آهٍ يا عراق!!

[dear]

أبو بكر عثمان

جلستْ وحيدةً بالدار تُحِيط بها الغربة، مع أنها في دارها ومدينتها، تنهش اللوعة أحشاءها؛ قُتِل زوجها خطيب مسجد الصديق، والتحق ابنها الأكبر بالمقاومة، وقال مودِّعًا: يعزّ عليَّ يا أمي فراقك؛ فإن بَقِيتُ سجنني الأمريكان أو قتلوني، أو كان ذلك على يد بني وطني كما قُتِل أبي، لا مفرَّ لي ولا خيار. ابنها الصغير عمر أخذوه هو الآخر وكان يلعب مع الصبيان بالشارع، صرَخَت حينها: كيف لصبي أعزل لم يبلغ اثني عشر عامًا أن يهدِّد جيوش أمريكا؟
أول أمس بعد انتصاف الليل طرقوا الباب، لم تفتح لهم، فهدّدوا بكسره، فتحت لهم، اقتحم عليها شبان مُلَثَّمون، سبّوا ولعنوا وهدّدوا إن لم تدلَّ على ابنها، عَرَفَتْهُم من أصواتهم وعيونهم، وكيف لا تعرفهم وقد دخلوا هذا البيت أطفالًا وشبابًا وأكلوا على مائدة واحدة مع ابنها الذي يطاردونه اليوم، كانت ترعى "علي الصدر" وأخاه "باقرًا" مثلهم مثل أبنائها، واليوم يدخلون عليها بالسلاح.. ينتهكون حرمة البيت بعد منتصف الليل.. وهم يعلمون أنه خالٍ من الرجال، كيف يُرَوِّعون أمَّهم، أم تراهم يَكْفُرون ويُنْكِرُون إرضاعها إياهم لَمَّا شحَّ اللبن في ثدي أمِّهم فاطمة، سبحان مقلِّب القلوب.. سبحان مقلِّب الأزمان!!
أمرٌ وإنذارٌ وُجِّها لها بأن تغادر البيت خلال ثلاث.. وإلا قطعوا عنها الماء والكهرباء.. ولكن.. كيف ترحل عن هذا الحيّ الذي وُلِدَت فيه؟ وكيف تنسلخ من البيت الذي تزوَّجت فيه وشهد مولد أبنائها جميعًا، وظلّت تَرْقُبُهم وهم يكبرون فيه يومًا بعد يوم، وساعةً بعد ساعة.. ها هنا تكاد تشمّ روائحهم، وها هنا تستمع إلى أحاديثهم وضحكاتهم.. محالٌ وألفُ محال أن تترك روحها وترحل ماذا بقي لها في الحياة لتحرص عليه أو تخشى وتحزن لفقده، أيّ شيء بعد رحيل الزوج وضياع الأبناء، هي كالنخلة تمتدّ جذورها في أعماق هذا البيت تمتصّ ذكريات الماضي الجميل، تحيا عليه ولئن نزعت عنه ماتت، أرأيت نخلة عجوزًا تُنْزَع من أرضها لتُزْرع في أرض غريبة؟! ستموت توًّا، أنَّى لها أن تعيش لا لن تعيش، لا لن ترحل.. سُحقًا لحياة الذلِّ والهوان والكآبة.
عند انتصاف الليل سمعت طرقات الباب إذًا فقد جاءوا في موعدهم.. أبدًا لم تَخَفْ.. بَيْد أن انقباضة هائلة اعتصرت قلبها، مضت بالشمعة وفتحت الباب لم تجد أحدًا سوى لفافة كبيرة على عتبة الدار سمِعَت أنينه فانسحق قلبها كشفت الغطاء عن وليدها عمر.. حملته في لَهْفة إلى الداخل فحَصَت كل موضع في جسده فما خلا شبرٌ من جرح ينزف.

- ماذا جَنَيْت يا ولدي لكي يفعلوا بك كل ذلك؟
أصابها الهَلَع لم تدرِ ما تفعل أي الجراح تضمِّد؟ وأي الدماء تمسح؟ وإلى أين تذهب به؟ وطائرات الأمريكان دمّرت مستشفى الحي فأمست رُكامًا، وهاجر الأطباء فرارًا من القتل.. أمَّا مستشفى الكاظم فلا تأمن الذهاب إليها بعد ما حدث من فتنة بين أهل العراق.. لم يَعُد لديها سوى الماء والسكر طعامًا ودواء له، ما في البيت سواهما، غسلت جراحه بالماء وجعلت تقطر الماء المحَلَّى بالسكر في فمه وتتلو عليه آيات القرآن.
ظلّت ترقبه في لهفة وقلق تمنت لو تعطيه عمرها كلّه لينهض سالمًا على قدمَيْه بل نظرة من عينيه أو ابتسامة على شفتيه أو كلمة من لسانه تعدل عمرها كله، فوَّضت أمرها إلى الله وظلّت ساهرة تنظر في وجهه.
قُبَيل الفجر نظر إليها فرجَعت إليها روحها الشاردة أوشكت أن تضمَّه إلى صدرها لكنها تذكرت جسده المُثْخَن بالجراح، غمرت وجهه بالقبلات تروي ظمأها إليه، أول كلمة قالها: أمّي، كأنها تسمعه وتسمعها لأول مرة في حياتها.. أجمل وأعذب كلمة عانقت أذنها.

- لا تخف..أنا بجانبك.. أنت بخير.
فاضت دموعها فكفْكَفتها بمنديلها وكظمت نَوْبة بكاء جاشَت بصدرها أراد الكلام فوضعت أصبعها على شفتَيْه إشفاقًا أن يجهد نفسه بالكلام لكنََه أبى.
- أمِّي لم أفعل شيئًا فقط كنت ألعب مع الصبيان!!
- أعرف يا ولدي.. أعرف.
بدا واهِن الصوت وشعرت أنه عازم على الكلام فوافقته كارهة.
- أمي اختطفني الأمريكان من الشارع وأخذوني إلى السجن سألوني عن أخي وعن المقاومة قلت لهم: لا أعرف أقسمت لهم بالله لا أعرف لم يصدِّقوني لم يتوقفوا عن ضربي وتعذيبي وضعت أصبعها على فمه ليتوقف.
- استرح بُنَيَّ، ثُمَّ سنتحدث في الصباح.
- فكّوا العصابة عن عيني يا أمي ورأيت المهندس ماجد.
- ماجد؟!
- ماجد بن الصائغ شمعون زميل أخي بكلية الهندسة، رأيته يا أمي يرتدي لباس الضباط الأمريكان قلت له: قل لهم: إنني لا أعرف شيئًا، صرخ في وجهي قال: ستتكلم يا ابن... أنا ضابط السجن هنا.
لمّا شتم أبي غضبت ولا أذكر ما ردّدت به عليه لكنهم سرعان ما صعقوني بالكهرباء فأُغْمِيَ عليَّ فغمروني بالماء البارد حتى أفقت.

قال لي ماجد شمعون:
- ترى ما أخبار عمتك دكتورة الفيزياء؟
- قُتِلت الشهر الماضي على باب الجامعة.
- أعرف.. أعلم أنها قُتِلت بثلاثين رصاصة.
- قالها يا أمي ثُمّ ضحك ضحكة طويلة.
أغمض عمر عينيه فظنت أنه نام وبعد بُرْهة عاود الحديث.
- بالله عليك يا ولدي اسكت.. نَمْ واسترح لا تجهد نفسك بالكلام.
- أتعلمين أمي من وجدت هناك.. عمّي مقتدى الحكيم ناظر المدرسة الحسينية الذي سافر إلى أمريكا منذ سنوات.
- يا الله وهل اعتقلوه هو أيضًا؟
- كلا يا أمي كلا. لقد كان معهم مع الأمريكان يساعدهم ساومني بالطعام وأنا جائع ووعدني بالخروج من السجن وأن يعطيني كل يوم دولارًا على أن أكون جاسوسًا لهم فلما أبيت أرجعني إلى الجنود تارة أخرى كي يواصلوا ضربي. أعرفتِ يا أمي؟
- نعم والله لقد عرفتهم يا بني.
أغمض عينيه مع انطفاء نور الشمعة وساد الظلام، اعتصرت قلبها الهواجس فوضعت أذنها على قلبه فلم تسمع شيئًا لقد مات.. ساعتئذٍ كان بها أكبر من الحزن وأعظم من الألم وأكبر من الغضب.. عاصفة وزلزال وبركان. أكبر من أن تبكي أو تصرخ ومع ذلك خرجت صرخة رغمًا عنها ولم تدرِ لمَا لم تقل: آه يا ولدي .. بل قالت: آهٍ يا عراق!!

[مياسين]

سبحان مقلِّب الأزمان!!

آهٍ يا عراق!!


قصه رآآآئعه جدآ وفي نفس الوقت مؤؤؤثره جدآ


بارك الله فيك اخي : دير

[أميرة بأخلاقها@]

جزاك الله الجنة أستاذي

[meemy]

أسال الله ان يكتب لهم النصر عاجلا غير اجل..


شكراا لك استاذنا الفاضل..

[dear]

الله يبارك في عمرك أختي الكريمة (مياسين).

[dear]

آآآمين وإياك أختي الفاضلة (أميرة بأخلاقها@) وأحبابنا.

[dear]

الله يعطيك العافية أختي الكريمة (meemy).

[أبوأيمن**]

اللهم أنصر المسلمين في كل مكان

مشرفنا الغالي
تقبل مروري المتواضع

[صاحبة المعالي]

آآآه يا عراق

قصة مؤثرة



صاحبة المعالي

مرت من هناااا


شكرت الفاضل الكريم : دير





ورحلت

[•0سحآبة خِير0•]

القلوب موجوعة والدمع رقـراق === على جراحك التي تنزف يا عراق
أضحت مياه دجلة حمـراء داكنة === بدمــاء أبنائك التي فيه تــــــراق
أيامـــك تمر ســــوداء حزينـــة === قتـلٌ واغتصاب تدمير وإحـــراق
للــــه درك من أيــام سـالـفــــة === كانت الأمـم فيــها إليك تنســــاق
روم وفرس بالسيف لك خضعت === ونهــــــر العلم كان منك دفـــــاق
شمس العلوم من بغداد ساطعــة === تمــلأ الدنيا كلها نور وإشــــراق
مدينة السلام سماها المنصــــور === قبلـة من كانــوا للسلم عشـــــاق
أين زمــان الرشيــــد وحلمـــــه === إننا لزمـــانك يا هارون نشتــــاق
ادعـــوا الله إخــــواني لبلد أحبه === من حـــزني عليه قلبي خفـــــاق
سنة و شيعـــة لم اللـه شملهـــم === محبة و أخــــوَّة بينهم لا شقـــاق
واحلل اللهــــم السلــم بينــهـــم === واجعل بينهم وبين الحرب فــراق
ارحم شهداءهم وارزقهم الصبر === انـــــك يـــــا رب رحيــــــم رزاق

************************************************** **

آه ياعراق

جلجلت اصداءها في دمي

ثائر بين احضان الصمود

لم تكد تنال مني دمعتي حتى عانقت الروح رب كريم

لهم الكون مشعل ونزيف جرح هالك الاوطان

لهم الكرامة من دمي ،، اما لهم او من مجيب الداعي

ليلهم ونهارهم عاشق للنصر من عزيز قادر

كلمات سطرتها اناملي لك ياعراقي الغالي

شكـــــــرا لكـــــــــ dear

[library2]

هذا هو زمن الإبتلاءات
اليهود و أتباعهم الأمريكان و الأوروبيين يقولونها بالفم المليان
نحن لا نخاف من المسلمين ما دامت المساجد لا تمتلئ بهم اوقات صلاة الفجر كما تمتلئ بهم وقت صلاة الجمعة
وهم من قال للفلسطينين قبل 20 سنة قبل الصحوة الدينية فيهم .. لستم انتم المسلمون الذين سيحررون المسجد الاقصى بل مسلمون غيركم
و كأنهم يعرفون بل يعلنوها بكل صراحة اسباب ضعفنا و تأخرنا و هو قلة التمسك بالدين و خوفنا من مواجهة الظالمين
العراق ظلم منذ فترة طويلة ايام حكم صدام حسين بقيادة الملعون جورج بوش الاب
و لا يهمني لماذا ظلم بسبب رئيسه بسبب نظامه .. المهم انه ظلم و فرض عليه حصارا ظالما ادى الى وفاة اكثر من 2 مليون إنسان
و اليوم هو يظلم ظلما اشد و اقسى من الأول على يد ابنه الحقير جورج بوش الابن
و حكوماتنا العربية لا تتدخل ... و لا تقدم و لا تؤخر
لا نريد هذه الحكومات العميلة الواهنة .. التي ما احترمت يوما او دافعت عن دينيا و كرامتنا و انسانيتنا
بل اصبح الحاكم الكافر الذي لا علاقة له بالدين يرفض و يستنكر ما يحصل لنا نحن المسلمين من منطلق انسانيته و فطرته التي ترفض الظلم
أحد رؤساء امريكا الجنوبية و رئيس مفوضية الامم المتحدة يتحدثون عن مشاكلنا و يدافعون عنا و عن حقوقنا و كأنهم يعيشون بيننا و يعانون مثل ما نعاني

المسلمون في العراق يعانون من اعداء خارجيين مكشوفين و هم الامريكان و أتباعهم
و اعداء داخليين مخفيين و هم الجواسيس و من يحسبون على انهم ابناء البلد الذي يتعاونون مع الاعداء الخارجيين و يتحاكمون الى نظام علماني لا ديني
و التصدي لكلا النوعين مطلوب و لا غنى عنه
و السكوت و خذلانهم من اعظم المصائب و الظلم
سلم الله كل يد تحارب الاحتلال اليهودي و الصهيوني في العراق و في فلسطين و في افغانستان و الشيشان في كل مكان
و سلم الله كل من يتصدى للظلم حتى و لو كان ظلم ذوي القربى
و سلم الله كل نفس تدافع عن الحق بكل قوتها

[dear]

شكر الله لك أخي الكريم (أبوأيمن**) مرورك ودعواتك الطيبة.

[dear]

حياك الله أختي الفاضلة (صاحبة المعالي) وحفظك الله أينما حللتي وارتحلتي
وشكر الله لك تواجدك وتشريفك.

[dear]

ما شاء الله ..أختي الكريمة (غيمة حنان) زادك الله من فضله
وشكر الله لك تشريفك وإضافتك الرااائعة وغيرتك على إخواننا المسلمين.

[dear]

سلمك الله أختي الكريمة (library2) على غيرتك ووعيك
وأقر الله أعيننا بنصر الإسلام والمسلمين في كل مكان.

[الإسلام تاجي]

آآآه ياعراق،آآآه من الأعماق،تأوه وحسرة وحزن وآآآلام.

نجح الأعداء في تشتيت شملك وتفريق كلمة شعبك،لقد أثخنوك

بالجراح وتركوك تنزفين عنصرية وضياع.

لقد ضاعت الأندلس ثم فلسطين وها أنت على خطاهم تسيرين.

إلهي ارحم ضعفنا ووحد كلمتنا وانصرنا على أعداءنا يارب العالمين

واظلل اللهم أخي الكريم(dear)في ظلك يوم لاظل إلا ظلك.

[إشراقـة فجـر]

أسال الله ان يكتب لهم النصر عاجلا غير اجل..


بـــارك الله فيك استاذنا الفاضل..

[dear]

شكر الله لك أختي الكريمة (الإسلام تاجي) تشريفك وإضافتك الرائعة ودعواتك المؤثرة
سترنا الله وإياك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.

[dear]

الله يبارك في عمرك أختي الفاضلة (~ Dream ~).

[mother of 4girl]

بالماضى صرخت النساء واااااااااااااامعتصماه
واليوم هل من معتصم ينقذ الامة الاسلامية ويلم شملها ويضمد جراحها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بارك الله فيك دير ع الموضوع الرائع

[dear]

الله يبارك في عمرك أختي المباركة (mother of 4girl) على تشريفك وتعليقك الرااائع.