- هنـــا أصبح صوتها متقطعاً من شدة البكاء - وتمنيت احقق رغبتهاا واريّحها بقبرررهاا, لكن الوالد رافض هالفكره تماماً, ورغم كل هذا قلت حسبي الله ونعم الوكيل وصبرا جميل والله المستعان…
وفي أثناء استرسالها في الكلام كان لسان حالي يقــول:كم كحل ضم الحــزن والدمع .. ازاحه .. و ياما كحل يقعد له سنيـن .. ما ساح
ثم حاولت مواساتها واخبارها بأن مافيه احد مرتاح وأن الكل يعاني كيف لا وأحدهم قـد قال:..
" هذه هي الدنيا متاهات واحزان – كل ٍ يدور راحته مالقاها – علاجها صبر مع شوي نسيان – مع ضحكة ٍ تخفي همومك وراهــــــــــــا "
ثم اخذت تنهيدة قويــة وقالت:
وفي يوم أمــس أتـــت المصيبة …
كما قالت نورة الحوشان : مصيبة ٍ ياكبرها من مصيبة"
كنت اعاني من تعب وإرهـاق ونايمه بغرفتي…
ومادريت إلا الوالد يطق الباب ويناديني ...
اول مافتحت الباب قال : عمك وولده بيزورونا الليلة وابيك تطبخين الذبيحه تراني حطيتها بالمطبخ …
قلت :ابشر طال عمررك"
رغم إنه واضح على وجهي علامات التعب ..
لكن كالعااده ابوي يعاملني على إني آله.. على إني جمــاد .. على إني مخلوق وظيفته الخدمــه فقط ..يعااملني كأأنـنــــي بدون مشااعــــر … كأنني حمل ثقيل... على الرغم إن مالي ذنب بهذا كله – ثم بكت وتركتها تبكي, لأن البكاء راحــــــــــــــــــــة ويكاد يكون هو أداة التنفيس الوحيدة لها.. –
وكأن لـسان حالها يقول وهي تبكي : تعبت من ليل ٍ أناجيه بأحزان ... كلّـه ظـلام ٍ سرمدي ٍ وخالي
وطبخت الذبيحـه رغم إني بالموت اشيل جسمي وكانت درجت حرارتي مرتفعــة وحيلي منهــد …
بعد ماا تعشوا وخلصوا جاني اخوي وقال ترى ابوي اتصل على الشيخ وبيجي الآن…
قلت ليش ؟
قال عشان الملكه ..
قلت ملكت مييين؟؟
قااال ابوي قرر يزوجك ولد عمي …
-بالمناسبه ولد عمي عمره 56 ومتزوج وعنده 7 اولاد …
وتافه بكل معنى الكلمه ومــــا فيه تواااافق بيني وبينه لا عمرياً ولا ثقافياً …
وقتها حسيت إن ابوي مــا حس بوجودي.. حسيت إنه يعتبرني أداة لا رأي لــي ولا مشــورة …
كنت انتظر اخوي ياااقف معي … كنت انتظرر احد يتدخــل…
لكن للأسف لا هذه ولا تلك …
حسيت إن الكون كله مووت كله صمـــــت … ولساان حالي يقول: كــن المـلا عدوان لي واقفــة صــف – كـن الجموووووع ومـا حــوى الكــون ضــدّي
…
تمنيت الأرض تنشق وتبلعني ..
صرت مثل الطير المقصوص الجنـاح …
ماقدر اعترض .. ماقدر احتج … ماقدر اسوي شي…
تمنيت امي عاايشه اشكي لها وارتمي بحضنهااا …
تمنيتهاا عندي وتدافع عني وتتكلم بلساااني …
..
وقتها مسكت الجوال ودموعي تتساقط من عيني عشان اتصل على خويتي واشكي لهاا بس من زود الصدمـة عكست آخر رقمين واتصلت عليك بالخطأ …
وقعدت ابكي بدون شعوور وماحسيت بروحي عشان كذا لما كنت تكلمني ما رديت عليك …
هنا تدخلت وقلت: وماذا حدث بعد ذلك؟
قالت: من حسن الحظ الشيخ كان مشغول ولم يأتي "
وابوي قال لولد عمي خلونا نأجّل الملكه …
قلت: وماذا قلتي لأبيك؟ هل اعترضتي؟
قالت نعم أتيت إليه وقلت بأنني لا أريده وبكيت أمام أبي.. ولم يأبه بكلامي وقال أنتي جاهلة وماتعرفين مصلحتك !
وربي راح انتحر لو يملّك علي …
قلت: هل سبب الرفــض هو حبك لـ شخص مـــا؟
قالت: آآآه .. والله مافيني حييل للـحب, واحس إني بلييدة مشاعــر بس هو مستحيل ارتبط فيه لو على موتـي.. شخص أكبر مني بثلاثين سنة ومتزوج وغير متعلم وتافه بمعنى الكلمة, و والأهــم من هذا كله إن امي كانت توصيني وانا صغيره وكانت تردد علي هذه الأبيات حتى حفظتها وأصبحت دستور أسير عليه:
خليك فى راس الجبل لا تضيعيـن
تمسكـى روس الجبـال الطويلـه
تجنبـى درب الزلـق لا تطيحيـن
طيحتك يابنـت النشامـا ثقيلـه
تراك فى غبـة بحـر لا تضيعيـن
موت الشرف ولا حيـاة الفشيلـه
قلت في نفسي: كـفــو, والله كــفــــــو ...
ثم قلت: وماذا عن أخيك في الشرقية؟ لماذا لا تخاطبيه لعله يتدخل؟
قالت :اصلاً ما شفته إلا مرات قليلة وهو مشغول بوظيفته.. وزوجته.. وأولاده.. و انا آخر همـــه.. وبعدين حتى لو أكلمه متأكدة ماراح يسوي شيء.…
ثم قالت وبصوت خافــت: يــــــــا ربي مدري ويش أسـوي بهـالحـظ.. من وين ما صديت حظي متـردّي.. كل ما وصلت الشمس تجذبني الأرض .. وكــــل ما بنيــت أحلام حظـي يهــدّي.. الحــزن في عمري مشى الطول والعـرض.. وأنــا بمكاني أرسـم الحلم وردي..
بعدها سكتت شوي واخذت تنهيدة عميقة وقالت والدموع تتساقط من عينيها: آآآآآآه يا كبر همـي…
قلت : عندي حـل …
قالت: بنبرة فيها تفاؤل: اللي هــــو ؟
قلت: انا اعرف أحد المشايخ الذي له جهود كبيره في حل مثل هذه القضايا, دعيني أكلمه..
قالت وبكل حمااس: ايه تكـــفـــــــــى … وربي مستحيل ارتبط فيه لو على موتي ..
وعند سماعي لهذه الكلمة " تكفى" أحسست بشعور غريب يصعب وصفـــه..
واستحضرت أبيات محمد الدحيمي الشهري:
تكـفـا تـراهـا كلـمـةٍ تقـطـم الحـيـل — لا بالله إلا تـنـسـف الـحـيـل نـسـفــا… تكفـا تـرا تكفـا لـهـا تـسّـرج الخـيـل — إن كان لك في مجمع الخيل عسفا .. تكـفـا تــرى تكـفـا تـهـزّ الرجـاجـيـل — لـولا صــروف الوقـت ماقلـت تكفـى..
فــ قلت لها من بعد اذنك ساغلق السماعة وأتصل به,, وسأعاود الإتصال بك فيما بعــد..
وكــل همي أن يجد لها الشيخ حلاً وينقذها .. لاسيما أن موقف أبيها ليس من الشرع ولا من عادات الكرام..
ثم اتصلت عليه وشرحت له القصة بالتفصيل الممل..
فــ قال: ازهلهااا.
وكان متحمساً للقضية …
ثم طلب مني الرقم حتى يقوم بترتيب زيارة لهم هو وزوجته...
للمعلومية الشيخ من نفس مدينة البنت..
وللأسف انا في مدينة بعيدة عنهم لكن تفاعلي مـع القضية واهتمامي بها جعلني كأنني بينهم..
بعد فترة ...
قام الشيخ بزيارتهم هو وزوجته في ظهيرة أحد الأيـــام.. وتكلم مع أبيها ومع ابن عمها – من يريد الزواج بها –
يقول الشيخ بأنني بينت لهم خطورة هذا الأمر وأنه ليس من الشرع بل ليس من شيم الكرام حيث أن الفارق العمري بينهما كبير إضافة إلى أنه متزوج ولديه من الأبناء 7 وغير مقتدر مادياً والأهــم من هذا كله بأن البنت في قمة الجمال والأخــلاق ومتعلمة لذا فالخُطـــــاب كُثــر,,
ومع ذلك صُدمت من موقف الأب.. ومن موقف ابن عمها كذلك .. فالأب في قمة الجلافة والتحجر حيث قال وبكل وقاحـــة: من متى نشاور الحريم ؟! وقال البنت مالها إلا ابن عمها !
وابن عمها عندما تكلمت معه على انفراد وقلت له قل لعمك بأنك رافض فكرة الزواج وانك استخرت. قال بأن عمي حالف علي ياشيخ وماقدر اعصيه !!
وكأن الحلف نص قرآني منزل لايمكن مخالفته والحياد عنه !
يقول خرجنا من البيت وكلي أمل بمعاودة الزيارة في الغــد مصطحباً معي بعض وجيه الخير لعل الله يحدث بعد ذلك امـراً..
وفي صبيحة اليوم التالي اتصلت البنت علي وقالت بأن أبي اتفق مع أحد المشايخ لعقد قراننا هذه الليلة وأرجووووك تخبر الشيخ وزوجته لكي يأتوا ويقنعوووه بالعدول عن رأيه لأنني لا أعـــــــــرف ماذا سأفعــل بنفسي وقتها,,
اتصلت بالشيخ على عجــل وقلت له يجب عليه الذهاب إليهم حالاً وثني أبيها عن رأيــه الذي قد يُفضي إلى عواقب غير حميدة..
فقال الشيخ سأذهب لهم حالاً ..
وقتها تمنيت لو كنت في نفس المدينة التي هم فيها... حتى أحضر معهم وأقدم شيئ لكن للأسف ليس باليد حيلة....
وطلبت من الشيخ أن يوافيني بآخر المستجدات والأخبار..
بعد 3 ساعات اتصل الشيخ وأجبته حالاً.. وكانت نبرة صوته لا تخلو من الإحباط..
قلت: ماذا حصل؟
قال: حاولنا إقناعه لكن دون جــدوى.. قلت وهذا ما استطعت فعله ؟
قال: لا بل قال لي بأنهم سيأجلون الملكة ليوم الغد – ولم نكن نعرف أنا والشيخ بأنه كان يكذب, بل كان كلامه من باب التخدير والتصريــف –
قلت خيراً إن شاءالله.. ولعله يستجد أمر في الغد وتتحسن الأحــــــوال..
ثم اخبرت الشيخ بأنني سأذهب إلى البر هذا اليوم وربما أغيب يوم أو يومان لكن سأبقى على اتصال معه .. وكذلك بعثت لها رساله اخبرتها في الأمــر, فـ قالت: "الله يحفظك "
ولم أكن أعــرف بأنها آخر رسالة استقبلها منها, لأنني لم أكن أعرف بأننا سنذهب بعيداً ونصل لأمــاكــن لا يصلها البث..
ذهبنا إلى البر أنا وأصحابي وطوال الرحلة كان ذهني مشغولاً.. كـان بودي ثنيهم عن المضي قدماً و الذهاب بعيداً إلى مكان لا يصله البث, لكن لم استطع لأنني لا أريد أن اعكر صفوهم.. قلت سأتحمل ولعل هذه الغيبة تكون خير.. وقبل أن ينقطع الإرسـال بعثت للشيخ رسالة مفادهـــا كذا وكذا.. وأتمنى أن تحرص على الموضوع.. ثم بعثت لها رساله كذلك..
تأخرنا بضعة أيــام لدواعي خارجة عن سيطرتنا.. وعُدنا من البــر بعد 4 أيـــــام ...
وبمجرد عودة البث اتصلت بالشيخ مباشرة..
لكن لم يُجب..
أعــدت المحاولة لكن دون جدوى..
اتصلت بها وكان جهازها مغلقاً..
قلت خيراً إن شاءالله...
وعند العودة إلى المنزل قمت بمعاودة الإتصال بالشيخ
وبعد محاولتين قام بالــرد..
و كان صوته حزين …
قلت ماذا حدث؟
قال للأســف في ذلك اليوم تم خداعنا وتم عقد القران في نفس الليلة..
وقال: لقد كذب علينا وتم اجبارها على التوقيع والموافقــة, .. قلت: كيف معنوياتها؟ قال هي في المستشفى الآن..
قلت: وماذا بها؟!
قال بعد أن تم عقد القران أُصيبة بغيبوبة وفقدت الشعور وتم نقلها للمستشفى.. قلت كيف صحتها.؟ قال حاليا متأزمــة..
قلت في أي مستشفى؟
فأخبرني باسمـه.. وعلى عجل اتصلت بالمستشفى لاطمئن على صحتها لاسيما وأن جهازها كان مغلقاً..
لكن نسيت بأنهم يطلبون مني الإسم .. ثم اتصلت على الشيخ لاحصل على اسمها حيث أنني لا أعرفه .. حتى هي لا تعرف اسمي..
وعند الإتصال وطلب اسمها منه قال : لا داعــي لذلك..
قلت: لماذا؟
قال: البنت يقولون إن حالتها حرجة ..
فـ هــي فاقدة الشعور حالياً..
قلت كيف عرفت؟ قال لان زوجتي كانت عندها قبل ساعات..
قلت إذاً اعطني الإسم حتى اتصل بأوقات متفرقة لاطمئن على صحتها ..
و بعد أن رآني مرتبكاً ..
مشغول الذهن
قرر أن يقطع الشك باليقين ويُطلق رصاصة الرحمــة ويصعقني بالخبر..
وقال: لا تتعب حالك وتكلمهم ..
قلت ليش؟؟
يتبع...
المفضلات