صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 25 من 27

الموضوع: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

  1. #1
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد


    بسم الله الرحمن الرحيم
    كيف اعضاء هذى المنتدى الكريم ؟
    اليوم انشاء الله موعدنا مع سيره عظيمه منقوله بطريقه مبسطه من مذكرات احد طلا ب العالم الجليل محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وجمعنا به فيي مستقر رحمته
    قرات بدايتها فلم تشدني ورجعت اليها في وقت فراغي وليتنى فعلت ذلك مسبقآ
    لأنني كنت اقرأ واتحسر على زمن لم يكن فيه مثل الشيخ محمد..........كنت أقرأ وابتسم حينا واذرف الدموع اكثر الأحيان من دون ان احس بنفسي
    هي مذكرات طويله لأحد طلبته في بدايتها خاصه به ثم يبدأسرد حياته مع الشيخ بطريقه ممتعه مليئه بالعبره والفائده
    كنت اقرأها ووصلت للمنتصف فأبت على نفسي ألا ان يكملها معى اعضاء سعودي انجلش الكرام لنلهج سويآ بالدعاء لهذا العام الكريم بالرحمه والمغفره وانا يجمعنا به ربنا في هذه الساعه المباركه اللتي ينزل فيها الرب جل جلاله ينادي خلقه(هل من داع )
    وان يجزي من نقلها لنا خير الجزاء ويخلف علبنا في شبابنا خيرآ
    القصه طويله جدآ ولذا سيطول نقلها فأرجو منكم متابعتها ويشرفني ذلك
    أختكم:
    هبله عنقلنزي

    ملاحظه: الموضوع مكرر الرجاء عدم حذفه ا لأنه بطلب من الأخت الغاليه:lulu

    و اقدم اعتذاري الشديد للأخت لولو لأن الموضوع تأخر ولكن ها انا اوفي لك بوعدي

    رابط الموضوع القديم ارآد الأطلاع

    http://http://www.saudienglish.net/v...ead.php?t=7329





    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  2. #2
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد






    يقــــــــول طالب العلم .....



    هذه فصول قصة حقيقية ...

    أسردها سردا كما هي ...

    قد مر على فصولها أكثر من خمسة عشر عاما..

    ومع ذلك فمشاهدها وحكاياتها ما زالت راسخة في الفؤاد..

    قد نقشت فيه كما ينقش في الصخر لا يزول إلا بأمر الله..

    أطلب من القارئ الكريم أن يتمهل ولا يستعجل..في الحكم على القصة..

    حتى تستكمل فصولها وينتهي رقمها ..

    فهي في النهاية تحكي مواقف عن رجل فذ قد طوته اللحود..

    هذا الرجل هو شامة في جبين التاريخ في عصرنا..

    وأنا في موقفي هذا معه ما أنا إلا حاك وناقل لموقف واحد فقط من مواقفه ..

    وحسنة واحدة من حسناته ..

    أحكي لكم عن هذا الرجل وأقسم على كل حرف فيه ..

    أرويه كما حصل بلا زيادة ونقصان..

    وأما حصر أفعال هذا الرجل ، ورصد جمائله على الناس والأمة

    فهذا مما تعجز عنه طاقة الناس ...

    فمنذا يقدر حصر أفعاله ليجمع أفعال غيره!!

    فأمره إلى الله ..

    هو حسيبه تعالى ورقيبه لا يخفى عليه من أمره شيء..

    سيجد القارئ الكريم في أول القصة مواقف تعنيني أنا بشخصي..

    وهي في النهاية عن شخص مغمور ..

    ولكنها في الخاتمة تكشف نبلا عزيزا لإمام جليل .. قد آن الأوان أن تعرف قصته..

    وقد حكيت بعضا من تلك القصة على أحبابي وأترابي..

    فكلهم أقسم علي إلا أن أكتبها وأنشرها .. فهي واجبة من الواجبات..

    وحق لهذا الإمام علي كأقل جميل له علي أرده..

    خاصة وأنني مقبل على أمر جلل.. لا أدري ما خاتمته..

    فلتكن إذا صدقة من الصدقات وذخرا لي عند الباري سبحانه وتعالى ..

    لعل الله أن يعفو عن الزلات ويتجاوز عني في الصالحين..

    اللهم اغفر لي ولشيخنا وأستاذنا ولوالدي واجعلني معهم في فردوسك الأعلى يا أرحم

    الراحمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..




    الحلقه الأولى ....


    في عام 1409 للهجرة ..

    كنت أدرس في الصف الثاني المتوسط بمدرسة حطين في مدينة الطائف..

    وكنت حينها فتى كأترابي ...

    لاهم لي في الحياة سوى مدرستي واللعب مع أصحابي بعد انتهاء الدراسة..

    لم يكن لدي أي ميول نحو التدين والاستقامة والالتزام بشعائر الدين ..

    بل كنت حينها لا اعرف معنى للدين .. فقد ربينا للأسف من الصغر..

    على الاهتمام بدروسنا ومدرستنا ولم يكن لجانب الدين أي شيء يذكر من الأهمية..

    ويقتصر ذلك في الغالب على صلاة الجمعة .. أو الأعياد..

    كان أول شخص متدين ومستقيم أتأثر به وأحبه هو أستاذي

    في مادة التربية الدينية في تلك السنة واسمه عمير القرشي..

    إن ابتسامة وطيبة الأستاذ عمير ونصائحه وتوجيهاته..

    كل ذلك ما زال في الذاكرة محتبسا .. وكلماته ...

    ما زالت ترن في أذني حتى هذه الساعة وأنا أكتب هذه المذكرات..

    لقد كان مربيا فذا ورجلا ساحرا بعباراته الصادقة ..

    كان حينما يفسر آيات القرءان الكريم ويصف مشاهد يوم القيامة والحشر والجنة والنار

    كانت كلماته وعباراته تلج القلوب كالسهام..

    كان يسير في الصف وبين الطاولات فكنت أطارده بنظري أينما توجه ..

    أريد أن ألتهم ما يقوله التهاما ..

    كانت العبارات تخرج من فمه كأنها مدافع تدوي تدك كل حظوظ الشيطان في القلوب..

    أحسبه رجلا مخلصا والله حسيبه..

    كنا أحيانا ونحن في تلك السنون ما زلنا في حكم الطفولة..!!!

    كنا والله يبلغ بنا التأثر بحديثه حتى نبكي..!!

    ولكن للأسف فجأة وبلا مقدمات حرمنا من هذا الأستاذ الجليل..

    لينقل في التوجيه في إدارة التعليم في المنطقة..!!!

    لقد كان خطئا فادحا أن يحرم الطلاب من هذا المعلم ذو الطراز النادر لينقل لعمل إداري

    ولكن الله تعالى خلف علينا خيرا في أستاذ آخر ..

    كان له فضل علي بشكل خاص..

    لا أنساه له أبدا .. إنه الأستاذ طلال المشعبي..

    قال لنا الأستاذ طلال : أنا تلميذ للأستاذ عمير القرشي ..

    فهو أستاذي وشيخي وأستاذكم لذا سنحاول أن نكمل المسيرة على نفس المنوال..

    لن أطيل الحديث في مواقف الأستاذ طلال بارك الله فيه..

    ولكن سأذكر موقفا له غير مجرى حياتي للخير إن شاء الله تعالى..

    أبدى الأستاذ طلال بي اهتماما خاصا .. ولقد كنت بحمد الله في فصلي من النابهين..

    أحببته حبا يتجاوز حدود الاحترام للطالب مع أستاذه ...

    لتصبح العلاقة علاقة شبيهة بود الابن مع والده ..
    سجلت في برامج التوعية في وقت الفسحة..

    وكنت استمع مع الآخرين لتوجيهات الأستاذ طلال..

    وذات مرة كنت ألعب أمام منزلنا القريب من الجامع فلاحظت سيارة شبيهة بسيارة

    الأستاذ طلال .. انتظرت ولم أصل !!! حتى يخرج صاحبها بعد الصلاة..

    وفعلا خرج الأستاذ طلال ..

    كان للمعلم حينها مهابة هائلة في قلوب الطلاب خلاف ما أسمعه اليوم!!

    توجهت إليه وسلمت عليه... فسألني بصرامة : هل صليت؟؟

    مسحت قفاي وأرخيت رأسي وقلت لا !!

    قال ليش؟؟

    استحييت ولم أجب فهل سأقول أنا لا أصلي أصلا!!!

    فهم الحال ، ولم أنتظر أن يعاتبني توجهت لدورات المياه وتوضأت للصلاة..

    ثم دخلت المسجد فركعت أربع ركعات للعشاء..
    خرجت من المسجد فلم أرى أحدا ..

    بعد عدة أيام رأيت سيارة الأستاذ طلال مرة أخرى أمام المسجد ..

    وهذه المرة سابقت الريح لأصلي مع الجماعة..

    وبعد الصلاة تعمدت أن أظهر للأستاذ خروجي من المسجد..

    ابتسم أستاذي وناداني ..

    اقتربت منه وقال لي أين منزلكم..

    أشرت له لمنزلنا المستأجر حيث قد باع الوالد بيتنا القديم وهو يبني بيتا جديدا

    في مخطط السحيلي شرق الطائف

    دعوته لزيارتنا فقال الآن لا يصلح ولا أستطيع ولكن ممكن أزوركم غدا!!!

    رحبت به وواعدته غدا بعد صلاة المغرب..!!

    ذهبت لوالدي وبلغته بالحال.. استغرب الوالد من الزيارة ..

    فليس من العادة أن يزور معلم تلميذا في بيته ..
    وليس أيضا من العادة أن يدعوا فتى صغير رجلا كبيرا بغير إذن أهله..

    رضخ الوالد للأمر الواقع وقال أهلا به ..

    في اليوم التالي زارنا الأستاذ طلال في بيتنا وتعرف على الوالد ..

    وكان والدي حينها مديرا لإحدى مدارس الطائف..

    كان اللقاء رسميا .. ووالدي من طبعه رحمه الله التكلف مع الضيف..

    فيشعر ذلك الضيف بالحرج فتنقلب المسألة مجاملات في مجاملات..

    والسؤال لماذا الزيارة؟ وما هدفها؟ وهل كان الأستاذ طلال متعمدا لكل ما سبق؟؟

    ذكر الأستاذ طلال للوالد أن هناك مخيما للشباب في فترة الإجازة النصف سنوية..

    ومدة المخيم أسبوع وتنظمه إدارة التعليم في الطائف.. وقد حث والدي على أن أشارك

    في هذا المخيم!!!

    قال الوالد لا بأس بذلك !!

    فرحت بذلك وسررت بالفكرة فقد كان ذلك بمثابة حلم لي أن أشارك في عمل كهذا ..

    انتهت أيام الامتحانات ..

    وفي صباح يوم من أيام الربيع الجميلة حملني والدي برفقة أخيه الصغير ( عمي)

    في سيارته إلى موقع تجمع المشاركين في المخيم...

    وذلك خلف فناء إدارة التعليم في الطائف..

    وضع والدي في جيبي ثلاثين ريالا وكذلك في جيب أخيه ..

    أظن هذا اكبر مبلغ حصلت عليه في حياتي منذ ولدت حتى ذلك التاريخ!!!

    حينما وصلنا لمنطقة التجمع هالني الجمع الغفير من الفتيان ممن هم في سني أو قريبا

    مني.. أذكر أن الساحة امتلأت بالحقائب وأكياس النايلون الكبيرة المحشوة بالملابس

    وبعضهم أحضر معه وسائد وطرا ريح والحفة مطوية بحبال !!!

    أما أنا فجئت بثوبي الذي علي وكيس صغير فيه ملابس قليلة للتبديل..!!

    غادر الوالد بعد أن تأكد من المشرفين عن أن كل شيء على ما يرام..

    طلعت الشمس وما زالت الجموع تزيد حتى غصت بهم الساحة ..

    في حوالي الساعة الثامنة نادى مشرفوا المخيم على أسماء الطلاب المسجلين في المخيم..

    وركبت في الباص المحدد لمجموعتي ..

    كانت وجهتنا لمنطقة الشرائع قريبا من مكة المكرمة شرفها الله..

    في الباص وقف شخص عليه لحية حمراء وثيابه نظيفة .. وساعته في اليمين..!!!

    كان على وجهه نور الطاعة ..

    وقف ليذكرنا بدعاء السفر وسأل:

    من يعرف دعاء السفر؟؟

    أول مرة في حياتي أسمع بدعاء السفر والله..!!

    رددناه جميعا خلفه .. حتى حفظته عن ظهر قلب منذ ذلك الوقت..

    طوال الرحلة كان يتبادل المذكور مع زميل له..

    قراءة مسابقات ورواية قصص وطرائف ونحو ذلك مما يفيد ويمتع..

    كانت أول رحلة مفيدة وأول مرة أدرك كيف يمكن استغلال الوقت ..

    في مثل هذه الرحلات المليئة بالفائدة والإرشاد..

    وصلنا لمنطقة المخيم.. وهي على يمين الداخل إلى مكة قبل أن تصل لنقطة التفتيش..

    كانت أكوام الخيام ملقاة على أرض المخيم..

    وطلبوا من كل مجموعة أن تتولى تركيب خيامها..

    استمتعنا بذلك أيما استمتاع فهذا أول عمل جاد ومتقن أقوم به بشكل جماعي..!!

    وفي وقت صلاة الظهر اجتمعنا تحت خيمة واحدة ضخمة للصلاة..

    ودخل علينا رجل في عمر الأربعينات عليه سيما الصلاح ووجه مليء

    بالجدية والصرامة..!!!

    وهو الشيخ محمد بن زاهر الشهري بارك الله في عمره ولم أكن اعرفه حينها..

    امتلأ قلبي والله حينها من مهابته..

    حينما وقف في وسط الخيمة وتكلم في الجموع بتوجيهات عامة وأمر كل شخص منا

    بالانضباط ..


    واستغلال هذه الأيام بالنافع المفيد

    كان الترتيب والنظام والضبط هو السيما البارزة على هذا العمل..

    أذكر أن أصحابي أيقظوني للصلاة قبل الفجر ..

    وحينما ذهبت للوضوء أعطونا كاسات بلاستيكية ..

    بحيث يتوضأ الشخص بكأس واحدة فقط!!!

    رأيت المسجد مضاء والنعال تملاء أطرافه..!!!

    وحينما وصلت إليه شاهدت الناس كأنهم خلية نحل من صوت القرءان..

    أمسكت بشخص مر بجواري وسألته : هل أذن الصبح؟؟

    قال بقي نصف ساعة على الأذان !!!

    صلى بنا الفجر شخص رقيق وصوته جميل ..

    وسمعت أشخاصا تأثروا بالآيات فبكوا !!

    وبعد الصلاة وقف شخص ليتكلم لمدة عشر دقائق .. بخاطرة ونصيحة..

    كان مطلوبا من كل مجموعة أن تختار شخصا يمثلها في الكلمات بعد الصلاة ..

    ومن ثم يقوم أحد المشرفين بالتعليق على كلمته...

    وفي الساعة الثامنة يستيقظ كل المخيم لوجبة الإفطار ..

    ويلزم كل شخص ترتيب مكان نومه.. ولا يتركه مبعثرا..

    وهناك مجموعات تفتش الخيام وتعاقب كل من يهمل بالضغط عشر مرات

    أو الزحف على بطنه.. كانت مشاهد المعاقبين تثير الضحك والسرور بين المشاركين ..

    كانت البرامج متنوعة وحافلة بالفوائد والنشاط والبهجة..

    فهناك البرامج الترفيهية والمسرحيات والمسابقات والبرامج الرياضية..

    ومن المناشط تنظيم المحاضرات ..

    أول مرة احضر محاضرة كانت في ذلك المخيم وكان ضيفنا هو الشيخ عبد الله الجلالي.

    الداعية المشهور .. وممن زارنا في المخيم لإلقاء المحاضرات.. الشيخ عائض القرني

    والشيخ سفر الحوالي

    والشيخ ستر الجعيد

    والشيخ محمد بن سعيد القحطاني.. وغيرهم..

    لن أغرقك أخي القارئ بالتفاصيل عن هذا المخيم ..

    ولكن يعلم الله تعالى كم كان لتلك المواقف والكلمات والدروس من صدى وتوجيه

    أحمد الله تعالى عليه أن هيئ لهذه الأمة كهؤلاء الرجال الذين يشرفون على تلك البرامج

    النافعة المباركة..

    كان مشرفوا المجموعات يوقظونا في ساعة متأخرة من الليل..

    ويأمرونا بالخروج خارج الخيمة ومن ثم نصف في خط طويل ونخرج برفقة احدهم

    خارج المخيم.. ومن ثم يقوم المشرف بتذكيرنا ووعظنا بكلمات تناسب الحدث..

    كانت تلك الخرجات متعبة في لحظتها ولكن ما يترتب عليها من تأثير على النفس

    والعقل والفكر شيء يفوق الخيال وصفه..

    إن الإخوة القائمين على تلك البرامج حينما يفعلون ما يفعلون إنما قصدهم بذلك

    هو غرس النظام واستغلال الأوقات وتنمية الخشية والخوف من الله تعالى في قلوبنا..

    انتهت أيام المخيم ..

    وبنهايته يبدأ مشواري الجديد في هذه الحياة... يتبع إن شاء الله الحلقه الثانيه .....





    .


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  3. #3
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد


    الحلقة الثانية

    كان لذلك المخيم أبلغ الأثر على حياتي وسلوكي..

    ولا عجب إن لاحظتم معاشر القراء الكرام ..

    تلك الحرب الضروس على تلك البرامج النافعة..

    من أذناب الغرب والمدسوسين بيننا .. ممن ينعق صبح ومساء بما لا يعقل ..

    فكل باب للخير والفضيلة ونشرها سعوا في درسه والقضاء عليه..

    فلا شك أن لوطأتها عليهم شأنا لا يستهان به..

    فهي تمد الأمة بروافد من العقول المخلصة لهذا الدين والأمة..



    سلكت طريق الهداية واستمر هؤلاء الرجال ممن ذكرت وغيرهم..

    في غرس الفضائل والمعاني السامية في، وفي آلاف الشباب..

    الذين منهم الآن الطبيب والمهندس والمعلم والقاضي والصحفي والداعية والتاجر


    التزمت بالمشاركة في برامج بالمكتبة في جامع ابن عمار بحي القمرية..

    وكان يشرف علينا شخص اسمه خالد بن مسلط البقمي..

    كان غاية في النبل والأدب والشهامة ..

    ولكنه للأسف تغير كثيرا بعد أن انصرف للعمل في التجارة..

    وآخر عهدي به إنسان عادي جدا لا تكاد الدعوة والعمل لها يأخذان من اهتمامه شيئا..

    من المواقف التي لا تنسى مع أبي سليمان وهذه كنيته التي يحب أن نناديه بها

    حيث نظم لنا رحلة لمجموعة من طلاب المكتبة..

    وكانت الرحلة لأحد الوديان الجميلة في منطقة الشفا جنوب الطائف..

    كلفنا الأخ خالد بذبح الخروف وشويه في برميل ..

    على الطريقة المعروفة في صنع المندي

    ولكن لتأخر نضج الطبيخ بسبب قلة خبرة الطباخين..

    لم يستوي اللحم سوى بعد أذان العصر..

    صلينا العصر .. وبطوننا ترتل وتقرقر جوعا وتثيرها رائحة الشواء حولنا..

    فالمنطقة مليئة بالمصطافين حينها..

    استخرجنا اللحم وعزمنا على أكله حتى ولو لم ينضج جيدا فالجوع أبصر كما يقولون..

    حينما وضعنا السفر واستوى اللحم على الرز المعصفر..

    هطلت علينا كميات هائلة من الأمطار..!!

    كأن حبات المطر تصب علينا صبا ..!!

    لقد استغرق اجتماع السحب وتراكمها دقائق معدودة والله..

    لم نشعر بذلك .. واستمررنا في التهام الطعام المبلول..!!

    وفجأة صرخ الصريخ..

    وتردد صداه في كل الوادي : السيل، السيل..!!

    هجم علينا سيل من فم الوادي ..

    حينما أبصرنا التيار يهدر نحونا ..

    ولى الجميع ولم نلوي على شيء..

    جرف التيار السيارات والأوادم.. ولكن الله سلم فقد تدارك الناس بعضهم..

    أما السيارات فقد امتلأت بالوحل والطين حتى سقوفها ..

    وأما نحن فقد كنا نراقب تلك المشاهد ونحن نرجف تحت الأشجار

    نرجف من البرد والجوع!!

    هذا موقف أذكره جيدا من تلك الرحلات الممتعة..!!


    تعرفت على شخص بعد ذلك اشتهر بكنيته وهي أبو أسامة..

    واسمه عبد الله الغامدي ... وهو صاحب الإنشاد لقصائد الشريط المشهور

    هادم اللذات.... لمن يعرفه منكم..

    وكان جارا لنا ، وهو رجل ذو همة عالية في الدعوة على الله ..

    وما زال يعمل في الخطابة حتى كتابة هذه السطور..

    لازمت هذا الرجل عدة سنوات كظله حتى ظن بعض الناس انه والدي!!

    وكنت من شغفي به وعلاقتي القوية أحب تقليد صوته ومشيته وحركاته..

    وأذكر مرة أن أحد المشائخ لحقني في السوق ظانا أن من يلحقه هو أبو أسامه!!

    وكنت مقفيا وأسير بخطى سريعة فصار الرجل يناديني بغير اسمي فلا أرد عليه..!!

    وحينما التفت إليه صدم برؤية شخص آخر غير من يبحث عنه..!!!

    كنت حينها أبلغ الرابعة عشر من عمري تقريبا...

    شاركت في البرامج الدورية للمكتبة يوم الأربعاء والخميس.. من كل أسبوع..

    حتى ذلك الوقت كانت علاقتي بالوالد على مايرام..

    فمستواي الدراسي في المدرسة فوق الجيد جدا ..

    وللأسف فإن بعض الآباء جعلوا المقياس في نجاح أولادهم..

    بمدى تفوقهم في دراستهم دون النظر في تميزهم في الجوانب الأخرى..

    حينما التحقت بمدرسة هوازن الثانوية..

    وكان النظام فيها النظام الشامل أو ما يسمى المطور.. الذي الغي لاحقا لفشله الذر يع..

    كان هذا النظام يعطي حرية في الخيارات للطالب ..

    في اختيار الجدول المناسب له كيفما يشاء..

    وكذلك في اختيار المعلم الذي يرغبه..

    لا شك أن هذا النظام والحرية الممنوحة لي كطالب ..

    ساهم بشكل أو بآخر في تدني مستواي الدراسي..

    فبسبب ارتخاء القبضة كما في النظام العادي ، وتدني الرقابة.. بسبب النظام

    صرت أغيب عن الدروس والمحاضرات في الفصل بمزاعم واهية..

    في البداية ظن الوالد أن القضية هي مرحلة صعبة سأتجاوزها..

    ولم يقدر الموقف حق قدره .. وليته فعل ..

    لم يسبق لي أن رسبت في أي سنة ..

    ولكن حصل أن حرمت في بعض المواد لا بسبب تدني المستوى بل للغياب..

    حينما علم الوالد بذلك ظن أن السبب هو الرفقة لانشغالي معهم في برامج جانبية..

    غير مهمة .. فالدراسة والمستقبل هي الأساس..

    وبذلك صار الوالد يضغط علي للتقليل من روحاتي وخرجاتي..

    كنت حينها مراهقا .. فاستمرأت أن يمنعني الوالد عما كنت أمارسه لسنوات..!!

    فلم أطعه فيما يأمرني به..

    الذي حصل أن الوالد بمشورة من قريب لي سامحه الله ..

    قرر حرماني حرمانا مطلقا من أصحابي..

    لقد كان ذلك بالنسبة لي أشبه بمنعي من شرب الماء أو تنفس الهواء..

    لقد أعطى ذلك الحضر مفعولا عكسيا فقد تدهورت كثيرا في دراستي

    ولم اعد أذاكر دروسي ولو فعلت فإن ذلك يكون بالإكراه..!!

    أذكر أن الوالد خوفا من أن ألتقي بأحد من رفقائي منعني مرة من صلاة الجماعة ..

    ولم يستمر ذلك بطبيعة الحال ..

    ولكن كانت تمر علي وجبات دسمة من الحظر كل فترة!!!

    كنت محبا للعلم وطلبه ... وخاصة العلوم الشرعية..

    التزمت بحلقة الشيخ أحمد بن موسى السهلي.. في جامع الأمير أحمد

    في درس عمدة الحكام .. وكذلك دروس الشيخ صالح الزهراني بجامع الشطبه ..

    في كتاب زاد المعاد..

    لكن المشكلة بالنسبة لي هي وسيلة المواصلات للوصول لهذا الأماكن..

    ويعلم الله كم كنت أعاني لحضور تلك الدروس..

    فكم مرة مشيت عشرات الكيلوات لأصل للدرس..

    وكم مرة توسلت لجار أو صاحب ليوصلني..

    لم يكن هناك رفيق لي لديه سيارة وملتزم بالحضور..

    لقد كنت شغوفا بالعلم وأحرص أن أكون في أول الصفوف أمام المشائخ..

    أذكر مرة أنني مشيت من بيتنا في حي السحيلي وحتى جامع الشطبه..

    لكي أصلي الجمعة مع شيخنا!!!..

    أما حضور محاضرات المشائخ المشهورين فهذا مالا أصبر عليه..

    منعت من ذلك كله دفعة واحدة ...

    حينها قررت أن أهرب من البيت لألتحق بطلب العلم لدى أحد العلماء..

    يتبع إن شاء الله......


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  4. #4
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة الثالثة..

    لم تكن فكرة الهروب من المنزل ومن الواقع الجديد الذي أجبرت عليه..

    لم تكن فكرة جاءت على البال فعزمت عليها هكذا!!

    بل كانت الفكرة تطبخ في رأسي عدة أسابيع حتى هممت بها ..

    لم أجرؤ في استشارة أحد في الموضوع.. سوى شخص واحد..

    إنها زوجة والدي الجديدة..

    الخالة كما تسمى في بعض المجتمعات أما نحن فنناديها بالعمة..

    هذه المرأة الطيبة تزوجها الوالد قبل عدة سنوات من ذلك الموقف..

    وهي امرأة عقيم لم ترزق بالذرية ...

    وكنت في تلك الفترة قريبا منها جدا وتثق بي وأثق بها..

    وكانت تتلطف معي حتى كسبت ودي وتعاطفي معها..

    وهي امرأة طيبة ومحبة للخير وتشجعني عليه..
    أوغر ذلك صدر الوالدة علي في البداية..

    ولكن العمة بفطنتها ونباهتها كسبت رضى أمي.. فسلكت الأمور على خير..

    كانت العمة متعاطفة معي في محنتي .. وكنت أطلعها على كل أموري الشخصية تقريبا..

    وحينما فاتحتها بالموضوع وأنني عازم على أن أخرج من البيت ..

    لألتحق بحلقة عالم من علماء الأمة ..

    وسوف أسحب ملفي الدراسي وأكملها..الخ الكلام..

    لقد صورت المسألة لها بنرجسية عجيبة ..

    هكذا بكل بساطة .. سأنجح وستكون الأمور على ما يرام..

    وكانت أمرأه هينة لينة سهلة الإقناع.. فوافقتني..!!

    بل قامت مشكورة وأعطتني من ذهبها فبعته وصرفت نقوده في سفري وترحلي..!!

    لم يكن المبلغ كافيا فاستلفت من أحد كبار السن ممن يعرفني في المسجد مبلغا وافرا ..

    والحمد لله أنه لم يسألني عن مقصدي من هذا المال!!
    كانت الفترة حينها فترة إجازة صيفية ولكن الوالد سامحه الله

    أجبرني وبغير رضاي على التسجيل في فصل صيفي ..

    وهو ما يسمح به النظام المطور..

    رجوته وتوسلت إليه أن يعفيني من ذلك

    ولكن بلا جدوى فقد أراد من ذلك معاقبتي على تقصيري في الفصل الدراسي السابق!!

    والدي رحمه الله معروف في العائلة بأن لديه حاسة سادسة..


    شك من تصرفاتي وهدوئي المريب والذي عرف بفطرته أنه سيسبق عاصفة ما..!!

    فقد اعتاد أن يراني مهموما غارقا في التفكير في الأسابيع المنصرمة..!!

    فشك في هدوئي واطمئناني المفاجئ!!!

    ولذلك أمر الوالدة بالتحفظ علي ومنعي من الخروج خارج المنزل حتى للصلاة..

    وأخذ بطاقة الأحوال الشخصية التي لي وصار يحملها في جيبه أينما حل..

    حددت يوما معينا للهروب وكان يوم خميس.. ولا أذكر تاريخه بالتحديد..

    ولا ادري لما اخترت هذا اليوم لسفري...!!!

    جهزت حقيبة كبيرة ذات لون أحمر!!!

    ولملمت فيها بعض ثيابي وملابسي واخترت مجموعة من الكتب..

    وأخفيتها عن عيون أهلي لكي لا يكتشفوا الخطة..

    كنت أتربص بالوالد حتى آخذ بطاقة أحوالي من جيبه..

    ولكن مهابته العظيمة في قلبي جعلتني أتردد في فرص كانت مواتية..!!

    طلبت من العمة أن تساعدني في ذلك فخافت من العواقب واعتذرت!!

    صادف أن سافر الوالد مع إخوتي لجدة .. يوم الأربعاء الذي يسبق يوم السفر

    .. فاغتممت من ذلك ..

    وخفت من انكشاف أمري وما أنا عازم عليه..

    فأنا لا أستطيع السفر بدون بطاقة أحوالي الشخصية..
    لذا كان علي الانتظار حتى يقدم أبي من سفره..

    سهرت طوال تلك الليلة أنتظر قدوم الوالد..

    ووصل للبيت قريبا من الفجر...

    وصعد مباشرة لبيت العمة .. ونام نوما عميقا..

    حينما تأكدت من نومه ..

    استخرجت حقيبة سفري .. ووضعتها أمام باب المنزل داخل الفناء..

    ثم صعدت لبيت العمة..

    العائلة كلها كانت تغط في نوم عميق ..

    كانت الساعة حينها السابعة صباحا تقريبا..

    وبهدوء وترقب...

    دخلت لصالة المنزل فرأيت ثوب الوالد معلقا على الباب..!!

    وكنت أعلم أن والدي توقظه أدنى حركة في المنزل ..

    اقتربت من الثوب فسحبته بهدوء ثم فتشته..

    فوقعت عيني على بطاقتي..

    هممت أن آخذ شيئا من نقوده ولكنني خفت، وخيرا فعلت!!

    نزلت من درج المنزل.. و حملت حقيبتي على ظهري..

    كانت ثقيلة جدا والمسافة التي سأقطعها للشارع العام حوالي الكيلو متر..

    كنت أسير وأتعثر لثقل الحقيبة وأنظر خلفي خوفا من الوالد..

    لو رآني أحد الجيران وبتلك الحال فلا شك أنه سيرتاب ..

    وعندها سيحدث مالا تحمد عقباه...

    وصلت للطريق العام وأنا ألهث من التعب..

    أشرت لسيارة أجرة وهي من نوع السوزوكي ونسميه في المنطقة ( الدباب)

    سألني السائق عن وجهتي فقلت له خذني إلى موقف التكاسي المسمى موقف الجنوب..

    وهو الموقف الذي يركب منه المسافرون لجنوب المملكة..

    بحثت في الموقف عن الأجرة المتوجهة لمدينة أبها!!

    كانت أبها حينها تعج بالدعاة والمشائخ المعروفين .. ومنهم

    الشيخ عائض القرني.. الشيخ عوض القرني.. الشيخ الطحان

    الشيخ سعيد بن مسفر وغيرهم وغيرهم من الدعاة وطلبة العلم..

    لقد توقعت وبغير سؤال ودراية بأن هؤلاء المشائخ يستقبلون

    طلبة العلم القادمين للطلب .. فجئت مهاجرا إليهم أطلب العلم..!!!

    لم يستغرق البحث عن سيارة أجرة متجهة لأبها سوى عشر دقائق..

    وكنت في عجلة من أمري فما يدريني لعل الوالد تهديه حنكته فيتلني بتلابيبي!!!

    كان السائق رجلا كبيرا في السن عمره يتجاوز الخمسين سنة..

    ووجهة يدل على طيبته وضعف شخصيته..

    كانت سيارته من نوع البيجو تحمل ثمانية ركاب..
    كانت رفقتي مجموعة من الشباب ..

    وهم من البادية وعلى ملامحهم الطيش والشر ..

    وعرفت من احدهم أنهم ذاهبون للالتحاق بعملهم الجديد في الجيش في خميس مشيط

    وحينما رأيت هؤلاء الشباب وتصرفاتهم الرعناء..

    تذكرت ما حدثني به أخي الذي يعمل في نفس القطاع..

    عن اللواء (وذكر رقمه ) في خميس مشيط..

    وهو لواء سيء الذكر قد انتشرت بين شبابه المخدرات والتصرفات المشينة..!!

    وحينما انطلقنا في مسيرنا الطويل لأبها..

    ارتحت كثيرا وتنفست الصعداء..

    غير أن سروري لم يدم طويلا فهؤلاء الشباب لن يسلم هذا المطوع الصغير من شرهم..

    كانت النظرات من عيونهم تقذف الشرر علي..

    فهذا المطوع الصغير لا بد أن يكون سببا للمشاكل في الطريق..!!

    حاولت أن أكون لطيفا معهم وبعيدا عن الاحتكاك بهم ولكن هيهات!!

    انشغلت بالحديث مع السائق وكنت محشورا بجواره...

    وبعد مرور نصف ساعة من الرحلة تقدم أحد الشباب

    وأشار بشريط كاسيت أغاني وأمر السائق بإدارته!!

    علمت أن سكوتي ضعف أمام المنكر ..

    فقلت للسائق وبحماس ظاهر.. لا تشغله لا يجوز..

    كان هذا التصرف مني إعلانا للحرب بالنسبة لهؤلاء السفهاء..!!

    والظاهر أن الحركة كانت متعمدة لإثارتي وقد فعلوا!!

    كانوا سبعة وأنا واحد والسائق كان يمكنه التصرف ولكنه رجل ضعيف الشخصية

    قال لي هل لديك شريط قرءان أو محاضرة ..؟؟

    قلت لا .. قال إذا خلهم يسمعوا ما يريدوا ..

    قلت له هذا لا يجوز وحرام..

    قال إذا ارجع للخلف ولا تستمع للغناء ..

    رضخت لهم فقد كان هو وأنا أيضا نخاف من هؤلاء الفتية!!

    تخطيت القوم ورجعت للمقعد الأخير برفقة أحدهم!!

    وبدأت مزامير الشر والطرب تصم الآذان..

    وكان الشباب يتمايلون ويرقصون طربا وضحكا ..

    أما استنشاق دخان السجائر فحدث ولا حرج ..

    لم يشغلني هذا الحال عن التفكير مما سأقدم عليه من أهوال

    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  5. #5
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة الرابعة

    استمرت رحلة العذاب تلك لأكثر من ثمان ساعات

    تخللها مواقف مليئة بالتشاحن .. والسباب وتبادل النظرات الحادة!!

    ولكن على العموم وصلنا لأبها.. بحمد الله سالمين..

    ومن محطة الأجرة هناك توجهت لفندق أظن اسمه شمسان!!

    أردت أن اتصل على البيت لأشرح لهم مقصدي مما فعلت..

    وحتى لا يقوموا بالبحث عني فأنا قد خرجت من البيت بطوع أمري!!

    حينما رن الهاتف كان المتحدث على الطرف الآخر هو الوالد..

    كان الغضب قد أخذ منه مأخذا مهولا فقد شكل تصرفي

    خروجا صارخا على التقاليد والعادات الاجتماعية..

    وقام الوالد بتوعدي وتهديدي بكل ما يخطر على البال..

    وأنا لا ألومه رحمه الله في ردة فعله فقد كان تصرفي غير مقبول..
    إنني أحكي تلك المواقف دون محاولة تبريرها أو الدفاع عن نفسي

    فقد انقضت وولت تلك الأيام بحلوها ومرها .. والله الهادي..

    حينما وضعت متاعي في الفندق وارتحت قليلا..

    حاولت أن أتصل بعدد من أصدقائي وأصحابي ..

    ولكنني لم أجرؤ أن أشرح لهم أين أنا وما هو وضعي..

    فقد خفت أن يضعفوا أمام والدي وإلحاحه فيدلوه على مكاني..

    أذكر أنني اتصلت على احدهم وخنقتني العبرة حينما سمعت صوته..

    أغلقت السماعة دون أن أكمل حديثي معه..

    كانت مشاعري متضاربة بين الخوف والرهبة والشعور بالضياع واليأس..

    حاولت أن أنام في تلك الليلة ولكن بلا جدوى ..

    كنت ممددا على السرير وانظر في السقف وتصيبني موجات من البكاء..

    كانت تدور في مخيلتي عشرات الأفكار
    ولكن مع توارد الخواطر أصطدم بالواقع المرير الذي أنا فيه..

    ذهبت في اليوم التالي لجامع الشيخ عائض القرني..

    حضرت درسه وكان في صحيح البخاري..

    كان الحضور متواضعا للغاية..

    هممت أن اطلب من الشيخ عائض جلسة خاصة لأشرح له وضعي..

    ولكنني استحييت وجبنت..!!

    سبحان الله أقطع مئات الأميال لأجله ثم حينما أقف أمامه أعجز عن حديثه..

    لقد كان انفصاما في الشخصية وعجزا غير مبرر..

    ولكن يظهر لي أن خوفي وارتباكي سبب لي صدمة تجعلني أفتقر للتعقل في القرارات !!

    زرت المركز الصيفي في معهد أبها العلمي..

    كان أغلب المشاركين في المركز ذوو أسنان تقل عني بكثير ..

    كان استقبال المشرفين لي ومقابلتهم معي باردة للغاية..

    لقد كنت ابحث عن شخص يؤويني من الضياع..

    لقد كنت أريد شخصا عاقلا رشيدا..

    أجلس بين يديه فأحدثه بما يعتلج في صدري من آلام وهموم جلبتها لنفسي بيدي!!

    ولكن مشيئة الله تعالى وقدره جعلت هذا اللقاء متأخرا جدا ومع شخصية فذة!!

    حينما شعرت أنني غير مرحب بي غادرت المركز ولم اعد إليه أبدا..

    مكثت أياما أهيم في الأسواق وأتمشى في أماكن النزهة لأقضي الوقت..

    تساءلت مرارا : هل هذا ما جئت من أجله؟؟

    ألم أحضر لطلب العلم..

    فكرت في النفقة فهي لا شك يوما ستنضب وبعدها ماذا سأفعل؟؟

    لم أحاول الاتصال بالعائلة طوال تلك الفترة..

    رأيت أن بقائي في أبها مضيعة للوقت والمال..

    سمعت من قبل بأن الرياض هي مأوى أفئدة طلاب العلم.. من طلاب الجامعات والمعاهد

    فهي المركز الأول للصحوة الإسلامية..

    وفيها من الدعاة والعلماء ما يعجز حصره..

    ولا شك فهي أرجى من أبها في البحث عما جئت لأجله..

    ويكفي هذه المدينة العريقة شرفا في ذلك الوقت ..

    وجود سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فيها

    وهكذا تغيرت الوجهة ولتكن من أقصى الجنوب إلى وسط المملكة..

    توجهت لمكتب الخطوط واشتريت التذكرة إلى الرياض..

    في جواري في الطائرة كان شخص ملتح عليه سيما الخير..

    عرف نفسه باسم علي السلطان وهو من سكان القصيم..

    تحدثت مع الأستاذ علي عن أمور كثيرة ..

    وعرفت منه أنه من سكان عنيزة وهو معلم في المعهد العلمي ..

    وهو أحد الطلاب في حلقة الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه

    العامرة بالطلاب والدارسين من كل بقاع العالم..!!

    كان الحديث عابرا ولكنه أعطاني فكرة شاملة عن المنطقة..

    وصلت للرياض ..

    لقد كانت الرياض بالنسبة لي وأنا ابن المدينة الصغيرة كانت ذا شأن كبير في النفس..

    فمبانيها الكبيرة وشوارعها الفسيحة ومساحتها الشاسعة تأخذ بالألباب..

    نزلت في فندق البطحا وهو مكان أعرفه من قبل فقد رافقت الوالد له مرارا..

    كان سعر الإقامة معقولا وبالجملة فقد كنت مقلالا في نفقتي..

    مكثت عندهم في الفندق حوالي الشهر..

    وما زال الاتصال حتى ذلك الحين مع العائلة مقطوعا ..

    ومرة أخرى أعجز عن أن أتصرف تصرفا راشدا..

    فأنا جئت من الأصل من أجل طلب العلم !!

    ولكن يظهر أن حياة الدعة والراحة التي كنت فيها

    جعلتني انصرف ولو لفترة عن المقصود!!

    لم يكن هناك شخص أو لم أبحث عن شخص يرشدني ..

    كنت أقضي وقتي كله في الغرفة في الفندق أو في صالون الرياضة والمسبح..

    لقد كنت صيدا يسيرا للضياع والمفسدين ولكن المولى جلت قدرته حماني..

    ذات مرة كنت أمارس السباحة في المسبح..

    فجاءني شاب نحيل من أهل البادية..

    قال هل الماء عميق ؟؟

    قلت لا .. وحسبته يعرف السباحة..!!

    قفز من فوره في وسط الماء..

    انغمس فيه ثم صعد..

    ولكنه صرخ واستنجد بي لكي أخرجه فهو لا يعرف السباحة!!

    التفت حولي لأنادي موظفي المسبح ولكن لا أحد..

    أخذ الرجل يضرب في الماء ويخفق فيه ويشرب منه.. حتى كاد أن يهلك..

    كنت مبتدئا في السباحة ولكن أين المفر..

    ما إن اقتربت منه حتى تلني بشدة وسحبني ولطمني على وجهي!!

    ثم غمسني بشدة في الماء وتخطاني ووضع قدمه على رأسي حتى خرج من الماء..

    أما أنا فقد كدت أهلك حينها!!

    ولم أحاول أن أنقذ غريقا بعدها أبدا...

    لم يكن ذلك هو الموقف السيئ الوحيد..

    ذات مرة حضر للمسبح شاب عليه سيما الخير ..

    وكان برفقته عدد من الشباب الصغار..

    لا اذكر مالذي حصل بيني وبينه لكن يبدو أن الرجل مريض مرضا نفسيا..

    وتصيبه حالات من الهيجان فيضرب من حوله دون شعور..

    وهذا ما حدث معي فقد هاج علي كالثور وضربني على وجهي ضربات

    كادت تقتلني.. وتركت بصمات على وجهي بقيت حتى حين...

    لم يكن أحد ليجرأ على الدفاع عني فقد كان رجلا مفتولا والله حسيبه..

    رجعت يومها لغرفتي في الفندق وهذه المرة موسوم بعلامات بارزة..!!

    اتصل علي موظف الفندق وطلب مني الحساب..

    نزلت إليه وسددت له مصاريف الأيام الماضية..

    بقي في محفظة نقودي فقط مائة وخمسون ريالا...

    وهو ما يغطي مصاريف يوم أو يومين!!!

    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  6. #6
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة الخامسة

    حينما يكون الإنسان في عافية.. لا يشعر بالزمن وهو يمر عليه..

    وهذا يكون من جهة نعمة ويكون نقمة عليه من جهة أخرى..

    حينما نضب مالدي من نفقة .. ..

    أدركت أنني وقعت في خطأ قاتل ..

    فأنا أمام خيارين إما أن أعود للبيت وهذا مالم يكن واردا على الإطلاق حينها..

    أو أن أحاول تدارك نفسي بأي وسيلة ممكنة!!

    ولكن كيف ومع من...؟؟

    مرت علي تلك الليلة كدهر فقد استغرقت في التفكير والبحث عن مخرج..

    أعيتني الحيل وضاقت علي السبل..

    توجهت للخالق سبحانه بكل صدق وإخلاص..

    سألته سؤال المضطر ..
    لم يكن في مخيلتي أي سبيل أو أي منفذ..

    ولكن ثقتي به تعالى هي سبيلي الوحيد..

    في اليوم التالي توجهت للنادي الرياضي

    فقد شعرت بالاختناق من بقائي في الغرفة

    كان النادي شبه خال على غير العادة..

    وكانت الساعة الواحدة بعد الظهر تقريبا..

    رأيت في حوض السباحة شخصا يحاول العوم بمشقة ظاهرة..

    حينما رآني ابتسم ابتسامة عريضة.. وقال لي:

    هل تعرف السباحة؟؟

    قلت له قليلا وأحذرك من التقدم إلى الماء العميق..!!

    ابتسم وتهلل وجهه وقال إن غرقت ستنقذني أنت!!

    ضحكت وقلت له ابحث عن غيري..

    وحكيت له الموقف الذي مر علي قبل فترة من الزمن مع صاحبنا الأعرابي!!

    سألني عن الكدمات التي على وجهي .. فقد كانت ظاهرة وعميقة!!

    لم أرد أن استرسل في تفاصيلها .. فقلت له سقطت !!

    عرفني باسمه وصافحني وقال أنا أخوك سعود المعاشي من منطقة حائل

    وأنا من قبيلة شمر.... هل سمعت بحائل وأجا وسلمى؟؟

    عرفته باسمي ..

    سألني عن عملي ..

    قلت له أنا لا اعمل ..

    قال لي أين تقيم ..؟

    قلت له هنا في الفندق!!

    قال ألست من سكان الرياض؟؟

    قلت لا أنا من سكان الطائف!!

    قال لي ماذا تفعل هنا في مدينة الرياض إذا؟؟ هل تدرس؟

    قلت له أنا جئت لطلب العلم ..!!

    قال وعند من تدرس من العلماء .؟

    لم اجبه فأنا لم أبحث عن شيخ حتى تلك اللحظة..

    لا أدري لماذا استرسل الأخ سعود معي في الحديث ولكنه

    أصر علي أن أرافقه للغداء سويا..

    شكرته وتعذرت منه ولكنه ألح بشكل كبير حتى رضيت..

    قال لي ونحن نمشي .. أنا أملك تسجيلات إسلامية في حائل ..

    واعرف عددا من المشائخ في الرياض فإن كنت ترغب في أن أعرفك عليهم فعلت..!!

    صمت ولم أجبه..!!

    ونحن قعود ننتظر الغداء قال لي سعود:

    أسمع أخي أنت لك قصة وأكيد لديك مشكلة وأنا اقرأ ذلك في وجهك!!

    ولو ترغب في ذكرها لي ولا يحرجك الأمر فأرجو أن تخبرني بها ..

    فما يدريك لعلي أستطيع مساعدتك ..!!

    خجلت والله من كرمه وسماحة نفسه..

    إن الأخ سعود حينما يقول لي هذا الكلام فهو رجل صادق غير متكلف أو متصنع..

    ولقد اكتشفت بعد مخالطتي للأخ سعود

    أن معدن هذا الرجل معدن أصيل كالذهب ..

    لقد كان الأخ سعود رحمة ساقها الله لي فإن مجرد إنصاته وسماعه لقصتي

    هو أمر يشكر عليه بارك الله فيه..

    حدثته بمشكلتي وأنصت إلي لأكثر من ساعة حتى برد الطعام ولم يأكل منه شيء!!

    لم يقاطعني طوال حديثي..

    وحينما استكملت قصتي .. صمت قليلا ثم قال لي..

    أسمعني جيدا ..

    أنا رحلتي بعد قليل على حائل وسوف ترافقني للمنطقة وستكون في ضيافتي..

    ومن هناك سوف نتدبر حلا لمشكلتك... ما رأيك؟؟

    بالنسبة لي أنا لا أعرف الخ سعود ولكني كالغريق يبحث عن أي شيء ينقذه..

    قلت له ثم ماذا ؟؟

    قال ثق تماما سنجد حلا لمشكلتك موضوعك بسيط وسأجد له حلا..

    أرجوك اصعد لغرفتك ووضب أمتعتك وانتظرني عند الاستقبال..

    لم يعطني الفرصة- وقد تعمد هذا – حتى أفكر في الموضوع..

    وحينما صعدت لغرفتي أخذت تجول بخاطري الأفكار:

    ياترى هل الرجل صادق ؟؟

    ماذا لو كان .؟؟؟

    ولكن سيماه الخير !! أسئلة تتردد ولكن لا خيار لي !!

    لم اخبر الأخ سعود بوضعي المادي.. ولكن كرمه غير المصطنع..

    جعله يحاسب الفندق دون مشاورتي..!!!

    طلب سعود من سائق التاكسي أن يسرع ..

    فقد كان يعلم أنه ليس لدي حجز لمقعد في الطائرة..

    وبعد قليل التفت إلي وقال :

    إن سألك أحد من تكون فقل لهم أنك أحد أقربائي وتقيم في الطائف..

    قلت له ولكن لقب العائلة ؟؟

    قال لهم أنت فلان الشمري!!

    قصد الأخ سعود من ذلك حمايتي من ألسنة الناس وتحقيقاتهم..

    ولكن لقد دفعت أنا ثمن تلك الغلطة الشرعة والاجتماعية ثمنا غاليا..!!

    وصلنا للمطار واجتهد الأخ سعود حتى حصل لي على مقعد في الطائرة..

    كان الأخ سعود يلتفت إلي كل فترة ويطمنني بقوله: لا تقلق سوف تحل المشكلة..

    لقد كنت متأكدا أن سعود ليس لديه عصى سحرية لحل وضعي..

    ولكن طيبته وسماحته ورطته في هذا المقلب ..

    وصلنا لمدينة حائل وكان منظر جبالها وهضابها يسحر الناظر..

    يابعد حيي كلمة تسمعها عشرات المرات يوميا..

    أهل حائل كرماء وأسخياء بشكل عجيب..

    والطبيعة البدوية والفطر السليمة هي الغالب على الناس..

    توجهنا فورا من المطار لمكان عمل الأخ سعود .. لأخذ بعض أوراقه..

    اكتشفت أنه ضابط صف في المرور..

    سلمت على أصحابه وعرفني لهم بأنني فلان الشمري!!

    خجلت من ذلك أيما خجل فأنا لم اعتد على ذلك اللقب..
    لقد كان ذكاء الناس الفطري وأسئلتهم البسيطة تكشف بسهولة

    بطلان هذا الانتساب ..بالإضافة للكنة الحجازية فقد كان الأمر برمته مفبركا !!

    لم تعجبني الحال فلم اعتد الكذب ولكن إرضاء لمضيفي تغاضيت.. وصبرت

    لاحظت أن في المنطقة أمنا عجيبا فالناس ينامون في بيوتهم..

    ومفتاح السيارة على المقود..

    هذا ما رأيته بنفسي في عدة مواقف..

    تعرفت على إخوة سعود في منزله في حي المطار ..

    كانا شابين نسيت أسماءهما

    ولكن طيبة هذه العائلة والمواقف الجميلة التي عشتها في بيتهم

    هي ذكريات عطرة تبقى معي أينما حللت..

    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  7. #7
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة السادسة

    لقد قضيت في حائل حوالي العشرين يوما أعتبرها من أجمل أيام حياتي..

    الكرم الحاتمي .. والسماحة وعلوم الرجال كما يقولون..

    أشياء متجذرة في هذا المجتمع النبيل..

    لقد سرني والله أن أنتسب لهم وليتني كنت غصنا من أغصانهم..

    ولكن الحقيقة تبقى هي الفيصل وهي قدر الإنسان الذي كتبه الخالق جل في علاه عليه..

    لن استرسل في تفصيل يومياتي في حائل وفي ضيافة الشهم النبيل سعود المعاشي..وإخوته.

    لا أنسى رحلات الصيد في وديان حائل في شمالها وشرقها..

    وفي منطقة جبه وحيه وبقعا وغيرها...

    أذكر أننا زرنا بيوتا قديمة يقول مرافقنا أنها منازل حاتم الطائي العربي الكريم المشهور

    يوجد في المنطقة مسجد قديم للغاية لم يبق منه سوى بعض أسواره وله محرابان !!

    أحدهما متجه لبيت المقدس والآخر متجه للكعبة..
    ويزعم أهل المنطقة أنه كان كنيسة وحول لمسجد ..منذ مئات السنين..

    ولا أدري عن صحة هذا الكلام...

    لكن الصلاة في هذا المسجد وتذكر الأجداد قبل مئات السنين الذين قد صلوا وركعوا في هذا

    المسجد إن تلك الذكرى تثير في النفس السكون والخشوع ..

    ولقد سجدنا عدة ركعات فيه وكان بعض الإخوة يبكي تأثرا بالروحانية فيه..

    أذكر زيارتنا لمنطقة أسمها حية وكان برفقتنا شخص نسيت اسمه

    و يظهر أن لديه خلفية أدبية وشعرية وتاريخية لا بأس بها..

    استغرقت الرحلة للمنطقة حوالي الساعتين .. والطريق إليها جلد و غير معبد..

    ونحن نسير في الطريق صدنا عددا من طيور الحبش أو ما يسمى الحجل..

    وكانت هي غداءنا في تلك الرحلة..

    حينما وصلنا للمنطقة أشار لنا دليلنا لجهة الوادي وقال هناك تقع حية!!

    لم نشاهد سوى صخور ضخمة قد تساقطت من سفوح الجبال بفعل السيول والأمطار..؟؟

    أوقفنا سيارتنا وترجلنا وصعدنا على الصخور..

    مشينا حوالي ربع كيلو بين الصخور والأنقاض..

    وكنا كلما تعمقنا في الوادي تزداد المنطقة بهاء واخضرارا!!

    حينما وصلنا لحية سحرنا بتلك الطبيعة الخلابة المحشورة بين الجبال..

    هي واحة خضراء مليئة بالأعشاب والحشائش..

    وفي وسطها برك ماء وجداول صغيرة تصب من أعلى الوادي..

    أخذ محدثنا يروي لنا أشعارا وقصائد لامرئ القيس

    حينما كان سيد هذا الوادي ويغازل الفتيات اللاتي يأتين لسقي البهائم من تلك البرك..

    لقد ترسخت صورة حية كجنة وبساتين في ذاكرتي

    وأتمنى لو أعود لها وأصور للناس تلك المشاهد..

    كنا ننطلق كل يومين أو ثلاثة برفقة سعود وأصحابه للنزهة والصيد وزيارة الآثار..

    فقد وافق وجودي معهم وقت عطل وإجازات..

    أهل حائل فخورون جدا بأرضهم وطبائعهم ويعتزون بذلك أيما اعتزاز..

    وحينما يقدم عليهم ضيف يشبعوه كرما وأنسا حتى يتمنى أن لا يفارقهم..

    أما السمر والحديث في البراري والنوم أحيانا فتلك متعة لا يمكن وصفها..

    لقد تناسيت كل ما أنا فيه من إشكالات وانغمرت في تلك الرحلة الانتقالية!!

    سميتها انتقالية لأنها والله أعلم كانت تهيئة لي لأيام ووجوه ومنطقة أخرى

    تختلف اختلافا جذريا عما أنا فيه وعما كنت قبل فترة بسيطة عليه!!

    كيف تغيرت بي الأحوال كنت قبل أيام قليلة أعيش كالمشرد ..

    وهاأنذا أستمتع برفقة يضن الزمان بمثلهم..!!

    سمها مراحل أو قفزات من أوضاع سيئة إلى وضع جديد يصعب على المرء توقعه أو تخيله

    ولذلك يقول تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)..

    الإنسان بطبعه عجول وطماع ويريد أن تسير أوضاعه على هواه ورغباته..

    ولكن القدر بحكمة إلهية يقود الإنسان إلى الأفضل والأحسن لحاله ..

    حتى ولو كرهها وجهل عاقبتها..

    ولذلك يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

    لو كشف الله لخلقه ستر القدر لما وجدوا خيرا لهم مما قدره الخالق عليهم سبحانه..

    كاشفني الخ سعود برغبته في أن يتصل على والدي لكي يطلب أن يصلح بيننا..

    لم تناسبني الفكرة وطلبت منه أن يتأنى قليلا..

    فأنا ما زلت أبحث عن قاعدة صلبة اتكئ عليها ..

    فأنا ابحث على استقرار وليس من المعقول أن يستمر حالي هكذا..

    احترم رغبتي ولم يحاول أن يضغط علي لكي لا يجعلني أظن أنه تململ مني..

    كنت أنام في ملحق منفصل برفقة إخوة سعود الذين هم في سن قريبة مني..

    وكان لدي حرية واسعة في الخروج بالسيارة التي وضعت تحت تصرفي..

    لم اتصل حينها بأي مخلوق .. من قريب أو بعيد..

    حضرت دروس الشيخ حمد الغاوي في شرح بلوغ المرام

    وأعجبني أسلوبه الميسر في التدريس ..

    قال لي أحد طلابه هذا أسلوب تعلمه عن شيخه ابن عثيمين..

    عرض علي الأخ سعود أن نسافر لمنطقة القصيم ..

    وذلك برفقة احد أصحابه الذي لديه عمل هناك ليوم واحد ..

    فرحت بذلك أيما فرح فالمتعة في اكتشاف مكان جديد هي مما فطر عليه الناس..

    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  8. #8
    شخصية بارزة الصورة الرمزية زهرة وفى
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    6,971
    معدل تقييم المستوى
    792

    مشاركة: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    جزاك الله كل خير اختي الغاليه هبله

  9. #9
    انجليزي مبدع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    ksa
    المشاركات
    639
    معدل تقييم المستوى
    102

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    السلام عليكم
    إين باقي القصة نحن في شوق إلى اكمالها
    بارك الله فيكم

  10. #10
    انجليزي خبير الصورة الرمزية lulu
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    100

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    اختي هبله عنقلنزي اسفه والله على التأخر في الرد كان تلفوني عطلان
    وجزاك الله كل خير على تنزيلك القصه في الموقع ليستفيد اكبر عدد من الاخوان و الاخوات
    وبالنسبه لاسفك فلا تتأسفي لان يكفي بس تعبك في تنزيلها فلك مني كل الشكر لمجهوداتك

  11. #11
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    حيا الله زهره المنتدى نورتينا..........


    voice
    حياك الله واعتذر عن التأخير


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  12. #12
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    هلا والله بالغاليه لولو

    صدقيني ما فيه مجهود لأن الواحد يفتخر بنقل هذه المذكرات لتعم الفائده

    أسأل لله ان ينفع بها


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  13. #13
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة السابعة

    توجهنا لمنطقة القصيم ...

    وكانت وجهتنا مدينة بريده..

    كانت بريدة في تلك الأيام مركز التعليم الشرعي في المملكة ..

    ويسميها منافقو بلادنا مركز تفريخ الإرهاب!!

    وكان حينها الشيخ سلمان العودة هو جديلها المحكك ..

    في الطريق آنسنا صاحبنا أبو آدم الذي كنا برفقته بسواليفه والقصص الذي يرويها..

    ومن رواياته ما قصه من مواقف مرت عليه خلال ابتعاثه للدراسة في لندن..

    مما أذكره ...

    يقول : كنت ذات مرة أتجول في مكتبة الجامعة التي ادرس فيها وابحث عن كتاب

    وكان حينها رجلا وسيما تملأ الرجولة والفحولة عين ناظره منه!!!

    كانت تراقبه فتاة انجليزية ذات عيون زرقاء وأهداب سحرية..

    وهو يتصفح الكتب وينسخ في الأوراق التي بين يديه ..

    ولم يلاحظ هو تلك العيون المتوهجة ولا تلك القطة المتوحشة التي تراقبه!!!

    يبدوا أنها امتلاءت منه فقررت أن تملك فؤاده..

    لحقته إلى مطعم الجامعة واحتالت أن تتعرف عليه؟؟

    وبعد قصة طويلة وظريفة لا يصلح ذكرها هنا وقع الرجل في النهاية في حبائلها!!

    أغرم الفتى بها و أ غرمت به..

    فتزوجا وعاشا معا طوال فترة الدراسة..

    ولكن ....!!

    كانت أم الفتاة نصرانية متعصبة لدينها ..

    فضغطت على ابنتها وحولت حياتها لجحيم ، حتى تفرقا ولم يلتقيا بعدها أبدا..

    تألم كثيرا لفراقها ولكنه لم يكن لديه خيار ..

    التفت صاحبنا لولده الصغير وكان معنا!!

    وقال له: انتبه تعلم أمك!!!

    أضحكنا وآنسنا بطرافته المفرطة وسعة صدره ..

    حينما وصلنا لبريده كنت أتأمل وجوه الناس..!!

    كنت أتصور بريدة في مخيلتي مليئة بل قل كل أهلها متدينون !!

    لا شك أن الدين هو الغالب في الناس ولكن لا تسلم أي مدينة من مظاهر السفور والفساد

    أو الرجال غير المتمسكين بالهدي الظاهر الواجب!!!

    الملاحظ كثرة العمالة الآسيوية هناك..

    فالشوارع منهم غاصة حتى يخيل إليك انك في بومباي أو نيودلهي!!

    كنت أتصور بريدة قبل أن أراها كأنها مثل الجامعة تعج بطلبة العلم

    الذين يحملون كتبهم وقراطيسهم..

    و أسواق المدينة مهجورة سوى من السوقية أو كبار السن والأشياخ...

    حينما قطعنا طريق بريده الرئيسي والذي يشق المدينة لشقين..

    لم ألاحظ أي فرق يذكر عن مدن المملكة الأخرى..

    أسواق ومحلات مليئة بل غاصة ودخان وشباب طائش ..

    الملاحظ هو قلة أو انعدام السفور وقلة الجهر بالمعاصي ..

    وهذا ترسخ لدي بالإقامة الطويلة في القصيم لاحقا..

    توجهنا فورا لشغل الرجل وانقضى سريعا..

    فقال سعود ما رأيكم لو نذهب لمسجد الشيخ فلان وذكر اسمه ونسيته..

    هذا المسجد مبني على الطراز القديم وما زال أهله يعيشون حياة الأولين!!

    لم نتردد في الذهاب فهذا شيء لم نسمع به من قبل!!

    دخلنا للحي ...

    الحي حديث وبيوته مبنية من الخراسان وعلى أجمل واحدث طراز.. !!

    وفي وسط الحي مسجد قديم متهالك البناء وأظن أصل بناءه من الطين ولكنه صبغ حديثا..

    وكان وقت صلاة العصر ..

    أذن المؤذن ولم نسمعه لأن الآذان بلا ميكرفون..

    المسجد مفروش بالرمل والناس تصلي على الرمل ..

    غالب من في المسجد هم من الشيوخ وكبار السن وفيهم مجموعة من متوسطي الأعمار

    والصغار

    تسننا وجلسنا لانتظار الإمام ...

    توقعت أن يدخل علينا شيخ معمم كعمائم السلف وعليه قلنسوة قد أرخي طرفاها

    ومشدود وسطه بمشد ويتدلى منه سيفه!!

    فهذا ما نعرفه عن السلف ولا يخلو الأمر من مبالغة طبعا!!

    دخل شيخ نحيل لحيته مصبوغة بالكتم الأسود..

    ومشيته عليها السكينة والتواضع والخضوع لله تعالى..

    ووجهه أبيض مضيء بنور الطاعة....

    وعليه عباءة سوداء وشماغ احمر..

    طلب من المؤذن أن يقيم..

    قام شيخ كبير محني الظهر لا يكاد أن يرى وأقام للصلاة..

    و صلى بنا الإمام صلاة مريحة لم تكن بالطويلة أو العجلة..

    وحينما سلم التف حوله مجموعة من الصبية بأيديهم كتب صغيرة ..

    وقعدوا خاضعين كأن على رؤوسهم الطير ينتظرون من الشيخ إشارة البدء

    سحب الإمام مهفة من القصب كانت بجواره وقال لأحدهم سم..

    بدأ الفتية كل واحد منهم على حده. بقراءة فصول قصيرة

    من مؤلفات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب..

    من كشف الشبهات ومن الأصول الثلاثة وقرأ أكبرهم من كتاب التوحيد..

    كانوا يقرؤون بصوت خافت وخاشع ملحن وجماعة المسجد مطرقون بإنصات ولا تسمع

    لهم همسا

    لم يعلق الشيخ سوى بتصحيح النطق والعبارات..

    استغرقت القراءة حوالي عشرين دقيقة ..

    وبعدها انصرف الجميع وقام الإمام من محرابه..

    تقدم أصحابي إليه وصافحوه ..

    وبقيت أنا أراقب الموقف..

    أحببت القصيم من يومها وأحببت أهلها

    فأهلها أهل دين وصلابة في الحق والتزامهم بالإسلام خير التزام..

    عدنا لحائل وفي الطريق عرض علي سعود عرضا كان هو الباب الذي منه

    ولجت للسعادة والنور إن شاء الله تعالى
    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  14. #14
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة الثامنة

    سمعت عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أول مرة عن طريق

    جارنا في الحي القديم في الطائف الأخ صالح الأسمري..

    والذي أصبح الآن من أنشط الدعاة ونشرا للعلم وتعليمه..

    حينما هداني الله تعالى خصني الشيخ صالح وكان حينها في المرحلة الأخيرة من الثانوية

    خصني بعناية واهتمام فكنت أصحبه دوما للمسجد..

    حيث أن باب بيتنا يجاور باب منزله مباشرة..

    وكان يحدثني عن الشيخ بن عثيمين وعن دروسه في الحرم في العشر الأواخر..

    وبعد انتقالنا للحي الجديد..

    في ذلك العام 1410 للهجرة نزلت برفقة شباب المكتبة للبقاء بجوار بيت الله الحرام

    طوال فترة العشر الأواخر...



    وحضرت في سطح الحرم درس الشيخ

    العلامة ابن عثيمين عليه سحائب الرحمة والغفران..

    كانت تلك أول مرة أرى بها هذا العلم الجليل..

    في اليوم التالي أخذتني الحماسة فاقتربت من كرسي الشيخ فدفعت ثمن اقترابي غاليا..

    فلقد أوقفني الشيخ كعادته في دروسه وسألني سؤالا عما كان يتحدث عنه ؟؟

    وكنت حينها شارد الذهن ..!!

    فما استطعت أن أجيبه.. !!

    فأمرني بالجلوس فشعرت بالخجل والخيبة حيث فشلت في أول امتحان معه!!

    وما عدت لذلك المكان مرة أخرى..

    بل بقيت خلف ظهره أو في صفوف بعيدة..

    وفي إحدى رحلاتنا لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم..

    حضرت درس الشيخ أبي بكر الجزائري ...

    وبكرت بالحضور لأكون قريبا من الشيخ فكنت في الصف الثاني أمامه مباشرة..

    سمعت الطلبة يتهامسون بين بعضهم.. فسمعت احدهم يذكر اسم ابن عثيمين..؟؟

    وبعد دقائق جاء شيخ مسن قصير ورقيق البنية

    لحيته بيضاء وشعره ابيض ووجهه أبيض.. وثوبه ابيض عليه غترة بيضاء..!!

    وجبهته ناصعة عليها أثر السجود.. وحاجباه عريضان ومليئان بالشعر الأبيض

    يجر عباءته خلفه ..


    ويشق الصفوف نحو المقعد المخصص للشيخ أبي بكر الجزائري..!!

    إنه الشيخ ابن عثيمين!!

    هممت أن أقوم ولكن كيف ؟؟

    فعندما رفعت رأسي ونظرت خلفي ..

    رأيت ارتالا من البشر تحدق في الشيخ ابن عثيمين والذي أصبح خلفي مباشرة..!!

    عندما استوى الشيخ على المقعد أشار إلي بعنف وسخط وقال :

    أجلس فقد آذيت إخوانك..!!

    جلست مطرقا .. ثم بدأ الشيخ حديثه بالحمد والصلاة ..

    فأنصت لكل حرف وكلمة يقولها..

    فما يدريني لعله سيفعلها مرة أخرى ويسألني..؟؟

    ولقد فعلها والله مرتين .. في ذلك الدرس!!

    فأجبته وأنا أتتعتع وأرتجف خوفا منه .. ولكن أجبته بما يريد..

    فكافأني بكلمة واحده قال لي : أحسنت..!!

    هذا الرجل تحبه من النظرة الأولى..

    أحبته ملايين المسلمين في كل مكان..

    وسمعت من الناس ما زاد حبي له.. من زهده في معاشه وهيئته ومسكنه..

    فلقد سمعت حينها أنه يعيش في بيت من طين..!!

    ولقد زاره الملك في عنيزة فاستقبله في هذا البيت من الطين .. وجلسا سويا على الأرض!!

    وأنه يأكل مما يحرثه ويزرعه بنفسه!!

    كانت تلك الصور في الذهن إن صحت أو لم تصح...

    تثير الإعجاب والمحبة للشيخ مع ما وهبه الخالق سبحانه

    من علم راسخ وفقه وفهم للشريعة قل نظيره في زماننا..

    كانت فصاحة الشيخ وقوة حجته تبهر مستمعيه..

    مع ما يثيره الشيخ من دعابة ومزاح مع من يسألهم ..

    في تلك الجلسة في المدينة سأل الشيخ سؤالا ..

    ثم نظر حوله بنظرة تذكرك بالصقر حينما يلتفت بحثا عن فريسة!!

    وأخذت نبضات قلبي تزيد فقد ظننته سيلتفت إلي ويسألني..

    فأشار للشخص الذي بجواري..

    وكان رجلا بدينا فيه سمرة ويلبس المرآة على عينيه..

    أشار له الشيخ وقال له: قم..؟؟

    بقي الرجل فاغرا فاه ينظر للشيخ كالأبله!!

    فكرر الشيخ كلامه وقال :أنت قم ،وطقطق بأصبعيه وأشار بسبابته إليه!!

    فقال له أنا؟؟ وأشار لنفسه!!

    قال: نعم أنت!!

    تزحزح الرجل وحاول القيام بتثاقل حتى دفع من بجواره !!!

    وحينما علا لم يستطع أن يرفع رأسه وبقي في هيئة كالراكع!!

    كان مشهد جاري ذلك يثير الضحك والشفقة معا!!

    فالظاهر انه لم يعتد الوقوف أمام الجموع وبين يدي إمام من أئمة السنة كابن عثيمين!!

    أغلق الشيخ الميكرفون وناداه ليقترب منه ..

    فدنا الرجل من الشيخ وهو منحني!!

    فاقترب الشيخ من أذنه فهمس فيها بكلمات لم نسمعها!!

    فكان الشيخ يهمس في أذنه والرجل يهز رأسه ويضحك..!!

    ثم أمره الشيخ بالرجوع والجلوس في مكانه واستأنف درسه..

    إن ذلك الموقف والتواضع والسماحة من رجل في مكانة الشيخ يجعل محبته

    تسري للقلب كما تسري النار في الهشيم..

    يتبع عن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  15. #15
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة التاسعة

    حينما التفت إلي سعود قال لي..

    ما رأيك في الالتحاق بحلقة الشيخ ابن عثيمين!!

    ظننت الرجل يسخر مني !!

    ثم أكمل حديثه وقال..

    أنا اعرف شخصا مقربا من الشيخ محمد ويمكنه أن يتصل به مباشرة ليشفع لك!!

    قلت له: أنا سمعت أن شروط قبول الطلاب عند الشيخ قاسية للغاية!!

    فلا بد أن يكون حافظا للقرءان ولصحيح البخاري عن ظهر قلب!!

    بلع سعود ريقه ثم صمت!!

    وصلنا لحائل... ولم أنم تلك الليلة..

    لقد كان ثني الركب بين يدي هذا العالم الجليل أمنية كل طالب علم..

    لقد اشغل سعود تفكيري بتلك العبارة....
    بعد صلاة الفجر قلت ياسعود.. وين رفيقك اللي يعرف الشيخ..

    قال الليلة فيه عرس وسيحضر الرجل وبعرفك عليه..

    انتظرت بفارغ الصبر ذلك اللقاء ولكن الرجل غاب ولم يحضر العرس..

    في اليوم التالي صلينا العصر في مسجد ذلك الرجل ..

    نسيت اسمه ولكنه رجل وقور وهادئ الطبع ..

    درس عند الشيخ لأربع سنوات وكان محل ثقة الشيخ فعينه مشرفا على سكن الطلبة..

    دخلنا منزله وجلسنا في مجلس الضيوف..

    لم يكن يعلم الرجل عن الموضوع..

    قال له سعود .. هذا الأخ فلان الشمري!!

    يا الله ما أثقل تلك العبارة على قلبي ولكنه قالها سامحه الله..

    قال : يرغب في الدراسة عند الشيخ محمد ونريدك تشفع له عند الشيخ..

    رحب الأخ بذلك وتهللت أساريره وقال :بكل سرور..
    وسأكتب له توصية عند الشيخ ..

    سألته هل من شروط القبول حفظ القرءان أو صحيح البخاري كما سمعت؟؟

    قال : أبدا هذا ليس بصحيح ويمكنك الدراسة عند الشيخ بدون شيء..

    أما إذا أردت الالتحاق بالسكن فلا بد من توصيه.. وسوف اكتبها لك..متى ستذهب؟؟

    التفت لسعود فأنا ضيفه ، ومعنى ذلك هو أنني سأغادر حائل وأهل حائل..

    ويعلم الله تعالى صعوبة ذلك على نفسي.. ولكن لابد من عمل شيء..

    فوالداي لا بد أنهما قلقان علي فلو علما أنني لدى عالم ادرس

    والدراسة على الأبواب فلا بد أن أكمل دراستي الثانوية..

    لو علما بأن أموري جيده فلا شك أن ذلك سيخفف من وقع المصيبة عليهما..

    قال سعود: سوف اذهب في نهاية الأسبوع لتبوك وسوف أصحبك للقصيم..

    ومن هناك سأسافر لتبوك....

    وفعلا فقد كتب الأخ الكريم تلك التوصية مشكورا ..
    ولكن ما كدر خاطري أنه نسبني لقبيلة أخرى غير قبيلتي ..

    لقد كان خطئا فادحا سأدفع ثمنه غاليا من سمعتي لاحقا!!!

    وضعت التزكية في جيبي وذهبنا للمنزل..

    رآني سعود كئيبا فسألني عن سبب ذلك ..

    أخبرته بأن من أسباب زعلي هو أنني سأفارق أناسا أحببتهم من كل جوارحي..

    كما أحب إخوتي بل وأكثر..

    سأفارق الأنس والكرم والجود والسماحة واللطف ..

    ماذا لو لم تصلح أموري هناك..

    وما يدريني ماذا ينتظرني في عنيزة والقصيم..

    ألم أزل شابا غرا صغيرا لم تصقله الحياة

    ماذا لو وقعت في يد أناس لا يخافون الله..

    لقد كانت حالي استثنائية بكل المعايير وفيها من المغامرة والطيش شيء غير يسير..
    دمعت عين سعود وقال لي :

    والله إن بقاءك يسرني ويسر إخوتي ..

    وإنني والوالدة والزوجة وجميع الأقارب الذين عرفوك يعدوك كواحد منا..

    فلو شئت أن تمكث معنا فهذا يسرنا ويسعدنا ولو مكثت في بيتي عشر سنين..

    ولكن إن مصلحتك تهمني ولا بد أن تتصل بعائلتك ووالديك ..

    فهما مهما غضبا عليك فسيبقيان اهلك واقرب الناس لك..

    وأنت شاب ما زلت في مقتبل العمر وتحب العلم والتحصيل فهذه فرصة ثمينة لك..

    وثق تماما حتى لو انتقلت للعيش في القصيم فسأبقى قريبا منك تعودني وأعودك

    وبخصوص تكاليف دراستك وإقامتك فسأتكفل لك بكل فلس تنفقه..

    فانظر ماذا ترى والله يقدر لك الصالح..

    لا شك أن كلام الأخ سعود هو حق ومع التأمل والتفكير فالمصلحة تقتضي

    أن أتدارك حل مشكلتي بكل السبل الممكنة..
    لقد قدم لي سعود الكثير الكثير..

    فيكفي انه آواني وفرج كربتي جزاه الله عني خير الجزاء..

    أخذني في اليوم التالي لسوق السيارات..

    فرأيته يبحث عن سيارة ليشتريها..

    قلت له ياسعود أنت لا تحتاج لسيارة أخرى!!

    فلديك اثنتان وإخوتك غير محتاجين..

    قال أريد أن اشتري لك سيارة..

    أقسمت بالله عليه ورفضت رفضا قاطعا وجلست أتجادل معه أكثر من ساعة

    حتى أقنعته بالعدول عن ذلك..

    لم يكن سعود رجلا غنيا فهو متوسط الحال والذي لا اشك فيه أنه سيقترض ذلك المال..

    وحتى لو لم يقترضه وكان غنيا فكفاني منه جوده وسخاؤه ..

    فقد كان كل يوم أو يومين يضع في جيبي مبلغا جزيلا دون أن أطلبه والله..

    قال لي مرة لقد زوجت أختي الصغرى قبل أن تأتيني بشهر واحد..

    والله لو كنت أعرفك حينها وكنت موجودا معنا لزوجتك إياها!!

    بارك الله في سعود وفي ماله وولده وكثر الله من أمثاله..

    وليس هذا غريبا على أهل تلك المنطقة فمع أن انتشار الجهل بالأحكام الشرعية بين أهل

    الشمال عموما هو الغالب ..إلا أنك تجد فيهم من الكرم والجود مالا تجده في مناطق

    أخرى..

    حدثني مرة سعود يقول تعطلت سيارتي مرة وأنا على طريق عام ..

    فتوقف رجل أعرابي معه سيارة وانيت داتسن ذات باب واحد..

    .. دون أن أشير له.. ومعه زوجته في داخل السيارة..

    فعرف أنه لا يمكن إصلاح السيارة في الحال..

    ولا بد من إحضار مهندس ..

    أمر ذلك الرجل زوجته بالركوب في صندوق السيارة..

    قال سعود: أبدا أنا سأركب في الصندوق.. ودع الأهل في مكانهم..!!

    قال الرجل: هي طالق إن لم تركب أنت في الأمام وهي في الخلف..!!

    ولقد رأيت من كرمهم وجودهم وافتخارهم بذلك ما يعز نظيره والله..

    إن ميزة الكرم لدى الناس هناك أنه جود غير متكلف ..

    فهذه سليقتهم وهذه طباعهم توارثوها من أجدادهم وما زالت راسخة لديهم..

    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  16. #16
    مميز الصورة الرمزية Z eN aD
    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    الدولة
    منتهية
    المشاركات
    497
    معدل تقييم المستوى
    104

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الله عليك

    يعطيك ربي كل خير


    هذه قصة مالك الرحبي

    اسمه الحقيقي مازن الغامدي

    قصة سردها القصصي من أروع ما قرأت

    (خلك من قصص أبو علمن و أبو شهوة)

    هذه القصة التي تلقفتها مواقع الإنترنت وقرأها آلاف القراء

    دليل على اهتمام الناس بحياة ما يسمى بـــــــ"المطوع"

    ربي يعينه!

  17. #17
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة العاشرة.

    مرت الأيام التالية علي سريعا ..

    وحرصت أن استمتع بالجلوس فيها بالقرب من سعود..وأولاده وإخوته..

    ذهبنا سويا أنا وسعود للمكتبة واشترى لي مجموعة من الكتب..

    لقد أراد سعود أن يعدني إعدادا شاملا للدراسة عند هذا الحبر..

    لقد كان سعود أشبه بوالد يزف ولده ...

    ولم أكن اعلم أنا أو سعود ما يخبئه القدر لي..

    قبل يوم السفر قدم قريب لسعود وكان قريب عهد بعرس ..

    تلفظ معي هذا الرجل بكلام فهمت منه أنني غير مرحب بي..

    قال لي: أنت لست من شمر وأريدك أن تخرج هويتك من جيبك لتثبت عكس ذلك..

    كان متكئا على وسادة ومقابلا لي ..ويشير بيده بكل تيه وغرور..

    قام أخو سعود إليه فأراد أن يلطمه على وجهه فدفعته وقلت له دعه ليقل ما يقل..

    لم يكن من اللائق بي أن أحرج الأخ سعود في بيته فسكت ..

    لكن أخا سعود استدعاني للمختصر وقال لي..

    دعك من هذا السفيه وأنا أعرف كل شيء عنك وأنت أكرم عندي منه..

    خفف ذلك علي كثيرا ففكرة الانتساب تلك مع خطئها الشرعي لم تكن فكرتي و هي

    شيء مخالف لأعراف الناس وتقاليدهم وفيها ما فيها!!!

    في اليوم التالي سافرنا صباحا للقصيم..

    ودعت إخوة سعود ثم انطلقنا لرحلة الطلب ..

    لم يكن إخوة سعود على استقامة تامة بالدين مع محافظتهما على الصلاة في المسجد

    إلا أنهما رجلان شهمان طيبان وفيهما من الخلال الحميدة ما يفوق كثيرا ممن

    رايتهم من المحافظين على الشعائر الظاهرة..

    لقد أتصل علي سعود بعد أربع سنوات من ذلك اللقاء الأخير..

    واخبرني بخبر اليم عن أخويه

    فلقد حدث لهما حادث بالسيارة على الطريق العام في أحد طرق الشمال السيئة ..

    فتوفيا على الفور رحمهما الله رحمة واسعة..

    وخلف على سعود فيهما خيرا في ذريته وأولاده..

    مر علي منذ أن خرجت من بيتنا من الطائف حوالي ثلاثة شهور تقريبا..

    وهاأنذا أنتقل لمنطقة جديدة والله أعلم مالذي ينتظرني..

    كنا وسعود في تلك السفرة صامتين .. فليس في مخيلتي أي كلمات أو حوار دار بيننا..

    سعود هذا رجل .. ويكفي أن اسميه رجل..

    إن من الناس من هو كمعدن الحديد ومنهم من هو كالفضة ومنهم من هو كالذهب..

    سعود في نظري معدنه أثمن من الذهب والله ..

    أنا لا احكم على الرجل من خلال موقفه هذا معي هذا اتركه للقراء الكرام..

    وصدقوني يا معاشر القراء الكرام إن سعود لا يعلم عما أكتبه عنه الآن..شيئا والله..

    ولو علم لغضب من ذلك وكرهه..

    فهو يرى عمله ذاك شيئا يتقرب به لربه ولا يريد أن يخالطه مدح الناس..

    إن سعود لا ينتظر من عمله ذاك أن أكتب عنه أو أن أمجده فهو لم يكن يعلم

    ولا أنا كنت أعلم أين تسير بنا الأمور وما هي خاتمتها..

    إنني أكتب هذا الكلام وهذه المواقف لأسجل لأبنائي ما حل بوالدهم..

    لأروي لهم عمن رويت ومن خالطت ليعرفوا قدر الرجال وليعرفوا الدب مع الناس

    إنني يا أبنائي وأنتم الآن أطفال صغار وستكبرون إن شاء الله..

    اقتطع لكم من جسدي قطعا صغيرة مليئة بالمآسي والأحزان والأتراح والعذاب والآهات

    فأنسجها لكم بهذه العبارات لكي تستمتعوا بها..

    وتكون أنيسا لكم في دهاليز وظلمات ومضائق الحياة..

    وأسجل للقراء الكرام ما حدث معي حتى يكون للناس فيها عبرة لمن أراد ذلك..

    إنني أطلب من إخوتي القراء الكرام أن يشاركوني هذا الدعاء..

    اللهم جازي سعود عني خير الجزاء

    اللهم بارك له في ولده وذريته اللهم واغنه من فضلك واجعله من عبادك الصالحين واختم

    له بخاتمة صالحة يا ارحم الراحمين .. اللهم اجعله من أهل فردوسك الأعلى ووالديه

    وإخوانه وذريته يارب العالمين..

    وصلت أنا وسعود إلى عنيزة ..

    تلك المدينة الصغيرة الجميلة الهادئة..

    مدينة العلم والعلماء..

    دفن فيها من العلماء والصالحين على قرون مالله بهم عليم..

    سماها أمين الريحاني باريس نجد..

    شوارعها جميلة ونظيفة وأهلها كمجمل أهل القصيم فيهم العلم والدين والأدب الرفيع..

    دخلت عنيزة وأنا فقير مشرد احمل معي حقيبة ملابس وكرتون كتب..

    وكنت احمل قبل هذا في جعبتي تجارب قاسية وخبرة بسيطة في الحياة وسذاجة وقلة حيلة ..

    دخلت عنيزة وأنا حائر و رأسي متلبد بغيوم الشك والارتياب والضياع ..

    لم أكن أعلم وأنا أدخل عنيزة هل سأمكث فيها يوما أو أسبوعا أو شهرا.. فما يدريني

    فأنا منذ شهور أتنقل في البلاد من مدينة لأخرى ..

    ومن يد ليد أخرى ولكن رعاية الكريم ورحمته سبحانه هي التي ترعاني

    دخلت وأنا ابلغ السادسة عشر عاما فقط..

    وبقيت في عنيزة أكثر من اثنتي عشرة عاما..

    حافلة بالتجارب والمواقف الرائعة مع إمام الدنيا وفقيهها شيخنا العلامة

    محمد بن صالح العثيمين عليه سحائب الرحمة والغفران..

    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  18. #18
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة الحادية عشره

    أكتب هذه المقالة وأنا مطرق وصامت..

    أضع يدي على رأسي .. لكي أنظم ذاكرتي..

    تمر أمام عيني الآن مئات المواقف .. والخواطر..

    أشبه بحاسوب أدخلت إليه آلاف البيانات في وقت واحد..!!

    إنني بهذه المقالة يا إخوتي وأخواتي أندب نفسي ..!!

    إنني بها أنكأ جرحا غائرا..

    قد خيطته بغرز منسوجة من الحديد ..

    أحكي لكم عن أبي عبد الله !!

    لكي تستمتعوا وتستأنسوا بعطره الجميل..

    وبذكريات لا يعرف تفاصيلها من البشر سواي...

    أما أنا فإنني أشق جروحا عميقة من جسدي وروحي

    لأقول لكم خذوا هذه الذكرى الجميلة الموجودة في أعماقي، دونكم الدليل والبرهان..!!

    عندما وصلنا لعنيزة أنا وسعود كان الوقت ضحى..

    اذكر تلك اللحظات جيدا وما زالت في مخيلتي..

    أوقفنا سيارتنا أمام الجامع الكبير في عنيزة..

    عليه لوحة صغيرة خضراء..

    مكتوب عليها جامع الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي رحمه الله

    رفعت رأسي لأنظر لتلك المنارة الشاهقة والتي بنيت بجوارها منارتان حديثتان..

    كأنهما فتاتان ذواتا قوام جميل ودلال وبهاء.. تنظران بشفقة وتشف

    لتلك المنارة القديمة البناء المبنية بالطين واللبن..


    تغنى أحد أدباء عنيزة بها قائلا..على لسان تلك المنارة..

    وهي تخاطب الناس عن الشيخ ابن عثيمين قالت: أنا المئذنة وهو المنارة..!!!

    نعم والله هي المئذنة وهو المنارة ..

    هذه المئذنة بناها بناء محترف قبل عشرات السنين وكلف بناؤها عشرون ريالا..!!

    ولكن أمير عنيزة زاد البناء عشرة ريالات مكافأة له على إتقان صنعته!!

    وهي حتى هذه الساعة مازالت شامخة تفخر وتشرف على ضرتيها!!

    وتغني وتقول .. أنا المئذنة وهو المنارة...

    اقتربت من باب المسجد فشاهدت لوحة صغيرة مكتوب عليها

    تسجيلات إسلامية..

    دخلت للتسجيلات فرأيت رجلا ملتح ابيض وسيم الطلعة قصير وممتلئ

    على وجهه لحية قد اختلط سوادها ببياضها..

    سلمت عليه .. فرد علي بصوت فيه بحة !!

    قلت له أين أجد الشيخ محمد ؟؟

    قال الشيخ الآن في الجامع وعنده درس حتى الساعة العاشرة والنصف..

    قلت : وبعد ذلك ..

    قال : يذهب ماشيا لبيته.. هل أنت طالب جديد أم تريد الفتوى؟؟

    قلت : لا، أنا أريد الالتحاق بحلقة الشيخ..

    رحب بي .. وقال أهلا بك في عنيزة ...

    ثم عرفني باسمه ، وقال أنا أخوك عبد الرحمن الخليفي ..

    قلت له وهل أنت قريب الشيخ الخليفي إمام الحرم..؟

    قال هو أحد أقاربنا..

    قلت : أريد التحق بسكن الطلاب من أقابل؟؟

    قال: قابل الشيخ مباشرة وتحدث معه فهو صاحب الحل والربط!!!

    منذ ذلك التاريخ أصبحت لي مع أبي صالح علاقة طيبة.. بارك الله فيه

    خرجت من عنده فسمعت صارخا يصرخ على الميكرفون ..

    بسم الله ونصلي على رسول الله...

    عشرة ،عشرة، عشرة !!

    ظننتها محاضرة !!!

    ولكن حينما أنصت له عرفت أنه صوت البائع في سوق الخضار المقابل للمسجد...!!!

    قلت لسعود ماذا ترى؟؟

    قال : دعنا لنذهب نفطر وتصلي مع الشيخ صلاة الظهر.. وتقابله..

    توجهنا لأطراف عنيزة في المزارع المحيطة بها..

    حيث تنتشر البساتين الخضراء والمزروعة بالنخيل على مد البصر..

    جلسنا تحت ظلال شجرة واخرج سعود عدة الطبخ ..

    وصنعنا الشاي.. والإفطار..

    كانت آخر جلسة لي مع سعود في مثل هذه الحال..

    قلت لسعود : أنت لديك سفر طويل ، فهيا قم وأوصلني للجامع وسوف أتدبر أمري..

    وفعلا توجهنا للجامع .. وأوقفني أمامه .. ودخلت أنا وسعود لصرحة المسجد ..

    حينما فتحنا الباب وجدنا الجامع خال من الطلاب ..والشيخ قد طلع من الدرس!!

    وضعت متاعي في زاوية المسجد قريبا من رفوف النعال..

    ثم خرجت مع سعود..

    أردت أن يكون وداعا سريعا!! حتى لا ينفطر فؤادي والله.. حزنا وكمدا..

    قبلته بين عينيه ودعوت له وانصرفت وأنا تخنقني العبرة..

    دخلت للمسجد فتنهدت وصليت على رسول الله..

    تجولت بنظري في الجامع ..

    لمن لا يعرف الجامع يظن ذلك الجزء هو كل الجامع..

    استصغرته في البداية .. ولكن بعد حين عرفت أن ذلك تقسيم متعمد

    وهو تقسيم معهود في المنطقة كلها..

    في وسط المسجد يقع محراب خشبي مقوس ارتفاعه حوالي نصف ذراع ..

    وبجوارة علبة خشبية صغيرة لوضع النعال!!

    وفرشت سجادة من الفرش الرخيص ..

    قد بليت مواضع السجود منها وموضع الركبتين!!

    وألقيت بجواره مهفة ليروح بها الإمام عن نفسه من الحر..

    وقعت عيني على مقعد على يسار الداخل للجامع ارتفاعه ذراع ويتسع لجالس واحد فقط

    ولا قوائم له، يتكئ من يجلس عليه على جدار المسجد..

    وأمام المقعد اسطوانة حدية مدهون مثبت بالأرض بمسامير قوية

    عرضت عليه خشية طولها نصف متر تقريبا فيها فتحات صغيرة..

    لوضع الميكرفونات عليها..

    وأمام ذلك المقعد قد ألصقت بالأرض علامات منحنية كقوس لترتيب صفوف الطلاب..

    حول شيخهم...

    عرفت أن ذلك هو موقع الدروس..

    صليت تحية المسجد واتكأت على الجدار ووضعت خدي على كف يدي

    أفكر في حالي....

    فتح الباب بشدة ودلف منه شخص كبير في السن!! ..

    وعليه مرآة عريضة وبشت ثقيل !!

    حينما رآني نظر لي نظرة حادة .. فصرفت وجهي عنه خوفا من نظراته..

    فلم يعرني كثير انتباه!!

    كأنه يقول واحدة بواحدة..!!

    وضع نعله خلف موقع الإمام ثم خرج من المسجد!!

    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  19. #19
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة الثانية عشر..

    كان ذلك الشيخ الذي دخل للمسجد وخرج هو العم عبد الله بن عمر العمري..

    وهو احد أقران الشيخ ابن عثيمين في الدراسة على شيخه ابن سعدي رحمه الله..

    بعد برهة وجيزة دخل ذلك الشيخ مرة أخرى ..

    وتسنن ثم نشر مصحفه وانكب عليه..

    بقيت وحيدا أرقب باب المسجد وارقب حقيبتي وكرتوني..

    خرجت قليلا من باب المسجد ، و قفت على الدرج الخارجي العريض ..

    حيث يقابل الخارج من المسجد دكانان أحدهما مكتوب عليه مركز إحياء التراث ..

    وعلى اليسار لوحة مكتوب عليها مؤسسة الاستقامة.. وكانت مغلقة!!

    دخلت لإحياء التراث ، وهي عبارة عن مكتب خدمات تصوير ..

    مليء بمذكرات دروس الشيخ ابن عثيمين ، وغيره من العلماء..
    استأذنت البائع بالتصفح فأذن لي..

    وسألته : هل هذه من تأليف الشيخ ..؟؟

    قال : كلا ، هذه مذكرات مفرغة من دروس الشيخ ...

    خرجت من عنده ثم توجهت للوضوء والاستعداد للصلاة..

    بعد دقائق ... دخل شاب نحيل بهي الطلعة..

    وتقدم لدولاب طويل أبيض خلف المحراب ملصق بالجدار..

    ففتحه ثم أضاء الميكرفون فأذن.. بصوت عذب وندي أعجز عن وصفه..

    لم اسمع في حياتي أذانا جميلا مثل أذان ذلك الشاب ..

    لا أدري هل ذلك بسبب حبي للجامع وأهله أم أن ذلك حق يوافقني عليه آخرون..؟؟

    لكن هذا رأيي الشخصي عن ذلك الصوت ولا شك أن الأذواق تختلف في الحكم ..!!

    فلا تلوموني إخوتي !!!

    اسم ذلك الشاب عبد الرحمن الريس بارك الله فيه..فهو جاري في الصف لسنوات !!
    بعدها تتابع الناس في الدخول للمسجد ولكن بوتيرة بطيئة!!

    خلاف ما رأيته في المساجد الأخرى.. !!

    وغالب من جاء للمسجد هم من الشباب المستقيم الملتزم ...

    تأخر الإمام فسألت من بجواري : هل الشيخ موجود ؟؟

    قال : نعم ولكنه يتأخر..

    وبعد مرور حوالي خمس وأربعين دقيقة من الأذان دخل الشيخ...

    هو كما عهدته لم يتغير من شكله شيء ..

    غير أنني هذه المرة أنا من قدم إليه..

    تقدم من الباب ثم خلع نعله وحملها بيده ثم سلم على الجماعة ..

    وقف المؤذن وفي يده ميكرفون ذو حبل طويل مما يعلق على الصدر..!!

    أقام الصلاة .. وكان الشيخ يستن بالسواك بيده اليسرى!!

    التفت للمؤذن ثم تناول منه الميكرفون فعلقه الشيخ على صدره بلمسة إحترافية..!!

    ثم التفت للناس وأمر الجميع بالاستواء والتراص..

    نظرات الشيخ ثاقبة وحاجباه كثيفان مليئان بالشعر الأبيض..

    يثيران في النفس الرهبة والمهابة.. كأن نظرته تخترق جسدك اختراقا..!!

    قدم وأخر في الصفوف كأنه قائد جيش !!

    حينما اطمأن من تراص الصفوف واستكمال الأول فالأول كبر الشيخ..

    أطال الشيخ في الركعة الأولى إطالة لم أعهدها...!!

    وفي ركوعه وسجوده وسائر الأركان يطيل الشيخ تطويلا بينا..

    فمع كبر سنه إلا أن نشاطه وتماسكه يساعدانه على تحمل تلك الصلاة !!

    ثم إن أغلب من يصلي معه من الشباب النشيط..

    سوى العم عبد الله العمري سالف الذكر..

    ورجلا آخر له شأن وأي شان...

    رجل مسن رقيق الجسم لا تكاد أن ترى في جسمه مزعة لحم..

    منحني الظهر ثيابه رثة وهيئته كهيئة مخبول أو معتوه !!

    ولكنه يحمل في صدره علما كالجبال ..

    إنه الشيخ الزاهد عبد الله الفالح..

    حينما رأيته ظننته شحاتا ..

    ولكن سمعت عنه وجالسته بعد ذلك فوجدت الرجل واسع الإطلاع راسخ العلم ..

    غير انه زاهد في الدنيا ومتعها حتى إنه لم يتزوج قط..!!

    ولعل أن تأتي مناسبة للحديث عن هذا الحبر بشكل أوسع ..

    ختم الشيخ صلاته بالسلام ..

    ثم استغفر بصوت جهوري .. وضج المسجد خلفه بالتسبيح والتهليل..

    ثم استدار الشيخ بفتوة ونشاط كما يستدير الفارس على صهوة فرسه..!!

    واستمر في تسبيحه وتهليله..

    تخطيت الصفوف وجلست بجوار الشيخ فألقيت بين يديه توصية صاحبي..

    فأشار لي الشيخ بيده اليسرى وهزها بعنف أن انتظر ..

    فخجلت وشعرت بحرارة تملئ وجهي حياء من ذلك الموقف..

    حينما استكمل الشيخ تسبيحه قال ماذا تريد..؟؟

    فقدمت له الورقة..

    فقال : ماذا فيها؟؟

    قلت: توصية من فلان..

    قال أعرفه وماذا تريد ؟؟

    قلت أريد أن ألتحق بحلقتك للدراسة لديك...

    قرأ الورقة بسرعة ثم أعادها وقال..: هذا لا يكفي لا بد من توصيتين .. ابحث عن

    شخص آخر أعرفه ليوصي بك..!!!

    ثم فز من مجلسه وتناول نعله وقام..!!!

    بقيت برهة أنظر حولي واحترت..؟؟؟

    هل انتهى كل شيء ؟؟

    لم اطل التفكير بل عزمت أن ألحق بالشيخ لأكلمه مرة أخرى..!!

    خرجت فلحقته فرأيت حشدا من الناس تسير مع الشيخ..

    منهم السائل والمستفتي ومنهم صاحب الحاجة ..

    كنت أراقب المشهد وأنا بحذو الشيخ ..

    يسير الشيخ من المسجد حتى بيته في كل الصلوات..

    صيفا وشتاء .. دونما كلل ..

    ولقد رأيت فتية نشطاء أقوياء يعجزون عن لحاق الشيخ حينما يسرع الخطى!!

    بعد تجاوز نصف المسافة .. ورجوع أكثر الناس..

    نظر إلي وقال : ايش عندك؟

    قلت له : ياشيخ لقد جئتك من مكان بعيد ولا يعرفني أحد سوى فلان الذي أوصى بي..

    فماذا أفعل ؟ لا سكن عندي ولا أعرف أحدا هنا في عنيزة؟؟؟

    قال : هل أنت شمري من حائل؟؟

    أسقط في يدي فالورقة فيها فلان الشمري؟؟

    فلو قلت غير ما هو مكتوب فهذا نهاية المطاف ؟؟

    وإن كذبت فلا حول ولا قوة إلا بالله !!

    تماسكت وقلت: نعم أنا شمري؟؟

    قال هل يعرفك عبد الله العبيلان رئيس مكتب الدعوة في حائل؟

    قلت : لا والله..

    قال هل يعرفك فلان رئيس المحكمة؟؟

    قلت : لا والله ياشيخ!!

    قال : ماذا افعل لك تصرف!!

    قلت : هل ممكن أن أنزل في السكن مع الطلاب حتى أجد من يزكيني؟؟

    أدار الشيخ وجهه نحوي..

    أخذني الشيخ طولا وعرضا بنظره وتأملني ثم قال : لا بأس أذهب لمحمد البجادي !!

    وقله أرسلني لك محمد للسكن مؤقتا !!

    قبلت رأسه ورجعت لمتاعي..

    حملته ثم التففت من خلف السكن المقابل للمسجد..

    وشاهدت جموعا من الطلبة تصعد وتنزل من باب السكن..

    فرأيت لوحة مكتوب عليها : مكتبة عنيزة الوطنية ..

    أسسها الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي..

    وها أنذا أدخل السكن الذي لن أخرج منه سوى بعد سنوات..


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  20. #20
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة الثالثة عشر

    دخلت لسكن الطلاب وهي عمارة ذات أربع طوابق..

    تبرع بها الملك خالد رحمه الله وأوقفها لطلبة العلم في الجامع الكبير..

    صعدت للطابق الثاني فوجدت الطلبة مجتمعين على الغداء..

    وعن يمين الصالة علقت لوحة مكتوب عليها ( المكتبة)

    سألت عن محمد بن بجاد.. فقال محدثي : أنا هو..!!

    وكان واقفا بجوار براد الماء على مدخل صالة الطعام..

    قلت له لقد بعثني الشيخ محمد إليك لكي توفر لي سكنا مؤقتا ..

    قال : لماذا مؤقت؟؟

    قلت : لم استكمل التوصيات ..

    قال : ما اسمك؟؟

    هل سأقول لهم اسما غير الذي أنادى به من شهر؟؟؟

    أنا فلان الشمري؟؟

    قال: ولكن لهجتك؟؟

    قلت له: أنا عايش طوال حياتي في الطائف؟؟؟

    انتهيت من تحقيق الأخ محمد الظريف ثم قال تفضل استرح في المطبخ!!!

    دخلت لصالة الطعام .. وهي صالة مفروشة بزل قديم ..

    كانت أشكال الطلبة مختلفة ومتباينة !!

    فتسمع اللهجة الحجازية وكذلك لهجة نجد طبعا..وترى الأفغاني والأفريقي..

    جاؤا من أصقاع الأرض ليثنوا ركبهم عند ذلك الحبر ..

    يجلس الطلبة حلقا على سفر الطعام..

    كانت رائحة الأكل تثير الشهية فانتظرت الأخ محمد ليدعوني أو غيره من الطلاب ..!

    فلقد كنت خجلا فأنا غريب بينهم ولا اعرف أحدا منهم..

    غربة ما بعدها غربة والله المستعان!!

    تكرم احد الطلبة بعد أن لمحني أتلمض دجاجة مشوية لا احد حولها..

    قال : تفضل كل معنا يا أخي ؟؟

    كدت أن أتمنع!!

    ولكن الجوع أبصر ..!!

    فانقضضت على طريدتي.. ولم يزاحمني عليها احد.. فظن شرا ولا تسأل عن الخبر!!

    حينما شبعت وغسلت يدي ..

    وخلت الصالة بعد أن ذهب جلهم لغرفهم وبعضهم يقيم خارج السكن!!

    بجوار المطبخ ثلاجة ذات بابين فيها مالذ من شراب وعصير وحلويات!! توجد

    ولكن بجوارها يجلس رجل أفغاني كأضخم رجل تراه!!

    وله لحية كثة وسمعت الطلبة يسمونه علاء الدين...

    قلت له : ياعلاء الدين ؟؟ هل ممكن اشتري من هذه الثلاجة؟؟

    ظننته سيقول هذا بالمجان تفضل خذ ما تريد!!

    قال : ايش تشرب ؟

    فطلبت البارد .. فقال : بس واحد ريال!!

    دفعته طبعا ومن ذا يجرؤ يزعل مثل هذا المخلوق الضخم!!

    لكن هذه الضخامة والسعة في الجسم تخفي في داخلها قلبا كبيرا ..

    إن علاء الدين هذا رجل لا كالرجال !!

    ولا اعرف أحدا في سكن الطلاب قد اشتكى منه طوال إقامتي في السكن..

    ويكفي ثقة شيخنا محمد به ..

    دعونا من علاء الدين الآن .. ولنكمل قصتنا..!!

    توسدت حقيبتي فنمت ...

    استيقظت على أذان عبد الرحمن وما أجمله من نداء..

    لم يكن في الحقيبة شيء يخاف عليه فتركتها غير عابئ بما يصير لها!!

    صلى بنا شيخنا صلاة العصر ثم قرأ عليه قارئ من كتاب رياض الصالحين ( أظن)

    فعلق عليه الشيخ تعليقا مبسطا ميسرا..

    والملاحظ كثرة المصلين في صلاة العصر عن صلاة الظهر ..

    حينما كان الشيخ يتحدث تذكرت رجلا يعمل في هيئة الأمر بالمعروف في حائل

    وهو من أقرباء سعود وذكر لي أنه من تلاميذ الشيخ محمد القدامى..

    اسمه عباس المعاشي( أو الشمري الشك مني).. بعد انتهاء الدرس تحلق حول الشيخ حشد من الناس منهم السائل ومنهم المستفتي وصاحب الحاجة ولقد رايت ما يعانيه الشيخ من صلف الناس وجفاءهم فرحمه الله وعفا عنه

    لحقت الشيخ وسألته...

    هل تقبل توصية عباس الشمري....؟؟

    قال : أنعم به وأكرم ...

    كنت احتفظ برقم عباس ..

    فتوجهت لكابينة الهاتف واتصلت عليه..

    رد علي عباس بصوت غير الذي عهدته؟؟

    كلمته في الموضوع..!!

    قال : أنا مريض ولكن سوف اتصل على الشيخ وابلغه بما تريد إن شاء الله..

    رجعت للسكن وبحثت عن محمد بن بجاد..

    فطلبت منه غرفة بسرير مريح لكي أضع متاعي فيها!!

    ضحك وقال : تعال اريك غرفتك!!

    صعدنا للدور الثالث .. ففتح لي الباب ..

    فرأيت غرفتي المريحة!!

    غرفة صغيرة ملقى فيها طراحة مهترئة ولحاف بالي ووسادة مهترة!!

    قد فرشت ببساط أقرب حاله أن أسميه أنه هالك!!!

    ركز بجدرانها رفوف فارغة لوضع الكتب .. فكانت أشبه بعجوز فاغرة ولا أسنان لها..

    قال تفضل هذه غرفتك..!!

    وقال : أنا لست مشرف السكن!!

    إن أردت شيء فكلم الأخ محمد زين العابدين !!

    قلت له: وأين أجد محمد زين العابدين هذا؟؟

    قال هو مسافر وسيأتي اليوم من شرورة ..و هو ينزل في غرفة في الدور الثاني ..

    مع شخص اسمه نافع الشمري!!

    حينما سمعت كلمة (شمري) جمد الدم في عروقي !!

    فهاأنذا أجاور شمريا حقيقيا !!

    ثم انصرف .. وتركني في الغرفة..

    وأظنه قال في نفسه : يالهذا الأحمق هل يظن نفسه سينزل في غرفة خمس نجوم!!

    جلست على طراحتي البالية ..

    أنظر لجدران الغرفة المتسخة !!

    سبحان الله .. كيف يرضى الشيخ محمد بهذا الحال؟؟

    ولم أكن اعلم إلا بعد حين أن غرفتي تلك هي غرفة الضيافة!!

    ولكن بعد فترة والشهادة لله فقد تحسنت الأوضاع بشكل ملفت..

    وجدد السكن تجديدا يليق بمقام شيخنا رحمه الله رحمة واسعة..

    وقفت على نافذة الغرفة حيث تشرف نافذتي على الشارع العام..

    أراقب الرائح والجاي كما يقولون!!

    لمحت نسوة كثرا متلفعات بالسواد .. وجالسات على الرصيف ..

    وبعد لحظات جاء الباص فحملهن ومكتوب عليه ( مستشفى الملك سعود)

    إذا ،هن ممرضات!! ومتسترات بهذا الستر؟؟ .. بل وسمعت ان كثيرا منهن غير مسلمات!!

    فالسفور كما سبق نادر أو معدوم ...

    تركت الممرضات اللاتي يذكرنني بالمرض والهم فنزلت للمسجد..

    سألت عن الدرس في تلك الليلة ..

    فقالوا لي :الدرس الليلة في كتاب زاد المستنقع ..

    سألت أحد الطلاب عن مكتبة قريبة..

    فأشار لمكتبة مجاورة لجنوب المسجد مكتوب عليها مكتبة الإمام الذهبي..

    دخلت للمكتبة وطلبت من البائع أن يعطيني متن الزاد..

    فاشتريته ثم توجهت للمسجد..

    رأيت مجموعة من الكتب موضوعة للحجز أمام الشيخ ..

    ولم تكن تلك العادة غريبة علي فقد كنت افعلها في دروس مشائخنا في الطائف..

    تقدمت وبكل جرأة وصفاقة !!

    فالتفت حولي هل يراني من احد !!

    فأزحت كتابين عن بعضهما وفرقت بينهما في المجالس ووضعت كتابي بينهما..!!

    ولقد اخترت الصف الأول بل وأمام الشيخ مباشرة!!
    لقد كانت تلك الجرأة والصفاقة سببا هيئه الله تعالى لي لكي يفتح قلب شيخنا الكبير

    لشخص مغمور ضائع مثلي...
    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  21. #21
    انجليزي مبدع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    ksa
    المشاركات
    639
    معدل تقييم المستوى
    102

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    بارك الله فيكم إنني في شوق إلى أكمال القصة
    يذكرني بجهد السلف رحمهم الله في طلب العلم

  22. #22
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة الرابعه عشر

    في دروس شيخنا في عنيزة من النادر أن يسال الشيخ الطالب خلال الدرس..

    فغالبهم قد جاء له من أماكن بعيده بقصد العلم والتحصيل ..

    وفيهم من الطاقة والحيوية ما يجعلهم حريصين ومتنبهين لكل فائدة ومسألة.

    ولكن الوضع ذلك اليوم مختلف ..!!

    سألني الشيخ في ذلك الدرس ثلاث مرات كأنه يختبرني أو سيقول لي : طس !!

    وبحمد الله بلعت الطعم ولم أقع في المصيدة!!

    فقد أجبته بما فتحه الله علي مما حصلته عند مشائخنا في الطائف..

    فكان ذلك فأل خير لي بحمد الله تعالى..

    انتهى الدرس الأول بعد الأذان ..

    ثم تقدم شاب من الصف الخلفي وجلس بيني وبين جاري الغاضب مني!!

    وعلق الميكرفون على صدره .. ثم أخذ يقرأ من نونية ابن القيم..

    بصوت جمع بين العذوبة والرقة ، وجمال الأبيات التي نظمها ابن القيم رحمه الله..

    لقد كانت تلك المنظومة مع أنها تحوي ردودا علمية رصينة إلا أنها...

    حوت حكما ومواعظ وطرائف لا يتقن نظم قلائدها سوى مثل ابن القيم وكفى به !!

    لاحظت رجلا أفغانيا ذو عمامة عريضة ويلبس المرآة يجلس عن يمين الشيخ..

    و لاحظت الشيخ يستأنس كثيرا بالحديث معه أو مناقشته ..

    وكانت أسئلته وركاكة لسانه الأعجمي تثير ضحك الطلاب ..

    كنا نستأنس ونفرح حينما يسأل هداية الله لأن شيخنا يسر بذلك ..

    ومع عجمته وصعوبة النطق بالعربية لديه حيث انه لا يتكلم سوى بالفصحى

    المكسرة..!!

    إلا أن الرجل قد أتقن علوم الآلة من نحو وأصول وأصول تفسير ، بشكل شبه كامل..

    أذكر في درس الفرائض من متن البرهانية المسألة العنقودية والتي لم يستطع حلها سوى

    هداية الله !!

    وهي مسألة شائكة ومعقده لا يقدر عليها سوى الراسخين في الحساب والفرائض..


    كان هداية الله هذا يسجل دروس الشيخ في مسجل صغير..

    ثم يرجع لغرفته فيغلق الباب على نفسه ..

    فلا ينام حتى ينسخ ذلك الشريط على دفتر خاص ثم يترجمه من فوره للغته الأفغانية!!

    و هذا ما يفعله كل ليلة طوال ست سنوات جاورته وخبرت حاله..!!

    انتهى الدرس وتوجهنا للمصلى وكنت وضعت كتابا بجوار المؤذن لكي أصلي مكانه..

    صليت خلف شيخنا .. وبعد السلام ..تحلق مجموعة من الناس حول الشيخ ..

    كما هي العادة في كل صلاة سوى صلاة الفجر والمغرب..

    ثم قام الشيخ وخرج من المسجد لحقته مع الناس وذلك بقصد الفضول فقط ..

    كنت أسير بمحاذاة الشيخ واستمع لأسئلة الطلبة والمستفتين..

    ولقد فاجأني الشيخ حينما التفت إلي وقال:

    يبدوا أنك تريد العلم والتحصيل !!

    كانت غير متوقعة والله ..

    ثم قال الشيخ .. هل نزلت في السكن؟

    قلت : نعم..

    كان الطلبة يراقبون هذا الموقف وقلوب بعضهم تخفق من الغيرة من هذا الحوار

    الخاص!! والنموذجي!!

    قال : إذا عجل بالتزكية حتى نسمح لك بالبقاء ..!!

    قلت له : لقد اتصلت على عباس وهو مريض وقال سيتصل عليك!!

    قال : خيرا إن شاء الله .. ثم عدت أدراجي للسكن..

    استبشرت بهذا النجاح الذي لم ارتب له شيئا بل توفيق الخالق سبحانه وتعالى..

    دخلت لغرفتي فوجدت زائرا ينتظرني!!

    وجدت شخصا جالسا في غرفتي..

    سلمت عليه .. فرد وقال : هل أنت تسكن في هذه الغرفة؟؟

    قلت : اليوم نزلت فيها..

    قال : إذا سنكون سوية هنا .. أنا أخوك بندر الحربي ..

    تعارفنا .. قليلا ثم نزلنا للعشاء.. وهذه المرة لم أنتظر أحدا يدعوني!!

    حقيقة أن تنام في غرفة صغيرة وضيقة مع شخص لا تعرفه شيء مزعج..لمن لم يعتد عليه

    خصوصا انه لم يستأذنني احد في اختيار زميل السكن..

    ولكن لا خيار لي فإما مع بندر أو الشارع!!

    ولكن بندرا هذا رجل ظريف وحلو المعشر ..

    وبعد حديث طويل معه اكتشفت طيبته ..

    ومع انه رجل انعزالي ولا يحب مخالطة الناس ونظراته غير محببة ، لعمقها

    وحدتها!!!

    إلا أنني حينما عاشرته وخالطته تبين انه رجل طيب وفاضل..

    استأمنته على بعض أموري وكنت أستشيره فيصدق المشورة!!

    كنت أخرج للتنزه مع بندر على سيارته الوانيت في الطعوس المحيطة بعنيزة

    وما أكثرها!!


    في اليوم التالي .. حضرت درس الصباح ..

    والذي يستمر من الساعة الثامنة وحتى العاشرة والنصف..

    ويدرس فيه الشيخ خمسة كتب ..

    والحضور في تلك الدروس ليس بالكثرة التي كانت بالأمس..

    حيث أن هذه الدروس فقط في موسم الصيف والعطل الدراسية..

    كانت الدروس صعبة علي لمستواها العالي عني..

    ومع ذلك فلم انقطع عنها طوال الفترة المتبقية من الصيف والتي لم تطل كثيرا..

    بخصوص المكان فقد تمسكت بالمكان الذي جلست فيه بالأمس ..

    وذلك لسنوات عديدة بفضل الله تعالى..

    وذلك على رغم عدم رضى جاري سامحه الله!!

    والذي ستكون لي معه مواقف ستصطدم كثيرا من قراء هذه الحلقات..

    ولست اقصد من روايتها الشماتة به أو النيل منه..

    فأنا لن اسميه ولا احد من القراء يعرفه أو يعرفني ..

    ولا يخلوا ذكر القصة من فائدة وحكم وطرفة !!

    ومع أن تلك المواقف حصلت قبل سنوات عديدة إلا أنها لن تمر دون اعتبار وتمحيص..

    والموعد عند رب العالمين سبحانه وتعالى هو حسبنا ونعم الوكيل..

    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  23. #23
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة الخامسه عشر

    في اليوم التالي حصل تقريبا ما حصل بالأمس غير أن المفاجأ ة كانت وعلى غير المتوقع

    حينما مشيت مع الشيخ في عودته لبيته بعد الدرس الصباحي ..

    ناداني الشيخ وبانزعاج ظاهر وقال لي: لما لم يتصل صاحبك؟؟

    قلت له: والله لا أدري ولكن في اتصالي السابق عليه قال هو مريض..

    فلعله اتصل على تلفونكم فلم يجبه أحد!!

    قال الشيخ: هات رقم تلفونه وسوف أتصل عليه أنا!!

    لم أكن ساعتها أحمل رقم عباس فقلت له: سأحضره لك بعد صلاة الظهر..

    وبعد الصلاة ناولت الشيخ ورقة عليها رقم الشيخ عباس ..

    كنت قلقا للغاية .. فالشيخ محمد لمن خالطه رجل حازم ..

    ولا أسهل عليه من أن يقول لي ارجع من حيث أتيت!!

    وكون الشيخ يطلب رقم عباس ليتصل عليه من طرفه إن ذلك الفعل هو نبيل وتواضع
    من شيخنا جزاه الله خيرا.. ورحمه وأسكنه جنات النعيم..

    بعد صلاة العصر وانتهاء درس العامة ..أشار لي الشيخ وكنت أمامه بجوار المؤذن

    أن الحق بي!!

    لحقته ومشيت بجواره ولكنه لم يكلمني في شيء..!!

    انتظر الشيخ حتى انتهى الناس وقضى حوائجهم وبقيت أنا وهو بمفردنا نسير حتى

    اقتربنا من البيت وكنت منتظرا دون أن استبق منه شيء!!


    ولكن يعلم الله سبحانه وتعالى أنني قد خفت وظننت الظنون فربما أن أخي سعود أخبر

    عباس بمشكلتي ..

    وبدوره أطلع عباس الشيخ على الحاصل !!

    قال الشيخ: خلاص!!

    شدهت وظننت أنه خلاص سيخرجني ولكنه استأنف كلامه...

    أنا كلمت عباس وهو أثنى عليك خيرا!!

    وسكت!!

    قلت في نفسي :ما معنى هذا الكلام؟؟؟

    ثم أكمل شيخنا وهو يضم يديه ويشير بها للإمام ويزم شفتيه وقال :

    سنقبلك في السكن!! بشرط أن تجتهد في الطلب..

    لو كان بيدي في تلك اللحظة أن اصرخ من الفرح لفعلت!!

    أي خبر سعيد هذا !! الحمد لله رب العالمين..

    ثم قال الشيخ : وأنت يافلان الشمري!!!

    اغتنم هذه الفرصة ، خاصة أنك ما زلت في مقتبل عمرك .. وفقك الله..

    انصرفت بعد أن قبلت رأسه ودعوت له..

    ما أجمل أن ترى بصيص الأمل بعد اليأس .. ما أجمل الشعور بالاستقرار

    وخاصة في كنف ورعاية رجل بوزن الشيخ محمد عليه الرحمة والرضوان..

    لم أطمع ولم أحلم بل والله الذي لا إله سواه ولم يخطر في بالي أن أحصل على أي

    امتيازات مادية أو معنوية من قبل الشيخ محمد ..

    بل كان يكفيني أن أحصل على ما حصل عليه

    الآلاف سواي من طلبة العلم الذين يحيطون بشيخنا من كل صوب كل يبحث عن

    رضاه بعد رضى الخالق سبحانه وتعالى فهو للجميع بمقام الأب الحاني ..

    ومن ذا لا يبحث عن رضى والده..أو والدته..

    وكذلك يكفيني ويشرفني أن أتتلمذ على يديه وأحصل على علم قل منه أو كثر..

    انخرطت بعون الله سبحانه في طلب العلم والتحصيل فكان هو شغلي وهمي ..

    اقتنيت عددا من الكتب ورتبتها على الرفوف في غرفتي الصغيرة..

    تعرفت على عدد من الطلاب ولكن لم يكن اهتمامي منصبا على ذلك..

    من الطلبة الذين عرفتهم وخالطتهم الأخ نافع الشمري ..

    وكذلك الخ خالد الشمري .. ومنهم الأخ محمد زين العابدين!!

    هذا الأخير هو مشرف السكن ..

    وقد وصل من شرورة لكي يرتب سكنا له ولزوجته التي دخل بها قبل أسابيع!!

    وبذلك سينتقل من السكن الحالي والذي هو سكن للعزاب فقط ليستأجر بيتا له

    ولعائلته..

    الأخ محمد رجل عاقل وفيه حلم وأناة ولذلك كان اختياره للإشراف على السكن هو

    اختيار موفق..

    كان الأخ محمد هو ملاذ الطلاب عند المحن بعد الله فهو الوسيط بينهم وبين الشيخ ..

    ولقد كانت مهابة الشيخ محمد رغم تواضعه تمنع كثيرا منهم عن مخاطبته مباشرة..

    ولكن يكفي أن يوصل الأخ محمد شكاويهم وطلباتهم ليبت فيه الشيخ ..

    طلبت عن طريق الأخ محمد أن يوفروا لي كتبا ومراجع فوضعت قائمة كبيرة بالكتب..

    سلمتها لمحمد .. فظهرت على وجهه ابتسامة صفراء ماكرة !!

    وهز رأسه وقال: هل تظن الشيخ يوافق لك على هذه الكتب؟؟

    قلت له قدمها له وسنرى..

    وفعلا قدم محمد القائمة للشيخ بعد ظهر إحدى الأيام فوضعها الشيخ في جيبه..

    بعد يوم أو في ذلك اليوم بعد العصر ناداني محمد وقال : انظر في ورقتك!!

    فوقعت عيني على شخاميط بالقلم الأحمر وضعت على كل الكتب تقريبا وأضيف عليها

    للتأكيد علامة

    X

    ووافق على كتابين أو ثلاثة وأرفق معها قيمة الكتب نقدا معلقة بالفاتورة!!

    أخذتها وحمدت الله تعالى واشتريت الكتابين فأضفتها لمكتبتي الصغيرة..

    وعلى كل فقد وفر في السكن مكتبة علمية لا بأس بها وتحوي مراجع كثيرة

    للباحثين ومحبي القراءة .. ومع ذلك فالمكتبة شبه خالية ..

    والسبب في ذلك

    أن أغلب الطلاب قد يسر الله لهم مكاتب على حسب تخصصاتهم ومشاربهم في غرفهم..

    فترى الطالب المهتم بعلم الحديث والتخريج أكثر كتبه ومراجعه من ذلك..

    وينطبق الحال كذلك على طالب الفقه والتفسير وغيرها ..

    أما أنا فقد كانت مكتبتي صغيرة ولكنها نمت وترعرعت حتى خرجت من سكن الطلاب..
    وإنه ليعجز عن حملها الرجال الأشداء أولي القوة لكثرتها وتنوعها والحمد لله..!!

    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  24. #24
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة السادسه عشر

    من خلال جلوسي الدائم أمام الشيخ وبجوار قدماء الطلبة

    لا بد أن يؤدي ذلك برغبة أو بغير رغبة إلى نشوء علاقة ما!!

    لن أتوسع في هذا الأمر وهو غير مهم أبدا لكم غير أن هناك حالة لا بد من ذكرها..

    في حلقة مضت ذكرت ذلك الشاب الذي خرج من غرفة مجاورة لموقع الدرس..

    كان ذلك الشاب من كبار طلبة الشيخ وأفقههم بل ومن أقرب الناس لشيخنا..

    لا ينافسه على ذلك أحد ، ولم يكن يخفى علي ولا على سواي ذلك ..

    بل أن للقرابة العائلية بينه وبين الشيخ زادت الأمر رسوخا وبيانا..

    تعرفت على الرجل وكانت علاقتنا لا بأس بها ..

    كنت أتصافح معه قبل الدروس ويزداد التعارف بيننا يوما فيوما!!

    ذكرت في الحلقة الماضية أن الشيخ أعجب ببحثي الذي كتبته..

    ورأى أن ذلك علامة نبوغ مني على صغر سني ولكنه حتى ذلك الحين لم يبد الشيخ

    نحوي شيئا..

    وذات مرة تغيبت في سفرة لمدينة حائل لزيارة الأخ سعود وغبت ثلاثة أيام..

    لم يفتقدني أحد كما كنت أظن ولم أكن أعلم قوانين السكن حينها وضرورة أخذ الأذن

    من المشرف...

    ولقد اشتقت لرؤية سعود بعد أن انقطعت عنه حوالي الشهر وزيادة فرغبت بلقائه..

    زرته في حائل ومنها نزلت للرياض بالطائرة ثم للشرقية ثم عدت منها للقصيم..

    كانت رحلة استجمام وترويح بعد عناء وانشغال بالطلب ..

    حينما عدت لعنيزة كانت الأمور على مايرام فيما أظن !!

    أذكر أنني بعد صلاة عشاء ذلك اليوم وقد وصلت للجامع قبل الصلاة بقليل..

    رافقت الحشد الذي يسير مع الشيخ لبيته ..

    ولم يكن ذلك الحشد كبيرا ..

    بعد انتهاء الناس تقدمت للشيخ فقبلت رأسه ..

    قال لي: أين كنت ؟؟ لا حظت أنك تغيبت عن الدروس عدة أيام!!

    لقد كانت لفتة أبوية وحانية افتقدها والله في تلك الأيام..

    ما أجمل أن يشعرك أحد بالاهتمام بك والاطمئنان عليك خاصة لو كنت في ضائقة وكربه..

    أما أن تأتي تلك اللفتة من شيخنا فوا لله إن ذلك لشرف لي وأي شرف ..

    قلت له: لقد سافرت لحائل لزيارة أقربائي ..!!

    قال لي: ووالديك ؟

    شدهت وارتفع حاجباي وعجزت عن الإجابة ولكن تداركت الأمر سريعا وقلت:

    طبعا والداي نعم!!

    دار بيننا الحوار التالي:

    أين يعمل والدك ؟

    قلت له :والدي رجل أعمال!!

    ثم استأنفت كلامي .. بدون حساب للعواقب ..

    ولكن والدي بيني وبينه خلاف !!

    قال : كيف؟

    قلت : لا يحب والدي أن اطلب العلم بل يريدني أن اهتم بدراستي النظامية فقط..!!

    وأخذت في فبركة كلام على الوالد مما لا يصلح الحديث عنه هنا والله يعفو عني فيما

    قلت!!

    قال لي : وأين يقيم والدك ؟

    قلت له : في الطائف !!

    قال : الم تقل انك ذهبت لرؤية والديك في حائل؟؟

    سكت ولم اجبه فعرف الشيخ أن في الأمر شيئا ولكنه لم يبال حينها!!

    ختم حواره بهذه الجملة : لا أسمح لك مرة أخرى بالسفر حتى تأخذ أذنا مني فأنا في

    مقام والدك !!

    ما أجمل وقع تلك الكلمات على نفسي هي والله في نفسي ذلك اليوم ..

    كماء بارد شربته بعد عطش شديد في صحراء قاحلة وساخنة..

    لقد بثت تلك الكلمات في نفسي روحا جديدة وهمة لا يقاومها أي كساد أو تلف ..

    رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته وجعل ذلك في ميزان حسناته..

    رجعت لغرفتي فحكيت لبندر ما حصل بيني وبين الشيخ من حوار..

    لم يصدق بندر أن يكون هذا التصرف من الشيخ بهذا الشكل !!

    فمن أنت حتى تحصل على هذه الميزة وهذا الاهتمام؟؟

    .. ولكن والله هذا ما حصل..

    أخذت قلمي وفتحت دفتري وأردت أن اعبر عن سعادتي بخاطرة أو شعر أو أي شيء!!

    كتبت رسالة للشيخ .. قلت له فيها ..

    أشكرك من أعماق قلبي فوا لله لقد كانت عبارتك تلك كالماء الذي يروي نبتة أوشكت على

    الذبول والفناء..

    كانت عباراتها ركيكة ومعانيها عميقة سطرتها بعبارات امتزجت بالشقاء والعذاب

    والخوف والضياع واليأس ..وسلمتها للشيخ بعد صلاة الفجر ..

    لقد وقعت تلك الكلمات في نفس شيخنا موقعا عظيما فدعاني بعد درس المساء للسير

    معه..

    قال لي : لقد تأثرت بكلامك وأرجو منك أن تثق في وتجعلني في مقام أبيك ..

    وأريد منك أن تستمر في الطلب والتحصيل وأرجو من الله تعالى أن ينفع بك الإسلام

    والمسلمين...

    أكدت له مرة أخرى عن مشاكلي مع والدي وأنه لا يريدني أن اطلب العلم ..

    كنت أريد أن افتح موضوعي كله مع الشيخ وليتني فعلت!!

    ولكنني جبنت واستحييت أن احكي للشيخ كل شيء.. خوفا من عواقب كلامي!!

    لقد كانت فرصة سانحة ولكن الله تعالى كان يريد لي شيئا آخر ..!!

    ذات ليلة دعا مشرف السكن الأخ محمد زين العابدين الطلاب للاجتماع مع الشيخ

    بعد صلاة العشاء في سطوح السكن ...

    أجتمع طلاب السكن وجاء الشيخ وجلس على مقعد قديم لا يكاد يستوي عليه لتهالكه!!

    استمع الشيخ لمشاكل الطلاب وما يعانونه من صعوبات مادية نحو غلاء الكتب..

    وأشرطة التسجيل ، وتحدثوا مع الشيخ حول ترميم السكن ورفع قيمة المكافآت وتوسيع

    المكتبة وزيادة المراجع ونحو ذلك غير انه حصل في تلك الجلسة موقف أحرجني

    للغاية!!

    كتبت سؤالا للشيخ باسمي وبلقبي المزيف !!

    قال الشيخ: أنت مرة تقول انك كذا ومرة تقول إنك شمري وش الصحيح؟؟

    وقعت في حرج شديد ولم استطع التعليق ولكن شيخنا تجاوز ذلك وغير الموضوع!!

    كيف عرف الشيخ بلقبي الحقيقي؟؟

    من نظام السكن لا بد أن يكون لك ملف لدى المشرف ومن متطلبات فتح الملف ..

    إحضار صورة الهوية !!

    وضعت صورة الهوية في ملفي وسلمتها مع السيرة الذاتية للمشرف..

    نظر في وجهي المشرف وقال لي: مكتوب هنا أنت من القبيلة الفلانية؟؟

    وأنت شمري ؟؟

    كنت قد زورت في نفسي كلاما لأبرر هذا الحال فقلته فقبله في الظاهر غير انه نقله

    للشيخ بالتأكيد!!

    لقد كنت بليدا فلو أنني قلت الحقيقة وشرحتها لكان خيرا من الخزي الذي كنت فيه..

    ولنجوت من الفضيحة التي سأقدم عليها!!

    كان الشيخ في ذلك اللقاء يرسخ في أذهان طلبته انه فعلا والد للجميع ..

    فكل الطلبة بلا استثناء هم فقراء ومعوزون وفيهم السعودي وغير السعودي..

    ولكنهم في نظر شيخنا سواء جزاه الله عنا خير الجزاء..

    في ذلك اللقاء سأل أحد الطلبة الشيخ عن حضور دروس الشيخ سلمان العودة في بريدة!!

    قال الشيخ : سلمان هو احد العلماء لكنني أنصحكم بالتقيد بحضور دروس عالم واحد

    فإذا شعرتم أنكم اكتفيتم مما لديه فلا بأس بالانتقال لعالم آخر ..

    رجعت برفقة الشيخ لبيته وحينما اقتربنا من البيت بقيت معه أنا والأخ محمد

    زين العابدين ..

    أطال الأخ محمد الحديث مع الشيخ حتى تعب !!

    ثم ابتعد قليلا واقتربت أنا من الشيخ فجلس على درج ملحق بيته وبقيت واقفا!!

    فأردت أن أجلس مقابله على الأرض لأكمل أسئلتي .. فقال لي الشيخ..

    أجلس بجواري ؟؟

    جلست بجواره فأكملت أسئلتي ثم انصرفت ...

    يتبع إن شاء الله


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

  25. #25
    شخصية بارزة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    في سجن الدنيا
    المشاركات
    2,251
    معدل تقييم المستوى
    274

    رد: قصه طالب علم مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..... من جديد

    الحلقة السابعه عشر
    أنا أكتب هذه الروايات والقصص في الحضر والسفر..
    فمرة تجدني مع حاسوبي المحمول جالسا على طاولة طعام وأمامي كوب الشاي البارد!!
    والناس حولي ينظرون ولعل أحدهم يقول : إيه ...!!!
    هذا لا بد أنه يعد خطة لعملية إرهابية؟؟؟
    أو تجدني على مكتبي حولي معاملات ومستندات تحتاج لتدقيق ومراجعة فأترك كل
    ذلك.. وانكب على جهازي أسطر لكم المفيد والغث!!!
    أو تجدني في ساعة سحر والناس حولي يشخرون وأنا منهمك في إضافة عبارة أو مراجعة
    قاموس أو سرقة نص!!
    مالذي يكتبه مطوع في هذا الزمان ؟؟
    تساؤلات هل هي مشروعة؟؟
    هذه للأسف صورة سيئة كادت أن ترسخ في رؤوس الجهال من العوام على كل من سيماه
    الخير والاستقامة... قاتل الله الإعلام الفاسد والسياسة الملعونة!!!
    دعونا نرجع لروايتنا ..
    لقد كان لاحتكاكي بل ومحاولة الاستفادة القصوى من علم الشيخ سبب ذلك شيئا من
    المودة والقرب منه!!
    العالم إخوتي الكرام يحب المجد ومن يحسن الإصغاء والاستماع إليه ..
    لم أكن أسعى لذلك أو أريده فلذلك ضريبة ليست بالهينة .. !! لمن يفهم ما أعنيه!!
    ولكن العلاقة زادت وتطورت من مجرد طالب مجتهد إلى طالب مميز ومحبوب نوعا
    ما!!
    ويعلم الله سبحانه وتعالى أنني كنت ساذجا بحيث أنني لم اشعر بذلك ولم أميز ..
    أول موقف أذكر ه في مخيلتي الآن أنني في ذات ليلة وبعد درس المساء ..
    كنت برفقة الشيخ كالعادة حتى وصل البيت .. وكان الأخ محمد زين العابدين
    مشرف السكن يتعمد أن يلحق الشيخ بسيارته حتى المنزل ليعرض عليه ما لديه
    ما استجد من نواقص أو معاملات أو طلب مال للسكن أو نحو ذلك ..
    كان من عادة الشيخ أن يرجع الطلاب حينما يصل لبيته أو قريبا منه ..
    أما أنا فبقيت أتناقش معه في بعض المسائل العلمية حتى وصل لباب البيت..
    فتح الشيخ باب منزله وكان مظلما من الخارج ولا تسمع فيه حركة أو لجة ..
    قال الشيخ لمحمد وكان قريبا مني : تعش معي أنت وفلان( يقصدني أنا)..!!
    العائلة ليست موجودة وأنا لوحدي في البيت!!
    تبادلت أنا ومحمد النظرات استغرابا من هذا العرض المغري!!
    قبلت أنا ومحمد تلك الدعوة بكل سرور وبلا تردد!!
    قال لنا : انتظرا حتى افتح لكم باب الملحق..
    وهو عبارة عن غرفة مستقلة بطرف المنزل في شماله الغربي..
    فتح الشيخ باب الملحق فدلفنا للبيت ..
    نزع الشيخ عباءته وعلقها على يده ثم قال : سأتسنن وأحضر لكما العشاء !!
    ثم خرج من الباب الفاصل بين الملحق والبيت والذي يدخل مباشرة للفناء ..
    في ذلك الملحق كعادة البيوت في نجد ، حيث يمزج بين الطراز القديم و ثوب
    الحداثة..!!
    تحتوي الغرفة في صدرها على مشب للنار خلفه مخزن مكشوف للحطب ..
    وعلى يساره بنيت رفوف رصت عليها دلال القهوة العربية وأباريق الشاي..
    وتحته توجد مغسلة لغسل الفناجيل وإعداد القهوة والشاي للضيوف..
    الغرفة مفروشة بفرش جميل لونه ازرق ..
    سألت الأخ محمد .. لقد كنت أظن قبل حضوري لعنيزة أن الشيخ يقيم في بيت طيني؟؟
    قال : لقد انتقل الشيخ لهذا المنزل عام 1409 ولم يكن راغبا ترك بيته الطيني!!
    ولكن أبناءه أصروا عليه أن يبني بيتا حديثا ففعل..
    قلت : وأين يقع ذلك البيت .. ؟؟
    قال :سأريك إياه بعد أن ننتهي من العشاء ..
    بعد قليل .. فتح الباب الفاصل .. فبرزت صينية كبيرة قد أحاط الشيخ عليها بذراعيه
    وتوشك أن تقع .. فقمت فحملتها من يده .. وقلت له : هل ترغب أن أساعدك؟
    قال لي : تعال ...!!
    لحقته حافيا فدخل من باب كبير فانتظرته ظنا أنه سيقدم هو الطعام فأحمله للملحق ..
    فخرج علي الشيخ وقال : لا يوجد أحد تعال ادخل..
    دخلت البيت وكان نور الصالة خافتا .. حتى وصلنا المطبخ على يمين الداخل .. انشغلت
    بالنظر والفضول ..
    فأشار الشيخ لي أن تعال واحمل الطعام!!
    حملت الحافظات والصواني الصغيرة فوضعتها على سفرة الطعام..
    كانت تلك أول مرة آكل فيها من طعام بيت الشيخ ..
    كان الطعام خفيفا وسهل الهضم ولو شئت لذكرته!!
    بعدها ساعدت الشيخ في حمل المواعين والسفرة ..
    سألت الشيخ ونحن بمفردنا في المطبخ : أين تقع مكتبتكم؟
    أمسك بيدي وقادني للجهة الشرقية من المنزل ومررنا بسيب ضيق
    ويقع عن يمينه علاقات وضع عليها عباءات الشيخ وعن اليسار درج يقود للقبو.
    أخرج الشيخ من جيبه الذي على صدره شبكا علقت عليه مفاتيح كثيرة..
    ثم أدخل أحد المفاتيح في الباب المغلق الذي أمامنا ..
    فدلف للغرفة وأضاء المصباح ..
    أي حظ هذا وأي شرف لي أن أدخل بيت شيخنا بل وأدخل مكتبته ..
    لقد مر على قدومي لعنيزة منذ ذلك التاريخ وحتى تلك الليلة حوالي الشهرين وزيادة..
    سأصف مكتبة الشيخ من الداخل في الحلقة القادمة إن شاء الله ..
    التعديل الأخير تم بواسطة هبله عنقلنزي ; 10-05-2006 الساعة 10:07 PM


    عجبت لشخص صدره ضايق ومهموم ولايقراء( سوره الشرح)

    ((بسم الله الرحمن الرحيم))
    ( ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك* ورفعنا لك ذكرك*

    فإن مع العسر يسراً* إن مع العسر يسراً* فإذا فرغت فانصب*

    وإلى ربك فارغب*)

    ^^
    ^أقرها مره ومرتين وثلاث وفي الثالثه بأذن الله تشعر باانشراح وسعه صدر

    (اللهم اغفر لوالدي وارحمه رب اكرم نزله و وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وافسح له في قبرة مد بصرة واجعله روضه من رياض الجنه) آمين آمين


    *

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •