الله ...... هل تحبه ...؟!!!
نعم .. هل تحب الله ؟! .. أنت تعبد الله .. تصلي له .. تشهد له بالوحدانية .. ولكن .. هل تحبه ؟! .. لا تهرب من السؤال .. ولاتحقر من شأنه .. لا تتعالي في أن تبحث له عن الجواب .. اصدق نفسك ولا تستهين بالسؤال .. انه سؤال صعب .. بل سؤال خطير .. سؤال يحسم قضيتك .. سؤال ينهي صراعك .. سؤال يحدد هويتك .. تتضح به معالم شخصيتك .. ويفصح عما بداخلك .. عن كل شىء .. حتي صغائر الأمور و دقائقها ..
\\ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور \\
اني أخشي أن أجيب لك حسبما يتراءي من ظاهر الأفعال حواب هذا السؤال .. ان الاجابه علي هذا السؤال الخطير متروكة لك .. لا أحد غيرك .. أنت وحدك .. يا صاحب العقل المسؤل أمام نفسك قبل أي آخر .. أن تضع الجواب محل النقاط .. هل حبك لله ..............؟
\\ حقيقي وصادق _ غير حقيقي ومصطنع \\..
ان الاجابة علي هذا السؤال .. يا صاحب العقل والفكر .. اجابة خطيرة .. اجابة تحتاج الي أن تخوض مع نفسك .. عدة تجارب .. فهي ليست بالهينة السهلة .. التي تحدد باللسان فقط.. ان لها معايير وقوانين وأدلة وبراهين تثبتها وتؤكد من صحتها ..
ولكن المؤكد أنها اما أن تكون اجابة سارة مطمئنة .. يحمدها قلبك ويلهج لسانك وتنطق جوارحك بالشكر والثناء لمن وفقك لاياها .. الله عز وجل .. ليس كمثله شىء وهو السميع العليم .. وقد تكون من ناحية أخري .. اجابة مخيفة .. مزعجة .. يرتج لها كيانك .. تهتز لها فرائسك .. يرتعد خوفا لها قلبك .. وتنزعج لعقباها جوارحك ..
والآن هيا بك وحدك .. في محاولة البحث عن الجواب .. واعلم جيدا أنها فرصتك .. كي تعرف نفسك .. وتكتشف حقيقة أمرك ..أنت تعبد الله .. تصلي له .. تشهد له بالوحدانيه .. ولكن .. هل تخشي الله ؟ هل تخافه؟ هل تحذره؟.. هل تراقب نفسك وتحاسبها؟.. هل يطمئن ضميرك ؟.. ويسكن حالك لكل أفعالك وتصرفاتك ..؟ ألا يؤنبك شيئا ما.. ؟ ألا يؤرقك شيئا ما..؟ ألا يضيرك شيئا ما..؟
هلا بحثت في الذنوب .. آه .. هل تذكرت المعاصي الآن؟ .. يا الله .. تعصاه ! تنغمس في الأوحال .. تتمادي لا محال ..
تتوقف فترات .. تندم .. تبكي .. تشعر بحقارتك ودنائتك .. تتخيل غضب الله .. فهل عدت ؟ .. هل تبت ؟ .. هل استقامت فعلا أمورك واستقمت ؟.. ولم تعد منافقا .. مرائيا .. تضحك علي نفسك .. وتستهين بالله ..؟
الله .. الله .. الله .. هل يهزك الاسم بعظمته وجلاله .. بكبريائه وجبروته ..؟ هل يتفوهه لسانك ببساطة .. دون أن يرتعد ..؟ هل يمر علي الشفاة .. دون أن ترتعش ..؟ هل تتلقاه حواسك .. دون أن تقشعر ..؟
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
أما زالت كما هي طبيعتك ..أما زلت تسامر الأصدقاء وتلهو معهم دون التزام .. أما زال الكلام بينكم مباح .. ألا تدري وتعلم أنها لغة القرآن .. وأن الحروف التي تجري بلا قيد علي الشفاه .. هي نعمة من نعم الله .. فهل صنت تلك النعمة ؟ هل حافظت عليها ؟ أم أنك تتبادل معهم أحط الألفاظ .. أدني الكلمات .. أبذل العبارات ..؟
أتدرك حقيقة الأمر .. أتعرف خطورة القول .. أتقوي علي النار سبعين خريفا ..؟
ان الرجل ليلقي بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تلقي به في النار سبعين خريفا
ألا يضيرك سخط الله .. ألاتعلم أنه يسمعك فتلتزم الحياء .. وتخفض من صوتك .. وتنتهي عن قولك .. أم تبارزه بغطرسة وكبرياء .. تبارز من يا مأفون .. الله .. لا الاه الا الله .. خالقك .. آمرك وناهيك .. معذبك .. أو ان شاء راحمك ومنجيك..
أعلم بعد ذلك حقيقة قولك .. وكأنك قد اشترطت علي الله الجنة .. الجنة .. الفردوس الأعلي .. عقبي الدار .. النعيم .. الرضوان .. من أودع في نفسك تلك الثقة ؟ .. من هيأ لك وأوهمك أنك من الناجين .. ؟ أءمنت مكر الله .. لم يأمنه من هو خير مني ومنك .. لم يأمنه من كان كلامه استغفار .. ولسان حاله خوف وبكاء .. من قضي حياته عابدا .. زاهدا .. ناسكا .. مطيعا محبا لله ولرسول الله ولآل بيت رسول الله ولمن أحب أحباب رسول الله .. لم يأمنه الصديق .. ثاني اثنين .. صاحب رسول الله .. رجوح ايمان أمة بأكملها .. رضوان الله عليه .. حبيب حبيب الرحمن المبشر بالنعيم والرضوان ..
وأنت!! من أنت .. من أنت حتي تأمن مكر الله ؟ .. من أنت بجرئتك وقلة حيائك .. من أنت بعنادك وجحودك وطمعك .. من أنت بتخاذلك وتكاسلك .. من أنت بقلة أعمالك .. من أنت بسقوطك في حب الدنيا وهواها .. من أنت يا عابد الحياة .. يا ملبيا نداء غرائزك وشهواتك .. يا خاضعا لسيطرة نفسك وشيطانها .. من أنت يا مستسلما لرغباتك .. يامتذكرا لحاجات جسدك الفاني .. وناسيا لاشباع روحك المتعطشة لماء الايمان والصدق والشفافية .. من أنت يا حاجبا عنها نور الحق والهداية .. يا آخذا بها في طريق الندامة والغواية .. من أنت حتي تأمن مكر الله ..وتضمن لنفسك الجنة .. من أنت .................................................. .............؟
يا مطمئنا .. ويا مستكبرا .. يا معاندا .. تخلي عن عنادك .. تخلي عن استكبارك .. وألزم الخشية والخوف محل الثقة والاطمئنان ..
من أدراك ..؟ من أدراك أن أنفاسك تعود .. فتلهث بها وراء المعاصي .. وراء متع الحياة .. وراء نعيمها .. وراء المال .. وراء الغني .. وراء الثروة .. وراء الشهرة والجاه .. وراء النساء .. وراء فتن الحياة وغرورها .. وراء ووراء ووراء ..
أنت تعيش في الأوهام .. أنت تلهث وراء سراب .. صدقني .. ثق بي .. لن ينفعك سوي طريق الاستقامة .. لن يغنيك سوي طاعة الله .. لن يثقل ميزان حساناتك الا محبته .. فهل تحب الله ..؟
لا تكن مرائيا .. منافقا .. تنافق نفسك قبل أن تنافق الناس .. تقنع نفسك كل لحظة .. أنك سوف تتغير .. وأنك قادر ان شئت في أي وقت .. أن تنزع نفسك من أهواءها .. أنت تقول لنفسك دوما .. ان هي الا مسألة وقتية .. وأعود الي الله .. تتصور أن بيديك عصا سحرية ..تتحكم بها في حالك .. تؤجل لحظة الرجوع والتوبة والانابة الي وقت تظن نفسك تدركه .. وكأن الموت طوع أمرك وتحت رغبتك ينتظر منك الاشارة .. فهو لن يأتي الا بارادتك .. وخيالك الشيطاني العابث تتراءي أمامه دوما لحظة العودة .. وهي حتما سوف تقع قبل الموت .. قبل صعود أنفاسك .. وستلحق وقتها .. ستلحق .. أتحداك يا مجنون .. يا أبله .. يا غافل .. يا صاحب الخيال الشيطاني العابث .. ان الموت يأتي بغتة .. بينما أنت نائما .. بينما أنت متيقظا .. بينما تسير .. بينما جالس .. بينما تتسامر مع أهلك .. بينما منشغلا في عملك .. بينما تعبث وتلهو مع أصدقاءك .. بينما ترتكب المعصية .. بينما أنت علي حال المعصية .. بينما أنت في أحضان المعصية .. بينما أنت بين جنبات المعصية .. بينما أنت في طريقك الي المعصية .. اتق الله .. فسوف تموت وتبعث علي ما كنت عليه ..
من أنت .................؟
يا مؤجلا دوما لحظة القرب والعودة .. يا من تظن نفسك تحت سيطرتك .. تعود بها وقتما شئت في أي لحظة ..
ان كانت نفسك طوع أمرك كما تزعم .. فلماذا لا تبدأ الأن .. الأن .. الأن!!!!!! نعم الأن .. لماذا العجب .. لماذا كل هذه الدهشة .. تقول مهلا .. أليس كذلك ؟ .. تقول رحماك يا الله .. أنا لست مستعدا .. لست متأهبا بهذه السرعة لتغيير حالي .. كيف يقبل الواقع بكل ملابساته .. أهل .. صحبة .. وجيران .. وفوق كل هذا نفسي .. نفسي التي عهدتها دوما متمردة .. كيف يقبل الواقع تغيرا مفاجأ .. وكيف بالله عليك يقبل الواقع .. سفرك المفاجيء سعيا وراء المال .. الغائك جميع أعمالك سعيا وراء المعصية ..تحاملك علي نفسك وحرمانها النوم آملا في صحبة لاهية .. كيف يقبل الواقع أي مفاجآت دنيوية تحملها أغراض وقتية ..؟
يا هذا .. الأن .. الأن أحملها لك .. الأن أوصيك بها .. الأن فلتذكرها ولا تنساها .. الأن فلتبدأ وتثبت لنفسك أنك قادر علي اصلاحها .. أنك جدير بادارتها .. أنك فعلا المتحكم فيها والمهيمن علي أحوالها .. يا هذا .. الأن فلتبدأ وتشدها .. خلصها وانقذها من بحر الظلمات واسبح بها في نور الله .. ابتعد بها عن الرذائل والمعاصي والذنوب .. وأقبل بتوبة نصوحة علي الفضائل والحسنات .. الأن .. الأن .. الأن .. أناشدك بحقي عليك وحقك .. بالأمر بالمعروف .. أناشدك أن تبتعد عن المنكر .. لا تراوغ .. لا تتهرب ..
ما زلت غير قادر علي اتخاذ القرار .. مازالت أصابعك تمررها علي جبهتك تبرهن بها أن الكلام جميل ومعقول .. ولكن الفعل صعب .. تقول لنفسك .. وأنت تهز برأسك .. يا ليتني .. يا ليتني أقدر .. انها أمنيتي .. ولكن .. أقول لك .. أنت ضعيف .. لا تغضب من الحقيقة ..
نعم أنت ضعيف .. وسلبي أيضا .. وان شئت في كل مرادف يعبر عن قلة الحيلة والضعف وسلبية الارادة فلتقل .. لأنها الحقيقة ..
أنت ضعيف يا هذا .. صدقني .. ان يومك لأراه وتراه أنت كما هو .. لم يتغير .. نفس تداعيات أحداثه .. نفس اضطرابات مواقفه .. نفس انسياقه وراء الواقع المؤلم .. واقع المعصية والذنوب .. وأنت ضعيف ..
لم تستطع أن تتحكم فيه .. وظل هو يتحكم فيك .. نفس المأساة تتكرر كل يوم .. نفس الضعف .. نفس الاستسلام للهوان .. أنت كما أنت ضعيف .. ومغرور .. نعم يا من تزعم حبك لله أنت مغرور .. تعبد عقلك وهواك .. أنت توفق بينهما دون أدني حرج .. لا ترضي لأحدهما عدم الاشباع .. تشبعهما معا .. يا لك من لئيم .. ويا لك من جاهل .. ترضي عقلك حين تسمح له أن ينطلق صارخا في وجهك .. معلنا لك أنه علي علم بأن ما تفعله أو ما أنت مقبل على فعله حرام .. ومع ذلك تواصل عملية الاشباع .. فترضيه حين تسمح له أن يلومك .. وأنت ترتكب المعصية .. يزجرك وأنت بين يدي الشيطان .. تتركه مؤمنا أنه يدري ويعرف تماما ما عليه حالك من سقوط ومذلة وبعد ونسيان ..
وو الله ما يدري هذا العقل شيئا .. وما يعرف شيئا .. لأنه لو علم وأدرك.. لفهم واستوعب .. وصار من الراشدين .. وأنت الي جانب عقلك ترضي هواك .. تشبع رغباتك .. ترضي شهواتك ونزواتك .. ويا للعجب العجاب .. ترضي أيضا حواسك .. تسمح لعينيك أن تبكي علي حالك .. تسمح لسمعك أن ينال قسطا من القرآن ومن تعاليم كلام أهل القرآن .. تبكي .. وأنت في المعصية غارق .. تسمع القرآن تتعرف علي تعاليمه ولا تعمل بها .. لا تلقي لها بالا .. وتضرب بها عرض الحائط .. يالك من انسان .. تجمع في قلبه نقيضان .. ولي وشيطان .. يصارع كل منهما الآخر .. ولكن الي متي ..............؟!
ولمن يكون الغلبة والانتصار ...............................................؟!
اتق الله يا عبد الله .. أتعبد عقلك وهواك !! ولا تعبد الله !! فهل بعد هذا تحب الله ............؟
للحديث بقية
رد مع اقتباس
اعرف نفسك
ضوابط المشاركة
المفضلات