« التعليم ماشي بالبركة»
هذه المقولة يرددها الآلاف منّا.
إذا نظرنا إلى حال الركيزتين الأساسيتين, واللتين تدور بهما عجلة التعليم, وهما الطالب/الطالبة والمعلم/المعلمة, نجد أن الأمور تزداد سوءً عاماً بعد الآخر!
بل وفي كل الجهات سنجد الخلل واضح تماماً, بداية من سياسة التعليم. إذ لا يوجد خطوط عريضة وأهداف واضحة نصل لها. فالمتتبع لمسيرة التعليم جيداً, سيجد أننا وفي خلال 50 عاماً فقط جربنا أربع تجارب عالمية مختلفة, بدايةً من الفرنسية والاسبانية ثم اليابانية والآن بالتجربة الماليزية/السنغافورية!!
إذاً لا يوجد لدينا سياسة تعليمية واضحة المعالم, فضلاً عن أن تكون ناجحة أو فاشلة. فكل وزير يأتي, نراه لا يكمل مسيرة من سبقه أو يطور فيها. ولكن يبدأ الحرث من جديد, فيأتي بتجربة جديدة تتضح معالم فشلها ميدانياً من لحظة تطبيقها!
.
.
ثم إذا نظرنا إلى المناهج, وما فيها من العجب العجاب. فبعضها مهيأة لأناس يعيشون في غير هذا الزمان! ما الذي يستفيده الطالب أو الطالبة من تلقينهم معلومات عن وعورة التضاريس في أفغانستان, أو برودة الطقس في القطب المتجمد؟ ولا داعي للحديث عنها أكثر فغالبية من يقرأ هذه السطور معلمين ومعلمات, وكلكم أدرى بمخرجات هذه المناهج.
والحال ونفس الرثاء ينطبق على المدارس والتجهيزات. فمن مباني متهالكة إلى مباني مستأجرة لا تستطيع التحرك داخل فصولها, مع انعدام الوسائل التعليمية ووسائل السلامة والترفيه وأحياناً التكييف, وكل هذا طبعاً تحت ميزانية مهولة تصرف سنوياً للوزارة, ولكننا نسمع جعجعةً ولا نرى طحنا!!
ونأتي هنا للهم الأكبر, وهو حال المعلم والمعلمة. وعن هذا الظلم الجائر بحقوقهم الوظيفية. فكيف سيكون عطاء الشخص المثقل بكامل النصاب وهو بالمقابل لا يستفيد من ابسط حقوقه؟
فبرغم الحاجة والضغط, بقي الآلاف دون تعيين, وإن وجدوا فرصهم فهي أدنى من المتدني! والكل لا يعلم لماذا لا تسعى هذه الوزارة لحفظ حقوق معلميها ومعلماتها! صحيح أنه في السابق كان هناك ظروف اقتصادية عاصفة وتحديداً عام 1417 هـ, حينما انخفض سعر البترول إلى 7 دولارات. ولكن الآن وبرغم تحسن الأوضاع بهذه الموازنات ذات الأرقام الفلكية, نتساءل أين حقوق المعلمين والمعلمات منها!
هذا فضلاً عن الأنظمة التي تكبل المعلم والمعلمة أمام الكثير من السلوكيات المنحرفة, ثم تكميم الأفواه أمام ظلم المدير أو المشرف! ودائماً هم الحلقة الأضعف في كل شيء! لذا استطيع القول أن ما يحدث من الوزارة, هي نار وقودها المعلمين والمعلمات!!
.
.
وبالنهاية, فكل ما ذُكر آنفاً سيلقي بظلاله على مستقبل الطالب والطالبة بكل تأكيد, ويبقوا ضحايا بريئة لما يحدث. فالتعليم في وضع يرثى له, وفي انحطاط إلى أبعد الحدود, وليس هذا تشاؤماً بقدر ما هو واقع ملموس.
.........
كانت هذه رؤى شخصية, أحببت مشاركة الجميع بها.
.
المفضلات