لم يجعل اللهُ الدنيا دارَ جــزاء ٍ , و لا العطيـَّــة ُ منها دلالـة ُ رضَا , و لا الحـُـرمة ُ منها و المنعُ عنـها دلالـة ُ سخـَـط ٍ , كما أنَّ العطاءَ الدنيويَّ من الله ِ لأحـد ٍ ليسَ دلالة َ سـخـَـط ٍ, و عدمُ العطـاء ِ ليسَ دلالة َ رضا .






فلا يتعلـــَّـقُ بالغـنى و الفقـر ِ لا سخـَـط ُ الله ِ و لا رضوانـُـه ُ , فإنَّ هذا ممـَّـا تجري عليه ِِ نوامــيسُ الكون ِ .





فلا يـُــقالُ لكـُلِّ فقـير ٍ إنـَّـهُ قريب ٌ من الله ِ , و لا يُــقال ُ لـكـُـل ِّ غنيٍّ إنـَّـه ُ بعيــد ٌ عن الله ِ ؛



لكنَّ العـِبرة َ كـُلَّ العـِبرة
ِ فيما يقعُ من المـَرء ِ من عمَــل ٍ ,






و اللهُ يقول ُ :





( وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35) الزخرف .






كانَ مُـتــَّـقيا ً غنيـّـا ً , كانَ مُـتــَّـقيا ً فقيـرا ً , كانَ مُـتــَّـقيا ً بين َ بين َ , أحوالـُـه ُ في الدنيا لا علاقة لها بالآخـرة ِ ,

العبـرة ُ في الآخـــرة ِ بأن يكونَ المــرءُ تقـــــــيـّا ً في الدنيا .







قالَ اللهُ ـ تباركَ و تعالى ـ :





(ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ) مريم ( 72 ) .





ربي يجزي كل من قرأ الموضوع الفردوس الأعلى من غير حساب و لا عذاب و لا عقاب ... آمين