الممارسات البشعة والتي قام بها جنود بشار النصيري من إجبار المعتقلين السنة داخل المعتقلات السورية بتأليه هذا النصيري والسجود له، والذي يَأبى يُقتل على الفور، لم تأت عن عبث، أو مُجرد أفعال عابرة، لذلك لو قمنا برحلة إلى التاريخ النصيري بدءاً من محمد بن نصير الفارسي، مُؤسس هذا الدين الغريب والعجيب، بحيث أطلق عليهم اسم النصيرية نسبة إليه، نلحظ أمراً عجيباً، إنسان مخلوق ضعيف يدعي الربوبية، يضع لهم ديناً لا يقبله إلا المجرمون وقطاع الطرق، وبمفهومنا الحالي أولاد الشوارع، ديناً سهلاً لا يحتاج إلى مجاهدة نفس وبلا تعب، فأتباع هذا الدين إن أرادوا الصلاة ذكروا خمسة أسماء، ولا زكاة مطلوبة منهم، أباح لهم المحرمات، بحيث يحق للفرد منهم إتيان أمه أو أخته أو أبنته، وتجرع الخمور، حقيقة الذين قبلوا بهذا الدين هم أشد انحطاطا وسُخفاً من صاحبه، حيث قاموا بالسجود لهذا الرب المزعوم وتقديسه شكراً له على هذه السخافات المسماة دين .
لو نظرنا إلى واقع البشرية السوي نرى أن هكذا دين منحرف صَعبٌ أن يقبله أولو الألباب، أولو الفهم والبصيرة ، لذلك نرى هذا الدين اقتصر على فئة قليلة من الناس، هي أشد الناس انحطاطاً ونذالة وإجراماً، وبقي محصوراً فيما بينهم .
ثم ننطلق بعيداً ما عن زمن مؤسس هذا الدين الغريب هابطين في الثلاثينات من القرن الماضي لنشهد مزيداً من السخف والسقوط الأخلاقي، إلى أقل من مرتبة الحيوانات، حيث نلاحظ الخالق يحدثنا بأن الجمادات والحيوانات والنباتات وكثير من الناس والجن يسجدون لخالقهم الحقيقي، يقول عزوجل : { ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال } الرعد/13، و نقرأ بأن الهدهد استنكر على قوم سبأ عبادتهم لغير الله { وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون، ألا يسجدون لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون } النمل/24،25، ولكن هؤلاء وصلوا إلى قعر الحضيض مخالفين بذلك تفضيلهم من قبل ربهم { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} الإسراء/70، وهنا في هذا الزمن والذي هبطنا فيه نلحظ هناك أناساً منحطي العقول يسجدون لمخلوق مثلهم اسمه سلمان المرشد، كان هذا الرجل راعياً للبقر والتي أصبحت مرتبتها أعلى من مرتبته ومرتبة أتباعه، بحيث ألبسهُ الفرنسيون بدلة موضوعاً على أزرارها مصابيح كهربائية صغيرة ومربوطة ببطارية داخل جيبه، بحيث يقوم أمام أتباعه ليلاً بالضغط على المفتاح فتضيء هذه المصابيح فيسقط الجهلة السخفاء ساجدين، وليس غريباً أن المندوب السامي الفرنسي في ذلك الوقت يسقط معهم ساجداً، ويناديه يا ربي، حتى يكتمل الخداع للسخفاء، أيوجد أسخف من هؤلاء القوم وأفسق منهم، كيف رضوا بهذا الذل وبهذه المهانة لأنفسهم، نقرأ كلام رب العالمين عندما يحدثنا عن آل فرعون، بعد إدعاء فرعون الربوبية والإلوهية عليهم، حيث يقول عزوجل:{ فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين } .
ثم نحلق عاليا حيث أننا سنهبط في هذا الزمن الحالي في بلاد الشام في سورية الإسلام، حيث يقول صلى الله عليه وسلم : {مادامَ أهلُ الشامِ بخيرٍ فأنتم بخير } سنن الترمذي، نلاحظ أحفاد أولئك اليوم يطلبون من المسلمين في سوريا ويجبرونهم على عبادة إلههم الجديد ألا هو بشار الأسد، لأن على حد زعمهم لا يوجد أحدٌ داخل سوريا يفهم أو يحق له الفهم غير هذا الرب المزعوم، فلِمَ إذاً لا يُقدسونه ولم لا يسجدون له ويعظمونه، إنه من سلالة الآلهة النُصيرية .
فهاهو أحد أتباعه يتحدى رب العالمين أمام الملايين من البشر، وآخر يحرف القرآن العظيم، وآخر يتحدى ويقول لو أشرقت الشمس من جهة الغرب فيومها سيزول نظام الإله المزعوم .
هذه هي حقيقة هؤلاء القوم المُسَمون بالنُصيرية، لا حظنا بأنهم لا يُقِرون بالربوبية والألوهية لرب العالمين، بل جعلوا آلهة من دونه يعبدونها، كان آخرها إلههم المزعوم بشار الأسد .
نتمنى من الذين لا زالت الغشاوة تُعمي أبصارهم وأفئدتهم، أن يفهموا الواقع داخل سورية كما هو بلا تبديل ولا تحريف، وأن يعلموا بأن الله شاهدٌ عليهم، ناظرٌ وسامعٌ وعالمٌ بكل تحركاتهم وأفعالهم، وألا يكونوا شهداء باطل لتحسين وتجميل صورة أناس ما عرفوا الله في يوم من الأيام، حيث يقول عزوجل : { ستكتب شهادتهم ويسألون } .
المصدر: دنيا الرأي
.
المفضلات