خلونا نتناسى,,,علشان نعيش

**كاسبر2008** · 15-01-2009, 04:57 AM

الأنانية في الحزن (( أسطورة صينية ))
________________________________________ ________________________________________
حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن!

هنالك أسطورة صينية تقول: إن سيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضى، حتى جاء الموت واخذ روح الابن. فحزنت السيدة جداً لموت ولدها الوحيد، ولكنها لم تيأس، بل ذهبت إلى حكيم القرية وطلبت منه أن يخبرها بوصفة سحرية لاستعادة ابنها إلى الحياة مهما كانت صعبة!

أخذ الشيخ الحكيم نَفَساً عميقاً وشرد بذهنه ثم قال :حسناً! أحضري لي حبة خردل واحدة من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً!

وبكل همة أخذت السيدة تدور على بيوت القرية كلها وتبحث عن هدفها.

طرقت السيدة باباً ففتحت لها امرأة شابة، فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟

ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت: وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟ وأخذت تحكي لها أن زوجها توفي منذ سنة وترك لها أربعة من البنات والبنين، لا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقَ منه إلا القليل!

تأثرت السيدة جداً، وحاولت أن تخفف عنها أحزانها، وفي نهاية الزيارة صارتا صديقتين ولم تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى، فقد مضى زمن طويل منذ أن فتحت قلبها لأحد تشتكي له همومها.

وقبل الغروب دخلت السيدة بيتاً آخر، تسأل عن مطلبها، ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدا، وليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة! فخطر ببالها أن تساعد هذه السيدة! فذهبت إلى السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعاماً ورجعت إلى سيدة الدار، وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد، واشتركت معها في إطعامهم، ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي.

وفي الصباح أكملت السيدة مشوارها، تطوف من بيت إلى بيت تبحث عن حبة الخردل!

وطال بحثها! لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقاً!

ولأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله، وتشاركه في أفراحه وأحزانه! وبمرور الأيام صديقة لكل بيت في القرية!

لقد نسيت تماماً أنها كانت تبحث عن حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن! فقد ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط أن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها فالوصفة السحرية قد أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية.
هذه ليست مجرد وصفة اجتماعية لتوليد الصداقات مع الناس، إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص، وليحاول أن يهب مَن حوله بعض المشاركة التي تزيد من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف عنه في وقت الحزن!