معلمون: القرارات الأخيرة "ترقيع" للمستويات وليس لتحسينها

**yesmeena** · 11-02-2008, 02:57 AM

معلمون: القرارات الأخيرة "ترقيع" للمستويات وليس لتحسينها
- "الاقتصادية" من الرياض - 02/02/1429هـ
الناظر إلى حال المعلمين والمعلمات وما وصلوا إليه من شعور بالإحباط وندم البعض لطرقه هذه المهنة، إضافة إلى عدم الإحساس بالأمان الوظيفي، يجعلنا ننظر إلى مستقبل غامض لهذه المهنة، التي شرفت بأن تكون مهنة الرسل والأنبياء.
ففي ضوء ما يطلب من المعلم من تحضير ذهني وكتابي واستعداد نفسي ووظيفي لأداء مهامه التعليمية على أكمل وجه، يصطدم الاستعداد بأعباء أخرى توكل إليه، ما يحسسه بالتشبع المفضي إلى الإحباط الذي له انعكاسات صحية خطيرة تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض مثل الضغط والسكري والأمراض النفسية كالاكتئاب والرهاب الاجتماعي.
ومن أهم هذه الأعباء، استمرار الـ 24 حصة نصاباً حتى التقاعد، الإشراف وقت الفسح والصلاة ونهاية الدوام، حصص الانتظار، المراقبة، تفعيل النشاط، وهكذا، ولكن الأهم من ذلك كله المستويات الوظيفية المستحقة وعدم أخذه المستوى الخامس المستحق وتعيينه على مستويات أقل على بند 105 وعلى المستوى الثاني.
ونجد المعلمين سابقاً ـ لو نظرنا إلى هذا الموضوع من خلفية تاريخية ـ قبل أكثر من 30 عاماً كانوا يتقاضون رواتبهم وفق المراتب الحكومية المعروفة، ولكن تقديراً لجهودهم ودورهم الرائد ومهنتهم الشريفة، رأت الحكومة الرشيدة منحهم كادرا خاصاً بهم، تمثل في استحداث مستوى ينضم المعلمون تحت لوائه وكان حينها المستوى الخامس، ومع الوقت خرج بعض المعلمين من غير التربويين فاستحدث لهم المستوى الرابع، مع مسمى وظيفي واحد (معلم).
ولكن منذ عشر سنوات بدت تطفو على السطح مشكلة الحاجة إلى وظائف معلمين نظراً لتزايد عدد الطلاب، وانتشار التعليم في جميع مناطق المملكة وجهود مكافحة الأمية، قابلتها قلة في عدد الوظائف لتظهر بعد ذلك مستويات الثالث ثم الثاني ثم بند 105 والمستوى الأول، وهذا يدل على سوء تخطيط لقادم الأيام وأهمية الحاجة إلى وظائف تعليمية، غير مراجعة أنظمة التقاعد.وبعد تحرك عدد من المعلمين بشكل فردي وتقدمهم بشكوى إلى ديوان المظالم، تقدم عدد كبير منهم بالشكوى الجماعية ضد وزارتهم للمطالبة بحقوقهم، وبالمستوى المستحق حسب الخامس للتربوي والرابع لغير التربوي.
وبين مختصون أنه بعد القرارات الأخيرة سنجد تباينا كبيرا، فقد أعلنت الوزارة أخيرا عن تحوير وظائف المعلمين والمعلمات إلى المستويين الرابع والخامس عن طريق حساب أقرب راتب، وهذا ما أوصت به لجنة ثلاثية مشكلة من وزارات التربية والتعليم والخدمة المدنية والمالية، وهذا يعد خرقا واضحا للسلم الوظيفي فلا يمكن احتساب الراتب بهذه الطريقة، وستظهر العديد من المشكلات مستقبلا، منها على وجه الخصوص توحيد رواتب عدد من الدفعات بأخذها المستوى الخامس الدرجة الأولى، تفاوت الرواتب بين المعلمين بحيث يصبح الفرق كبيرا بين بعض الدفعات، وقليل بين دفعات أخرى، التقاعد وكيف سيحسب لمن خدم 25 عاما بينما راتبه على الدرجة العشرين، وحتى لو ذكر المسؤولون أنه لا مشكلة في ذلك ولكن ستظهر المشكلة حينها.
من جانبهم أبدى عدد من المعلمين والمعلمات اعتراضهم على هذه التحسينات التي تتم بهذه الطريقة (التعديل بأقرب راتب)، فيقول ممدوح العنزي: لا أعلم عن الطريقة التي ستتم بها تعديل مستوياتنا، فأنا على المستوى الرابع منذ عام 1419 هـ، ولا تظهر بوادر تحسين فالذين تمت ترقيتهم على المستوى الخامس هم دفعة 1417هـ، ومن ثم انتقلت إلى تحسين دفعة 1420هـ وثم ستعود وهكذا، أليس هذا يعد تخبطا وسوء تخطيط، ومن ثم إذا حسب التعديل بأقرب راتب فما مصيرنا بعد التقاعد إذا تفاوتت السنوات مع الدرجات وبالتالي سيؤثر في الراتب التقاعدي.
أما عبد الله أكرم فيضيف: لا أخفي أنني تفاءلت بعد رؤيتي أخبار تحسين المستويات على صدر الصفحات الأولى في الجرائد اليومية، فنحن دفعة 1425هـ لم يمسنا تعديل منذ تعينا على المستوى الثاني، ولا أظن أن بوادر تحسين تلوح في الأفق قريبا، ويؤكد أكرم أن تعديل المستويات لأقرب راتب لن يضيف شيئا لنا فالفرق بحسب أقرب راتب ضيئل جدا فمن الدرجة التاسعة ستجد أنك عدت للدرجة الثالثة أو الثانية.ويطالب أكرم بضرورة أن تربط سنوات الخدمة بالدرجات، ومنح المعلمين فروقات السنوات الماضية، لنكون بذلك قد هيأنا المعلم نفسيا لينتج ويبدع في عمله.
وتوضح ندى العامر بأن الذي تقوم به الوزارة هو عملية ترقيع للمستويات وليس تحسينا وهو في الأساس ليس تحسين أوضاع وإنما إعادة حقوق ضائعة، فمن هنا تحاول "التربية والتعليم" إرضاء هؤلاء وكسب ود هؤلاء ومنح هؤلاء ما يزيدها إلى مزيد من التخبط، والنظام واضح وسلم الرواتب واضح وما يحصل هو محاولة لاختراق هذا السلم وبالتالي فلا فائدة منه مستقبلا وستشعر المعلمة بعدم الأمان الوظيفي حتى ترك الوظيفة سواء بالتقاعد أو بالاستقالة.
وتعود ندى العامر لتقول: نقدر جهد وزارتنا في محاولة الخروج بحل لهذه المعضلة (معضلة المستويات)، ولكن ليس بهذه الطريقة التي تزيد الأمور تعقيدا.
وتنوه وفاء الخالدي بأن الأمور تزداد تعقيدا في كل مرة، فالوزارة تحاول تسجيل سنوات الخدمة على بند 105 في التأمينات الاجتماعية، ولكن هذا الأمر يثير كثيرا من التساؤلات، هل ستضاف في سنوات الخدمة وتحسب في الراتب، أم هل ستضاف عند التقاعد، أم لا يستفاد منها إلا بعد ترك المعلمة الوظيفة وتعمل في القطاع الخاص لكي تستطيع إضافتها؟!
وتتساءل الخالدي: هذا بالنسبة لبند 105، ولكن ما مصير خدمة معلمات بند محو الأمية؟!

[/FONT]