كان ياماكان في تلك الأزمان...كان ينبوع عين قلبي...

**!!عليان ريري!!** · 22-10-2006, 10:14 PM

بين حرقت الماضي..
الم الحاضر....
وظلمت المستقبل .....
فتحت عيني على صوت خرير الماء النابع من عين قلبي...

خرير الماء النقي الطاهر الصافي والخالي من كل شائبه..
فتحت عيني على ذلك الهمس النقي ذلك الصوت العذب والشجن الجميل..
ولكن..هذه المره كان مختلفاً!!
فصوته لم يكن بتلك الحلاوه المعتاده وذلك الاحساس المغرم المشتاق كان ينقصة شي؟؟
..شي لاأعلم ماهو...
بحثت في نفسي ,غصت داخل كهوف قلبي وأعماق روحي..نبشت ماضيي وحاضري...عندها...عرفت السبب...
نعم انه الالم...لا..ليس الالم وحده بل طعنات السكاكين المغروسه بين أودية قلبي المسكين..
صمتت وانا أغمض عيني عل صوته..فقد كنت أعلم منذ البدايه مدى حساسية شعوري الراقي..
مدى شفافية روحي الساميه...مدى صراحة وصدق وإخلاص عاطفتي الجياشه..
كنت أعلم هذا كله بل اكثر من ذلك ..ولكن العناد انتصر لحظتها وأقنعت نفسي بالصمود والتحمل...
تحت مسمى "التضحيه"..التضحيه كلمة عظيمة حملت معان راقيه ..فلن ولم يستطع على فعلها الا من يملك احساسا يماثل عظمة ورقي هذه الكلمه..
وقلبي كان كذلك...

كم مرت ايام وشهور والامل مايزال رفيق دربي وضياء همي وسلوة نفسي..
متى ستعود الحياة كما كانت ويعود نبع قلبي للفيضان بمائه النقي الصافي..
الى متى وهذه السكاكين مغروسة بداخلي..أما آن الأوان ان تخرج..
أما آن الأوان ان تلتئم جروح قلبي ويعود نبعه كماكان..
صرخت...صرخت بأعلى صوتي صرخت,بكيت ثم بكيت وبكيت...ولكن بكيت دمَ قلبٍ لم يجد لتساؤلاته جوابا...
لم يسمعني ولم يلتفت الي أحد...كأنني معتادة على بكاء الدم وحرارته..
وبخت نفسي عندها وضحكت بمراره على ذلك الأحساس الطائش..
.فلماذا أعتب على غيري بعدم فهمهم لي ولموقفي,لألمي وحتى لتضحيتي..
لما اعتب على عدم احساسهم بينبوع قلبي..
.لما أتعجب وهذا الصراع لم يكن ابداً موجوداً على ارض الواقع..بل كان في قلبي فقط...
داخل براكينه الملتهبه وكهوفه المظلمه...

صمت كل شي.. فنار صراعي مع ألمي قد احرقت كل شي...
هدووووووء...كل شيء هاديء ورمادي ..إختفت الالوان وأختفى معها كل شيء..
كل تلك الألوان الجميله والأصوات الشجيه التي ياما ملئت قلبي وهيضت ربيع أشجاني...
الطيور والألوان...اصوات ضحكات الأطفال المليئه بالبرائة والصفاء...
إختفى كل شي واندثر الربيع ويظهر ان شتاء قلبي هذه المرة قد ابتدأ...

جلست مكاني لوحدي بلا حراك..اين انتم ؟؟
أين ذهبتم وتركتموني ؟؟
إلى أين ؟؟
ارجوكم اخبروني ؟؟
. صرخت بأعلى صوتي.... لماذا ؟؟
كررتها كثيرا وكثيرا فلم يجاوبني سوى صوت صدى صوتي...
صدى صوتي المنعكس من جبال همومي المتراكمة الواقعة في مركز قلبي الجغرافي...

أخذ الألم ينهش تلك الورده العطره والحيرة تمزق اشلائها بلا رحمه فقد كانت ضعيفة وبارده تصارع وحدها الالم..
فهل تجازى الوردة هكذا ؟!!
إنتهت..ذبلت..ماتت تلك الوردة الجميله..ولم يبقى منها سوى رماد وريقاتٍ كانت ملونة بأجمل الالوان في زمنٍ من الازمان..
بكيت وقتها دموعاً مريرة وحارقه...
كانت بواقي ذكريات من ذلك الينبوع....

صرخت فجأةً "ينبوع قلبي"!!
اين هو ؟؟ وماذا حل به طيلة حرب نار قلبي البارده مع حزني !!
اين هو فقد كان ملهمي في ضيقتي...
فلا أحد يساويني سوى ينبوعي الصغير الذي اختفى منذ ان فارقت الدنيا وردة قلبي...
ينبوعي....
ندهت بأعلى صوتي اين انت ؟؟
اين انت ياملهمي..اين انت..
احتاجك...اريدك....انتظرت الرد وانتظرت وظللت انتظر ولكن لم يجبني احد سوى ذلك الصمت اللذي عم المكان...
تألمت...فحتى ذلك العذب هجرني وأختفى....
لم يبقى الان سوى الأنتظار..انتظار رحلة الوداع القاسيه...
انتظرت وداعي بشحوب وصمتٍ قاتل....

صوت....
صوت قادم من بعيد!!
صوت في هذا الظلام!!
صوت خرير!!
انه صوت خرير اعرفه وإعتدت عليه..انه هو هو...
نهضت مسرعةً من مكاني ونفضت الحزن من حضني المتجمد...
انه ينبوعي..ينبوعي لم يتركني ولم يهجرني..انه هو فأنا اعرفه اكثر من أي شي اخر..
أخذت أتخبط يميناً وشمالا بلا وعيٍ مني ولا إدراك..اتخبط وراء صوت ذلك الخرير...
لقد وجدته ..نعم انه هناك ينتظرني في مكانه لم يتغير ولم يتبدل ولايزال في أوج قوته...

شقت إبتسامة واهنه طريقها الى وجهي المصفر المتعب اللذي اضناه الألم وارهقته الهموم...
ركضت اليه بشوقٍ وحراره بحب جارف...
انه في مكانه ولم يتبدل فلا يزال ينبع بالطيبه...بالحب...وبالأمل كعادته....
ولكن أين كان عني طيلة تلك الفترة العصيبه....
اين كان عني عندما كنت لوحدي.....
اين كان....
ألم يعلم بأني كنت في أمس الحاجة اليه!!....
محتاجة ..لحبه.. لحنانه... لدعمه... ولعذوبة وشفافية ماءه.... ألم يعلم!!

عندها ضحكت بمراره وألم..فقد كان معي طيلة الوقت كان الوحيد اللذي بجانيي...كان مخلصا ووفيا لي...
فقد كنت انا من أغمض عيني عنه...انا من نسيه وهجره...انا التي لم احس به وبقربه...
فإيمان قلبي وأمل روحي لم يخذلني ابداً..
بل أنا اللتي نسيته.. تركته.. ووئدته بنفسي وبكامل ارادتي...

سامحني ينبوعي..اغفر لي إهمالي وظلمي...
سامحني لعتبي عليك ...
سامحني لعدم مبالاتي بك..سامحني واغفر لي أرجوك...
كنت ولازلت وفياً ومخلصا..طاهراً ونقيا...عذباً وحلوا كماكنت دائماً...

فلم يبدلك الزمن ولم تؤثر فيك الحروب المضنيه ولم تجفف صفائك شمس الصيف الحارقه...
أتعلم لماذا؟؟

لانك ينبوعي انــــا...
ينبوع حبي وصدقي...
ينبوع كبريائي ورقيي...
شموخي وقوتي...
سموي وعلوي...
.ينبوع قلبي ومن أعماقي...

لأنك ينبوع عين قلبي المتفجره المعطائه...
قلبي الراقي انـــا..
قلبي الدافيء...
قلبي انــــا....
مني انـــــا...
لوحدي انـــا
وأعوذ من كلمة انـــا...
ولكن هذا هو ينبوع عين قلبي...

......كانت خربشه من قلب انثى في ليله مظلمه من ليالي حزن قلبها الدفين....
.....كانت خربشه ...ولازالت خرربشه ولكن خربشه من احساس صادق.....

منقوووول

عليان ريري

:)

**أنـــا** · 23-10-2006, 05:33 AM

نقل وجداني رائع ..
مغرورق بمشاعر سامية

شكراً لك

**!!عليان ريري!!** · 23-10-2006, 09:38 PM

أنـــا

يسلموووووووووو على مرورك

عليان ريري

:)

**فهيد** · 24-10-2006, 10:32 PM

ما كان لله يبقى ... ينبغي على المرء الا يندم على عمل قدمه لآخرته ... صحيح ان الانسان يتأثر اذا لم يجد مردود ايجابي لتضحيته ... لكن الموعد الأخير يوم يحاسب الله الخلائق يوم القيامه ... و كما قيل الدنيا حلم و الآخره تفسير الحلم ... غفر الله لنا و تجاوز عنا ...

بارك الله فيك ... نقل موفق ...

**PATCHI** · 25-10-2006, 07:50 AM

كانت خربشه من قلب انثى في ليله مظلمه من ليالي حزن قلبها الدفين....
.....كانت خربشه ...ولازالت خرربشه ولكن خربشه من احساس صادق.....

وما أكثر الليالي المظلمة في القلوب الحزينة.
روعة النقل بروعة طعم الشيكولاتة.جزاك الله خير عنا.