قصة محزنة


--------------------------------------------------------------------------------

خرج رجلُ من الصالحين وشيخُ من المشائخ أعرفه من مدينة الرياض.

خرج بزوجته وكانت صائمة قائمة وليّة من ولياء الله، خرج يريد العمرة، والغريب في تلك السفرة أنها ودعت أطفالها، وكتبت وصيتها، وقبلت أطفالها وهي تبكي.

كأنها ألقي في خلدها أنها سوف تموت(ثم ردوا إلى لله مولاهم الحق، ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين)ذهب وأعتمر بزوجته وهو وإياها في بيت أسس على التقوى، إيمان وقرآن وذكر وصيام وقيام وعبادةلا يعرفون الغيبة ولا الفاحشة ولا المعاصيعاد معها فلما كان في الطريق إلى الرياض، أتى الأجل المحتوم إلى زوجته (وعد الله الذي لا يخلف الله وعده، ولكن كثر الناس لا يعلمون…) ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) ذهب إطار السيارة فانقلبت ووقعت المرأة على رأسها، لكنها إن شاء الله شهيدة.(أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون).خرج زوجها من الباب الآخر..

ووقف عليها وهي في سكرات الموت تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، الله، الله، الله.

وتقول لزوجها: عفى الله عنك، اللقاء في الجنة، بلغ أهلي السلام.



(والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امريء بما كسب رهين). إي والله.

أسأل الله أن يجمع تلك الأسرة في الجنة، وأن يجمعنا وأحبابنا وأقاربنا في الجنة.

بنتم وبنا فما أبتلت جوانحنا شوقا إليكم ولا جفت ماقينا

تكادُ حين تناجيكم ضمائنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

إن كان عز في الدنياء اللقاء ففي مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا



عاد الرجل إلى الرياض و دفن زوجته، دخل بيته وحده بلا زوجة، دخل بيته واستقبله الأطفال، لكن حياة سهلة وبسيطة.، ولكن الموقف المرعب أن واحدة من الطفلات بنت ، قامت تقول أين أمي ؟

قال سوف تأتي. قالت لا والله لا بد أن أرى أمي .



هذه القصة من كتاب أول ليلة في القبر

للشيخ الدكتور عائض القرني