتنا أذكياء ، بل أذكياء جداً ، وهم خارج نطاق التعليم ..! وربما لم يحصلوا على شهادة مناسبة ، والعكس صحيح ؛ قد نجد أناساً لا يمكن أن نصنفهم من الأذكياء أبداً ، ومع ذلك حصلوا على أعلى الشهادات ، كالماجستير والدكتوراه ؛ لأنهم ببساطة بذلوا الجهد والوقت ، وذاكروا أطول فترة ممكنة ، وحققوا ما يتمنونه ، مع أنهم ليسوا من الأذكياء !! وقد لا يجد بعض الأذكياء الدعم والرعاية والاهتمام ، سواء من الأهل أو من المدرسة أو من البيئة المحيطة بهم ؛ وبالتالي قد يكونون من أوائل الطلاب الذين لم يكملوا تعليمهم أو لم يحالفهم الحظ في نيل حظ وافر من التعليم ..!!

    وختاماً .. أوصي أبناءنا الطلاب والطالبات بأن يتوكلوا على الله أولاً وآخراً ، ثم يضاعفوا عدد ساعات المذاكرة ، مع التركيز ، ثم التركيز ، واختيار أفضل الأوقات للمذاكرة بعد صلاتَيْ الفجر والعصر - كما ثبت ذلك علمياً وعملياً - وطبعاً يكون الطلاب خلال هذين الوقتين من المصلين ، ولأن الذهن يكون صافياً بعد هذين الوقتين فيما لو أخذ الجسم كفايته من النوم بالليل ، وأن يتجنبوا السهر ، وأن يبتعدوا كل البعد عن المنبهات بأنواعها، فضلاً عن المحرمات منها كالمخدرات . والله يجنبنا وإياهم شر كل ذي شر ، وأتمنى لطلابنا وطالباتنا التوفيق والنجاح في الدارين .
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  2. #352
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    حكايانا.. يوم دراسي حافل
    منيرة آل سليمان / صحيفة سبق .


    أنا حافل !
    اسمي هكذا !
    هل يصفني فعلاً ؟ لست أدري
    من أطلق هذا الاسم علي ؟ أيضاً لست أدري
    في أحايين كثيرة أكاد أجزم بأن الاسم تهمة !
    وفي أحايين قليلة أشفق على نفسي وأصرخ فيني :
    هذا كثير !
    لكن
    قد تكون حقيقة فعلاً !! ربما أنا حافل بالسلب أو الإيجاب وربما بهما معاً ..
    بالنهاية أنا هكذا
    اليوم قررت أن أنصفني !
    وأقف بنفسي على نفسي !
    لا بأس إن كنت الخصم والحكم والشهود أيضاً !
    سأطلّ على نفسي بنفسي !
    سأقول كلمتي عني .

    قررت أن أتحدث عني بالكثير من الحيادية ( ما استطعت ) .. سئمتهم وهم يلوكون سيرتي ، ويكيلون لي كل شيء وأي شيء ، ربما امتدحوا وما أكثر ما ذموا ! ويا ليتهم سكتوا ؛ لأن أحاديثهم تطير مع حمائم الدوح في الأفنية إن وجدت ، وتنشف أحبارها وهي جافة أصلاً ، لا جديد يقال ، ولا ثمة ما يمكن سماعه تحديداً .

    سأختارني أولاً في مدرسة ابتدائية ! سيكون ذلك مثالياً فيما أظن ..

    أن أتدرج حتى أصلني إلى مراحل أعلى ، وستكون مدرسة للبنات ، فمن تكتبني أنثى ، وهذا من بديهيات الإنصاف لدي .

    ومن العدالة فيما يبدو لي أيضاً أن أختارني في مدرسة حكومية مبناها مستأجر رغم خشيتي الشديدة من سوء اختياري سلفاً ! فالمباني المستأجرة ربما تعني سقوطي الحتمي وانتحاري أمام باب المجلس أو حتى المقلط !!

    هذا أنا آخذ نفساً عميقاً وأكاد أنتفض كعصفور بلله القطر لأنفض كل عوالقي الغبارية السابقة وأكون جديداً في خبراتي حتى أكون منصفاً !

    يا للصباح الجميل !

    أشعر بشيء من الانتعاش ، وأنا أمشي خلف أولئك الصغيرات وهن يتسابقن للدخول بشرائطهن البيضاء المتطايرة ! وأثوابهن النظيفة .

    يا للروعة !

    أسمعني أهمس بذلك وشيء من انتشاء يتلبسني ، لكنني أطرقت خجلاً قبل أن أقول مدعياً :

    ما أروعني !

    ذلك أن منظر الصغيرات يدهشني ويجعلني أستطعم نفسي لذيذاً حتى آخر حصة !

    سيكون اختياري مريحاً مع أولئك الطفلات ( ! ) لكن شيئاً ما أربكني وانتزع لذتي حين لمحت ثم تأكدت ثم صممت على الاعتراف وأنا أجر تنهيدتي وأعضّ على سبابتي وأقر بأول اعترافاتي .

    لفتني منظر الحقائب لم يكن يعنيني صور بطلات طيور الجنة التي صدعت رأسي أناشيدها تقال بلهجات غير لهجات صغيراتنا ، الذي آلمني ظهور صغيراتي المائلة للأمام وبعضها للخلف وقد أثقلتهن أوزان الكتب والدفاتر التي ألزمتهن بها !؟

    وأخريات تجر الواحدة منهن حقيبتها كرحالة في مطارات العالم !

    نقطة سلبية كتبتها في ورقتي وشددت عليها حتى ثقبت ورقتي ومضيت ...

    لم يتكامل جسدي إلى الداخل حتى صم أذني صراخ التلميذات جماعياً حاداً كأزيز الطائرات يتزاحمن ويتراكضن فيما يشبه الفناء ، كنّ بأعمار مختلفة وأطوال كذلك ، وقد تلاحمت الأجساد وتزاحمت الأنفاس ! وفاحت الروائح رغم أن الوقت ما زال باكراً تمنيت ما أسدّ به أنفي حتى لو كان شماغ أحد المسؤولين !!

    خرجت لاهثاً بل دخلت في الحقيقة ، كان مقر المدرسة من مبنيين يفترض أنهما خُصّصا لعائلتين متوسطتي الأعداد ( أم وأب وصغار فحسب ! ) .

    لكنها احتوت مئات الأعداد والأرواح !! دخلت المبنى الأول كاد فكّي يسقط دهشة ، شعرت وكأن السقف يكاد يلتصق بهامتي رغم طولي الذي تخيلته متوسطاً ! لا أدري كيف تتنفس كل تلك المخلوقات كل ساعات اليوم المقررة عليهم ؟! كيف يأتي الهواء ويتوزع بينهم ؟

    تلفت سريعاً لعل هناك مضخة أوكسجين في مكان ما ، العالم تعيش هنا وتتنفس على أية حال .

    لا أدري كيف استغلت حجرات المدرسة بهذا الإتقان ؟ وقد صفت المقاعد في حجرات الدراسة المفترضة صفاً تعجب منه النحل والنمل معاً !

    حاولت الصعود للأعلى لعلي تمكنت من إطلاق أنفاسي المحبوسة فكدت أتعثر في السلالم العجيبة!

    عدت أدراجي وقد عصف بتركيزي وكاد يفقدني توازني ويجهز علي ويعجل بإغمائي صوت جرس يزلزل الأرض من تحت الأقدام ، شعرت بالدوار واللهاث وأنا أتابع في تثاقل خطواتي وقد حولني ارتياعي إلى ما يشبه الفاقد ذاكرته .

    حتى مررت على زحام ما تبدو الرؤوس منحنية تفعل شيئاً ما ..

    كنّ المعلمات والإداريات يتزاحمن على دفتر التوقيع !

    تبدو مشادة وكلمات متطايرة غاضبة وإحداهن تحمل مسطرة وقلماً أحمر !

    فهمت !!

    هززت رأسي وحوقلت وأنا أتمنى لو أنتزع القلم الأحمر وألقي به في فناء التلميذات ليسفك دمه وتنتهي معاناتي منه !

    سألقي بجسدي على هذا الكرسي الفارغ ، سمعت أنه لـ " نورة " الغائبة منذ عدة أيام .

    تكاملت المعلمات سوى من ابتليت بالمناوبة وملاحقة الصغيرات وتنظيمهن ، لكنهن ما زلن في حديث عاصف حول الخط الأحمر الذي خط سريعاً وسط دفتر الحضور ولم تأبه راسمته بمبررات الطريق وأمزجة الأزواج والسائقين وتوصيل الأولاد والبنات ؛ ذلك يعني أن من ستخط اسمها تحت الخط الأحمر ستحسب عليها الدقائق التي تأخرت فيها حتى إذا تكاملت في عدد معين سيتخذ في حقها إجراء ما .

    لم أشعر بالارتياح لمنظر المعلمات على الإطلاق .

    بالفعل كن مهندمات ومتأنقات ( الأغلب منهن على أية حال ) لكن النشاط انطفأ من ملامحهن والعيون المشرقة والابتسامات الراضية تكاد تختفي تماماً .

    لا أرى سوى وجوه عابسة وشفاه متورمة وجفون كذلك !

    الصمت يسود المكان بُعيد ذلك الحديث العاصف وجملة الاعتراضات الكثيرة .

    زفرت بهدوء وأنا أنتظر القادم الأجمل إن شاء الله تعالى .

    مراقبتي لحركة أياديهن الآلية تشعرني بالرغبة في الضحك ..

    روتين حفظنه تماماً يطبقن العباءة ، يتأملن في مراياهن الصغيرة ، وربما كشرت إحداهن عن أسنانها لتزيل عوالق حمرة الشفاه ، ثم تكمل تصفيف خصلاتها ، وترشّ عطرها وقد شممت عطوراً باريسية كثيرة أصابتني بنوبة من العطاس الشديد كتمتها بالكثير من الجهد !

    أشعر بالخدر الآن ورغبة شديدة في النوم، تذكرت اسمي وأنا أهز رأسي وجعاً ، لكن تلك الطرقات دقت أذني دقاً !

    إنها المديرة تكيل للباب صفعات قوية على خده المتورم ، تستعجل المعلمات لحضور الطابور والإذاعة الصباحية ،

    ( غصب يعني ؟! )

    رنت تلك الكلمة في الأجواء القريبة من المعلمة ، ويبدو أن رادارات المديرة التقطتها سريعاً وها هي تصم أذني بصراخ أشبه بالشتائم وتهديد لا يقال إلا في مخابرات العصور الوسطى أو هكذا يبدو لي !

    جيد أنها انصرفت حين تعالى صوت مذيعة الإذاعة الصباحية ( مديرتي الفاضلة ، معلماتي العزيزات .......) زممت شفتيّ ولويتها مستنكراً : كيف استمرت تلك المقدمة منذ اخترعت الإذاعة الصباحية لدينا ؟!

    ثم قفت بدوري لعلي ألحق بالجمع ، لكن ها هي تعود وتلوج بسبابتها في وجه إحدى المعلمات تبين لي أنها معلمة الاجتماعيات يبدو لي أنهما تتمان حواراً منذ الأمس بين الرفض والغصب في أن تتحمل " فاطمة " أربع حصص إضافية لمنهج العلوم لتكمل نصاب الـ 24 حصة لفصلي سادس وثمانين طالبة أيضاً ! عدت أتهاوى على مقعدي وسبابتي تؤلمني وأنا أكاد أقضمها !!

    لكنني قفزت ملهوفاً فقد نسيت الأهم ..

    التلميذات هن الأهم بالطبع اللاتي لأجلهن حدث كل هذا ..

    حيث وجدت منسوبات المدرسة لقمة عيش واستؤجرت المدرسة وألفت الكتب واستحدثوني وأقضوا مضجعي !!

    كانت إطلالتي على الطابور الصباحي حذرة ، لا تزال مقدمات الإذاعة الصباحية في شغلهن الصباحي المعتاد نصائح يرددنها وأناشيد يتمايلن معها ومواضيع عن الأمانة والصدق والإخلاص في العمل يكررنها من عهود سابقة !

    خرجت زفرة قصيرة أشبه بالآهة وأنا أتابع بالكثير من الشفقة تزاحم الصغيرات على ذات السلالم والعصي تلوح فوق رؤوسهن ليستعجلن الذهاب للفصول تتراكضن بالكثير من الحرفية فوق الدرج، ويدي تكاد تمسك قلبي هلعاً أن تسقط مجموعة منهن فتحدث كارثة ما ! لكنهن واصلن القفز دون أن تعير أسماعهن أي اعتبار لتلك الألسنة المندلقة لصراخ المراقبات والمعلمات المعتاد فيما يبدو !

    الآن بدأت الحصة الأولى ..

    بدأت أنا فعلياً لكن في الحقيقة أشعر أنني لست على ما يرام رغم أنني لم أبدأ بعد !
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  3. #353
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    رد: مقال اعجبك

    ما هو الخيار الآخر؟
    م. ناصر القحطاني

    «ما هو الخيار الآخر؟» هذا السؤال رغم بساطته ووضوحه، إلا أنه قد يكون سببا -بإذن الله- في حماية اقتصاد من الانهيار وشركات من الإفلاس وأسر من الضياع ودول من التفكك، خصوصا في وقت الأزمات.

    هي ليست دعوة للانهزام والرضا بالواقع، وترك الطموح والتحدي، بل هي دعوة للواقعية، والبعد عن المثالية عند اتخاذ القرار.

    الناجحون عبر التاريخ هم الذين تصالحوا مع الذات والواقع، واتسموا بالمرونة في التعاطي مع الأحداث والمفاجآت.

    تجرع الألم البسيط رغم قساوته، أفضل من تجرع ألم أكبر يأتي لاحقا بالاستمرار بنفس الطريق، وصدق الشاعر حينما قال:

    إن لم يكن إلا الأسنة مركبا فما حيلة المضطر إلا ركوبها

    العقلاء في مراكز اتخاذ القرار هم الذين يسألون وقت الأزمات (ما هو الخيار الآخر؟) وفي الغالب تكون قراراتهم صائبة، وتحمي كياناتهم الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية من الانهيار، وتقلل من الخسائر.

    على المستوى الفردي، الشاب الطموح العاقل هو الذي يسأل دائما (ما هو الخيار الآخر؟) عندما لا يتحقق طموحه، وفي الغالب يكون قراره صائبا بالتحول إلى الخطة (ب)، بينما الشخص (العاطفي) هو الذي لا يرضى بالخيار الآخر، ويبقى مصرا على الخيار الأول حتى لو كلفه ذلك الكثير.

    استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، بعد إلقاء الولايات المتحدة الأمريكية قنبلتين نوويتين عليها، كان بعد النقاش حول (ما هو الخيار الآخر؟) كان قرار الاستسلام صعبا ومؤلما، لكنه جعل من اليابان قوة اقتصادية مؤثرة ومتحكمة في الاقتصاد العالمي خلال أقل من 25 عاما.

    في عام 2007 اتصل بي أحد خريجي الثانوية، بعد أن أقفلت جميع الأبواب في وجهه، وطلب وظيفة (تليق) به، فعرضت عليه الشاغر الوحيد لدي بالشركة وهي وظيفة مأمور سنترال براتب 2500 ريال، فرفض بحجة أنها لا تليق به، فسألته (وما هو الخيار الآخر لديك؟) فلم يجد جوابا، فجاوبته نيابة عنه أن الخيار الآخر هو أن تبقى في البيت!! فقبل بالوظيفة وتدرج عندي بالشركة، ثم انتقل لأحد البنوك ويشغل حاليا مديرا لإحدى الإدارات، ولا يزال يتذكر قاعدة (ما هو الخيار الآخر؟).

    تأخرت فتاة بالزواج، ثم تقدم لها شاب متزوج ولديه مبررات لزواجه بثانية، استشارتني الفتاة ووالدها فقلت لهما: (وما هو الخيار الآخر؟) وكان الجواب هو انتظار فارس الأحلام الذي لم يأت، وهي في منتصف الثلاثين... فوافقت الفتاة، وتم زواجها ولله الحمد، وكونت أسرة، وهي تعيش الآن بسعادة مع أطفالها الأربعة.

    في صيف 2005 تعطلت إحدى المعدات الصغيرة في أحد مصانع البولي ايثلين بالجبيل، مما أدى إلى تعطل أحد خطوط الإنتاج بالكامل، تم استدعاء مقاول الصيانة، وطلب منه تصليحها خلال أقل من 24 ساعة، وافق المقاول وطلب مائة ألف ريال مقابل تسليمها خلال 24 ساعة، علما بأن قيمة شراء معدة جديدة مائة ألف ريال من هولندا، وافق مدير المصنع على السعر؛ لأن (الخيار الآخر) هو الانتظار على الأقل 5 أيام حتى تصل المعدة الجديدة، والذي سيخسره المصنع خلال فترة الانتظار هذه 5 ملايين ريال بمعدل مليون ريال يوميا بسبب توقف الإنتاج.

    في المجال الطبي يناقش الأطباء مع المرضى قاعدة (ما هو الخيار الآخر؟) لكي يصلوا إلى أفضل حل بأقل الخسائر والألم، حتى لو تطلب الأمر استئصال عضو حيوي أو إجهاض جنين.

    السائق الناجح هو الذي يتصرف بحكمة فطرية ويتخذ القرار في أقل من ثانية عند مفاجآت الطريق بقاعدة (ما هو الخيار الآخر؟)، فالاصطدام بشجرة أقل خسارة من الاصطدام بعابر مترجل ودهسه.

    بعد هذا المقال، اجلس مع ذاتك في خلوة، واستعرض مشاكلك وفكر بحيادية وعقلانية بالخيارات المتاحة أمامك، وسوف يهديك الله بفطرتك للخيار الذي فيه سعادتك، وتأكد أن عاطفتك سترفض قرار عقلك، ولكن عقلك سينتصر -بإذن الله- إن قال لها (ما هو الخيار الآخر؟).

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  4. #354
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    May 2015
    الدولة
    Madinah
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    33

    رد: مقال اعجبك


  5. #355
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    المرأة السعودية هي طعم الحياة
    د . الربيع بن محمد الشريف / صحيفة سبق .


    أجمل ما في المرأة السعودية قدرتها على التحدي ومواجهة الصعوبات ؛ فهي لا ترضى بأنصاف الحلول ، ولا تقبل أن تقف موقف المتفرج أمام التحديات ، وخصوصاً إذا اقترب أحد من حماها ، أو حاول المساس بخصوصيتها أو المزايدة عليها في أمر ما ؛ فهي أشهر من علم ، وكرمها لا يضاهيه كرم ، و" دلة الهيل " الشهيرة مرتبطة بهذا الكرم العريق منذ القدم .

    لقد ضربت جداتنا وأمهاتنا أروع المثل في تنشئة جيل من الرجال والنساء الذين تحملوا عبء المراحل الأولية التي خاضتها بلادي الحبيبة في بدايات النهضة والتنمية ، في الوقت الذي لم يكن فيه معظمهن يجدن القراءة والكتابة ، ولكن العزيمة والتضحية وإنكار الذات والطموح الذي لا يعرف حدود كانت وراء نهضة المجتمع ، وتجاوز أخطر وأصعب مرحلة يمكن أن تمر بها أمة من الأمم ، واستطعنا بفضل وتوفيق الله - عز وجل - أن نتجاوزها ، ونعبر إلى شاطئ الأمان بكل اطمئنان .. وها نحن اليوم نواكب كل تطور ، ولكن من منظورنا نحن ، ومع الحفاظ على ثوابتنا التي أساسها كتاب الله وسنة نبيه عليه وآله الصلاة والسلام .

    جميعنا تابع السجال الذي أحدثه المقطع المرئي على الـ " اليوتيوب " ، الذي جاء كردة فعل على سمعة المرأة السورية في الطهي ، والمحظوظ مَنْ زوجته سورية . وعندما جاء الرد من المرأة السعودية كان رداً مبهراً ، يليق بها وبعراقتها أُمًّا وزوجةً وأختاً . وشاهد العالم الأطباق التي تفتخر المرأة السعودية بإعدادها ، والتي – وللحق - تتطلب في معظمها عملاً شاقاً ليس باليسير ، وحرفية عالية .. فالسعودية - على امتداد مساحتها الجغرافية الكبيرة - يعجز الإنسان في حصر الأطباق التي تتميز بها كل منطقة منها ، نتيجة التنوع والانتشار الكبير على مساحة كبيرة ؛ وهو ما أوجد نوعاً من التميز ؛ فتجد الصنف الواحد من الأطعمة يعد بطريقة مختلفة من مكان لآخر ، رغم أنه يحمل الاسم نفسه ؛ وهذا ما أضفى صبغة التميز على الأكلات الشعبية السعودية التي أصبحت جزءاً من الموروث الثقافي الذي تضطلع المرأة السعودية بالحفاظ عليه ، ونقله من جيل لآخر ؛ ولذلك لم ترضَ بأن يزايد عليها أحد .

    وطالما الحديث عن المرأة السعودية فلا بد أن أنصفها وأقول إن الوصف ليعجز أن يفي هذه المرأة حقها ؛ فعندما ينظر المرء لهذه المرأة العظيمة التي تميزها حشمتها ، حتى أصبحت علامة بارزة في جميع أنحاء العالم ، من خلال حجابها الساتر الذي يضفي عليها ألقاً هي تستحقه ، وهي تضع هذا الحجاب استجابة لأمر ربها وتقديراً لمجتمعها الذي يحب أن يراها متحجبة ، فقد أصبح الحجاب مع اعترافنا بأنه ليس بالأمر الهين ونحن نعيش معظم السنة في أجواء حارة رمزاً لبنت السعودية ، ومع ذلك لم يكن سبباً في تراجع ابنة بلدي ؛ فها هي تتقدم النساء في العالم كله من حيث العلم والبحث والابتكار .. وكل ذلك وهي محافظة على حجابها ، هذا الرمز العظيم الذي جعل من هذه الجوهرة كنزاً ثميناً ، يتهافت الجميع للتنقيب عنه ، والظفر به .

    مَنْ منا لا يشعر بالفخر وهو يرى هذا النهر المتدفق من بنات بلدي يتقدمن في جميع المجالات الدقيقة .. ولو ذكرت بالأسماء فهناك الكثير من نساء هذا البلد الطيب ممن يشار لهن بالبنان . فهذه العالمة السعودية حياة سندي التي ذُهل العلماء الروس عندما حضرت مؤتمراً ، وكانوا بانتظارها ، فإذا هي تظهر عليهم بحجابها ؛ ليسألوها عن حياة سندي فتقول لهم " أنا هي " وبكل ثقة وافتخار . وهي بذلك تؤصل لقاعدة راسخة في حياتنا هنا في المملكة العربية السعودية ، وهي " سر تميزي حشمتي وحجابي " . والأمثلة المشابهة كثيرة .

    مَنْ منا ينكر للمرأة السعودية ما تبذله من جهد ومشقة في سبيل إسعاد زوجها ، بل إن معظم من خرجن للعمل منهن كان بدافع مساعدة الزوج للحصول على مسكن أو توفير تعليم جيد للأبناء ، وهذا نشهده بشكل يومي . ومن خلال اطلاعي على الكثير من التقارير والأخبار وبعض الحالات التي أعرفها عن قرب ، هناك من النساء السعوديات المتميزات في مجالات متميزة ، مثل إدارة الأعمال والمحاسبة ، ومثقفات بشكل مدهش ، بل إن بعضهن يدرسن في مجال إدارة الأعمال من داخل السعودية باللغة الإنجليزية ، معلنات التحدي على مرأى الأشهاد ، ورافضات الابتعاث ، بل إن بعضهن يجدن اللغة الإنجليزية بطلاقة وبجهود شخصية بحتة ، لا أملك أمامها إلا أن أقف لهن احتراماً وتقديراً .

    إن من حق المرأة السعودية علينا نحن السعوديين أن ننزلها منزلتها التي تستحق ، ومع ذلك نريدها متعلمة ومتألقة ، وهي أهل لذلك ، ومع ذلك نريدها أُمًّا حنوناً ، لا تسمح لكائن من كان بأن يتولى تربية أبنائها بالنيابة عنها .. نريدها أن تنقل هذا الإرث العظيم من الأخلاق والحشمة للأجيال المقبلة ، وهي رسالة عظيمة ، ولا تتعارض مع استمرارها في الرقي ونيل أعلى الدرجات في سلم العلم .

    وحقيقة ، نحن محظوظون بهذه المرأة ، التي استطاعت أن تفرض احترامها على الجميع ، وأن تقول للعالم " أنا هنا من أرض الحرمين بحجابي وحشمتي وعفتي ، سأنهض بأمتي ، ويدي في يد أمي وأبي وأخي وزوجي وابني معاً نحو القمم ، بإذن الله " .
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  6. #356
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    الأمن يبدأ من البيت
    خالد بن محمد الشبانة / صحيفة سبق .


    كلنا يطلب أن يعيش باطمئنان وراحة واستقرار حتى لو تهاجر عن بلدك . ومن المؤكد أن تحقيق الأمن على المستوى الفردي والاجتماعي أساس لنماء الدول وتحضرها . ولا يتحقق الأمن النفسي إلا بعد الأمن الحسي .

    والأمن مرتبط بمنظومة طويلة ومعقدة ، تتصل بأمن الفرد وأمن المجتمع والأمن القومي والأمن الاقتصادي والسياسي ، وكذا الأمن الاجتماعي ، ومن ثم يتطلب تحقيق الأمن لهذه الفئات إجراءات سلوكية وثقافية وسياسية وعسكرية واقتصادية أيضاً .

    والمتأمل يجد أن مفردات معاني الأمن تحقيق السكينة والطمأنينة والاستقرار والتعايش بين مكونات المجتمع العرقية والتعددية الثقافية والدينية .. وإن أعلى مراتب الأمن المعنى النفسي ؛ إذ أمر الله به { يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }.

    وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ! قيل من يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه " . حتى إن معنى تحية " السلام عليكم " الدعاء له بالحفظ والعناية ، وأن يسلمه الله من كل الآفات .

    فالأمن ليس شرطياً يقف في الشارع فحسب ! وليس دعاية تردد على الآذان ، وليس أسواراً على البيوت أو كاميرات مراقبة ، وليس حملاً للسلاح ! فمفهوم الأمن أشمل وأعمق وأدق ، كالأمن على الدين بإقامته كما يرضي الله تعالى ، والأمن على النفس والمال والأعراض من الاعتداء والظلم ، وعلى العقل من الأفكار الضالة والمنحرفة والشاذة .

    ولازم ذلك أن يكون الأمن أمن الاعتقاد من التشدد والغلو ، وأمن التعبد بالوجه الصحيح شرعاً ، وأمن النظر الشرعي الصحيح الذي يراعي المصالح والمفاسد ، والأمن الذي يجعل البشرية تعيش في عدل وسلام كما تعايش النبي عليه الصلاة والسلام مع غير المسلمين ومع العصاة مع دعوتهم للحسنى .

    واليوم زمن لا أمان من ثغراته المتعددة ، سواء على الأطفال والمراهقين وحتى الراشدين . وهنا يجب على كل الآباء والمعلمين والإعلاميين وأصحاب الفكر والرأي أن يتفطنوا لعقول من تحت أيديهم من الأبناء والبنات ؛ فالأسرة مكون أساس للأمن الفكري الذي ينتج منه الممارسة السلوكية .

    ويتفق الكثير أن بلادنا المباركة التي تحتضن الحرمين الشريفين مستهدفة في عقيدتها ووحدتها وأمنها وولاة أمرها ؛ فالدور الكبير التي تقوم به في إصلاح الأوضاع المضطربة من حولنا يجعل أيدي الاضطراب والفساد تمتد لبلادنا بأي وسيلة كانت ، سواء من أبنائنا بالتغرير بهم وطرح الشبهات على عقولهم وتجنديهم ، أو بإثارة الطائفية أو المناطقية أو العنصرية بأي شكل من أشكالها .

    وللأسف ، تتوالى المحاولات للتفرقة وخلق الفوضى والطعن في اللحمة الوطنية ، وهذا لن يؤثر في قناعات العقلاء أن الأمن منظومة عِقد ، انتظمت في سنوات ، وانسجمت من جهود عظيمة ، ولن تنتظم في حال انفراطها – لا قدر الله - .

    وإذا ولج القلوب الخوف والقلق فليس بالسهل أن يخرجا منه ولو قوي الأمن وزال الخوف .

    { رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا } .
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  7. #357
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    رد: مقال اعجبك

    قوقعة الخرافة
    فهد عامر الأحمدي


    أسباب كثيرة تدفعنا الى "إغلاق أدمغتنا" وعدم رؤية الحقائق والوقائع التي يمكن لحواسنا الخمس إدراكها!

    خرافات موروثة كثيرة تجعلنا متمسكين بالتفكير الفلكلوري والأسطوري مهما نلنا من شهادات عليا وتخصصات أكاديمية محترمة.

    ضغوط اجتماعية كثيرة تدفع عقولنا الى حشد طاقتها لتكذيب الآراء المعارضة بدل حشدها للتفكير بطريقة محايدة!

    سطحية التفكير تجعلنا نرجح دائماً كفة القصص الفلكلورية والأفكار المتوارثة على الحقائق الملموسة والوقائع المشاهدة!

    وكي لا ينهار بناؤنا الذاتي - والأفكار التي تبنيناها منذ الصغر - نستميت لتأكيدها والترويج لها (رغم شكوكنا الداخلية حيالها) أكثر من سعينا لنقدها أو مراجعتها أو الحد من انتشارها!

    .. وهذه كلها مجرد نماذج على عيوب العقل البشري وعدم قدرتنا على التفكير بشكل سليم ومنطقي ومستقل عن تربيتنا والبيئة التي نشأنا فيها!

    وهذه العيوب قد لا تكون واضحة بالنسبة إليك (كونك ولدت داخل الأسطورة) ولكنها تكون واضحة بجلاء لمن ولد خارجها ويحكم عليها بطريقة مجردة او من خلال ثقافة مختلفة.. وفي المقابل؛ حتى أنا وأنت؛ حين نطلع على خرافات الشعوب الأخرى نشعر أننا محصنون ضد موروثاتها الغريبة ومعتقداتها الساذجة (ونراها على حقيقتها لأننا ببساطة لم ننشأ داخلها ولم نتربّ مثل أتباعها على إغلاق عقولنا حيالها)!

    .. وحين أتأمل شخصياً شعوب العالم أجدها قد تزيد أو تنقص في سلم الخرافات والأساطير - ولكن أي منها لا يسلم من تبنيها بنسب مختلفة.. فقد تكون نسبة الخرافات في اليابان أقل منها في نيجيريا، وقد تكون نسبة الأساطير في البيرو أكثر منها في روسيا، وقد تكون نسبة التصديق بالسحر في فرنسا أقل منها في أندونيسيا - ولكن الجميع يملكون نصيبهم الخاص من لوثة العقل وتغييب المنطق!!

    .. الانسان بدون شك ليس مخلوقاً "عاقلا" بل مخلوق "مؤمن" يصعب فصله عما تبناه ونشأ عليه.. ولهذا السبب يتمتع جميعنا بعقلين مختلفين ومسارين منفصلين في التفكير والاستنتاج وتبني النتائج.. العقل الأول مؤمن (تغلب عليه العاطفة والولاء للموروث ومسايرة المجتمع)، والثاني عقل ناقد (يغلب عليه التفكير المنطقي والاستنتاج العقلاني والحكم المجرد).. وهذه العقلية المزدوجة تجدها في كافة المجتمعات بحيث يجتمع في ذات المواطن العلم والثقافة والشهادات الاكاديمية، مع التصديق بخرافات وخزعبلات لا تصح بالعقل ولا تجوز بالمنطق - ناهيك عن عدم وجودها أصلا على أرض الواقع.. وحالة مزدوجة كهذه لا يدركها غير شخص خرج بجهده الخاص من قوقعة المجتمع، أو غريب نشأ في بيئة مختلفة يحكم على أفكارك بشكل سليم ومحايد!

    .. الإنسان بكل بساطة ابن بيئته، وحارس معتقداته، ويتشرب منذ طفولته التصورات السائدة حوله.. وحين يكبر لا يتبناها فقط بل ويستميت في الدفاع عنها وتقديمها على أي تفكير منطقي أو تحليل مجرد، ولهذا السبب يستحيل إقناع رجل مؤمن بأي نقاشات منطقية أو براهين خارجية أو حتى دلائل حسية.

    والمحظوظ وحده من ينجح بنفسه - وبمجهوده الذاتي - في كسر قوقعة الخرافة فيرتفع فوق الجميع ويرى الجميع بمنظار لم يصنعه رجل آخر!

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  8. #358
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    يدي بيدك ...لعقل آمن ومجتمع خير وبناء
    حنان العمراني " مشرفة تربوية " / صحيفة صدى تبوك .

    تروي بعض الأساطير أن الشمس والرياح تراهنتا على إجبار رجل على خلع معطفه ، وبدأت الرياح في محاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد والرجل يزداد تمسكاً بمعطفه وإصراراً على ثباته وبقاءه حتى حل اليأس بالرياح فكفت عنه ، واليأس أحد الراحتين كما يقول أسلافنا . وجاء دور الشمس فتقدمت وبزغت وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها فما أن شاهدها حتى خلع معطفه مختاراً راضياً...
    ان الاقناع هو سبيل الحصول على ما تريده من الآخرين بأقصر الطرق وأكثرها دواما، اما الاكراه فهو سبيل للعناد والتمسك بالرأي الخاطئ والاستمرار في المشكلات .
    وفي مدارسنا نحن بحاجة لقيادة حكيمة ومرشدين للطلاب ومعلمين يجيدون فن الانصات والاقناع والحوار العقلاني المفتوح ،فغياب الحوار عن مدارسنا ومؤسساتنا التربوية سيؤدي إلى كبت أفكار الطلاب وهمومهم، وطغيان الأنانية وحب الذات واتباع الهوى في نفوسهم، بينما تعزيز الحوار وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آراءهم وافكارهم سوف يفتح أمام المعلمين الكثير من النوافذ على عقول الطلبة ويتيح لهم الفرصة للتحاور معهم بالمنطق والحجة ويغرس القيم الإسلامية في نفوسهم ويعينهم على اكساب الطلبة الفضيلة التي بها يستطيعون مواجهة الفوضى والفتن التي كثرت في عصرنا الحالي.
    لقد أصبحت قضية الأمن الفكري اليوم من أهم القضايا التي توليها المجتمعات اهتماما بالغاً وتبني عليها استقرارها وبقاؤها بين الأمم الأخرى ، لاسيما ونحن في عصر كثرت فيه وسائل الغزو الفكري والثقافي ممن يبثون سمومهم في عقول أبناءنا وبناتنا، وتعددت فيه أسباب الانحراف ووسائل الانحلال ، واصبح الغزو الثقافي مناخا للصراع يجر الى نتائج خطيرة وعواقب وخيمة على مقومات الأمة وحضارتها ويستهدف هوية الأبناء وسلامة معتقداتهم وأفكارهم .
    فالأمن الفكري هو صيانة عقول افراد المجتمع ضد أية انحرافات فكرية أو عقدية مخالفة لما تنص عليه تعاليم الإسلام الحنيف وأنظمة المجتمع وتقاليده .
    واذا نظرنا بعين الواقع لبعض الأحداث التي يقع فيها بعض من أبناءنا نتيجة غياب الوعي وسيطرة جهات أخرى على أفكارهم وجرهم لمزالق الشيطان من قتل وتفجير وتخريب لممتلكات الوطن ومحاولة زعزعة أمنه ، فإننا نلمس ضرورة تكاتف جميع الجهات في الدولة للمحافظة على الأمن الفكري لأبناء وبنات هذا الوطن وحمايتهم من سيطرة الاعلام المغرض والجماعات الحاقدة.
    ولعلنا نستعرض بعض الاحداث التي حصلت مؤخرا لتسليط الضوء على أهمية وضرورة الحفاظ على الأمن الفكري لأبنائنا بكل الوسائل وجميع الطرق، ففي يوم 9 / 3 / 1436هـ تمكن بفضل الله رجال الأمن من القبض على خلية إرهابية، سمت نفسها (جند بلاد الحرمين)، وهي تنتمي لتنظيم (داعش) الإرهابي في الخارج، وتتكون من (15) خمسة عشر شخصاً جميعهم سعوديون، يتزعمهم شخص متخصص في صناعة العبوات المتفجرة، والبقية تنوعت أدوارهم، فمنهم من كلف بتنسيق نشاطات الخلية، وآخرين أوكلت لهم الجوانب المالية والأمنية، فيما أوكل لأحدهم الجانب الشرعي ليتولى مسائل الفتوى لهم.
    وفي تاريخ 11 / 4 / 1436هـ تم بمنطقة القصيم القبض على مواطن سعودي اتضح من المتابعة ارتباطه بعناصر من تنظيم (داعش) الإرهابي في الخارج وتواصله معهم، بهدف الترتيب لتكوين خلية إرهابية، والاستفادة كذلك من خبراتهم في صناعة المتفجرات ، كما أقر بمساهمته عبر مواقع التواصل الاجتماعي في نشر معلومات تتضمن شرحاً لطرق صناعة المتفجرات، والتحريض على الأعمال الإرهابية والدعاية لها.
    كما تم بتاريخ 17 / 5 / 1436هـ وفق خطة أمنية متزامنة القبض في مناطق عدة من المملكة على عناصر لتنظيم إرهابي مكون من (65) خمسة وستين شخصاً جميعهم سعوديون عدا اثنين فقط من جنسيات عربية. ورصدت الجهات المختصة نشاطاً مكثفاً لعدد من المعرفات على مواقع التواصل الاجتماعي قام أصحابها ببث الدعاية للتنظيمات الإرهابية وإغراء صغار السن للزج بهم في مناطق الصراع .
    ومن هنا وحيث ان التعليم يعد أفضل استثمار للإنسان و المجتمع ، وعليه يقوم تقدمها وسيادتها فان عليه تقع المسئولية الكبرى في تنمية المسئولية الأمنية وتعميقها في نفوس الناشئة ، وتحصينهم ضد الضلالات الفكرية والغلو والتطرف والأفكار المنحرفة الهدامة المخلة بالأمن في ضوء الغايات والاهداف والسياسات التربوية والتعليمية.
    فمن خلال المدرسة يجب على القادة والمعلمين ومسئولي الارشاد والتوجيه الطلابي الاهتمام بالبرامج والأنشطة التي تستهدف تحقيق التنمية الجسمية والعاطفية والروحية والاجتماعية والسلوكية للطلاب .وهذا بدوره يتطلب الاعداد الجيد لقادة المدارس والمعلمين وغيرهم ممن يتعامل معهم الطالب في المدرسة اعدادا علميا ومهاريا وسلوكيا من خلال دورات تدريبية مستمرة ولقاءات مع ذوي الخبرة لتدريبهم على الأساليب التربوية وفن الحوار مع النشئ الجديد.
    كما ان استقطاب الطلاب للمشاركة في مشاريع علمية واجتماعية ينمي لديهم روح التنافس وخدمة المجتمع ،ويبعدهم عن الفراغ الذي قد لا تحمد عواقبه .
    كما لا ننسى دور الأسرة والقدوة الحسنة في تشكيل شخصية الأبناء واستقرارها النفسي ، فهي قاعدة المجتمع ان صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع ، وتفككها وغياب مبدأ الشورى بين أفراد العائلة الواحدة يجعل الأبناء عرضة للأفكار المنحرفة والقناعات الزائفة ، وهذا يتطلب أن تكون الأسرة على قدر من الوعي واستشعار المسئولية تجاه أبناءها ، قال صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع ومسئول عن رعيته، الإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته).
    لذا أصبح لزاما اعتماد لغة الحوار، والتفاهم الفعال بين الأبوين وأولادهم والتخلي عن العنف والأساليب الاستبدادية التي تخالف قيم الشورى في الإسلام، ولا تتناسب مع المعطيات الحضارية والمتغيرات التي يمر بها المجتمع، قال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
    ان العلاقة يجب أن تكون تكاملية بين الاعلام والأسرة ومؤسسات التعليم في تكوين المفاهيم الصحيحة والكاملة اللازمة للحياة الراشدة الآمنة للأبناء. ولعل اعلان وزير التعليم عزام الدخيل في" اللقاء العلمي الأول للتوعية الإسلامية – الأمن الفكري" يوم الأثنين 15/7/1436هـ عن تأسيس وزارة التعليم لإدارة تُعنى بدراسات الأمن الفكري، تحتَ إشراف ومتابعة مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للوزارة خطوة مكملة للاهتمام الذي توليه الدولة بكافة قطاعاتها للمحافظة على الأمن الفكري لأبنائنا .
    وفي الختام ومن وجهة نظر شخصية أطرح بعض المقترحات لاحتواء الشباب والحفاظ على أمنهم الفكري :
    1- الاهتمام بتعليم القيم والمعايير السلوكية السليمة من خلال بناء المناهج بعيدا عن الأفكار المتطرفة والغلو وتأصيل الوسطية والتسامح باعتبارها من مقومات الأمن الفكري.
    2- إظهار المعنى الصحيح للإسلام واعتداله وتوازنه ، وسماحته واعلاء شأنه في نفوس الشباب وترسيخ الانتماء لديهم لهذا الدين والاعتزاز به .
    3- إعادة النظر في معايير اعداد واختيار المعلمين وبرامج تدريبهم بحيث ترتكز على مقاييس للسلوك والقيم والقدرة على الحوار البناء وتقبل الرأي الآخر.
    4- للمدرسة دور كبير في الكشف عن مظاهر السلوك الفكري المنحرف منذ بدايتها، ودراستها دراسة دقيقة ومعالجتها عبر الإرشاد الطلابي بالمدرسة والتعاون بين البيت والمدرسة ، لذا كان لزاما الاهتمام بالبرامج التدريبية المناسبة للمرشدين الطلابين والقيادات المدرسية في فن الحوار والنقاش العقلاني وتبني الفكر الإسلامي التربوي الصحيح بعيدا عن التعصب والتشدد .
    5- تكاتف الجهات المختلفة في الدولة من سياسية ودينية وتعليمية واجتماعية وإعلامية لزيادة الوعي بين أفراد المجتمع وتثقيفهم بطرق التعامل الأمثل مع الشباب والفتيات في هذه المرحلة العمرية ووضع البرامج الوقائية التي تحميهم من التطرف والانحلال .
    6- التركيز على تشجيع الطلاب نحو البرامج التطوعية التي تسهم في بناء حس المسئولية لديهم وتعزز الانتماء الوطني في نفوسهم وتزيد من حرصهم على أمن وممتلكات بلادهم
    7- الاهتمام بالبرامج المقدمة لفئة الشباب في وسائل الاعلام المختلفة وتسليط الضوء من خلالها على الأفكار المنحرفة وخطرها قبل وصولها إليهم منمقة مزخرفة فيتأثرون بها لأننا في عصر السرعة والانفتاح الذي ينتقل فيه الفكر الهدام بسرعة كبيرة جداًّ ولا مجال لحجبه عن الناس.
    8- توعية الأسر من خلال المدارس والمؤسسات التعليمية والاجتماعية للدور الهام الذي تحدثه في تشكيل شخصية أبناءها وتدريبهم على طرق التعامل الصحيح مع الأبناء ومتابعتهم وتوجيههم المستمر لهم .
    ان الشباب هم عصب الأمة وهم الشريحة الأكثر أهمية في أي مجتمع وإذا كانوا اليوم يمثلون نصف الحاضر فانهم في الغد سيكونون كل المستقبل ، فبهم تنهض الأمم، وبهم تدحر عدوها وتبني مجدها ، فاذا حفظنا عليهم أمنهم الفكري حفظنا للأمة مجدها وبقاؤها .
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  9. #359
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    ضاع الوفاء !
    د . الربيع بن محمد الشريف / صحيفة سبق .


    من الصعب أن نتخيل الحياة مجرد أدوار نؤديها كفرقة مسرحية تُدار بحوار مكتوب ، وكلٌّ له دوره الذي يؤديه فقط في هذا المكان ، وحسب الترتيب المعد لذلك زمنياً ، ووفق ما يصله من الملقن المسرحي !



    سوف يكون المشهد مرعباً إذا تصورنا الحياة بهذا الشكل؛ لأن التفاعل الإنساني يقوم على تبادل المنافع، ومن خلال هذه المنافع تمرر الكثير من الأنشطة الإنسانية وتبادل المشاعر، التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يطور علاقاته مع الآخرين بشكل يجعلها تأخذ شكل الديمومة إلى الأجل الذي يقدره الله للإنسان، ويختم به حياته.

    والوفاء هو من أهم ما يميز العلاقات الإنسانية، بل يمكن القول إنه يقف على رأس هرم العلاقات الإنسانية، وهو المحك عندما تدلهمّ الأمور، وعندما تقفهر الأجواء، ويكاد الظلام أن يسود، عندها فقط يكون للوفاء كلمة، وأي كلمة، بل هي كلمة بحجم كتاب.

    لماذا أصبحت منظومة القيم الاجتماعية تخلو من الوفاء؟ لماذا أصبح الوفاء نادراً، بل إن البعض يحاول أن يبرر عدم وفائه بما لا يستقيم والمنطق السليم، من خلال مصطلحات مثل "مشاغل الحياة، مشغولين.. إلخ". ولا تستغربوا؛ فقد مررت بتجارب جعلت مني أعيد طريقة تفكيري؛ لأفهم ما يدور حولي؛ فقد قرر البعض أن يجعل الوفاء من الماضي، هكذا يريد أن يريح رأسه، وإراحة الرأس هذه مصطلح جديد دخل على قاموس المصطلحات الدارجة هذه الأيام، ولا أستبعد أن يجد البعض مرادفاً عامياً، أو لنقل سطحياً، لكل ما هو جميل من مصطلحات لغتنا العربية الجميلة.

    تصادفك الكثير من المواقف، وبشكل يومي، التي تجعلك تقفز من مكانك تبحث عن تفسير لها؛ فقد تتصل بصديق جمعتك به الأيام أو سنوات الدراسة، والطامة عندما تكون قد بذلت من الجهد والوقت الشيء الكثير للحصول على رقم هاتف أو جوال يخصه، وتتحرق شوقاً لمجرد إجراء المكالمة، وتصدم مرات عندما يرد عليك بكل برود بكلمة وين الناس؛ ليصادر بها كل ما قمتم به من جهد وما تكبدتم من عناء، وكأنه يحاول أن ينسب الفضل لنفسه كونه رد على المكالمة! ومع استمرار الحديث تجد أنك تخاطب شخصاً غير الذي كنت تبحث عنه؛ فليس هذا بالذي كنت أعرفه، هذا شخص آخر، وبالفعل هو كذلك. وعندما تنهي المكالمة وتحلل الموقف تجد أن الصديق الذي كنت تعرفه أصبح اليوم شخصاً آخر، وربما أصبح يفكر في الصداقة على طريقة ربح وخسارة، ولِمَ لا؟ طالما أصبح شعار البعض "الوقت هو المال" - والعياذ بالله - وربما لو قدر لك أن تتصل على هذا الصديق مرة أخرى، وكنت محظوظاً برده عليك، وتجرأت على عتابه بعدم التواصل لقالها لك بصريح العبارة "يبدو أنك لديك من وقت الفراغ الشيء الكثير"، وهو بذلك يوحي لك بأنني لست الرجل الذي كنت تعرف؛ فأرحنا من كثرة السؤال!

    والوجه الآخر المفقود للوفاء أن يتصل عليك فجأة صديق لم تره منذ زمن؛ فتفرح، وتستبشر خيراً، وتقول في نفسك "الدنيا ما زالت بخير"، وإذا به يفاجئك بطلبه إنجاز معاملة له، يمكن أن تنجز من خلال الجهة التي تعمل بها. وهنا تدب فيك النخوة، وتتجلى المروءة في أسمى صورها، ويأخذك الحماس لدرجة أن تتحول إلى معقب لإنجاز معاملة الصديق، ليفاجئك بل ليصدمك بمجرد إنجازها باختفائه من المشهد تماماً، وربما تجاهل أي اتصال لك بعد ذلك!

    لقد أصبح اختفاء البعض وتواريهم عن الأنظار من سمات عصرنا هذا، بل إن البعض يصرح بذلك بدون خجل، ويحيلك إلى مصطلحاته هو لتفهم منها أن الصداقة أصبحت عملة نادرة، والوفاء أصبح من الماضي، ولم يعد يربط الناس إلا المصالح. وعندما تسأل عن هذه المصالح، وبعد أن يسهب صاحبنا في الشرح في محاولة يائسة منه للتهرب من الإجابة، تجد (المال) هو ضالة هذا المسكين؛ فإن كانت له مصلحة مادية في التعامل معك أو غيرك أقام علاقته، ونصب خيامه بجانبك، ومتى ما أجدبت الأرض بحث له عن أرض أخرى حيث الماء والكلأ.. وهو يسير في حياته على هذا المنوال، وغيره كثير. وسبحان الله، تجد هذه النوعية من الناس متفاهمين بشكل عجيب، وتشعر بلغة المصالح تدور في حواراتهم، ومؤشر هذه اللغة هو استخدام كلمات، مثل "أهلين أو أهلاً" بدلاً من "السلام عليكم"، وكلمة "باي" بدلاً من "مع السلامة"، و"أوكي" بدلاً من كلمة "نعم".. والقائمة تطول.

    أين الصديق الذي يلازمك وتلازمه تواصلاً، وإذا غاب عنك افتقدته، ومتى سألت عنه وجدته يتحرق شوقاً لرؤيتك، والاجتماع بك؟.. لماذا يصر البعض على الغياب والتلاشي في زحمة الحياة بعيداً عن الأصدقاء؟ لماذا أصبحنا نفجع يومياً بسماع خبر وفاة أو مرض صديق عبر خبر أو رسالة عابرة من شخص ما، وكأن العلم بالخبر هو أكبر ما يمكن عمله تجاه هذا الصديق؟ ولعلكم توافقونني أن كثيراً من الناس أصبحوا لا يتقابلون إلا في المقابر لدفن صديق أو قريب، وربما انفض الجمع بدون اكتراث أو عِبْرة. ولو تُسجَّل الحوارات التي تدور بين الجموع المتجمهرة أثناء الدفن في المقبرة لذهلتم؛ فمعظمها يدور في أمور الدنيا على مسمع ومرأى من الكل إلا من رحم ربي! وهل يوجد قسوة أكبر من ترك الناس بيوتهم في الأعياد وإغلاق أبوابها في وجوه الجيران، والسفر في رحلات برية أو بحرية، ضاربين بالعيد عرض الحائط، وهي سُنَّة نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -؟ ألم تتحول التهاني بقدوم شهر رمضان المبارك أو العيدين إلى مواسم صامتة، تتم عبر تنميق الرسائل واستعارتها وإعادة إرسالها، في حين أن كلاً منا يملك جهازاً وجهازين يتنقلان معه أينما حل وارتحل، بعد أن كانت تتم من خلال الهاتف، عندما كان الاتصال من أصعب الأمور؟ لماذا أصبحنا نحب التواصل عن بعد؟ ألم يكن الناس يمرون على بعضهم للتهاني والتبريك، في حالة انعدمت فيها السيارات إلا فيما ندر، بينما كل منا يملك سيارتين، وربما أكثر؟.. هي البركة والاطمئنان النفسي متى توافرا للإنسان، وشعر بهما، يستطيع أن يتحرك بأمان وبقناعة.

    أما ما نشهده اليوم فهو أمر غريب، يصعب تفسيره، ويستحيل قبوله.. هكذا قست القلوب؛ فأصبحت بلا مشاعر أو عواطف.. وهكذا تبلدت الأحاسيس؛ فأصبحت بلا حراك.. وقائمة كهذه قد تطول.. الخوف والخشية أن تتلاشى منظومة العلاقات الاجتماعية، وتضمحل شيئاً فشيئاً، حتى تصبح أثراً بعد عين. الله المستعان.
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  10. #360
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    وأصبحت حنان عوداً !!
    منيرة آل سليمان / صحيفة سبق .


    لم يكن سهلاً أن تصل لأمنية ظنتها مستحيلة ، عاشت سنوات عمرها تحلم بتلك اللحظة !

    لحظة أعجزتها كثيراً ...

    وقد أنفقت وقتها ومالها ومحاولاتها لتصبح كما تأمل وتتمنى ! كم كان يحزنها، ويؤلمها ، ويفقدها لذة لقيمات تقيم أودها أن تكون أضعاف ما كانت عليه ، وتسمع شهقات صديقات الماضي ، وإصبع الواحدة منهن تشير لكتلة جسمها المتورم كقذيفة ، كصاروخ ، وشفتها السفلى تكاد تسقط على صدرها اندهاشاً ، لكنها لم تكن لتستطيع أن تخفي سمنتها ، كانت أمراً واقعاً تراه ليل نهار وتعانيه في كل أحوالها ؛ لذلك ما أكثر ما تردد " حنان " لصديقاتها الرشيقات ، وتعلن أمنياتها في أن تكون مثلهن ! ولا ترى نفسها تبالغ كثيراً وهي ترفع سبابتها وتقول جملتها الشهيرة :

    أريد أن أصبح عوداً !

    قرأت " حنان " وبحثت طويلاً كي تخسر وزنها ( نصفه على الأقل !! ) وقد أعيتها الحميات الطويلة بلا نتائج ملموسة مشجعة ؛ لتجد عدة طرق وصفت بالسريعة المدهشة، وقد استعرضت النتائج والأعواد بشغف !

    فمنذ سمعت زميلات العمل يلقين المدائح في عمليات " تكميم المعدة " و" قصها "، و" تحويل المسار " ؛ ضج عقلها بالتفكير وعصفت بها الأماني ، وخاصة أن طبيبها ربط تأخر الإنجاب لديها بزيادة وزنها ، فتعالت الأمنيات لديها أكثر وازداد بريقها !.

    استقر رأيها على عملية " ربط المعدة " وما يسمى بـ " الحلقة " ؛ لتجد نفسها سريعاً على السرير تعاني التبعات الأولى للعملية ، وهي تتقبلها برحابة صدر بالغة ! وتستطعم الصبر اللذيذ ، وتكاد ترى نفسها بين عالم الرشيقات ، وترسم أحلامها الجميلة حول ذلك ، وتختار أزياء جديدة تناسب قوامها الرشيق كأجمل ما تكون ، لكنها منذ غادرت سريرها ودرجت على أرض الواقع لم تختف آلام معدتها الغريبة ، ولم تنفع المسكنات ولا تطمينات طبيبها ، وأنها مسألة وقت فحسب ، ابتسمت برغم الألم وهي تصف لطبيبها ذلك العود الذي يرتكز في معدتها ! شيء كالطعنة تشعر به ويفقدها ذلك الألم لذة النوم والطعام والحياة الطبيعية ، لتمض الأيام بكل تبعاتها وقد ازداد نحولها وذبولها وأصبحت فاقدة لبريق الحياة الحقيقية : ذابلة ، ومتمنية أن تعود لحياتها الطبيعية .

    وقد فقدت الرغبة في أن تكون عوداً ! لتنطرح على سرير المرض وقد ازدادت آلامها وتكاثرت الالتهابات لديها ، وثُقبت أمعاؤها بشكل غريب لا يلتئم ؛ واكتشف الطبيب أخيراً سر معاناتها في التهابٍ حادٍّ لتلك الحلقة التي ربطت معدتها وجعلتها أصغر وأسوأ ، خسرت " حنان " ما يقارب ثلاثة أرباع وزنها تقريباً ، وبدأت رحلة العلاج الطويلة والعمليات المتنوعة ، بين رتق وشق ، وتنظيف وتعقيم ، ومفاجآت طبية ليست في الحسبان ، أصبحت " حنان " ذابلة على السرير وعوداً كما تمنَّت ، ولا تزال تتساءل عن سبب تدهورها ؛ هل هو خطأ طبي ، أم سوء تقدير بحيث كان يجب ألا تخاطر بهذا النوع من العمليات ؟ استسلمت لقضاء الله تعالى ، لكنها تتمنى أن تعود كما كانت !! وتنسى قوام ( العود ) الذي كلفها كثيراً .
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  11. #361
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    رد: مقال اعجبك



    لماذا أصبحت تراه في كل مكان؟!
    فهد عامر الأحمدي


    اشتريت مؤخراً حذاء رائعا للمشي من ماركة لا أعرفها.. كنت في دبي حين رأيته في واجهة المحل فأدركت (من أول نظرة) أنه الحذاء الذي أبحث عنه منذ زمن طويل.. الطريف أنني أصبحت أراه بعد ذلك في كل مكان .. في الأسواق والفنادق ومحطة ال mbc .. بل ورأيت عائلة كاملة تلبسه في باص المطار!!

    .. هذه الظاهرة مرت بك أنت من قبل .. تذكر معي آخر مرة اشتريت (أو نويت شراء) شيئا ما فأصبحت تراه في كل مكان.. هل تذكر مثلا أول سيارة نويت شراءها في سن الشباب.. هل تذكر كيف أصبحت تراها فجأة في كل مكان وكأن الشوارع أصبحت قاصرة عليها؟!

    هذه الظاهرة التي لا أعلم ماذا تسمى أدعوها شخصيا حالة "التنبه المفرط".. فحين ترغب بشيء ما تصبح واعياً لوجوده وتتركز حواسك عليه فقط .. فالأشياء موجودة حولنا دائما ولكننا لا نلاحظ 99% منها كوسيلة للحد من تدفق المعلومات الواردة لأدمغتنا..

    عقلنا الواعي لا يحتمل ملاحظة جميع الأشياء والوجوه والأحداث التي تمر بنا خلال اليوم.. وهكذا حين تعود لمنزلك لا تتذكر سوى الأبرز والأغرب.. وربما تتذكر وجهاً أو وجهين لفتا انتباهك في الشارع...

    "حذاء المشي" مثلا كان موجودا ومنتشرا في كل مكان ولكنني ببساطة لم ألاحظ وجوده قبل شرائه.. وحين أصبحت متنبها لوجوده بدا لي وكأن الناس لا تلبس غيره.. ونفس الظاهرة تنطبق على أول سيارة اشتريتها في حياتك؛ فقد كانت موجودة دائما ولكنك ببساطة لم تلاحظ وجودها حتى قررت شرائها فأصبحت لا ترى غيرها في الشوارع!!

    .. والمشكلة الحقيقية لا تتعلق بملاحظتنا المفرطة للأشياء المادية (كالأحذية والسيارات) بل في ملاحظتنا المفرطة لما يؤيد أفكارنا ومعتقداتنا وآرائنا الشخصية (فقط)..

    فكما ترى سيارتك المفضلة في كل مكان؛ سترى أيضا ما يؤيد أفكارك ومعتقداتك في كل مكان.. فإن أخذت مثلا فكرة سلبية عن الإعلام الفضائي سيتولد لديك اهتمام مفرط بملاحظة ما هو سيئ وفاسد فيه فقط (متجاهلا كل البرامج الإخبارية والحوارية والوثائقية المفيدة).. وحين تأخذ فكرة مسبقة عن رجل مفكر أو مثقف (سواء سلبية أو إيجابية) ستتنبه فقط لما يؤيد رأيك فيه.. أحد الصحفيين العرب أخبرني مثلا أن مشكلة الإعلام السعودي (حسب رأيه) تكمن في أنه يحشر الدين في كل صغيرة وكبيرة. وحين سألته عما دعاه لتشكيل هذه الفكرة؛ استشهد بأن كتاب الصحف لدينا نادرا ما تخلو مقالاتهم من نصوص شرعية في قضايا لا تتطلب ذلك بالضرورة .. ابتسمت وأخبرته أن هناك في المقابل من يتهم نفس الكتاب بالعلمانية والتحرر في حين يكمن سر هذه المفارقة في أن كل طرف يلاحظ فقط ما يؤيد وجهة نظره (وينتبه لذلك بطريقة مفرطة ومبالغ فيها)!.

    أما الأسوأ من ذلك فهو أن يتحول "التنبه المفرط" إلى وسواس ومقياس لما يجب أن يكون عليه الناس.. خذ كمثال لقاء الاستاذ داود الشريان الشهير مع الموقوف خالد المولد.. تلاحظ أن هذا الأخير تشكل لديه اهتمام مفرط بمسألة القبور وكأن صلاح الكون وتفوق الأمم يعتمد عليها.. بلغ به التركيز على هذه القضية حد تكفير الأمة وإباحة قتل الناس وانتقاص أئمة المذاهب (وجميعها أمور أعظم وأخطر من مسألة دخول قبر الرسول صلى الله عليه وسلم دون قصد ضمن التوسعات التاريخية للمسجد النبوي)!!

    ... وما يهمني اليوم هو تنبيهك أنت إلى أننا (في حياتنا العادية) لا نلاحظ ولا نهتم ب99% مما يدور حولنا ويشغل بال غيرنا .. ولكن، بمجرد أن نركز اهتمامنا على شيء واحد فقط؛ يتضخم بطريقة مشوهة لدرجة يشغل 99% من حواسنا وتفكيرنا.. ثم نستغرب كيف لا يثير اهتمام الناس مثلنا!!

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  12. #362
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    حكم عقلك و عاطفتك
    عائشة مرعي عكيري / صحيفة صدى تبوك .


    بعد عناء مُتكبد و لهفة أمل ، ينتظر كل مرء ما يتمناه بعد أن أرهق عقله و جسده و خيّم السواد أسفل عينيه و أخذ من الكافيين ما يكفي حاجته لشهور ، تقترب تلك اللحظة التي قد ينتج عنها مخاضٌ للحظات أجمل أو بداية لخُطوة جديدة أخرى ، الشيء الجميل في هذا هو أننا ننتظر المفاجأة لأن جمال اللحظات يكمُن في كونها تقدم لنا كهدِية .

    يخرُج ذلك الإنسان الذي قد استمرت نجاحاتُه لفتره قد يَراها طويلة و لكنها بدايته .. يأتي ذلك اليوم الذي لم يكُن بحسبانه فيُطرد عقله من منصب القيادة و يحل القلب محله ، فتسري الأمور بسلاسة للحظات فقط لأن القلب يتألم إن رأى الشيء بعاطفته فيحاول الإنسان المسكين أن ينفذ الأمر الذي يعالج مشكلة اللحظة ليرتاح قلبه ، عندما كانت السيطرة بإمرة العقل لم تُوجد بقعة يأس و ألم فكُلما تولد الشعور بالفشل أطلق العقل هرمون - الأمل - فيعود كل أمرٍ لمجراه ، يبقى القلب أساسًا للعيش لكن بدون العقل يبقى الإنسان على حافة الهاوية ، يبقى كغيرِه من الذين جرفهم اليأس و الإحباط النفسي و عدم الثقة بالنفس للخضوع لكلام الناس و طاعة الهوا - لا أقصد الشهوات المحرمة أبداً لكن من الممكن أن تُضمّن - و القلب .

    يتهالك كُل جزء في الإنسان عندما يتعارك طفل بريء - القلب - مع شيخ كبير فهيم - العقل - فيضطر حينها إلى الإبتعاد عن الناس لِفترة أو السرحان ليَجد هُدنة للمعركة القائمة .

    خلاصة الأمر الواقع :
    كلما شعرت بهجوم قلبك على ذهنك تذكر أن لكل موقف قائده ، فللعاطفة ( وقتها ) و للعقل ( أوقاته ) ..
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  13. #363
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    رد: مقال اعجبك


    عالم مجنون
    سهام عبد الله الشارخ


    في جلسة عائلية كنا نتحدث عن عالم الجنون الذي نعيشه، فالأخبار والأحداث الجنونية تصلنا كل يوم عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ونحن في حالة ذهول وعجز أمامها، حتى موجات التحول المتسارعة في كل نواحي الحياة تجهدنا وتجعل كثيرا منا في حيرة حول فهمها وكيفية التعامل معها، والمحزن أن هناك في عالمنا الفوضوي من لا يتوقف ويتأمل فيما يجري، بل يتقبل ويعطي المبررات لذلك أحيانا، وكأن ما يحدث للبشرية هو مرض يصيب العقول والنفوس ينتشر في كل المجتمعات ومنها مجتمعاتنا، مرض أعراضه تظهر بمئات الطرق والصور، وما العنف والإجرام والتوحش الذي نشهده إلا الصورة الأقبح والأخطر لهذا المرض حيث تتجلى أبشع مظاهر الكراهية والحقد والأنانية .

    نحن نعيش حالة من الفوضى والتطرف والجنون في كل شيء:

    - فوضى في التربية تضرب المجتمع، وكثير من الأسر لا تقوم بمسؤوليتها، حتى أصبح الكبير ينقاد للصغير.

    - تطرف في الإنفاق بدون تمييز بين مانحتاجه وبين مانريده، لأن المادية والتمركز حول الذات وشهواتها أصبح الشغل الشاغل للناس، فالغالبية تجري وراء التسلية وإرضاء الذات، سواء في ملاحقة كل تطور لوسائل التكنولوجيا والانصياع لها، أو في الهوس بالطعام وأنواعه فلا حديث في المجالس بين الناس يخلو من سيرة الطعام، وكأن الطعام أصبح الطريقة الوحيدة لمكافأة النفس وإسعادها.

    - تطرف في البحث عن الربح المادي والجشع على حساب المبادئ والقيم، وما قضايا الفساد التي نسمعها في كل مجال ، وبرامج العهر والانحطاط الإعلامي في بعض قنواتنا الفضائية إلا صور من ذلك المرض، وحتى لو كانت المجتمعات الغربية تعيش حالة من الجنون أيضا فهي من ناحية أخرى مجتمعات وبيئات منتجة للأفكار والإبداع والحلول، تعرف كيف تركز على مصالحها، وتتعامل مع مشكلاتها.

    - جنون في قيادة السيارة، وتجاوز قوانين المرور وحقوق الآخرين بكل استهتار، فلا أحد يعبأ بأحد وليس ذلك فقط، فنحن نرى العجب منذ أن نخرج من منازلنا إلى الشوارع.

    - جنون الموضة وكأن الأناقة والجمال لا يكونان إلا بلبس الماركات العالمية، وتقليد كل ما يصلنا من تقليعات المناسب منها وغير المناسب في الفن والمظهر والسلوك.

    - حالة الفوضى التي نعيشها تجتاح الكبار والصغار، حتى الأطفال يصرخون في كل مكان، في البيوت في السيارات في الطائرات في المطاعم و الأسواق، يصرخون إذا أرادوا شيئا، ويصرخون إذا رفضوا شيئا، هل صراخهم يعبر عن غضبهم لأن احتياجاتهم لا تُلبى ويريدون إثبات أنفسهم؟ ربما، فالصراخ المرتفع مظهر من مظاهر ضعف التواصل معهم لأنهم لم يتعلموا كيف يعبرون عن مطالبهم بالطريقة الصحيحة.

    يقال إن «كل التغييرات العظيمة في الحياة تسبقها فوضى» هذا صحيح، ولكن ليس دون أن نثق بأنفسنا، ونعيد النظر في أحوالنا بعين ثاقبة، وقلب بصير، وعقل حذر متفتح.

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  14. #364
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    رد: مقال اعجبك



    البصمة الغائبة
    نجوى هاشم


    في المراسلات الخاصة دائماً هناك رقيب منزوع.. ودائماً هناك محاكاة لدواخل الشخص.. بكلمات يرغب في إيصالها للآخر.. بخصوصية إهداء زهرة متدثرة بعطرها.. الذي يحرضك على البوح لمن تهديها له بمحبتك ومودتك له.. وفي المراسلات سابقاً.. وهي التي كانت تترحل عبر البريد.. العادي والمسجل لأزمنة طويلة.. وقد تضيع.. يصلك الظرف مغلقاً مغلّفاً.. عاكساً لصورة مرسله.. ظرف ملون أو أبيض.. لأسباب متعددة منها التهاني للمناسبات وأيضاً لأسباب أخرى قد تصلك رسالة أو رسائل تستمتع بيوم ذهاب أحدهم إلى البريد ليحضرها لك.. وتأتيك الأظرف صغيرها وكبيرها من أنحاء متعددة من المدن والدول.. الطريف أنّ رسالة معايدة بعيد رمضان قد تصلك على عيد الأضحى.. بتلك التوليفة المعتادة من المفردات.. والكلمات التقليدية المكررة.. أو الكروت التي تكون مكتوبة كتهانٍ.. ويضيف إليها المرسل توقيعه فقط.. وتظل لسنوات تحتفظ بهذه الرسائل والذكريات.. التي ورغم كلاسيكية عباراتها إلا أنها كانت تحمل مصداقيتها والجهد الذي كُتب وأرسل وفكر في التهنئة وكتب وغلّف وذهب إلى البريد وأرسل وانتظر زمناً آخر الرد على تهنئته.. وربما يعاقبك مستقبلا ًإن لم ترد عليها.. ولذلك كان لزاماً أن يكون لديك في المكتب رزمة أظرف وعدة أبواك للكتابة عليها وأيضاً كروت معايدة للمناسبات.. ورغم كل ذلك الجهد إلا أنّ التهنئة كانت ذات طعم جميل ورائع فقد تصل قبل المناسبة أو أثناءها.. وتتحمد الله أنّ هناك من يذكرك ويهنئك ويحرص على ذلك..!

    في المقابل كان من لايعرف الكتابة يلجأ إلى أبنائه أو جيرانه ليكتبوا له التهنئة وكان ذلك يشكل أهمية قصوى للكبار خصوصاً وهم يعايدون أحبابهم وأقاربهم البعيدين عنهم.. وأدين بالفضل في عشقي للكتابة وامتهاني لها لجدتي فاطمة وخالة ليلى رحمهما الله.. حيث تعودت منذ الصف الرابع على كتابة الرسائل لهما إلى جدة بحكم وجود أقاربهما هناك.. فقط أستلم منهما رؤوس اقلام أو بمعنى "ردية وسلام" ومعناها نحن بخير وما نسأل إلا عنكم.. وشهر مبارك عليكم في رمضان وينعاد وأنتم بخير صغيركم وكبيركم.. هذا الاعتياد على الكتابة جعلني أحاول أن ألتف على فكرة كل منهما وأكتب من عندي دون خروج عن النص أو تجاوز.. المشكلة أنّ الناس لم تكن لديها أسرار خاصة.. والأهم من ذلك قد ترسل نقودا في الظرف مع فلان الذي سوف تذهب إليه عندما يعود لتستلم رد الرسالة التي أرسلتها.. بمتعة "شهرنا عليهم" بمعنى باركنا لهم بالشهر الكريم وهم ردوا علينا..!

    تلك أيام مضت ومتعتها لاتزال في قيمة التهنئة وجمالها وخصوصيتها واقتصارها عليك.. لنعبر بعد الهاتف الثابت الذي ايضاً كان يحمل قيمة اتصال أحدهم ليهنئك برمضان.. وكيف تحمّل ثمن مكالمة وبالذات لو كانت من خارج المنطقة.. تسعد به وباهتمامه.. مهما كانت المكالمة قصيرة ومختصرة..!

    اليوم نحتفل بأول يوم في رمضان وقبلها بدأ الناس في التواصل بالتهنئة.. لم تعد مكتوبة خاصة ولا مسموعة.. ولكنها عبارة عن مقاطع مستنسخة من هنا وهناك.. وصور.. خالية من أي إحساس مجرد إرسال فقط للأشخاص الذين معك على الواتس أب.. وقد يرسلها للجميع كرسالة جماعية دون أي بصمة خاصة به أو تعنيه.. وقد يقول أرسلت للكل.. وهنأت الجميع.. برسالة لاتخصه ولا تنطبق على الجميع فكل شخص تعرفه تختلف تلك المعرفة عن الشخص الآخر ولا يمكن أن تتساوى معها.. وحتى المسافة بينك وبين الآخر تختلف عن تلك المسافة التي تربطك بالآخر المختلف أو البعيد.. صور وعبارات مكررة وغير شخصية أو مكتوبة من المرسل لمن أرسلها له.. وبالتالي لايمكن أن تصله ردود غير متوقعة فما سوف يصل إليه هو أيضاً مسروق من آخرين ولا ينطبق على فحوى الرسالة التي أرسلت.. وتنتهي القصة بتهنئة تصل لك وهي ليست لك من شخص تعرفه وأيضا تعيد أنت له التهنئة وهي ليست له.. ومع ذلك يستلمها ويسعد بردودك..!

    سطر واحد من شخص تكلّف بكتابته يكفي عن صفحة خالية من أي معنى ومجرد كلمات باردة.. من شخص تعرفه ولكنه لا يعرفك عندما يرسل لك رسالة كتبها أحدهم لأحدهم والكارثة عندما تكون مذيلة باسم مرسلها..!

    جمال التهنئة ألا يتم تدويرها فلكل شخص مكانة وقيمة ومسافة تقترب أو تبتعد بها عنه.. وبالتالي تهنئه من تلك المساحة.. وليس من مساحة الافتراض.. بسبب الاستسهال أو ضيق الوقت.. أو تغيير قواعد التواصل.. في كل الحالات.. يجود رمضان علينا بخيره وعطاياه وكرمه في أن نتواصل.. وعلينا أن نساير هذا الجود بالتواصل مع الأصدقاء والأقارب.. بالصوت وبالاتصال وبالسؤال الحقيقي والكتابة التي يستحقونها من داخل صفو النفس وليس من خارج الحروف..!

    شهر مبارك عليكم جميعاً أيها القراء الأعزاء، وأخص متابعي الزاوية والحريصين على التواصل معي من خلال تعليقاتهم الجميلة والواعية على مدى سنوات.. ينعاد عليكم وعلى الجميع من القراء وعلى الأمة الإسلامية بالخير والمحبة والسلام.. ورمضان كريم!

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  15. #365
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    رد: مقال اعجبك



    المعادلة الهندية
    فهد عامر الأحمدي


    قرأت في صحيفة الشرق الأوسط تقريرا بعنوان "انتشار معاهد العباقرة في الهند وتدريبهم يبدأ في أرحام أمهاتهم"!!

    ويتحدث التقرير (الذي نشر يوم الاثنين الماضي) عن قناعة الهنود بإمكانية تنمية ذكاء الطفل وتهيئته للعبقرية وهو مايزال جنينا في بطن أمه.. فرغم انتشار هذه الفكرة في المجتمعات الغربية؛ إلا أن قناعة الهنود بها تعود الى ثلاثة آلاف عام (بفضل ملحمة مهابهارتا التي تتحدث عن بطل يدعى أبهيمانيو يعرف سرا خطيرا بفضل والده أرجون الذي أخبر أمه بهذا السر وهي حامل به)!!

    ... ومن المعروف طبيا أن الجنين يمكنه فعلا سماع نبضات قلب والدته والأصوات المحيطة بها أثناء فترة الحمل.. كما يمكن لعينيه تمييز الأضواء والظِلال ولعضلاته التجاوب من خلال الركل والحركة.. وفي الهند توجد مراكز كثيرة (ذكر التقرير أسماءها) تعلم الزوجين كيفية حث جنينهما على التجاوب مع المؤثرات الخارجية وبطريقة تهيئه للتفوق في مجالات كثيرة، بدءا بالموسيقى والرسم وانتهاء بالرياضيات والحاسب الآلي!!

    ... ومن خلال هذا التقرير يمكننا الذهاب في اتجاهين لإنهاء هذا المقال:

    الأول: البحث في الادعاءات القائلة بإمكانية تعليم الطفل شيئا خلال فترة الحمل (علما أن تغذية الأم خلال هذه الفترة أصبح حاسما في تحديد مستوى الإنسان الذهني من ولادته وحتى وفاته).

    والاتجاه الثاني: تمتع الدول الكبيرة (كالهند والصين وأميركا واندونيسيا) بفرصة ظهور أعداد أكبر من العباقرة؛ عطفا على الأعداد الهائلة للطلاب فيها!!

    ... ولأن مساحة المقال لا تكفي الاثنين قررت تأجيل الفكرة الأولى الى مقال قادم؛ في حين لا أعتقد أن الهند بحاجة لتعليم أطفالها شيئا خلال مرحلة الحمل عطفا على امتلاكها أعدادا هائلة من الطلاب الصغار.

    فأعداد الطلاب الهائلة في الهند تمنحها فرصة ظهور العباقرة بنسبة أكبر من دول متقدمة (ولكن صغيرة) كالسويد والنرويج والدنمرك ونيوزلندا.. فرغم الفقر الكبير بين السكان، ورغم تواضع نظامها التعليمي، ورغم النقص الحاد في المدارس والإمكانات؛ إلا أن أعداد الطلاب "المتفوقين" في الهند يفوق مجموع الطلاب "العاديين" في فرنسا وألمانيا بل ودول اليورو مجتمعة.

    ويكمن السر في وجود (قانون إلهي) يمنحنا طفلا خارق الذكاء من بين كل عشرة أو عشرين أو حتى مئة مولود جديد.. فحين يولد في قرية ما 100 طفل يوضع 70 منهم تحت خانة الذكاء العام والمعتاد، في حين يعاني 15 طفلا من الغباء والتخلف، ويتمتع 15 طفلا بمظاهر الإبداع والتفوق والذكاء الخارق.

    وبما أن عدد سكان الهند يفوق سكان الدول الأوروبية، وبما أن الطالب الذكي يتفوق مهما تواضعت بيئته التعليمية؛ أصبحت الهند تملك من الطلاب العباقرة (من فئة ال15 الأخيرة) ما يفوق مجموع الطلاب في الدول الأوروبية المتقدمة!!

    ... ولاحظ أننا نتحدث حتى الآن عن معادلة تتعلق بالتفوق الكمي أو العددي، وبالتالي تصور ماذا سيحصل في العقود القادمة حين ترتفع نوعية التعليم في الهند وتصل إلى مستوى اليابان والسويد وفنلندا (بحيث يجتمع التفوق العددي مع التفوق النوعي).

    ... ولفهم الفكرة بشكل أفضل دعنا نذهب إلى الصين (حيث يوجد 1,36 مليار انسان) أو أميركا (حيث يوجد 318 مليون انسان).. ففرصة ظهور العباقرة في هذين البلدين يصبح محتما (ليس لأن الله خلقهم من طينة مختلفة) ولكن بفضل اجتماع التفوق الكمي مع التفوق النوعي.. فالمعادلة الهندية تنطبق بشكل أفضل على الصين وأميركا كون النظام التعليمي فيهما أكثر تطورا من الهند وبالتالي يجمعان بين الكم والنوع وهو ما يفسر تفوق أميركا في جوائز نوبل، وكثرة العلماء الصينيين في جامعات العالم!!

    ... وفي حين تحول التفوق العددي في أميركا والصين (والهند قريبا) إلى تفوق نوعي وميزة نسبية، يتكاثر العرب كغُثاء السيل ويتحول تضخمهم العددي إلى تراجع نوعي وعبء تنموي وأرقام إضافية تؤجج صراعاتهم التاريخية.

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  16. #366
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    رد: مقال اعجبك

    في رمضان ليس بالكمية وحدها يسمن الإنسان
    فهد عامر الأحمدي


    حين نتحدث عن السمنة والبدانة نفكر غالباً بطريقة من يأكل كثيراً يصبح بديناً، ومن يأكل قليلاً يصبح رشيقاً..

    غير أن هذا ليس صحيحاً بالكامل كون أسباب السمنة كثيرة ومتعددة (والأسوأ من ذلك) أنها متقاطعة ومتداخلة.. فبالإضافة لتناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية هناك أيضا:

    1. الاستعداد الوراثي (حيث تملك بعض العائلات استعداداً للسمنة أو النحافة).

    واختلال علمية التأيض أو تمثيل الغذاء (بحيث يحرق البعض معظم مايتناولونه، في حين يخزن البعض معظم ما يتناولونه).

    وهناك العامل النفسي حيث اتضح مثلاً أن مجرد قلقك واهتمامك بمسألة الحمية يرفع من نسبة اشتهائك للطعام، ويخلق لديك ردود فعل مبالغ فيها بعد كل ريجيم!

    أيضاً هناك نوعية الطعام ذاته حيث تساهم الكربوهيدارات مثلاً في تخزين الشحوم والشعور بالجوع، في حين تحرق البروتينات دهون الجسم وتشعرنا بالشبع!

    ومايهمني اليوم هو الرقم (4) المتعلق بدور الطعام النوعي (وليس الكمي) في حرق وتخزين الشحوم..

    ففي أواسط الثمانينات قام الدكتور آلن كويك من جامعة لندن بتجربة ضمت ثلاث مجموعات من البدناء متماثلين في الوزن والسن والعرق:

    المجموعة الأولى كان90% من طعامها يأتي من الكربوهيدات (كالمعجنات والحلويات والخبز والأرز والفواكة ومنتجات الدقيق)...

    والمجموعة الثانية كان90% من طعامها يأتي من البروتينات الخالصة (كاللحوم والبيض والبقوليات وبعض الخضروات المختارة)...

    والمجموعة الثالثة كان90% من طعامها يأتي من البروتوينات المضافة إلى منتجات الدهون والزبدة والزيوت الصحية...

    وكانت المجموعات الثلاث تحصل على 1000 سعرة حرارية في اليوم بصرف النظر عن طبيعة الطعام نفسه (علماً أننا نحتاج الى 2000 سعرة في اليوم)..

    وأمام دهشة الجميع ظهرت النتائج التالية:

    المجموعة الأولى لم ينخفض وزنها على الإطلاق (رغم قلة السعرات التي تتناولها) كون الجسم تمسك بالشحوم مقابل إصابته بالكسل والخمول...

    أما المجموعة الثانية فانخفض وزنها بمعدل 0,26 كيلوجرام في اليوم (أي بمعدل كيلو كل أربعة أيام) وشعرت بتحسن في الحركة والعضلات...

    أما المجموعة الثالثة فانخفض وزنها بمعدل 0,47 كيلوجرام في اليوم (أي قرابة كيلو كل يومين) وشعرت بنشاط كبير وخفة في الحركة...

    وحينها بدت تجربة الدكتور آلن مخالفة لكافة الفرضيات (التي كانت تحذر من الدهنيات على وجة الخصوص) ولكن أكثر من 33 تجربة لاحقة أثبتت صحة النتائج التي خرج بها...

    وكي تفهم ماحدث؛ لاحظ أولاً أن المجموعات الثلاث كانت تتناول سعرات حراية أقل بمقدار النصف من حاجتها اليومية (وبهذا التساوي ألغى آلن دور العامل الكمي)..

    غير أن تناول الكربوهيدارات لدى المجموعة الأولى رفع مستوى السكر في الدم، وأبطأ معدل التمثيل الغذائي، ومنع الجسم من حرق الدهون القديمة..

    وفي المقابل لا تفعل البروتينات ذلك؛ وتعمل على استقرار هرمون الأنسولين في الدم، وتتجه غالبا لبناء الأنسجة العضلية وليس المناطق الشحمية كما تفعل الكربوهيدرات..

    وحين تضاف إليها الدهون (التي يوجد منها أنواع صحية وغير صحية) تنشط عملية التمثيل الغذائي وتسحب معها المزيد من الشحوم المخزنة لإحراقها كون الألف سعرة ليست كافية أصلاً فينخفض الوزن بشكل أسرع..

    كل هذا يقودنا إلى الاهتمام بنوعية الطعام (أكثر من كميته) حين نفكر بعمل حمية أو ريجيم..

    يقودنا للتذكير بأن الإكثار من تناول البروتينات بنسبة أكبر (مقابل الإقلال من الكربوهيدرات والسكريات) هو الطريق الصحي والسليم للتخلص من الشحوم...

    يقودنا للتنبيه إلى أن الريجيم بطبيعته فكرة موقته تعتمد على الحرمان (بل وفاشلة كون الوزن يعود بعده أسوأ مما كان) في حين أن تغيير نوعية الطعام تشبع رغبتك في الأكل وتمنحك أسلوب حياة جديداً يستمر معك طوال العمر.

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  17. #367
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    رد: مقال اعجبك



    المنافي الاختيارية
    نجوى هاشم


    يتنفس الصبح كل يوم غاضباً.. متململاً.. يتيقظ متكاسلاً.. يتحسس طريقه في المكان رغم أنّ الضوء يغمر كل الزوايا المكانية.. ويتسلل لمفاصل لحظات الصباح.. يصرّ بل يقنع نفسه أنّ اللحظة مظلمة ولم يطلع النهار بعد.. هو ينطلق من ظلام داخله.. الذي ظل يهرب إليه وداخل حدوده.. بلا أي سبب لهذه الهجرة الأزلية.. تحرك من مكانه مضطراً للخروج ومصافحة النهار الذي يقول إنه لا يعرفه أو قليلاً ما عرفه.. لأنه يختص بغيره ولا يختص به.. غيره الذين يعيشون حياة مرفهة وحياة سهلة.. لا يرتدون عذاباتها.. ولا يتدثرون منذ أن ولدوا بالهموم.. غيره الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من الذهب كما يقول البسطاء.. غيره الذين وجدوا المال دون تعب.. وسبحوا في مياهه وتمتعوا به.. غيره الذين يضحكون ويفرحون ويسافرون سعداء.. ويصادقون بمرح.. هؤلاء كما يعتقد من حقهم الفرح.. لأنهم أحرار من عبودية البحث عن لقمة العيش والتكبل بالهموم وتوفير حياة أفضل للعائلة.. ولنفسه.. وأحياناً لا تكون همومه مالية بقدر ما هي هموم نفسية تسد عليه رؤية الأفق والأعماق التي في داخله.. وهي تطالبه بأن يعيش ويستمتع بالحياة.. يعيش اليوم إن جاءه الفرح ويترك الغد لمالكه رب العالمين وهو العالم به وكيف سيكون!

    في عز فصل السعادة والفرح واحتفاء من حوله يفكر في القادم، وهو بذلك يضيّع الاستمتاع باللحظة ولا يعيشها.. فمثلاً قد نلتقي بالبعض في مكان ما وفي لحظات سعادة وتجده صامتاً مكتئباً ينظر لمن حوله وكأنهم ارتكبوا جرماً أو تسببوا في كارثة.. وعندما تسأله لماذا أنت متجهم يرد: هؤلاء فارغون وليس لديهم هموم أنا عندي بكرة دوام وعندي موعد مستشفى لبنتي أو أمي وعندي مراجعة دائرة.. تسمعه بهدوء ودون أن تحاول أن ترد أو تعكر لحظتك تقول له: الله يعين الجميع وتنصرف.. السؤال: هل هو الوحيد الذي لديه هذه الهموم وهذه الالتزامات؟

    من المؤكد أنّ من يجتمعون لديهم كلهم هموم والتزامات ومواعيد وأقساط وأطفال وأمهات.. ومشكلات في العمل.. وربما أمراض مزمنة.. ولكن يظل التعايش اليومي مع النكد وفرضه على نفسك حتى وإن أراد الهروب مدرسة قائمة بحد ذاتها لا يفتحها إلا المتخصصون في الغضب على الحياة والهروب منها والخوف من ملامسة أفراحها وكأنها ستنتقل بالعدوى لهم!

    في الحياة بشر لديهم ضعف إحساس بالنعم التي حولهم يتزامن مع ضعف الرؤية المفتعل.. فالإنسان مهما كانت همومه تسعده لحظة عابرة من الفرح الإنساني كرؤيتك لطفل يضحك ووصوله إلى شغاف قلبك.. ورؤيتك لشخص تحبه لم تره منذ زمن.. ورؤيتك لأفراد أسرتك أمك وأبيك وأطفالك وزوجتك وإخوتك أليست هذه من نعم رب العالمين عليك، وكثيرون محرومون منها؟

    كم من شخص يتمنى روح العائلة، وكم من شخص يتمنى أن تكون أمه التي رحلت بجانبه.

    كم من شخص يتمنى ويحمد الله ويشكره على نعمة أن يأتي رمضان أو العيد وهو بين أفراد عائلته لا فاقدا أحداً منهم ولا هو مفقود.

    هي الحياة دائماً مبررة الوجود تحتاج أن تعيشها بشجاعة وإقدام.. وتجاوز وعدم توقف عند أبواب الهموم فكلنا لديه منها الكثير.. أما سوء الطالع الذي ترى أنه يختص بك وحدك فهو يضرب حصاراً على غيرك منذ أزمنة ولم يتمكنوا من فكه ومع ذلك عرفوا الحياة ولم يخافوها ولم يستسلموا لسوء طالعهم.. ولامسوا الملاذ المساعد للخروج وهو أن يعيشوا، وأقصاها أن يحاولوا العيش والتمتع بأقل ما في الحياة وما في أيديهم!

    يقول باولو كويلو الرائع "توقف عن التفكير في الحياة.. وابدأ في عيشها".. فالعمر أيام وكل يوم يعبر من الصعب استعادته أو العودة إليه أو إرغامه في أن يعود لذلك لا تفكر فيه وأنت في مكانك حاول أن تعيش لحظتك استمتع بما حولك حتى وإن كانت صورة تراها كل يوم.. ابتسم فالابتسامة جزء أساسي من الحياة البسيطة والتي لا يخامرها قلق أو خوف.. لا تفكر في مطاردة ما سيأتي أو ما ستقوله عندما يأتي الغد.. فكر فيما ستقوله هذه اللحظة.. الآن.. كينونتك هي الآن فحاول أن تعيش دون تفكير.. فالتفكير يدمر كل شيء.. من أبسط الأشياء ونحن نعيش في زحام يومي مفزع ضيق الوقت والمساحات المحدودة التي اصبحنا نمتلكها فمثلا تفكر في صديق أو قريب وتتمنى أن تسمع صوته وتقرر أنك ربما تكلمه غداً.. والمشكلة أنك غداً قد تكون مشغولا ًولاتعرف ملابساته.. ومن أجل أن تستمتع وتسأل حاول أن تكلم لحظتها فلربما غداً تكون قد نسيت في زحمة التزاماتك وقد لا تتذكر أنك كنت تريد مكالمته.. ولذلك ولمن هو صادق مع نفسه لا يخجل عندما يقول لشخص إنني فكرت في مكالمتك ولكن بعد ذلك انشغلت ونسيت.. والأفضل من تجربتي أن تكلم وتتواصل لحظة أن يطرأ عليك ذلك الشخص وإلا لن تتذكر في نطاق ركضك اليومي..!

    لا تتلذذ بالهروب من الحياة العادية التي يعيشها الجميع بوجوهها المختلفة.. ولا تنشغل بسوء طالعها وتخصصه في الوقوف على بابك والدخول لأنك أنت من يفتح له الباب ولأنك أنت من يساعده ليربح منك كل شيء رغم أنه دقّ باب غيرك ولم يربح.. ليست الحياة في مجملها فارهة السعادة ولا متسلسلة بجمالها وإلا أصبحت مملة ولكنها كالفصول المتغيرة وبالتالي لا تسجن نفسك في صيفها ولا في شتائها وتشتكي البرد أو الحر فالفصول تغير ملامحها وعلينا أن نعيش داخلها ولا نفكر بالصيف ونحن في عز الشتاء.. تدثر بدفء روحك وتوسد يومك وانغمس داخله إن كان به وميض فرح.. شاهد الشمس وهي تشرق شامخة وكيف تقولب العالم معها وحسب منظورها فيختارون العيش في لهيبها ويعطون بقدر ما أخذوا منها.. !

    لا تطارد المنافي فهي بعيدة ولن تستدعيك بل طارد داخلك فقد تجد به منفى أجمل يجمعك بالحياة اليوم ويغيب تفكيرك عن غد!

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  18. #368
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    هل من حلول للعنوسة ..؟
    صالح المسلم / صحيفة سبق .


    هل لدينا مشكلة في الزواج وفي منظومة الزواج بشكل عام ..؟

    هل لدينا برامج لكيفية الزواج وثقافة الزواج وتثقيف الزوجين عن الحياة الزوجية ؟

    هل لدينا استعداد ليتقبل المجتمع التعدد لحل أزمة العنوسة ؟ وهل لدينا عنوسة فعلية ، بمعنى أنها ظاهرة ومؤرقة للعديد من الأسر؟.. وما هي الحلول من وجهة نظركم للحد من تجاوز الفتاة العمر الذي نقول عنه " عانس " ؟ ومن يحدد هذا العمر ؟ وهل نطلق على الرجل بعمر الأربعين مثلاً " رجل عانس " ؟؟؟

    لقد أظهرت إحصائية حديثة لوزارة التخطيط أن عدد اللواتي لم يتزوجن في العشرية الماضية، وتخطين عمر الـ30 عاماً، وصل إلى 1.5 مليون فتاة، بنسبة تصل إلى 33.45 % من إجمالي عدد النساء في السعودية البالغ 4.57 مليون فتاة.

    ورغم ارتفاع نسبة العنوسة إلى 33 % فإن عام 2014 شهد زيادة في حالات الزواج المسجلة في السعودية بنسبة 30 % مقارنة بالعام الذي سبقه، مسجلة 77.512 حالة زواج، جاء نحو 16 % منها لحالات زواج غير السعوديين، أو أحد الزوجين غير سعودي، بواقع 12.649 حالة زواج. وارتفعت حالات الطلاق المسجلة في محاكم السعودية بنسبة 22 % خلال الفترة نفسها مسجلة 54.471 حالة طلاق؛ لتحقق معدل 7 حالات طلاق مقابل كل 10 حالات زواج جديدة.

    كما ارتفعت دعاوى فسخ النكاح المسجلة لدى المحاكم السعودية خلال العام 2014 بنحو 17 % عما سجل خلال العام 2013؛ لتبلغ 10.469 دعوى، بمعدل 29 دعوى منظورة في اليوم الواحد، في حين ارتفع أيضاً عدد دعاوى الخلع وإثباته المنظورة لدى محاكم السعودية خلال الفترة نفسها بنسبة نحو 47 % مقارنة بالعام الذي سبقه؛ لتبلغ 2.033 دعوى، بمعدل قارب 6 دعاوى منظورة يومياً بحسب إحصاءات وزارة العدل..!

    أرقام مهولة، ونسب عالية، في مجتمع يفترض أن تحكمه التعاليم الإسلامية السمحة الداعية إلى الرفق بالقوارير، والتسامح، وتقليل تكاليف الزواج.. فهل هناك خلل في المجتمع أم من البعض الذين حولوا الزواج إلى كابوس، سواء للرجل أو المرأة؟ ما الذي أوصلنا إلى هذه النسب العالية؟ وما الذي جعل من نسب الطلاق والخلع مرتفعة؟ هل هي العادات والتقاليد أم الوعي أم أسباب أخرى لم يجد المسؤولون والقائمون على مثل هذه المواضيع الحلول المناسبة لها؟ وما هو دور وزارة الشؤون الاجتماعية؟ وأين دور علماء الدين والمثقفين والكتّاب من المشاركة الفاعلة في إيجاد حلول لمثل هذه الظاهرة السلبية..؟

    بالأمس رفضت وزارتان مقترحاً لمساعدة المقبلين على الزواج، وتقديم خمسين ألف ريال ((50000 ريال)) لمن أراد الزواج للمرة الأولى. وقد رفضت وزارة المالية هذا المقترح بحجة أنه قد يزيد من تكاليف الزواج..!

    عجبي ، فهل نحن عاجزون عن إيجاد قانون صارم للحد من تكاليف الزواج ، وقوانين تلزم أهل العروسين بالحد من تكاليف الاحتفال ، وقوانين تحد من تكاليف المهر، وقوانين تحد من التعنت بطلب مبالغ طائلة لتزويج بناتهم، وقوانين تجبر الآباء على احترام رغبات الفتيات وعدم عضلهن..؟ ألا نستطيع أن نضع مثل هذه القوانين والأنظمة وأن تُطبَّق بحذافيرها ؟..

    النقطة الأخرى : ألا نستطيع زرع الوعي في مدارسنا وفي عقول الأجيال وفي المساجد وعبر المنابر ووسائل التواصل الاجتماعي للحد من هذه الظاهرة السلبية المؤرقة للمجتمع ؟..

    لا أعتقد أننا عاجزون عن ذلك ..!
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  19. #369
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    شهادة التأهيل في عقود النكاح !!
    محمد احمد آل مخزوم / صحيفة صدى تبوك .


    لا يخفى مدى الفائدة التي عادت على الطرفين وأقصد الزوج والزوجة من خلال اجراءات الفحص الطبي قبل الزواج، إذ يتبين من عملية الفحص مدى سلامة الطرفين من الناحية الوراثية وصلاحية هذا الزواج سيما في الأبناء الذين سوف يكونون هم الضحية فيما لو كان أحد الطرفين أو كليهما يحمل أمراض وراثية يمكن انتقالها إلى الأبناء مستقبلاً وما يترتب عليها من مشكلات على الأسرة من الناحية المادية أو النفسية أو الاجتماعية والتي قد تحيل حياة الأسرة إلى عذاب دائم، مع ما يكتنفها من آلام مستمرة أثناء تربية الأبناء المصابين بهذه الأمراض.
    ومع أن ضابط الفحص الطبي في عقد النكاح أمر مهم للأبناء مستقبلاً، فإن كلا الطرفين يتحملان المسؤولية عند عدم الالتزام بنتائج الفحوصات، والقبول بالزواج رغم وجود محاذير طبية! إلا أن وجود ضابط آخر يتعلق بطرفي العلاقة وليس الأبناء وهو ضابط الاختيار الأمثل يظل هو الأهم حتى تكون عملية الاختيار وفق أسس صحيحة دون اللجوء إلى طرق التدليس أو الغش أو الغرر، والتي قد تكون نتيجتها الحتمية هي الطلاق.
    في الماضي القريب كانت عملية الاختيار لا تتعدى المجتمع المحيط في القرية أو الضاحية أو القبيلة- والتي ما تزال هي الطريقة المثلى في عملية الاختيار في معظم القبائل بحيث يعرف أهل الخاطب وأهل المخطوبة أحوال بعضهما البعض من جميع النواحي، والتي يتم في ضوءها قبول الطرفين لبعضهما عن قناعة لمعرفة كل منهم الآخر من خلال المعايشة في البيئة ذاتها.
    ومع اتساع العمران وتعدد ساكنيه من قبائل شتى وأماكن بعيدة مع ما يحمله كل منهم من ثقافات وعادات مختلفة ورغبة كلا الطرفين من الانعتاق من أسر القبيلة، ومع زيادة عدد الأسر وتشابك كثير من القبائل في الحي الواحد، باتت عملية اختيار شريك الحياة المناسب أمر بالغ الصعوبة، إذ يظل ولي أمر الفتاة يتحرى عن الخاطب فترة طويلة، وكذا الخاطب يتحرى عن المخطوبة دون وصول كل طرف إلى حقيقة الطرف الآخر.
    ولا يخفى أن القضايا الجنائية والأخلاقية التي يرتكبها بعض الشباب من الطرفين تسجل في صحيفة السوابق كسابقة، فكثير من القضايا الأخلاقية كالتحرش والابتزاز والخطف وغيرها، أو قضايا المخدرات والمسكرات إما بالتعاطي أو الترويج، أو قضايا السرقات والعقوق والاعتداء البدني على الآخرين، أو ما يحدث من بعض الفتيات من الهروب من المنزل أو الوقوع في قضايا أخلاقية متنوعة، كلها قضايا تحتفظ بها الجهات الأمنية لمعرفة التاريخ أو السيرة الذاتية للشخص المدان.
    ويظل وضع ضابط جديد "شهادة تأهيل" في عقد النكاح للطرفين ضرورة حتمية بحيث يكلف الخاطب بإحضار ما يثبت حسن سيرته وسلوكه لأهل الفتاة، وكذا ولي أمر الفتاة بما يثبت للخاطب عدم وجود قضايا على المخطوبة ليتميز الصحيح من الفاسد، وتتولى الجهات الأمنية في الداخلية (هيئة الحسبة– الشرطة) والجهات القضائية في وزارة العدل التنسيق فيما بينها وتكليف المأذون الشرعي بالالتزام بنصه حفاظاً على ديمومة النكاح وبناء الأسرة المسلمة، والله الموفق.
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  20. #370
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك



    الصوم وإيقاع الهرمونات!!
    د. عبدالرحمن يحيى القحطاني / صحيفة سبق .


    الصوم كتلة من النشاط والحيوية لأعضاء الجسم؛ فالدراسات تخبرنا بأن الصوم المنتظم المتقطع يحفز إفراز هرمون النمو، الذي يعمل على توازن العمليات الحيوية في الخلية، ويكافح الشيخوخة، ويساعد في نمو العضلات، كما أن زيادة مستواه في الجسم يساعد على حرق الدهون.

    كما يحلو لهرمون الإنسولين في هذا الشهر أن يضبط إيقاعه في الجسم؛ إذ يجد فسحة من الراحة نتيجة لعملية الإقلال من كمية الطعام والسعرات الحرارية؛ وبالتالي يساعد في التحكم بمرض السكري.

    ويتغلغل دور الصيام الإيجابي في الجسم إلى مادة الكولسترول، وهي المادة التي ترتبط بتصلب الشرايين وإتلافها؛ إذ يساعد الصيام في التحكم بها، وخفض مستواها في الجسم.

    وأعجب ما قرأت من دراسات حديثة حول الصوم وتأثيره الإيجابي على الجسم ما كشفته دراسة نشرت عام 2014م، يمكن وصفها بأنها دراسة محورية واكتشاف غير مسبوق، قام بها مجموعة من العلماء بجامعة سوثيرن كاليفورنيا الأمريكية، أظهرت أن الصوم لمدة ثلاثة أيام تقريباً يمكن أن يساعد في تحفيز وإعادة بناء الجهاز المناعي في الجسم وتحديثه، وكذلك إنتاج خلايا دم بيضاء جديدة، وتنشيط الخلايا الجذعية حتى في كبار السن. وهي دراسة واعدة للاستفادة منها في إجراء مزيد من الدراسات في هذا الجانب، وتطبيقاتها الطبية على الإنسان.

    أما المجلة العلمية الطبية البريطانية للسكري والأوعية الدموية فقد نشرت دراسة عام 2013م، أشارت نتائجها إلى أن الصوم المتقطع والمنتظم يساعد على تخفيض الوزن، وتحفيز الجهاز الدموي والقلبي، ويقلل - بمشيئة الله - من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. كما تواردت الدراسات التي تربط بين الصيام ودوره في خفض الإصابة بأمراض القلب وداء السكري، وهما من أهم مسببات الوفيات والإعاقة في السعودية.

    هذا ما تقوله الدراسات الطبية حول الصوم وفوائده الجمة على صحة الجسم، فما هو واقعنا الفعلي؟!!

    واقعنا الفعلي محزن ومؤلم، ويحدثنا بأن لدينا انتكاساً في المفاهيم في هذا الشهر؛ فبدلاً من أن يكون شهر اعتدال واقتصاد في المأكل والمشرب نجد البعض يتعامل معه وكأنه مقبل على مجاعة وفاقة وعوز! والبعض الآخر لا يخرج منه إلا وقد حمل مزيداً من الأوزان والأثقال في جسمه؛ ففقد هذا الشهر حلاوته وطعمه الروحي والبدني.

    الصوم يشبه زر إعادة التشغيل في جهاز الكمبيوتر؛ فهو يساعد على إعادة التوازن في الجسم، وإعادة حساباته، وضبط إيقاعه، وهو مرحلة لإعطاء الجسم راحته من كثرة الأكل والشرب.

    وفصل الخطاب في ذلك قول المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه -: "الصوم جُنَّة"، بمعنى وقاية وحماية وحصن بكل ما تعنيه الكلمة؛ فهو كما هو وقاية من الرفث والفسوق والصخب والزور والمعاصي والآثام.. حصن أيضاً لصحتك، وترويض لها على الاتزان والاعتدال.

    باختصار، هو حصن لك في الدنيا والآخرة.

    أما العتب، كل العتب، فهو على المراكز البحثية الطبية والكليات الطبية لدينا، التي لم تستثمر جيداً في البحث في علاقة الصوم بالصحة.

    وبالمناسبة، خلال اطلاعي على عدد من البحوث العلمية لإعداد هذا المقال وقع بين ناظري مجلة علمية بعنوان "مجلة الصوم والصحة"، تصدر عن إحدى الجامعات في إيران. ألا يفترض أن نكون أول المنافسين في مجال الطب النبوي؟!
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  21. #371
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    شختك بختك : زوجك مُدمن !
    نجود الحميد / صحيفة صدى تبوك .


    ترعرعنا أنا وبنات جيلي "القوارير"- الطيبات المكافحات العظيمات -على مقولات - أو تعويذات مُستهلكة-عديدة رنانة من أهمها " البيوت أسرار يا بنت "و"زوجك أهم من نفسك"، وأخذنا نًربي تلك المقولات مع ضفائرنا، وبين طيات الروايات الحالمة نسترها بلطف وفي علب المكياج نخبِئها بشغف ،وكبرنا وكبرت معنا.

    ومع أول طارق باب سيتم تزويجك وهذا أمر حتمي غالبًا فالستر ثم الستر وكأنكِ قنبلة موقوتة .وهنا يأتي دور" شختك بختك" وأنتِ وحظك وذمة إمام المسجد المرجع الرسمي ذو الثقة الذي سيُسأل عنه فارس الأحلام تضيق وتصدق أم تتسع وتراوغ. وتأتي المفاجأة تلو الأخرى بعد شهور كعقد قد فُرط ، وتكتشفي أشياء لم تكن بالخاطر والحسبان، زوج مُدمن مخدرات ومُستهتر بواجباته،زوج ذو شخصية مهزوزة أو يدهُ ورِجله تتحدث قبل لسانه وبخيل ،وزوج لا يهتم بنظافته الشخصية ورائحة فمه ولا يعترف دستوره بوجود فرشة أسنان ....إلخ.

    قرأنا بأن منطقتنا الحبيبة تبوك لها نصيب على مستوى المملكة لابأس من علقم الطلاق و الانفصال سواءً بتراضي الطرفين أو بحكم خُلع، فتبوك منذ سنوات وهي متميزة بحالات الطلاق وهذا يدل على خلل واضح وجلي في دور المؤسسات التي من شأنها وتخصصها ودورها الاجتماعي توعية الأطراف عن سُبل الاختيار الصحيح وتوضيح قيمة الأسرة وأهميتها.

    لعل يتبادر للذهن بعض الأسئلة وإن كانت رائجة سابقًا أهمها..
    لم لا يُضاف تحليل للمخدرات في برنامج "الزواج الصحي" ؟
    لم لا توجد دورات حقيقية -وليست تعدية ملامة- في ثقافة الحياة الزوجية والتعامل لكلا الأطراف؟

    "ركنة قلم"
    الحياة الزوجية أعظم مما يعتقد البعض .
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  22. #372
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك


    البحث عن الموجود في حماية الوحدة الوطنية
    أحمد بن عيد الحوت / صحيفة سبق .


    عندما سمعت عن مشروع دراسة نظام حماية الوحدة الوطنية استحسنت الفكرة، وراقت لي؛ لأنها جميلة في معناها، ثم صدمني خبر عدم الموافقة على إقرار المشروع من مجلس الشورى، لكنني راجعت نفسي، وخففت انفعالي؛ فوجدت أن الموافقة على إيجاد نظام لحماية الوحدة الوطنية هو إقرار واعتراف بأن هذه الحماية لم تكن موجودة من قبل ضمن أنظمة السعودية، وهذا خلل خطير، لا يصلح أن يكون في دولة تحكّم الشريعة في كل شؤونها؛ فقررت الرجوع إلى مواد النظام الأساسي للحكم، وإذا بي أجد أن المادة الحادية عشرة قد نصت: (يقوم المجتمع السعودي على أساس من اعتصام أفراده بحبل الله وتعاونهم على البر والتقوى والتكافل فيما بينهم وعدم تفرقهم). كما ورد في المادة الثانية عشرة (تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام). ثم جاءت المادة التاسعة والثلاثون (تلتزم وسائل الإعلام والنشر، وجميع وسائل التعبير، بالكلمة الطيبة وبأنظمة الدولة، وتسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتها، ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة، أو الانقسام، أو يمس بأمن الدولة وعلاقتها العامة، أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه). ثم تصفحت نظام هيئة حقوق الإنسان بالسعودية فوجدت أن من أساسيات تلك الحقوق (الحق في المساواة)، وورد شرح هذه المادة كما يأتي: فمبدأ المساواة أمام القانون بين الناس، بغض النظر عن الجنس أو الجنسية أو العرق أو اللون أو الدين، حق كفلته الشريعة الإسلامية، والاتفاقيات الدولية؛ فقد أقرت الشريعة الإسلامية المساواة بين الناس جميعاً بغض النظر عن اختلاف الأصول والسلالات العرقية، والقيم الإنسانية، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشيراً إلى مبدأ المساواة في الإسلام: «يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب».

    وإن القرآن الكريم والسنة النبوية تستقي منهما كل التشريعات بالسعودية، وإليهما تخضع كل التنظيمات، ولا يجهل عاقل ما دعا إليه القرآن من وحدة الصف والركون إلى الجماعة؛ إذ قال الحق سبحانه {إنما المؤمنون إخوة}، وقوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون}. وجعل التفرق والتشرذم والتباغض نوعاً من عقاب الله وعذابه.. يقول سبحانه {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض. انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون}. وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية".

    وإن ما قام به الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - من جمع الناس تحت راية التوحيد ما كان ليتم لو لم يقضِ على العصبية، ويجتث أسباب التناحر، ويوحد الصف، ويساوي بين الناس أمام الشرع، فساهم كل أطياف المجتمع في التنمية، واضعاً - رحمه الله - نصب عينيه أن الوطن لن يقوم بفئة دون أخرى؛ لذا فإن ما تمر به السعودية من ظرف حساس وطارئ يوجب علينا التنبه لما يراد بنا من اختلاق المواقف المشبوهة، واستغلال الظروف الأمنية الطارئة. وإذا كان الحكم على الشيء فرعاً عن تصوره، فإن الذين يخوضون في هذا المشروع، ويستنكرون عدم إقراره من قِبل مجلس الشورى، دون التأكد من محتواه وتفاصيله، هو حديث فيما لا علم لهم به، يقول تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم. إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً} الإسراء:36.

    ومن خلال عملي رئيساً لمجلة حقوق الإنسان، وكذلك عملي الطويل بوزارة الثقافة والإعلام، واشتراكي باللجان التي قامت بتعديل بعض مواد نظام المطبوعات والنشر بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء، أعلم علم اليقين أن نظام هيئة حقوق الإنسان بالسعودية ونظام المطبوعات القديم وما جرى عليه من تعديلات جديدة جميعها تتضمن صراحة أنه يحظر أن ينشر بأي وسيلة كانت: (ما يؤدي إلى إثارة النعرات وبث الفرقة بين المواطنين). ومن ذلك كله ندرك أننا لسنا في حاجة إلى إقرار نظام جديد لحماية الوحدة الوطنية، وإنما نحن بحاجة إلى تطبيق ما لدينا من أنظمة صريحة وواضحة، بحزم وقوة.

    نسأل الله أن يوحد صفوفنا على الحق، ويؤلف بين قلوبنا، ويذهب عنا كيد الشيطان وأعوانه، إنه سبحانه القادر على ذلك.
    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  23. #373
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    رد: مقال اعجبك

    شختك بختك : زوجك مُدمن !
    نجود الحميد / صحيفة صدى تبوك .
    المقال لا مس شيء في نفسي ...


    شختك بختك.. زوجك او زوجتك ...مريضـ /ـه ..لا يـ / تـ تحمل المسؤولية ...غير مكافئ لك فكريا ...وغيرها ... اعتدنا على مشاهدة نتائج وافرازات مثل هذا الزواج طلاق وفراق وتشتت ابناء او طلاق عاطفي ان صح التعبير وكل له عالمه بحياة شبة ميته يعاني افرادها من ضغوط مجتمعية تحتم الاستمرار في زواج بدون مشاعر متبادلة وراحة بال ولو اقيمت دراسات حول الموضوع هذا لرأينا النتائج المفجعة ! لما وصلنا الى هذا الحال وبدون وعي وادارك نزج بأنفسنا ذكور واناث بهذا العالم لمجرد الزواج وبدون حتى تحري مقومات النجاح . هذا الظلم الحقيقي للأفراد والتضحيات وتحمل تبعات سيئة لا بد وان يقف هذا العبث والذي يقوده ويبارك عليه مجتمع اصبح اسير للعادات والتقاليد حتى اصبحت هي المشرع له خلاف الدين يجب ان لا يكون هو من يتحكم ويقرر ... حق لكل فرد اراد الارتباط ان يكون صورة متكاملة عن شريكة بمعاونه مجتمعه بوعي وادارك كامل وتحمل للنتائج المترتبة على ذلك ... زواج شختك بختك فاشل فاشل والنجاح كل النجاح في اعادة صياغة الزواج في بلدنا ليأخذ كل فرد حقة بدون ظلم لأحد ونصائح الكاتبة في محلها ان طبقت بالأضافة الى اعادة دارسة بحثية تقبل معها حلول جديدة وعصرية تناسب المجتمع وفكر افرادة وتطور حياتهم مع متابعة لجنة تنفيذية من وزارة التنمية الاجتماعية مدعومه برؤية جميع الوزارات .... شكرا للكاتبة ولناقلة الخبر ...
    التعديل الأخير تم بواسطة علاء ; 02-07-2015 الساعة 07:58 PM

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  24. #374
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    بجانب البحر حيث الهدوء الذي تصحبه الهيبة
    المشاركات
    9,530
    معدل تقييم المستوى
    480177

    رد: مقال اعجبك

    إلغاء حفلات الخطوبة
    الدكتور عبدالله بن سفر الغامدي / صحيفة صدى تبوك .


    يواجه مجتمعنا منذ سنوات عديدة بعض العادات الاجتماعية الخاطئة في الزواج ، كمناسبة العقد ، أو المِلكة ، أو الخطبة ؛ والتي يدعى إليها الأقارب ، والجيران ، وبعض الزملاء ، وذلك بهدف إظهار أهل العروس فرحتهم ، وإشراك الآخرين في بهجتهم ، ولما يرونه من زيادة للتعارف ، وتوثيق للترابط مع الأصهار .

    وهي من الحفلات المحدثة المرفوضة ؛ التي لا تقوم على مستند شرعي ، فالمشروع المستحب هو وليمة العرس فقط ، بينما إقامة حفلة للخطبة ؛ ليست من الأمور المندوبة ، ولا من الواجبات الاجتماعية المطلوبة ، والتي لا تخلو عند إقامتها من التفاخر والمباهاة ، والتبذير والإسراف , فهي تقترب في تكلفتها المرتفعة من تكاليف حفلة العرس ، إذ فيها يتم استئجار صالة وكوشة ودقاقة ، وتوفير أنواع من العشاء والفواكه والحلويات ، مع تجهيزات شخصية للمعنيين ؛ من تزيين وتأنق ، وملابس وهدايا وخلافه .

    وقد تكون ميزانية الحفلة قائمة على مهر الزوجة ، بينما المهر حق خالص لها ، ليس لأحد الأخذ منه ، كذلك فإن من مثالب هذه الحفلة أنها قد تكون محدودة ومختصرة في أعداد المدعوين ؛ فلا يدعى إليها بعض الأقارب من أسرتي العروسين ؛ مما قد تكون سبباً في وقوع شحناء وبغضاء ، وحدوث قطيعة وعداوة .

    فلماذا يحرص بعض أولياء الأمور على التقليد والتبعية في تنظيمها ، أو التعالي والتباهي عند تنفيذها ؟!

    ألا يعلمون أن طلبات التجهيز كثيرة ، وتكاليفها مرتفعة ؛ وهم يدركون حاجتهم إلى مال أكثر لتجهيز بناتهم ؟!

    ألا يؤمنون أن الإسراف سبب من أسباب محق البركة ، وزوال النعمة ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) .

    إننا نتمنى من الجميع الاكتفاء بحفلة يوم العرس ، والتوقف عن إقامة حفلات واسعة ومكلفة للخطبة ، وأن يستعاض عن ذلك بحفلة مبسطة في المنزل ، وعلى بوفيه خفيف ، ولا يدعى إليها سوى أقرب المقربين ، فإن المال الذي ينفق عليها ؛ ينبغي أن يهدى لصاحبة الشأن ؛ فذلك أجمل لحالها ، وأصلح لاحتياجاتها ، وأنفع لمستقبل أيامها .

    كما نرجو الترفع عن بعض المنكرات المشينة ؛ والتي قد تقع في بعض حفلات الخطوبة والزواج ؛ كالسهر إلى الفجر ، والغناء بالمعازف ، التسجيل والتصوير للنساء ، اللباس غير الساتر ، جلوس العريس أمام النساء غير المحارم ، الاستعانة بالكذابين من الشعراء ، رمي الطعام المتبقي ، استعمال المنبهات بطريقة مزعجة للناس .


    *****
    أصبت في التعليق أُستاذي
    فـ تزويج هذه العينة " المدمن ...إلخ " يعد كارثة لا تُحمد عقباها .
    نسأل الله صلاح الأحوال ظاهرها وباطنها .


    " أبي النائم في أحد القبور اسأل الله العظيم أن يجعلني احتضنك حضناً طويلاً دافئاً
    ينزع وحشة فراقك الموجعة عند باب الفردوس الأعلى يا أحد يا فرد يا صمد يا الله " .
    .
    كفارة المجلس :
    " سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهدُ أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك "

  25. #375
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    رد: مقال اعجبك


    أين نذهب مما حولنا
    شريفة الشملان


    كان رمضاننا مرادفا لفرحنا، نستمتع بكل شيء فيه، كنا نأكل فيه أشياء جميلة وحلوة لم نكن نعرفها في أيامنا العادية، من ذلك طبخات لذيذة تتفنن أمهاتنا بها، وقبل رمضان كنا نستعد لاستقبال الشهر الكريم، ونرى عربات تأتي وتذهب محملة لبيوتنا وبيوت الجيران، هذا هريس وذاك عدس وبهارات من زنجبيل ودارسين (قرفة) وكميات من الشعيرية التي تستعمل مع الشوربة كما تعمل حلوة وهذا ما كنا نحبه.

    يمضي ذاك الزمن فتكون الوفرة لتضيع تلك الفرحة، فكل شيء متوفر طول العام، لم يعد صغارنا يحلمون بالمحلبية ولا الكاسترد عندهم الآيس كريم، ولا يهمهم تلك الأكلات الرمضانية ملوها، الهريس والثريد وكل شيء متوفر.

    هناك أشياء فقدناها ولن تعود ولعل أهمها راحة البال وذلك الفرح الذي يدغدغ كياننا يمتزج مع روحنا مع صوت الله أكبر لينتهي الصيام وتدق أصوات المضغ، ذهبت تلك النشوة التي لا تقدر بثمن مع الماء البارد أو العصير الذي هو عبارة عن نكهة وسكر مضافة للماء، استبدلنا كل شيء بشيء أحسن منه، امتلأت الموائد وامتلأت البطون، لكن شيئا ما سُرق منا منذ أن ضُرب العراق في رمضان على يد بوش الأول ثم تداعت أحجار الدومينو، حجرا بعد حجر وحجرات مع بعضها، وهكذا تخلينا عن سعادتنا مع ما مر علينا، لم تعد (الله أكبر) لصوت المؤذن للدعوة للصلاة، من يقتل يقول (الله أكبر) والمقتول يصرخ (الله أكبر)، وهكذا تداعت البلدان والتنمية والتغير للأفضل، سرق منا ديننا واختطف إسلامنا وكلّ يقول (الله أكبر).

    (الله أكبر) وكأن المسلمين ينفذون خطة إبادتهم ونسلهم ونسل نسلهم، رمضاننا لم يعد رمضان، ولا السحور ولا الإفطار نمسك على أخبار مرة لنفطر على أمرّ منها، ولم تعد هناك حرمة لمسجد ولا لبيت، لا يدري الإنسان منا متى يتعالى الصراخ من مسجد الحارة أو من عند بيته وربما من داخل بيته، لقد نحر الأمان ومع فقدان الأمان لم يعد لأي شيء طعم. ولا نجد إلا الترحم على أيام مضت، ونبحث في الذاكرة عن جمال يعيد لنا توازننا، وكلما عدنا ظهر شيء يرنحنا كسكارى بالألم والخوف من الآتي.

    (الله أكبر) ما أعظمك يارب ما أعظمك، تعاليت في سمائك. إننا محاصرون في عقولنا وفي فكرنا وفيما حولنا، وكلّ يرمي السبب على الآخر لدرجة ما عدنا نعرف أنحن الجناة أم مجني علينا، وتعددت أسباب شجارنا وأسباب مصائبنا لدرجة أن كبرت المصائب وكبر الشق على الرتق، الشيء الذي ننساه عمدا أحيانا أو جهلا وما هو معروف في علم الجريمة ابحث عن المستفيد، ولا يستفيد مما نحن فيه من مآس غير عدو ذكي عرف كيف يرمي الشرارات التي نفخنا عليها فاضطرمت في أماكن هنا وهناك حتى وصلت عند أقدامنا.

    الكآبة أصبحت جزءا من ايامنا وجزءا كبيرا من حياتنا، لا نهرب منها إلا لها ما بين أخبار ومسلسلات وحوادث، هذه الحوادث لا تعرف شهرا مباركا كريما ولا تعرف أهلا ولا ناسا، نتقاسم الوجع في كل مكان من أجسادنا التي تمتد لتشكل غيوما سوداء تهطل مطرا حارقا..

    أين نذهب مما بنا وأين نفر مما حولنا، رحمتك يا رحمن.

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




المواضيع المتشابهه

  1. بحث مقال عن الفقر
    بواسطة احزان في المنتدى منتدى اللغة الأنجليزية العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-05-2006, 11:00 PM
  2. تكفوووووون طلب مقال إنجليزي!!!!!!!!!!
    بواسطة القبطان في المنتدى منتدى اللغة الأنجليزية العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-11-2005, 02:48 AM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •