النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة

  1. #1
    المشرف العام الصورة الرمزية سعودي انجلش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    Al-Aflaj
    المشاركات
    9,844
    معدل تقييم المستوى
    3000

    معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة



    معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة
    د.خالد بن محمد الصغيّر(*)



    يمتد تاريخ تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة إلى ما يقارب الثمانين عاماً حيث كانت البداية في عام 1348 - 1927، كما أنه قد مرَّ بأربع مراحل ومحطات تطويرية أساسية امتدت من عام 1346 - 1944 إلى وقتنا الحاضر، وجندت له الإمكانات، والدعم المادي الهائل، ووفر للطالب في المرحلتين المتوسطة، والثانوية، والسنة السادسة من المرحلة الابتدائية التعرض لكم لغوي يصل إلى ما يفوق الـ 800 ساعة تدريسية، وبالرغم من ذلك كله فإن المحصلة النهائية تؤكد أن قدرة الطالب السعودي في اللغة الإنجليزية بإنهائه لتعليمه العام هي في أدنى مستوياتها؛ إذ إنه غير قادر على إجراء حوار قصير باللغة الإنجليزية، وليس لديه القدرة على فهم نص قرائي قصير، وغير قادر كذلك على كتابة مقالة قصيرة. وقد بلغ متوسط نسبة التحصيل العام - حسب بعض الدراسات - للمرحلة المتوسطة (34.15%)، وللمرحلة الثانوية (31%).

    وأمام هذه الحالة غير المرضية نجد أنفسنا بحاجة إلى الإجابة عن سؤالين كبيرين هما: أين يكمن الخلل؟ وما الذي قاد إلى تلك الحالة اللغوية المتردية؟ والجواب على ذلك أن هناك العديد من المعوقات المتنوعة أدت إلى خلق نتاج تعليمي لغوي ضعيف والتي يمكن تقسيمها إلى معوقات رئيسية أربعة هي: معوقات نفسية، وفنية، وإدارية، ومعوقات نظامية تربوية، وسنحاول من خلال هذه الإطلالة المقتضبة مناقشة كل معوّق، ورصد ظواهره، وتتبع مسبباته، ونتائجه.

    يلعب عامل الاستعداد النفسي دوراً رئيساً في نجاح، أو فشل تجربة تعلم اللغة الإنجليزية. فالطالب السعودي يُقدم على تعلم اللغة الإنجليزية وفي ذهنه العديد من الأمثلة الفاشلة التي صورت له مدى صعوبة واستحالة تعلمها، وهي بعملها هذا قد كتبت، أو توقعت مسبقاً له تجربة تعلم لغة إنجليزية مصيرها الفشل كما هو الحال الذي انتهت إليه تجربتهم الشخصية الفاشلة. وهذا التصور السلبي يؤدي بمن هم مقدمون على تعلم اللغة الإنجليزية إلى فقدان الثقة بقدرتهم على تعلمها وإتقانها.

    ويأتي ضمن دائرة العامل النفسي دور النظرة المسبقة نحو تعليم اللغة الإنجليزية، وكذلك المفاهيم الخاطئة حول تعلمها. فالطالب السعودي في مرحلة التعليم العام يُقدم على تعلم اللغة الإنجليزية من غير إبداء أي قدر من الحماسة، والرغبة الجادة في تعلمها والسبب في ذلك يعود في المقام الأول إلى شعوره بأنها ليست ذات أولوية مهمة في حياته، ومن هنا ينصب تركيزهم على تحصيل أقل قدر من اللغة الذي يؤدي بهم إلى الانتقال إلى المستوى الدراسي اللاحق، ولذا فهم يقومون فقط بحفظ قواعد اللغة الإنجليزية، وبعض النصوص، والكلمات من أجل تجاوز الاختبار النهائي. وإن كان هذا الشعور السائد قد أصابه نوع من التحول النوعي في الآونة الأخيرة إذ غدا كثير من طلبة التعليم العام السعودي يُدرك مدى أهمية معرفة وتعلم اللغة الإنجليزية لإفاقتهم على دور معرفتها في تمكينهم من مواصلة تعليمهم الجامعي في التخصصات العملية، ولكونها عاملاً مهماً لتأمين مستقبل وظيفي أفضل، ولإدراكهم أن معرفتها بمثابة نافذة تمكنهم من الاطلاع ومعرفة ما يجري من حولهم في العالم، ولكن هذا الشعور الإيجابي المتنامي لا يمنع من القول إن هناك نسبة كبيرة لا تزال غير مدركة لأهمية تعلم اللغة الإنجليزية، وإنهم لا يبذلون الجهد الكافي لتحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية.

    ويضاف إلى ذلك أيضاً أن رغبة الطلاب، وتفاعلهم مع تجربة تعلم اللغة الإنجليزية، وإدراكهم لأهمية تعلمها تأثرت سلباً جراء ضعف تشجيع ودعم أولياء الأمور لأبنائهم. ويؤكد ذلك ما أشارت إليه بعض الدراسات الميدانية من أن المستوى التحصيلي للطلاب في اللغة الإنجليزية يرتفع بارتفاع المستوى التعليمي للأبوين، وإنه في حالة قناعتهم بأهميتها ينعكس ذلك إيجابياً على مستوى تحصيل أبنائهم اللغوي. ومما أعاق إقبال الطلاب على تعلم اللغة الإنجليزية، وقبولهم للاستمرار في الإقدام على تعلمها بحماسة ورغبة أن هناك تذبذباً ملحوظاً في مفهوم تعليم اللغة الإنجليزية، وأهميتها في البيئة المحيطة بالطالب بما في ذلك إدارة المدرسة، والمعلمين، وأقران وأقرباء الطالب.

    ويأتي بعد ذلك بعض المعوقات الفنية المتمثلة في الخلل الظاهر في المناهج، وعدم الكفاية الزمانية والمكانية المخصصة لتدريس اللغة الإنجليزية، وكذلك النقص في التجهيزات المدرسية والمصادر المساندة ذات العلاقة بتعليم اللغة الإنجليزية.

    يلاحظ المتابع أن المناهج الحالية تعدُّ من أبرز معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية وذلك يعود إلى أن المناهج المطبقة حالياً تفتقر إلى الأهداف الواضحة، والمحتوى الذي يتناسب مع تلك الأهداف، وربط طرق التدريس بالمحتوى وأساليب التقويم، وتفتقر إلى الترابط والتسلسل المنطقي للموضوعات والوحدات التي يدرسها الطالب، وليس هنا تدرج في مراتب درجة الصعوبة. كما أن المناهج المقررة فيها تفتقر إلى جودة الإخراج الفني، والصور الملونة التي تجذب الطالب وتجعل الكتاب محبباً إليه علاوة على أن أساليب الامتحانات والتقويم تعوّد الطالب على الحفظ، وتحصيل الدرجات وليس التعليم الحقيقي. والمناهج تركز أيضاً بدرجة كبيرة على المعلومة أو الجانب المعرفي قبل المهارة أو إعطاء مساحة أكبر للجانب المهاري التطبيقي. ولذا فليس هناك وقت مخصص في المنهج يتيح للطالب التدرب على ما درسه، كما أن المنهج أيضاً لا يولي اهتماماً كبيراً برغبات وحاجات الطلاب، ولا يحتوي على موضوعات لها علاقة بواقعه ومستقبله.

    وإن أردنا بعبارات مختصرة أن نرسم الملامح العامة لمناهج اللغة الإنجليزية في التعليم العام فيمكننا القول إنها تنحى كثيراً نحو الأكاديمية على حساب الجانب التطبيقي، وتنقصها الواقعية لابتعادها عن إمكانيات وقدرات ومتطلبات الطلاب، وعدم توافقها مع احتياجات الطالب اللغوية والمهارية في الحياة العملية والعلمية، وليس فيها توازن كاف بين الكم والكيف، ولا تجمع بقدر متوازٍ بين المعرفة والتطبيق الكافي، ولا تبني في الطالب المقدرة على التواصل اللغوي، وتحتوي المناهج على أنشطة وتدريبات تقليدية لا تعين على الاستخدام الوظيفي للغة في مواقف حياتية هادفة تماثل الواقع المعيشي الذي ربما يصادفه الطالب خارج أسوار فصول اللغة الإنجليزية، وتقدم عوضاً عن ذلك أنشطة وتدريبات آلية شفوية يُنظر فيها للغة الإنجليزية على أنها منظومة من القواعد وليست وسيلة اتصال وتعبير عن الذات، والرغبات، والمواقف.

    والمعوّق الفني الآخر يظهر في أن الزمن المخصص لتدريس اللغة الإنجليزية في مدارسنا العامة ليس كافياً. هذا الزمن المحصور بـ 4 حصص في الأسبوع بمعدل 45 دقيقة لكل حصة زمن غير كاف، وبخاصة أن التدريس يتم في بيئات لغوية منعزلة لساعات ممدودة في الأسبوع يزول أثره سريعاً بسبب عدم توافر عناصر مماثلة كتلك التي يمكن أن تتوافر في البيئة الأصلية لتعلم اللغة مما يولد لدى المتعلم الشعور بأن علاقته باللغة تنقطع بمجرد مغادرته المدرسة. ومما عمّق من إشكالية الوقت الكثافة الطلابية في الفصول الدراسية التي ساهمت مع الزمن القليل المخصص لتعليم اللغة الإنجليزية في ضعف ناتج تعلمها.

    وهناك أيضاً معوّق آخر يتعلق بالنقص الحاد بالتجهيزات التعليمية والفنية التي تفتقر إليها مدارسنا العامة، إذ لا توجد فيها التجهيزات والمختبرات اللغوية التي يمكن أن تُتيح للطالب الاستماع إلى اللغة الإنجليزية من خلال أشرطة تسجيل، أو مشاهدة مواد تعليمية لغوية يمكن أن تعرض عن طريق أشرطة فيديو، ولا تحتوي مكتبات مدارسنا على القصص القصيرة المشوقة التي تشجع الطالب على القراءة باللغة الإنجليزية، وأيضاً تفتقر إلى البرامج التعليمية اللغوية الحاسوبية التي يمكن أن تستخدم داخل الصف أو خارجه وتعطي الطالب فرصة أكبر لإجراء تدريبات لغوية معززة. ومن هنا يمكن القول إن مدارسنا تفتقر إلى الوسائل التعليمية المساعدة،والمصادر الإثرائية الحديثة، وقد بلغت نسبة عدم توافر الوسائل التعليمية التي تسهم بقدر كبير في تعليم اللغة الإنجليزية بطرائق ووسائل أكثر كفاءة حسب بعض التقديرات نحو 70%، ويلاحظ أنه متى ما وجدت فإنها تستخدم استخداماً محدوداً وعلى نطاق ضيق.

    وهنا معوّق فني آخر يتمثل في عدم استخدام معايير الجودة - بما في ذلك معيارا التدريس الجيد (teaching standard) والتعلم الجيد (learning standard) - التي تبنى عليها السياسات، والنظم والبرامج والتطبيقات التربوية والتعليمية، وما يترتب عليها من نظم المحاسبة التربوية النافذة (educational accountability)، وكذلك عدم استخدام وسائل مقننة عالمياً لقياس كفاية معلمي اللغة الإنجليزية، ووضعها كشرط أساس للتوظيف في مدارس التعليم العام. والمعيار الذي نحتكم إليه الآن هو الحصول على المؤهل العلمي الذي تمنحه برامج إعداد معلمي اللغة الإنجليزية في كليات وجامعات المملكة من غير التأكد بقدر كافٍ من كفاءة وأهلية الخريج لتولي مهمة تدريس اللغة الإنجليزية. ومما أعاق نجاح مشروع تعليم اللغة الإنجليزية لدينا عدم توافر التقويم الدوري لبرامج إعداد معلمي اللغة الإنجليزية في الكليات والجامعات والذي يمكن أن تقوم به كل أربع سنوات على أقل تقدير مؤسسات أكاديمية مستقلة لضمان قدر أكبر من المصداقية، ودقة وحيادية عملية التقويم.

    وإلى جانب المعوّقات النفسية والفنية السابقة هناك مجموعة أخرى من المعوّقات الإدارية، والنظامية التربوية والتي تشمل الخلل في برامج إعداد معلمي اللغة الإنجليزية، والطرق المتبعة في تدريس اللغة الإنجليزية، وعدم فتح باب التعاون والشراكة مع الخبرات والمراكز العلمية المتخصصة محلياً، وإقليمياً، وعالمياً.

    البرامج أو الأقسام التي تُعد معلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية في أقسام اللغة الإنجليزية بجامعات، وكليات المملكة تعمل على تأهيل معلمي اللغة الإنجليزية وتقوم بتخريج سنوياً ما يقارب الـ 1500 مدرس و 800 مدرسة، وتركز جهودها على إعطاء الطالب (المعلم) كمّاً كبيراً في مواد الأدب الإنجليزي، والترجمة، والنقد الأدبي، والمواد اللغوية الصرفة كالنحو، والصرف والصوتيات وغيرها، وتهمل إلى حد كبير مواد طرق التدريس، وتدريس نظريات تعلم اللغة الأجنبية، وغيرها من القضايا ذات العلاقة بتعلم اللغة الإنجليزية، وكذلك تهمل هذه البرامج إلى حد كبير تنمية مهارات الطالب (المعلم) اللغوية وبخاصة المهارات الأساسية الأربع: الاستماع، والمحادثة، والقراءة، والكتابة.

    ونتج عن ضعف برامج الإعداد هذه انخفاض ملحوظ في مستوى الكفايات اللغوية والمهنية لمعلمي اللغة الإنجليزية، وعزز ذلك أيضاً الخلل في نظم تقويم أدائهم، وندوة الفرص التدريبية المتاحة أثناء ممارستهم عملية تدريس اللغة الإنجليزية، ويضاف إلى ذلك كله ضعف أو غياب في المحاولة الجادة لتلمس أسباب التطوير الذاتي للمعلمين على الصعيدين اللغوي والتربوي. وهذا كله ترجمته إحدى الدراسات الميدانية التي أجرت مؤخراً اختبارات الكفايات اللغوية المعروف ب (TOEFL) على عينة مكونة من 515 معلماً وحصل فيها 447 (87%) على أقل من 500، وحصل فقط 68 (13%) على 500 فأكثر علماً بأن الحد الأدنى لمستوى الكفاية اللغوية لأداء مهمة تدريس اللغة الإنجليزية في مراحل التعليم العام المعتمد علمياً - حسب بعض المراجع العلمية - يجب ألا يقل عن 500 درجة في اختبار (التوفل) والأمر غير مقتصر على التأهيل غير الكافي لمعلم اللغة الإنجليزية الوطني، وإنما يشمل أيضاً المعلمين غير السعوديين الذين تنقصهم الكفاءة العلمية والمهنية والذين يتم التعاقد معهم من دول ليست رائدة في مجال تعليم اللغة الإنجليزية، وتتولى عملية اختيارهم لجان غير متخصصة تعمد عند اختيارها إلى استخدام معايير عامة تنقصها الدقة والعلمية.

    والمخرج من ذلك يتطلب من برامج إعداد وتدريب معلمي اللغة الإنجليزية أن تُعيد النظر في أولوياتها وخططها الدراسية. فهي بحاجة إلى التقليل من التركيز وصرف جهودها العلمية تجاه الإعداد في مجالي علم اللغة النظري والأدب والنقد الإنجليزي وفي إعطاء مساحة أكثر لمحاولة الرفع من مستوى الطالب اللغوي وإعطائه جرعات أكبر في مجال علم اللغة التطبيقي المنطوي على تعريف الطالب (المعلم) بطرائق تدريس اللغة الإنجليزية، وإطلاعه على النظريات المتعلقة بتعلم اللغة الثانية بشكل عام والإنجليزية بصفة خاصة.

    ومن هنا ففي السنتين الأوليين يجب أن يتم التركيز فيهما على رفع مستوى الطالب في المهارات اللغوية الأربع (السماع، والحديث، والكتابة، والقراءة). وبالتزامن مع ذلك يتم التركيز على طرق التدريس، ونظريات التعلم. وفي السنة الثالثة يمكن إعطاء الطلاب (المعلمين) مواد متقدمة في طرق التدريس، وبعض المواد اللغوية، وأيضاً يتاح للطلاب القيام بزيارات ميدانية للمدارس للوقوف على كيفية الواقع العملي لتدريس اللغة الإنجليزية. وفي السنة الأخيرة يجب أن يكون الطالب (المعلم) جاهزاً للتربية العملية لقضاء سنة دراسية كاملة في المدارس للتدريب في المراحل الدراسية كافة، وليس مرحلة دون مرحلة أخرى.

    معلمو ومعلمات اللغة الإنجليزية أيضاً بحاجة إلى إتاحة الفرصة لهم للالتحاق بدورات قصيرة وورش عمل للتعرف على الطرق التعليمية، والأفكار المستجدة في مجال تعليم اللغة الإنجليزية. وهذه الدورات القصيرة يمكن أن تسهم في رفع وعي مدرسي ومدرسات اللغة الإنجليزية بوجود طرق تدريسية مختلفة لتدريس اللغة الإنجليزية. وهي أيضاً فرصة للمعلمين والمعلمات كي يعرضوا مرئياتهم حول الصعوبات التي تواجه الطلاب في تعلم اللغة الإنجليزية، وتبادل الخبرات حول الصعوبات والمعوقات التي تحول دون الوصول إلى مستوى مرموق في تعلم اللغة الإنجليزية. ويمكن كذلك أن تسهم مثل هذه الدورات في قضايا القياس، والتقويم، والاختبارات، وأيضاً سوف تتيح لهم الاطلاع عن قرب على قضايا مهمة مثل الدافعية، والاتجاهات، وأساليب التعزيز عند الطلاب، ومعرفة طرائق تدريس حديثة تساعد على التعلم الصفي التفاعلي، وإجراء التدريبات التفاعلية المتصلة بالبيئة المحيطة بالطالب، والتخطيط للدروس، وإدارة الصف، وغيرها من الكفايات التعليمية المهنية التي يحتاج معلم اللغة الإنجليزية لاتقانها.

    وإضافة إلى ذلك أسهمت طرق التدريس التقليدية المتبعة في مدارسنا في تحقيق نتائج غير مرضية في تعليم اللغة الإنجليزية، وخصوصاً طريقتي السماع (Audio-Lingual Method) والترجمة (Grammar Translation Method) في الطريقة التقليدية الأولى - أي الطريقة السمعية - تعطى الفرصة للمتعلم للاستماع إلى اللغة - التي تقدم له غالباً على شكل حوار - أولاً، ثم تمكينه من الرد الشفوي. وتدريس اللغة بناءً على هذه الطريقة يتم عن طريق المحاكاة، والاستظهار، والتدريب على الأنماط اللغوية بشكل متواصل كي يتمكن المتعلم منها تمكناً تاماً، ويتم تطبيقها بصورة آلية دون التفكير في الأجزاء المكونة لها.

    وفي طريقة القواعد والترجمة - وهي أقدم طرق تعلم اللغة الأجنبية أو الثانية - ينصب التركيز على التحليل اللغوي أو الإسهاب في شرح القاعدة اللغوية التي سيتم تدريسها، وحفظ النصوص، ويتم حفظ القاعدة اللغوية، وتدريس الكلمات ضمن قوائم وليس في جمل وظيفية كالتي يستخدمها المتعلم في حياته اليومية وإنما في جمل كتبت خصيصاً لتوضيح القاعدة أو الصيغة اللغوية.

    وبسبب اتباع هاتين الطريقتين يتم التركيز في التدريس على تدريس قواعد اللغة الإنجليزية على حساب المهارات الأخرى مثل المحادثة، والقراءة، والكتابة، والاستماع، فالطالب لا يدرس مثلاً طرق فهم المخاطب، والطرق المعينة على فهم النص المقروء، ولا يدرس الطالب كيفية استعمال اللغة في مواقف لغوية واجتماعية متعددة، وكذلك لا يعلم الطالب ماذا يمكنه عمله حتى يضمن استمرارية الحوار أو الحديث.

    ولذا يمكن القول إن الطريقة المتبناة يتم التركيز فيها على تعليم أمور متعلقة باللغة الإنجليزية أو بالأحرى الجانب اللغوي وليس على كيفية استخدامها.

    ولذا فنحن - في محاولة لتلافي معوّق الطرق التقليدية المتبعة في تعليم اللغة الإنجليزية التقليدية في مدارسنا - يجب ألا نجعل معلم اللغة الإنجليزية محور العملية التعليمية، بل على العكس من ذلك يجب أن يكون الطالب هو محور العملية التعليمية. وتدريس اللغة الإنجليزية يجب أن يتغيّر من طرق التلقين والمحاضرة إلى طريقة العرض والمناقشة، واتباع طرق يكون التركيز فيها على الرفع من مهارات التواصل أكثر من الإغراق في شرح قواعد اللغة. وإضافة إلى ذلك فالأنشطة الصفية يجب أن تصمم بحيث تتيح للمتعلم فرصة الحديث باللغة الإنجليزية داخل الصف، وتهيئ له فرص المشاركة والتفاعل في مختلف الأنشطة الفردية منها والثنائية والجماعية، وأن تشيع أثناء ذلك كله أجواء طبيعية بحيث يستطيع الطالب خلالها استخدام اللغة للتواصل الواقعي في مختلف الأغراض وفي مختلف المواقف.

    ويأتي ضمن المعوّقات الإدارية التربوية عدم محاولة الإفادة ومد جسور التواصل مع مراكز التدريب المحلية والخارجية التي يمكن أن تسهم في تعزيز وتنمية الكفاية العلمية والمهنية لمعلمي اللغة الإنجليزية. نحن نفتقر إلى وجود برامج مدروسة ومجدولة لتبادل الخبرات والمعارف مع الدول الأخرى المهتمة والتي لها باع طويل في مجال تعليم اللغة الإنجليزية، وإعداد وتدريب معلميها.

    ويأتي على رأس المعوّقات الإدارية غياب النظرة الاستراتيجية الشاملة التي تضع نصب عينيها كل مفردات عملية تعليم وتدريس اللغة الإنجليزية وليس فقط تركيز الجهود والتوقف عند توفير الكادر التدريسي، والكتاب المدرسي، وبخاصة إذا ما علمنا أن تدريس اللغة الإنجليزية مجال ديناميكي متجدد يحتوي على العديد من المحاور المتداخلة والمتشابكة مع بعضها البعض يجعل من الصعب الأخذ بواحد منها بمعزل عن الآخر. وهذه النظرة الاستراتيجية تتطلب أيضاً الابتعاد عن الحلول المؤقتة، وإنما وضع خطة وطنية شاملة وطويلة الأجل لتعليم وتدريس اللغة الإنجليزية.

    (*) أكاديمي سعودي




    اللهم اغفر لوالدي وارحمة وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله
    واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا
    كــمــا ينقى الثـــوب الابيض مــن الــدنس
    اللــــهم واته بالاحسان احسانا وبالسيأت عفواً وغفــــراناً

  2. #2
    رحمها الله وغفر لها
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    5,743
    معدل تقييم المستوى
    393

    رد : معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة

    أين يكمن الخلل؟
    في رأيي ..


    في المحاور الثلاث ( الطالب + المعلم + الكتاب )


    فكلهم يكملون بعض ...



    *************************************


    ويأتي على رأس المعوّقات الإدارية غياب النظرة الاستراتيجية الشاملة التي تضع نصب عينيها كل مفردات عملية تعليم وتدريس اللغة الإنجليزية



    الإعتراف بالحق فضيلة ....



    الله يجزاك خير عالنقل ....


  3. #3
    شخصية بارزة الصورة الرمزية ام بسمه
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    In this world
    المشاركات
    9,562
    معدل تقييم المستوى
    930

    رد : معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة

    جزاك الله خير
    الله يكون في عون كل مسؤول

  4. #4
    شخصية بارزة الصورة الرمزية صهيل الأصايل
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    بيت من افديه بعمري
    المشاركات
    5,952
    معدل تقييم المستوى
    739

    رد : معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة

    جزاك الله خيراً على النقل


    وهناك أيضاً معوّق آخر يتعلق بالنقص الحاد بالتجهيزات التعليمية والفنية التي تفتقر إليها مدارسنا العامة، إذ لا توجد فيها التجهيزات والمختبرات اللغوية التي يمكن أن تُتيح للطالب الاستماع إلى اللغة الإنجليزية من خلال أشرطة تسجيل، أو مشاهدة مواد تعليمية لغوية يمكن أن تعرض عن طريق أشرطة فيديو، ولا تحتوي مكتبات مدارسنا على القصص القصيرة المشوقة التي تشجع الطالب على القراءة باللغة الإنجليزية، وأيضاً تفتقر إلى البرامج التعليمية اللغوية الحاسوبية التي يمكن أن تستخدم داخل الصف أو خارجه وتعطي الطالب فرصة أكبر لإجراء تدريبات لغوية معززة. ومن هنا يمكن القول إن مدارسنا تفتقر إلى الوسائل التعليمية المساعدة،والمصادر الإثرائية الحديثة، وقد بلغت نسبة عدم توافر الوسائل التعليمية التي تسهم بقدر كبير في تعليم اللغة الإنجليزية بطرائق ووسائل أكثر كفاءة حسب بعض التقديرات نحو 70%، ويلاحظ أنه متى ما وجدت فإنها تستخدم استخداماً محدوداً وعلى نطاق ضيق.



    مشكلة لم تحل إلى الان رغم علم الوزارة بها


    الله يعين المعلم


    هلا بزائري

  5. #5
    كبار الشخصيات الصورة الرمزية Abo Lama
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    خارج نطاق التغطية
    المشاركات
    4,240
    معدل تقييم المستوى
    306

    رد : معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة




    سعودي انجلش










    يعطيك العافيه اخوي على االنقل


    وموضوع يعرض بعض مشاكل تعليم اللغة لدينا ويطرح بعض الحلول



    يجب ألا نجعل معلم اللغة الإنجليزية محور العملية التعليمية، بل على العكس من ذلك يجب أن يكون الطالب هو محور العملية التعليمية. وتدريس اللغة الإنجليزية يجب أن يتغيّر من طرق التلقين والمحاضرة إلى طريقة العرض والمناقشة، واتباع طرق يكون التركيز فيها على الرفع من مهارات التواصل أكثر من الإغراق في شرح قواعد اللغة. وإضافة إلى ذلك فالأنشطة الصفية يجب أن تصمم بحيث تتيح للمتعلم فرصة الحديث باللغة الإنجليزية داخل الصف، وتهيئ له فرص المشاركة والتفاعل في مختلف الأنشطة الفردية منها والثنائية والجماعية، وأن تشيع أثناء ذلك كله أجواء طبيعية بحيث يستطيع الطالب خلالها استخدام اللغة للتواصل الواقعي في مختلف الأغراض وفي مختلف المواقف

    الف شكر والشكر موصول للدكتور خالد الصغير



    ومانعدم كرمك وجهدك


    على قدر أهل العزم تأتي العزائم
    وتأتي على قدر الكريم الكرائـم
    ;;;
    وتكبر في عين الصغير صغارها
    وتصغر في عين العظيم العظائم
    ;;;

  6. #6
    المشرف العام الصورة الرمزية سعودي انجلش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    Al-Aflaj
    المشاركات
    9,844
    معدل تقييم المستوى
    3000

    رد : معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة

    الف شكر لكم جميعا وان شاء الله سوف يشرفنا الدكتور خالد الصغير
    قريبا في موقعنا ويكون له بعض الاطروحات الجميلة
    وهو شرف لنا انضمام دكتور رائع وصاحب جهد وطرح مميز مثل الدكتور خالد
    ننتظر قدومه ان شاء الله في الايام القادمة
    وحياه وحياكم الله يا اخوان
    اللهم اغفر لوالدي وارحمة وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله
    واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا
    كــمــا ينقى الثـــوب الابيض مــن الــدنس
    اللــــهم واته بالاحسان احسانا وبالسيأت عفواً وغفــــراناً

  7. #7
    كبار الشخصيات الصورة الرمزية ميس
    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    الدولة
    دارٌ فانية
    المشاركات
    9,938
    معدل تقييم المستوى
    591

    رد : معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة

    يلاحظ المتابع أن المناهج الحالية تعدُّ من أبرز معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية وذلك يعود إلى أن المناهج المطبقة حالياً تفتقر إلى الأهداف الواضحة، والمحتوى الذي يتناسب مع تلك الأهداف، وربط طرق التدريس بالمحتوى وأساليب التقويم، وتفتقر إلى الترابط والتسلسل المنطقي للموضوعات والوحدات التي يدرسها الطالب، وليس هنا تدرج في مراتب درجة الصعوبة.
    كان الله في العون

    استاذي القدير
    شكراً..... لا حد لها
    الله يعطيك العافية
    ولا حرمك ربي الأجر
    ودمت لنا قائداً

  8. #8
    المـدير الـعـام الصورة الرمزية DR AHLAIN
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    Riyadh
    المشاركات
    8,663
    معدل تقييم المستوى
    3000

    رد : معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة



    مقـــال واقعــــي بعيد عن التحامــــل والتحيز وتعجبني مثل هذه المقالات التي تحتوي على نقد هادف وفي نفس الوقت محاولة ايجاد حلول ...





    سعودي انجلش

    لا عدمنا هاليدين ونقل اكثر من مميز استاذنا




  9. #9
    شخصية بارزة الصورة الرمزية Reena
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    ,,,,,,,
    المشاركات
    4,012
    معدل تقييم المستوى
    347

    رد : معوّقات تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة

    الف شكر لك ابو يارا

    و بانتظار الاستاذ الصغير،،، بارك الله فيه

المواضيع المتشابهه

  1. " تعليم اللغة الانجليزية في المملكة العربية السعودية – الواقع والتحديات"
    بواسطة شَهْقَة شَجَن في المنتدى منتدى اللغة الأنجليزية العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-04-2012, 11:36 PM
  2. موقع رائع تعليم اللغة الإنجليزية للمبتدئين
    بواسطة النباريس في المنتدى منتدى تعليم اللغة الانجليزية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 18-08-2009, 10:04 PM
  3. إشكالية استخدام اللغة العربية داخل فصول تعليم اللغة الإنجليزية :: للدكتور خالد الصغير
    بواسطة سعودي انجلش في المنتدى منتدى اللغة الأنجليزية العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 19-05-2008, 01:56 PM
  4. تصريح لمعالي الوزير بشأن برنامج مجموعة العبيكان لتطوير تعليم اللغة الإنجليزية
    بواسطة أمير الحرف في المنتدى المنتدى التعليمي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-03-2007, 08:20 AM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •