جزاك الله خيرا على هذا النقل....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما كنت اليوم اتفقد ايميلي وجدت بين طياته هذا الموضوع الذي استوقفني ووددت أن أشارككم به لتعم الفائدة ..
للد. عائض القرني.........
إذا ركبت مع أوربي وجدته خانساً منغمساً يقرأ في كتاب، وإذا ركبت مع عربي وجدته يبصبص كالذئب العاوي، أو كالعاشق الهاوي، يتعرف على الركاب، ويسولف مع الأصحاب والأحباب. بيننا وبين الكتاب عقدة نفسية، ونحن أمة (اقرأ)، ولكن ثقلت علينا المعرفة، وخف علينا القيل والقال، ولو سألت أكثر الشباب: ماذا قرأت اليوم ؟ وكم صفحة طالعت ؟ لوجدت الجواب: صفر مكعَّب، مع العلم أن غالب الشباب بطين سمين ثخين بدين، لأنه مجتهد في تناول الهنبرقر والبيتزا، وكل ما وقعت عليه العين ووصل إلى اليدين:
* سل الصحون التباسي عن معالينا ـ واستشهد البَيْضَ هل خاب الرجا فينا
* كم (كبسة) شـهدت أنا جحافلهـا ـ وكـم خـروفٍ نـهشناه بـأيدينا.
يحتاج شبابنا إلى دورات تدريبية على القراءة، لأنهم وزّعوا الأوقات على السمر مع الشاشات، أو التّحلق على الكبسات، أو متابعة آخر الموضوعات. الإنسان بلا قراءة قزم صغير، والأمة بلا كتاب قطيع هائم، طالعت سِيَر العظماء العباقرة فإذا الصفة اللازمة للجميع مصاحبتهم للحرف، وهيامهم بالمعرفة وعشقهم للعلم، حتى مات الجاحظ تحت كتبه، وتوفي مسلم صاحب الصحيح وهو يطالع كتاباً، وكان أبو الوفاء ابن عقيل يقرأ وهو يمشي، وقال ابن الجوزي: قرأت في شبابي عشرين ألف مجلده، وقال المتنبي: وخير جليس في الزمان كتاب، سألت شباباً عن مؤلفي كتب مشهورة فجاءت الإجابات مضحكة، قال صاحب كتاب فن الخطابة: العظمة هي قراءة الكتب بفهم، وقال الروائي الروسي الشهير تيولوستي: قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن، وقال الطنطاوي: أنا من ستين سنة أقرأ كل يوم خمسين صفحة ألزمت نفسي بها:
* جمالَ ذي الدارِ كانوا في الحياةِ وهمْ ـ بعدَ المماتِ جمالُ الكتبِ والسيَرِ.
صح النوم يا شباب فقد انقضى العمر، وتصرّمت الساعات، وقتل الزمان بالهذيان وأماني الشيطان وأخبار فلان وعلاّن، استيقظوا يا أصحاب الهمم الهوامد، والعزائم الخوامد، والذهن الجامد، والضمير الراقد:
* وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت ـ وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَمادِ.
قاتل الله التسويف والإرجاف، وسحقاً لمن زرع شجرة «ليت» لتثمر له «سوف»، وتخرج له «لعلَّ» ليذوق الندامة:
* وَمُشَتَّتِ العَزَماتِ يُنفِقُ عُمرَهُ ـ حَيرانَ لا ظَفَرٌ وَلا إِخفاقُ.
حيّا الله الهمم الشماء، والعزيمة القعساء، التي جعلت أحمد بن حنبل يطوف الدنيا ليجمع أربعين ألف حديث في المسند، وابن حجر يؤلّف فتح الباري ثلاثين مجلداً، وابن عقيل الحنبلي يؤلف كتاب الفنون سبعمائة مجلد، وابن خلدون يسجّل اسمه في عواصم الدنيا، وابن رشد يجمع المعارف الإنسانية:
* لولا لطائف صنع الله ما نبتتْ ـ تلك المكارم في لحمٍ ولا عصبِ.
وددتُ أنَّ لنا يوماً في الأسبوع يخصص للقراءة، ويا ليتنا نبدأ بمشروع القراءة الحرّة النافعة عشر صفحات كل يوم تُقرأ بفهم من كتاب مفيد لنحصد في الشهر كتاباً وفي السنة اثني عشر كتاباً، ولتكن قراءة منوّعة في ما ينفع لتتضح أمامنا أبواب المعرفة وتتسع آفاقنا، وتُنار عقولنا. فيا أمة (اقرأ) هيا إلى قراءة راشدة، واطلاع نافع، وثقافة حيّة، ومعرفة ربانية، وسوف تنتهي بكم التجارب إلى أن الكتاب خير جليس، وشكراً للأمير بن صمادح حيث يقول:
* وزهدني في الناس معرفتي بهم ـ وطول اختباري صاحباً بعد صاحبِ
* فلم ترني الأيام خلاًّ تسرني ـ مباديه إلاّ ساءني في العواقبِ
* ولا قلت أرجوه لكشف ملمةٍ ـ من الدهر إلاّ كان إحدى المصائبِ!
* فليس معي إلاّ كتاب صحبته ـ يؤانسني في شرقها والمغاربِ
جزاك الله خيرا على هذا النقل....
أشكر لك مرورك....
موضوع رائع
ومشكوووووور على النقل لتعم الفائده
فعلاً قلة الذين تجدهم يقرأون واذا قرأوا قرأوا جرايد ومجلات
وهذا ماجعل بعض الكتاب( [MARK="FFFF33"]بشد الباء<<<ما لقيت الشده[/MARK]) يحجمون عن الكتابه وتأليف الكتب
sooooon
Wiill Vandom
اول ما قرأت العنوان حسيت فيه شي مختلف و قلت اكيد وراه قصة..
و لم يخب ظني...
المشكلة عزيزتي انو في نوعية من البشر ما تفتح كتاب طول حياتها و لما تشوفك تقرأي تنظر لك نظرة غريبة..
و كأنك بتعملي شي غلط..
انك تكوني انسانة تحبي القراءة و تحمل كتاب معاكي يسعفك في تمضية الوقت في اي مكان تكوني فيه بدل الحكاوي اللي مالها داعي اصبح شي مستهجن من البعض. و كأنك مطالبة دايمآ تشتركي في حوارات نميمة او تطفل على شؤون الناس ..
ما أدري ليه البعض هوايتهم في الأماكن العامة مراقبة الناس بدل ما يشغلوا نفسهم بشي يفيدهم..
يعطيك العافية على اختيارك و اكثر شي شدني الأبيات اللي في نهاية الموضوع..
عفوا ......!!
حتى صمت العالم تبدد .......!!
إلا صمتي في كل حين يتجدد .......!!
وعليكم السلام والرحمة والاكرام
كلام جميل وبليغ
و موضوع قيّم بل في منتهى الأهمية
لك من الشكر الكثير
لمشاركتنا هذا المقال النافع
سائله المولى أن يمنحك رضاه والجنة
وأن ينير عقولنا وعقول شبابنا
ويوقظ قلوبنا لما فيه صلاح امتنا..إنه سميع مجيب
سبحاااااااان الله,,,,
تذكررررررت هناااا طااالباااتي >>>> و لا عززززاء,,,, كل ما اناقشهم بموضوع بوقت الفراغ و نهاية الدرس بيفتحوا عيونهم و بيطالعوا فيا ؟؟ و لما اسإلهم ماعمركم سمعتوا او قرأتوا يقولون فااضين نقرأ تكفينا دروسناااا >>>>> جيل أعاننا الله عليه,,,,,,,
Wiill Vandom
كل الشكر لنقلك و بارك الله في شيخنا الفاضل,,,,,
دمتي بووووووود و سلاااااااااام,,,,,,
رحم الله موتانا و شفى مرضانا و رد غائبنا.
يسلموووووووووو على النقل
المفضلات