النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: مراقبة الله فى غيبة الخلق

  1. #1
    انجليزي مشارك
    تاريخ التسجيل
    Mar 2014
    المشاركات
    82
    معدل تقييم المستوى
    2862

    مراقبة الله فى غيبة الخلق

    [frame="8 10"]
    علَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبه الكرام أن ينظروا بعد العمل إلى قبول الله وعلاماته في هذا القبول، فليس الشأن أن تعمل فقط، ولكن الشأن هو قبول الله منك. فهناك قومٌ يعملون ويستكثرون من الأعمال حتى تكون أعمالهم كالجبال، يقول عنهم الواحد الأحد عز وجل: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} الفرقان23
    جعل الله عملهم كله هباءً لأنهم يعملون عملهم رياءً وسمعة لخلق الله.

    وهناك قومٌ يعملون أعمالاً قليلة، لكن نيّاتهم مليئة بالإخلاص لله وإفراد الله بالعبادة والوحدانية، ولايرجون بالعمل إلا رضاء الله والثواب لمن أعده الله يوم لقياه، ولا ينتظرون من الخلق أجراً ولا ثواباً ولاسمعة ولا ثناءاً، لأنهم يعلمون أن الخلق لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً ولا موتاً ولاحياةً ولانشوراً، فكيف لغيرهم، وهؤلاء حتى ولو أخطأوا في بعض الأعمال وانتابت أعمالهم بعض الهفوات أو الزّلات، يقول عنهم الله: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ} الأحقاف16
    يتقبل الله عنهم أحسن ما في هذه الأعمال وأطيبها ويَدَعُ الهفوات والزلات والنسيان لأنهم يعملون وهم راجون فضل الله.

    فعلَّمهم النبى صلى الله عليه وسلم أن ينظروا إلى علامات جليات واضحات إذا ظهرت في المرء تدلّ على أن الله تقبل منه عمله فيباركون له قبول العمل ويهنئونه بكريم المثوبة وعظيم الأجر من الله لأن الله تقبَّل عمله. وعلامات قبول الأعمال كثيرة، وسنأخذ الصيام مثلاً لأنه المعسكر التدريبي والورشة الأخلاقية التي تعقد شهراً كاملا كل عام للمسلمين، فهو من أفضل الأمثلة لبيان ثمرة وغاية العبادات:

    أول علامة لقبول طاعات وصيام شهر رمضان هي أن يخرج العبد بعد رمضان وقد تحسنت أخلاقه، وقد تغيرت معاملاته سواءٌ مع أهله أو مع خلق الله أجمعين .. فإذا كان قبل رمضان عنده شيءٌ من الجفاء في معاملة الخلق، والقسوة في معاملة الزوجة والأولاد، وسرعة الغضب مع الآخرين والإنفعال لأى قول يقال له من الحاضرين، نجده بعد رمضان وقد غلبت عليه الرحمة للخلق أجمعين، والشفقة في معاملة زوجته وأولاده، والحلم في معاملة كل خلق الله، علامة الصيام المقبول أن الله يغيّره ويجعله وفق الأخلاق المرضية التى ورد فيها فى الأثر: {إن الله يحب من خَلْقه من كان على خُلُقه}.

    وقد جعل الله الصيام هو وحده الذى يُثقّل موازيننا يوم القيامة، وهو الذى يبلغنا المقام العظيم بجوار النبي الكريم في الدار الآخرة وجنة النعيم، فمن يريد تثقيل ميزان حسناته ماذا يفعل؟ نسأل الخبير الذى عيّنه لنا الكبير عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: {مَا من شيْءٌ أَثْقَلُ في مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ}{1}

    والذي يريد أن يكون مع النبي في الدار الآخرة وفي جواره في جنة النعيم، ماذا يفعل لينال هذا المقام الكريم؟ وضّح السيد السند العظيم هذا الباب وكيفية الدخول إلى هذا الرحاب فقال لأولي الألباب: {إنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقاً}{2}
    وقال: {أَحَبُّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقَاً، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافَاً الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَى اللَّهِ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُلْتَمِسُونَ لَهُمُ الْعَثَرَاتِ الْمُفَرقُونَ بَيْنَ الإخْوَانِ}{3}

    وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم قيمة حُسن الخلق وشأنه في العبادات عندما أجاب أصحابه يوما أن العابدة المؤذية لجيرانها فى النار، وأن قليلة النوافل المحبة لجيرانها فى الجنة، فبيَّن أن الذي يحسِّن الأعمال ويجعلها تنال القبول عند الواحد المتعال هو الخلق الحسن الذى يتخلَّق الإنسان به في نفسه، إن كان مع أهله أو مع ذوى رحمه أو زملائه في العمل أو مع الخلق في ميادين هذه الحياة.

    ولذلك جعل صلى الله عليه وسلم من جملة العبادات التى يتناساها الخلق الآن الهشاشة والبشاشة في وجوه الآخرين، فمن تبسَّم في وجه أخيه كان له بذلك صدقة، ومن قال لأخيه كلمة طيبة فهى صدقة، ومن سكب فى دلو أخيه له صدقه، ومن دلَّ على الطريق صدقه، ومن مدَّ يده مصافحاً أخيه غسل الله هذا الرجل وأخاه من الذنوب وتساقطت ذنوبهما لأنهما تصافحا وأذهبا وحر الصدر من قلوبهما، وكان من جملة العبادات التعاملات العبادية التى لا غنى عنها جماعة المؤمنين والمؤمنات .

    الأمر الثاني الذي يدرك العبد فيه أن الله قد تقبل عمله: أن قيمة العبد عند ربه بمراقبته لربه، وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم تفاوت الناس في القرب فقال: {واللَّهِ إنِّي أَتْقَاكُمْ للَّهِ وأخشاكُمْ لَهُ}{4}
    أى أنا أقربكم من الله وأنا أشدكم خوفاً من الله.

    فكلما زادت مراقبة العبد لمولاه دلّ هذا على قرب مكانته من الله وعلى رفعة مقامه عند الله ويزيد على ذلك إذا كانت هذه المراقبة في غيبة الخلق بأن يراقب الله في السّر والعلن .. بأن يراقب الله في الظاهر والباطن .. بأن يراقب الله في الخلأ والملأ .. بأن يعلم علم اليقين بأن الله لا يخلو عنه زمان ولا مكان، فلا يستطيع أن يحرّك جوارحه في أى زمان ولا مكان بمعصية الديان لأنه يعلم أن الله يطلع عليه ويراه.


    {1} رواه الإمام أحمد والترمذي عن أبي الدرداء {2} رواه الترمذي عن جابر {3} الخطيب في التاريخ عن أَنَس جامع المسانيد والمراسيل {4} صحيح ابن حبان عن عمرو بن أبي سلمة
    [/frame]

  2. #2
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    32

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    جزاك الله خير

  3. #3
    انجليزي مشارك
    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المشاركات
    56
    معدل تقييم المستوى
    34

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    جزاك الله خير

  4. #4
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    32

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    وهذا ما قاله احد كبار السن عندما سأل عن معنى التقوى فقال بلهجته العامية : التقوى .. كيف حالك إذا كنت لحالك

  5. #5
    انجليزي مشارك
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    51
    معدل تقييم المستوى
    55

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكراا على الموضوع . اللهم اف عنا جميعاً

  6. #6
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    المشاركات
    46
    معدل تقييم المستوى
    34

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    جزاك الله كل خير وبارك الله فيك

  7. #7
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    32

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    جزاك الله خير

  8. #8
    انجليزي مشارك
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    54
    معدل تقييم المستوى
    61

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    حسن الخلق بضاعة ثمينة لا تمتلك بسعر زهيد
    يمنع وضع اكثر من صورة او صور نسائية او صور ذات حجم كبير
    يمنع وضع روابط لمواقع ومنتديات أخرى
    يمنع وضع روابط الاغاني
    يمنع وضع البريد الالكتروني

  9. #9
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2015
    المشاركات
    11
    معدل تقييم المستوى
    32

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    جزاك الله خير

  10. #10
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    31

    22 رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    جزاكم الله خيرا

  11. #11
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    31

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق


  12. #12
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    31

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    جزاك الله كل خير وبارك الله فيك

  13. #13
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    المشاركات
    5
    معدل تقييم المستوى
    31

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    جزاك الله خير

  14. #14
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2016
    المشاركات
    18
    معدل تقييم المستوى
    31

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    جزاك الله كل خير وبارك الله فيك

  15. #15
    انجليزي جديد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    11
    معدل تقييم المستوى
    52

    رد: مراقبة الله فى غيبة الخلق

    جزاك اله خيرا

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •