شتاء الروح !
تسلل الضباب كراهب توشح البرد أضلعه فسكن في محراب ذلك
الميناء الحزين قائما يصلي
بخشوع لعل الشمس تزيل مابه من غمة حين شعر الميناء
بوجود غريب لامست اطرافة الدافئة روحه الضائعة
فارتجف قلبه البارد كزهرة جوريه تريد الاستيقاظ من تحت الثلج
لكنها تخشى أن تلسعها حرارة الشوق وهي من تعودت على الاختباء
تحت الصقيع حتى لاتموت كانت عينيه تتأمل ذلك النور
الذي بدء يجري في عروقه ألآن كانت النبضات تعود لذاكرته ببطء
فترسم وجه الاحبه على جدران مخيلته .كانت الصلوات تتلى بخشوع وقلب
ذلك الميناء يخفق ويخفق بصوت مسموع
كان كلما زادت صلواته شعر أكثر بدفء تلك اليد التي
مازالت تتمسك به وتشد عليه فيغمض عينيه بقوة حتى
لايستيقظ ويدرك انه كان يعيش بداخل حلم كان الربيع
ينسج لوحته بهدوء حوله , والنسيم يطلق الضحكات بقربه ,
كانت الروح تعود لأطرافه المتعبة مرة أخرى وهو مازال ساكن
يخشى من فتح عينيه حتى شعر بتلك القرصات الخفيفة
لأشعة الشمس
تلامس وجه حينها فقط فتح عينيه بهدوء ليرى الضباب يتراجع
نحو البحر ليغيب بين امواجة والشمس تصعد للأفق كملكة بلاط عرشها
سقف السماء كان يبتسم ولاول مره تساقطت دموعه
من شدة فرحه ليشعر بحرارتها على وجنتيه كان يردد لنفسه
اذا كانت هذه هي السعاده فإنا اود ان تحتضني بين ذراعيها وللابد
وبدون ان يستدير للخلف وضع يده
على تلك اليد الدافئه وواصلا تلاوة الصلوات..
المفضلات