( أرواح تبحث عن الدفء )
ماما قالت:رهف متى نصل للبيت إنني متعبة وجائعة
انحنت رغد لتخرج بعض الحلوى لتشغل بها صغيرتها وناولتها إياها ياالله ياماما كلي ولا تزعجي بقية الركاب قالتها بصوت منخفض وهي تراقب فرحة رهف وهي تقفز لتمسك بالحلوى
حاضر ماما قالت رهف
ماما قالت رهف وعينيها تتطلع ببراءة إلى وجه أمها
نعم ياحبيبتي ردت رغد وعينيها لا تفارق فم صغيرتها فقد بدئت الحلوى تلطخ فمهاالصغير
متى نصل ولماذا لم ياتي معنا بابا؟
لم تستطع رغد أن تحبس دموعها وهي تنظر لابنتها فضمتها بقوة وهي تبكي ودموعها تتساقط على شعر ابنتها فلم تعد تستطيع الاحتمال ماذا سوف تخبر ابنتها ؟ ماذا علي أن افعل ياربي ؟ صبرني ياربي صبرني
ماما انتي تخنقيني قالت رهف
ا ه أنا آسفة ياصغيرتي سامحيني فماما متعبة قليلا قالت رغد
اخذت الصغيرة تمسح بيديها الصغيرتين دموع والدتها وقالت ماما لاتبكي خذي هذي لك وكانت تمد يدها بما تبقى لديها من حلوى
شكرا ياحبيبتي قالت رغد وأخذتها منها ولم تستطع إلا أن تبتسم وهي ترى مدى القلق الواضح في عيني صغيرتها
إنها الآن الساعة الخامسة فجر ولم يتبقى على وصول القطار إلى المحطة إلا ساعتان تنهدت رغد وهي تتذكر كيف تلقت خبر وفاة زوجها منذ أسبوع
لم تكن رهف في البيت في حينها فلقد كانت في المدرسة وحمدت الله أنها لم تكن هناك
كانت رغد في ذلك الوقت في المطبخ تعد وجبة الغداء حين تلقت الاتصال ويالة من اتصال فلن تنساه أبدا
فقدا كانت الساعة الحادية عشرا صباحا حين رن الهاتف
الو...قال المتصل وكان صوت رجلا لاتعرفة
الو.. ردت رغد
هل هذا منزل احمد فارس قال الرجل
نعم ولكنة ليس بالمنزل الآن اتصل بعد العصر يكون وصل إن شاء الله قالت رغد
اعتذر عن الاتصال في هذا الوقت ولكن هل يوجد رجلا بالمنزل استطيع التحدث معه
لقد أخبرتك بان زوجي غير موجود وإذا كان الأمر ضروري اخبرني وسف أبلغة بما تريد عند عودته
انااسف لقد حاولت الاتصال بوالده ولكنه لايجيب وأنا لابد أن اااخبرك وأخذت الكلمات تخرج بصعوبة
خيرا قالت رغد فلقد أحست بضيق من كلام هذا الغريب وبشعور بارد يتغلغل إلى عظامها
ياسفني أن أخبرك بأنة حصل لزوجك حادث وهو الآن في المستشفى ولم نستطع إنقاذ حياته ولم يكد ينهي جملته الاخيره حتى صرخت رغد باسم زوجها وسقطت مغشي عليها من هول الفاجعة
تنشقت بعمق وهي تتذكر تلك اللحظات المريرة في المستشفى وكيف إنها انهارت حين رأتهم ياخذوة إلى ثلاجة الموتى
وكيف أنهم امسكوا بها حين حاولت اللحاق به وهي تصرخ باسمة
فيض الحزن أطلق شلال من الدموع وأخذت تتساقط كمطر الصيف على وجنتي رهف التي أخذت تململ في نومها
لم تستطع رغد البقاء في البيت بدون وجود احمد معها فقررت الرحيل إلى منزل والديها علها تجد في قربهم مايخفف حزنها
ماما انك تبكين مره أخرى قالت رهف وهي تحاول مسح تلك الدموع التي تناثرت على وجها وصوتها يظهر خوفا طفولي على أمها
انه الغبار ياصغيرتي دخل بعيني عودي للنوم لقد اقتربنا
تحركت الفتاه ببط وقبلت والدتها ثم عادت للنوم
أخذت رغد تراقب ابنتها بحب كبير فهي كل ماتبقى لها من احمد
وصل القطار للمحطة واخذ الركاب بالنزول ولأنها ليله شديدة البرودة من أيام الشتاء اخذوا بالازدحام عند الباب الكل يريد الإسراع للاحتماء من برودة الجو مما أدى لافتراق الصغيرة عن أمها
لقد كانت لحظات مخيفه لرغد وهي ترى ذلك الحشد يأخذ صغيرتها بعيدا ولم يكن بيدها حيلة لم تتمالك أعصابها وهي تصرخ كالمجنونة وتدفع كل من يقف في طريقها تحاول ألحاق برهف والتي كانت بدورها تبكي و تستغيث بأمها
لا لا لا لن تأخذوا ابنتي كما اخذ الموت زوجي
لم تتخيل يوما بأنها بتلك القوة وهي تشق طريقها وتصرخ منادية اسم صغيرتها واخذ صراخ رهف يقترب ويقترب حتى استطاعت لمح سترتها
رهف رهف اخذ صوت رغد يتردد ويعلو حتى سمعت صوتها
ماما أنا هنا نادت رهف أمها وهي تمسك بيد ذالك العجوز
حمد لله حمد لله اعتقدت أنني فقدتك وأجهشت بالبكاء قالت رغد
أنا بخير رددت الصغيرة وهي ترى أمها تتهاوى على ركبتيها
تمالكت رغد نفسها وشكرت العجوز الذي ساعد ابنتها
لا عليك بابنتي قال العجوز وهو يبتسم لرهف ويمسح على رأسها إن ابنتك فتاة طيبه أليس كذلك ياصغيرتي
تلقت الصغيرة الابتسامة بابتسامة نعم ياجدي قالت رهف
اهتمي بوالدتك جيدا يارهف قال العجوز ثم ذهب
احتضنت رغد ابنتها لوقت طويل قبل ان تقرر بأنه حان وقت النهوض
أمسكت رغد بيد ابنتها بحنان كبير وانطلقت بخطى ثابتة نحو ذلك المستقبل. مستقبل لم تكن تتخيله بدون احمد ولكن تلك الابتسامة والخوف في عيني رهف أعطتها القوة على الإيمان بان غدا سوف يشرق المستقبل بنور يدخل الدفء لقلبها البارد
لست بغريبة عنكم فانتم اصبحتوا فردا من أفراد عائلتي وأريد رأيكم بصراحة في قصتي هل أعجبتكم وهل استمر في الكتابة أم أتوقف
دمتم لي
المفضلات