أبناؤنا في الصيف فارغون.. تائهون!!
عبدالرحمن عبدالعزيز آل الشيخ
يوم الأربعاء القادم ستبدأ إجازة الصيف للطلاب والطالبات وهي إجازة مدتها حوالي 90 يوماً.. فهل فكرنا كيف سيستفيد هؤلاء الطلاب والطالبات من هذه الإجازة فيما يعود عليهم وعلى أسرهم وعلى مجتمعهم بالفائدة المثلى؟
واضح جدا مدى وحجم معاناة الشباب والشابات في بلادنا من الفراغ الكبير في هذه الإجازة، وهي معاناة سنوية.. ويتحمل مسؤولية هذه المشكلة بالدرجة الأولى الجهات الرسمية المعنية بهذه الفئة في شتى المجالات وكذلك أولياء أمور هؤلاء الأبناء والبنات الذين لم يهتموا في كيفية الاستفادة من هذا الفراغ الطويل الذي يحلّ كل عام على أبنائهم وبناتهم!!
للأسف الشديد إلى الآن نفتقر في مجتمعنا إلى وجود البرامج الشاملة لجميع هؤلاء الطلاب والطالبات خلال إجازة الصيف ويتحمل المجتمع والآباء والأمهات معاناة كبيرة بسبب هذا الفراغ الذي يعيش فيه أبناؤهم وبناتهم طوال ساعات اليوم فالسهر أصبح هو المسيطر الوحيد على ساعات وأيام هذه الإجازة سواء أكان السهر في الشارع.. أو في المنزل أو في الاستراحات أو في الشاليهات، أو في المقاهي ويقضي معظم هؤلاء الأبناء وخاصة المراهقين والبنات ساعات السهر هذه في أمور تافهة جداً لايدرك كثير منهم أنها عديمة الجدوى لمستقبلهم البعيد إلا بعد فوات الأوان !!
اليوم نحن في أمس الحاجة إلى خطط عاجلة جداً للاستفادة من الفراغ "الشبابي" للبنين والبنات في أمور تعود عليهم وعلى أسرهم وعلى مجتمعهم بالعديد من الفوائد الشخصية والأسرية والاجتماعية .. فهناك العديد من المجالات والطرق والأساليب التي يمكن من خلالها تنفيذ مثل هذه البرامج التدريبية!!
ففي المجال العسكري يمكن أن تفتح أبواب وميادين الكليات والمعاهد العسكرية للفترة الصباحية فقط خلال هذه الإجازة لتعليم الأبناء الكثير من المعارف الأولية التي تفيدهم في حياتهم الخاصة، وتصنع منهم ومن شخصياتهم في المستقبل رجالاً يعتمدون على أنفسهم على الأقل في كثير من المواقف والظروف وتلحق بهم مكاسب ومعارف كثيرة هم في حاجة إليها أولى من الفراغ والسهر اللذين يعيشون فيهما !!
أيضاً معاهد التدريب المهني والفني من الممكن أن تفتح أبوابها لدورات صباحية ومسائية لتعليم وتدريب الراغبين من الأبناء والبنات في التعليم والتدريب الفني التقني والهندسي، وفي كثير من المجالات الفنية والتدريبية الصناعية والحرفية في كثير من المجالات التي من الممكن أن تعين هؤلاء الشباب والشابات على الإلمام والمعرفة بكثير من المعارف والمهن والصناعات الفنية الأولية في العديد من المجالات التي تحتاج إليها الأسر خاصة في المنزل مثل مجالات الكهرباء والسباكة والنجارة أو في الأمور المنزلية أو غيرها من الحرف والمهن التي من الممكن أن تساعد هؤلاء الشباب والشابات على المساهمة في إدارة شؤون منازلهم بأنفسهم خاصة في مثل هذه المهن المنزلية.. وهي مهن وأعمال بسيطة جداً ولكن للأسف نعتمد على غير السعوديين في تنفيذها بمبالغ مالية كبيرة رغم أن القيام بها أمر بسيط وسهل وغير مكلف، ولكن تحتاج إلى إرادة وتشجيع للأبناء!!
وغير ذلك هناك الكثير من المجالات التي من الممكن أن تُكسب الناشئة والشباب من البنين والبنات معارف ومكاسب حرفية وتعليمية وإدارية وتقنية تفيدهم وتعينهم على الاستفادة من أيام هذه الإجازة !! في القطاعات الحكومية او الاهلية..
إن فتح مثل هذه المجالات التدريبية سيلقى قبولاً كبيراً جداً من البنين والبنات لأنهم في مرحلة فراغ كبير ويحتاجون إلى مثل هذه الدورات لإشغال وقت فراغهم ويمكن أن تحقق هذه الدورات إقبالاً كبيراً جداً إذا نفذت بأساليب ترغيبية محببة وسهلة جداً.. ويمكن أن تقدم مكافأة مالية رمزية للمشتركين في هذه الدورات وكذلك تقديم شهادات تقدير تفيد الشباب مستقبلاً!!
المهم أن أبناء الوطن في حاجة عاجلة جدا لإنقاذهم من هذا الفراغ الكبير قبل أن تخطفهم من بين أيدينا الكثير من المغريات السلبية والممارسات الخاطئة، والتوجهات الخطرة على أنفسهم وعلى أسرهم وعلى وطنهم وهي سلبيات وممارسات وأفكار جاهزة وتتربص بهم وللأسف لن ندرك خطأ وخطر مثل هذا الفراغ على أبناء وبنات الوطن إلا بعد فوات الأوان .. فالشباب وهم اليوم أمانة يجب المحافظة عليها!!
___________________________
مقال الاخت ابتسام العتيبي حط يده على الجرح وهي تحاكي الواقع
ليس كل تأخر تعليمي يعني صعوبة في التعلم ...
ربما كانت المشكلة في المعلم نفسة وطريقة توصيلة للمعلومة وتحديد الفروقات الفردية بين الطلاب ..
المشكلة هنا تكمن في القدرة على التشخيص السليم ...وهي شبة الغائبة هنا لقلة المعارف والعلم في هذا المجال ..
شكرا اختي
المفضلات