صفحة 7 من 7 الأولىالأولى ... 567
النتائج 151 إلى 172 من 172

الموضوع: مــــقـــالات ( متجدد )

  1. #151
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    القدوة المفقودة


    يتفق العقلاء والعلماء والحكماء والتربويون على اهمية وجود القدوة الحسنة في حياة الاطفال، لان النفس الانسانية بطبيعتها تتأثر كثيرا بالشخصيات البشرية المحبوبة لها فتحاول تقليدها ومشابهة افعالها ومحاكاة اقوالها، لاسباب كثيرة منها حب الكمال و منها ان للانسان غريزة فطرية تحب تقلد الأسوة وتتعلق بالقدوة وتتمثل بسلوك الآباء وشخصيات المعلمين وتحاكي اخلاق الاقران ، مما يمكنها من تعلم العلم واكتساب الخبرات واحتواء التجارب والحكم بسرعة تتناسب مع عمرهم الزمني القصير خصوصا وسط هذا الكم العلمي والثقافي الكبير مما يختصر المسافات ويقلل الوقت ويبعد التردد او التشكيك، ولذلك قال تعالى في حق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) وقال في حق الانبياء من قبله: ( فبهداهم اقتده ) لان الانبياء كالشموس تنير للناس طرقاتهم حتى لا يتعثرون ولا يزلّون ..
    ومن الاسباب النفسية التي تقف خلف تقليد الناس للقدوة، معرفتهم في داخل انفسهم ان هذه المثل العليا والاخلاق الفاضلة والحكمة المضيئة كلها موضوعات قابلة للتطبيق وفي مقدور البشر عملها بدليل ان (القدوة) استطاع ان يتمثل بها، فرأوا مايحبون مطبقا في ارض الواقع، هذا امر مهم لان البشر بطبيعتهم يتساءلون كثيرا عن الكمال وعن امكانية حصوله للبشرية الخطّاءة بطبعها وعندما يرون ( القدوة البشرية تطبقها ) تزداد قناعتهم وعزيمتهم بإمكانية التطبيق . .
    ****** ورغم اهمية القدوات الحسنة في حياة الاطفال والمراهقين كطريقة من طرق التربية والتعليم والتثقيف، الا اننا وللاسف قدمنا لهم قدوات صنعها الآخرون لنا، قدوات لا تتناسب وطبيعة مبادئنا واخلاقنا وعقيدتنا، والاسوأ من هذا كله أنها قدوات كرتونية فنتازية خيالية لا صلة لها بأرض الواقع، مما يزيد قناعة الطفل المحب لهذه الشخصيات بأن الخير والصلاح والقيم والفروسية والاخلاق انما هي مثاليات صعبة التطبيق لاننا لا نرى بشرا يقدمها بشخصه كواقع معاش، وهذه الفجوة التربوية مازلنا في غفلة عنها رغم اننا نرى اطفالنا كالمغيبين خلف شاشات التلفاز ونجومه المتهافتة، فمتى نربط اطفالنا بقدوات بشرية حسنة قد أثرت بعلمها واخلاقها في مجتمعاتها، ونريدهم قدوات محلية فقد مججنا المستورد ومللنا المجلوب وكرهنا المصنوع، نريد قدوات كالمصابيح تنير لنا في عتمات الليل البهيم، فيتوقد عند اطفالنا الحماسة ويدب فيهم العزم، ويتبين لهم الرشاد، وتاريخنا ملئ بتلك الشخصيات الباهرة، فان ابينا وقصرنا في ذلك فلا اقل من ان نكون نحن الآباء والمعلمون قدوات صادقة لابنائنا، نمتثل لما نأمرهم به ولا نخالفهم لما ننهاهم عنه، فإن لم يروا منا خيرا يهدى فلا أقل من أن نستر عوراتنا عنهم ... وكل رمضان وانتم بخير، وعلى دروب الخير نلتقي ...


    د.أنوار عبد الله أبو خالد
    15 رمضان 1433

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  2. #152
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    أتبخلون على أنفسكم ب«الضحك»؟!


    عيب لا تضحك!..
    هذه الجملة تردد أحياناً على الأسماع. الضحك لم يكن صديقاً لنا على الدوام. الآلام التي عاصرها الآباء والأجداد جعلتهم أكثر جديةً وصلابة. أحزانهم لا تنتهي. يمشون في صحراء قاحلة بلا ماء وبلا نفط وبلا زاد. وكما يستقبل مولوده يودع آخر. كان موت الأطفال بعد ولادتهم أمراً متكرراً، تتضخم الأحزان لتشد الوجوه ويقطب الجبين. لم يكن للضحك وقت كبير. الأماسي الدافئة على النار بعد أن يتيسّر لهم الزاد تفتح المواجع، وأحياناً تتيح المجال للضحك أو السخرية أو التخفف من أعباء الحياة وآلامها. كانوا بالفعل مكافحين حتى ضد الطبيعة التي تأتيهم بعاتيات السموم، من الجدري، إلى سنة الهدام، إلى الطاعون. كانت قاسية عليهم هذه الأرض، إلى أن فتحت الخزائن عن الذهب الأسود الذي بث الروح في المجتمع وأخرجه من آلام الأولين.

    حتى مع تحولات الحياة وأساليبها لم يأخذ الضحك مكانته الطبيعية. الأب الشرقي أحياناً كما يقول أهل التربية يحتفظ بنسبةٍ من الوقار أو الهيبة، أو وزن المشاعر. ما كل ما يشعر به يقوله. حتى كلمات الحب تكون أحياناً محدودة أو مقننة. الطبيعة المتحفظة تورث للأبناء. الضحك في المنزل غير الضحك في الشاليه مع الأصحاب غيره مع الزوجة. لكل ضحكٍ مقامه. ولو سألنا أنفسنا يومياً كم مرةً ضحكنا من أعماق قلبنا؟! فعلاً من أعماق قلبنا منذ متى ضحكنا؟! أظن أننا سنكتشف كم نحن في حالة تقصيرٍ مع أرواحنا وأنفسنا وذواتنا!
    الضحك مفيد صحياً وطبياً، ويقوي جهاز المناعة، ويحد من ارتفاع ضغط الدم، ويزيد الوجه وسامةً وبشاشة، يفيد مرضى التهاب الشعب الهوائية وأزمات الربو عن طريق رفع نسبة الأكسجين في الدم الذي يدخل للرئة، ويزيد من مرونة أوعية القلب ويقوي عضلات البطن، وفوائد الضحك لاتعد ولا تحصى.

    اضحكوا من أعماق قلوبكم كل يوم، وأضحكوا من حولكم، ولا تضنوا على أنفسكم بالفرح والضحك، فإن لحظات الضحك لهي أصدق من لحظات الحزن. أما آلام الدنيا ومنغصاتها فلا تنتهي، وما قضى أحد من الدنيا كل الذي يريد، وما من شخصٍ مهما كبر وعزّ إلا ولديه الأماني الكثيرة. الضحك يطهرنا من الأوجاع والأحزان. الكثير من الضحك والقليل من الحزن، هذا ما أتمناه لكم معاشر القراء.

    ______________
    تركي الدخيل
    16رمضان1433

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  3. #153
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    البيان في فلتات اللسان


    جاء عن بعض السلف قوله: (ما أسر عبد سريرة إلا أظهرها الله على قسمات وجهه أو فلتات لسانه)..
    وهذه المتلازمة يعتمد عليها علماء النفس اليوم لتبين حقيقة ودوافع كل فرد على حده.. فحين تتغير قسمات وجوهنا عند ذكر كلمات أو أسماء معينة.. وحين تزل ألسنتنا - أو تكرر بعض الكلمات باستمرار - يصبح من الواضح أنها تعنينا ونحمل همها أكثر من غيرها!!
    وبطبيعة الحال لا يطلب الأمر طبيبا نفسيا لسبر أغوار الناس بهذه الطريقة.. فلو تأملت أحاديث الناس حولك لوجدت أن لكل انسان جملة أو كلمة معينة تتكرر على لسانه بشكل دائم وممل - وهو ما يطلق عليه إخواننا المصارية "لزمة"..

    وأذكر أنني فاجأت ذات يوم مراهقي العائلة "يحشون" بكبار السن وكيف أن كل منهم يملك نصيحة أو جملة لا يمل من تكرارها.. وحينها اجتذبتني الفكرة وقلت هامسا: أعدكم بعدم إفشاء السر إن أخبرتموني عن لزمة أبو فلان وأبو فلان.. وتراوحت تعليقاتهم بين (الدنيا ما عادت زي أول) و (ياجبل ما يهزك ريح) و(عيش يومك يارجال) و(يد ورا ويد قدام)!!
    وبعد أن استمعت الى تعليقات الجميع تصنعت الجدية وقلت مخلفا وعدي السابق: "سأخبر الشياب بما قلتموه عنهم إن لم تخبروني باللزمة التي أكررها أنا دائما!؟".. عندها حاولوا التهرب وانكروا حديثهم عني من الأساس.. وكدت أصدقهم لولا ابتسامة خبيثة ارتسمت على وجه أحدهم فتمسكت بموقفي حتى أعترف أكبرهم بقوله: بصراحة أنت لديك لزمتان ؛ الأولى (هيّااااا خُذ) والثانية (خُذها قاعدة)..
    وأعترف أنهم نبهوني إلى أنني بالفعل أكرر هاتين الجملتين في معظم المواقف. فالجملة الأولى أقولها دائما بطريقة ساخرة حين أرى ما لا يروقني أو حين يزايد أحدهم على موقف سيئ أو معروف أصلا (وفي حال أردت تقليدي عليك قولها بطريقة تهكميه مع شد الياء ومد الألف)..
    أما الجملة الثانية (خذها قاعدة) فأقولها حين أكون أكثر جدية وأبدأ بإلقاء النصائح والإرشادات - وهو ما يعبر أيضا عن هوسي بالتنظيم ووضع قواعد مسبقة لأي عمل!!
    .. وفي حال نظرت أنت لهذه الظاهرة بمستوى أكثر عمقا وشمولية؛ ستكتشف أن الجملة (أو اللزمة) التي يكررها أحدهم أمامك تُبرز فلسفته في الحياة والجانب الذي يشغله أكثر من غيره.. وبهذا الخصوص أذكر قصة طريفة ذكرها الاستاذ خالد القشنيطي توضح كيف يمكن لهموم المرء - وخفايا صدره - أن تظهر على فلتات لسانه.. فضمن مقال نشره في الشرق الأوسط بعنوان (لغتان أو أكثر) يقول:
    .. وفي أيام الحرب العالمية الثانية كان هناك بقال في محلة الكرنتينة في بغداد في وقت كان فيه كل العراقيين يتعاطفون مع هتلر والنازية.. وكان هذا البقال يستمع خلسة إلى «راديو أنقرة» الذي كان يبث البلاغات العسكرية الألمانية أيضا.. وذات يوم كنت أشتري منه بعض الحلويات فبادرني بالقول: "ابني خالد سمعت آخر خبر!؟.. عمنا هتلر أباد الإنجليز في طبرق عن بكارة أبيهم"..
    وبالطبع كان يقصد «بكرة أبيهم» ولكن لم يكن هذا ما يشغل باله حيث كان عنده سبع بنات شابات غير متزوجات وكان الحفاظ على بكارتهن مشكلة عسيرة يواجهها في حي الكرنتينة الغارق بالفسق والإباحية.. هذا ما كان يشغل باله في الحقيقة وليس هتلر أو القتال الذي يجري في طبرق!!
    .. اضحك اليوم.. ولكن تنبه غدا لفلتات الناس حولك!!
    ______________
    فهد عامر الأحمدي
    14 رمضان1433

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  4. #154
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    الثناء الصادق


    إن الثناء على الآخرين بما يستحقون ، في حضورهم وغيابهم، فيه شجاعة وسخاء نفس ومحبة للخير وأهله وعشق لمكارم الأخلاق وحرص على أن تسود تلك المكارم وتزيد..
    وقد كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يثني على الناس بما يستحقون، قال لأشج قيس: (إن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة) وقال عن الفاروق (لم أر عبقرياً يفري كفريه) وذكر أن الشيطان يهرب من طريق عمر، وقال عن زوجته خديجة (إني أحب حبيبها) وكان دائماً يذكرها بالخير، ولقب أصحابه ألقاباً رائعة سرت على الدهر (الصدّيق والفاروق وأسد الله وسيف الله المسلول) ونحو ذلك مما يحمل الثناء الواقعي..
    إن الثناء الصادق اعتراف بالحق، وإنصاف للمجيدين وذوي الصفات الحميدة، وهذا الثناء لا يقدمه إلا أصحاب القلوب الكبيرة والخصال النبيلة والذين يحبون الناس ويحبون الصفات الحميدة فيحرصون على ترسيخها في نفوس أصحابها، وجعل الآخرين يتوقون لها، ويتبارون في التسابق عليها..
    أما الذي يمنع كثيرين من الثناء على الآخرين بالحق، فهو خصلة أو أكثر من الخصال التالية:
    الحسد.. الغيرة،.. الجحود وقلة الإنصاف.. الخوف من غرور الطرف الآخر.. الخشية من المجاملة التي قد تفسر بأنها (نفاق اجتماعي).. وكل هذه الخصال من خداع العقل السقيم أو اللئيم.. فإن الثناء على الرجل.. أو المرأة.. بما هو فيهما لا مجاملة فيه.. ولا يؤدي إلى الغرور.. بل يؤدي إلى زيادة المودة.. والحرص على تعميق الخصلة الطيبة..
    وهناك لؤماء - عكس الكرماء الذين يثنون بما يعلمون جهراً - اللؤماء يقبرون الحسنات وينشرون السيئات، يكبرون الأخطاء الصغيرة ويتغافلون عن الصواب الكبير.. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً.. فإن الكراهية تلازم اللؤماء ومعها ذئب الحسد ينهش قلوبهم وسوس الحقد يقرض أعصابهم..
    وفي محيط الأسرة فإن بعض الآباء قلما يثني على ابنه.. أو ابنته.. أو يمتدح زوجته.. لكنه شاطر في النقد المر.. والتعنيف المخيف.. ويزعم أنه يعفل ذلك حرصاً، وما فعله إلا جهلاً.. فإن الثناء على الجوانب الطيبة في الزوجة والأولاد وبالفم الملآن يجعل حياتهم أسعد، وسلوكهم أفضل، ويشمل البيت بروح المودة ترفرف فيه بنسيم الرضا والسعادة.
    __________
    عبدالله الجعيثن
    19رمضان 1433

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  5. #155
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )


    استمراء متابعة الإشارات


    نجوى هاشم


    اعتاد أن يبحث دائماً عن الأسئلة، وكأنه مخوّل بالبحث عنها
    واستدراج أجوبتها الغائبة دوماً..
    اعتاد أن يحسم كل إجابة تصل إليه بسؤال وكأنه في سباق
    متكرر يومي مع هذه الإجابات التي لم يصل إليها.

    تفاصيل حياته المكتوبة مليئة بالأسئلة.. مغلفَّة بالأسئلة..
    لا تستكين لحظاتها إلا إذا طوى مفرداتها بالأسئلة الحائرة..
    لا تكتمل لديه إجابة حاضرة إلا إذا استدرك بسؤال مستجد..
    يشعر أنه يبحث عن عمره الضائع من خلال هذه الأسئلة..
    عمره الذي خلا من الإجابات لن تعيده سوى الأسئلة

    قال له صديق ذات مرة: لا يزال عمرك ممتداً، بعد أن فاجأه بأن
    عمره غاب.. وهم تبديد عمره في اللاشيء ظل مسيطراً عليه..
    ومريراً بواقعيته.
    لكن هل استنفذته الأسئلة.. وأعادت ما ضاع من عمره.. أو ما
    تبدد؟ أم أنها اكتفت بأن تكون أدوات صمود فقط تساعد كلما
    توالت المرارات؟
    هل ظلت تفتح له أبواب الأحلام التي وإن خطا إليها إلا أنه عجز
    عن ملامستها بعد أن استمتع بصياغتها، واختراعها، وتعبئتها
    في تفاصيل يومياته؟
    اعتاد أن يمتد مع أحلامه من الأفق إلى الأفق الآخر..
    ذلك ما كان يشعر به.. وما كان يروج له.. وما كان ينشر رفاته
    على أصدقائه وحلقته الضيقة.

    أحلامه كما يعتقد ليست صدفة.. وليست دراما تتوقف على
    حدود مشاهدتها، أو الاستمتاع بها.. أو البكاء على مشاهدها..
    بل هي أحلام مليئة بالحياة.. ومرفقة بالأمل.. وإعادة تكريس
    لاستقراء أيامه التي مضت.. والتي تحولت إلى مسار رتيب لم
    ينطلق سوى لترويج الأحلام.
    أسئلته ظلت هاجسه الوحيد.. وظل منجذباً إليها.. وموالياً لها..
    ومنزوياً في خانة استبدادها.. استسلامه المطلق لها.. حوّل
    رؤيته للحياة.. إلى انهزامية تسبب فيها الآخر الذي غيّب
    الإجابات.. وأوقف البناء.. وكرّس قانون المستحيل.

    هو الآخر فقط من يتحمل تبعات قضيته وليس باستطاعته
    المسامحة أو الترفع عن الحقد عليه..
    كلما مرت الأيام.. وبقي قابعاً يتفرج على أحلامه التي بدت أنها
    تتساقط من الحساب.. كلما ازداد تشدداً.. ضد الآخر.. وكلما
    طاردته أحاسيس مسؤوليتهم هم.. في تبديد حاله.. وتحطيم ما
    يفترض أن يستحقه.
    يئس من أحلامه.. ولكنه تمسك بوجودها.. وبين حين وآخر
    تحاصره جاذبيتها لكن لا تعمر طويلاً.. ولا تسرق من وهج
    بقائه في دائرة الأسئلة التي أحبّ الثبات عليها.. واستمرأ
    متابعة إشاراتها للاحتماء بما تبقى له من دفع فاتورة الإقامة في
    مكانه الدائم.

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  6. #156
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    دع القلق وثق بالله



    قد يكون التعلّق بالله -عز وجل- لدى البعض منا كبيرًا، وعميقًا فلا يكادون يرفعون هاماتهم عن موضع السجود، ولا تعلم شمائلهم ما أنفقت أيمانهم، وقد تكون ألسنتهم مبللةً بذكر الله على مدار الساعة، لكنهم حين تحل بهم نازلة ما يعتريهم الجزع والضيق والكدر، وتغلب عليهم النقمة على القدر والضيق بالأحداث، وقد يعتادون الجزع حتى يصبح خصلة أصيلة فيهم لا يجلّيها ما يمارسونه من عبادات، ولا ما يتضرّعون به من دعاء، وسبب هذا غالبًا هو اختلال عبادة التسليم والرضا بالقدر، وإساءة الظن بالله -سبحانه وتعالى- فحسن الظن بالله هو بلسم الجراح، وهو الأنس الذي إذا اجتاح الصدر أخرج ما يعتريه من همٍّ وألمٍ، وهو قطرات الشهد التي تزيل مرارة الوجع.
    ولا يكتمل التسليم والرضا بغير الظن الحسن بالله، لأنه -جل شأنه- عند الظن به، كما وعد وتوعد حين قال: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن عبدي بي ما شاء"، والتشاؤم وتوقّع السوء الذي كثيرًا ما يقع به المتضجرون الجزعون -غفلةً أو جهلاً- ليس إلاّ سوء أدب مع الله، وسوء ظن به لا يليق بجلاله، ولا يصح لمسلم أن يعتاد عليه، ويتهاون فيه، فهو صفة للمنافقين والمشركين الذين توعدهم -عز وجل- بالعذاب والغضب، قال تعالى: "وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا‏"؛ ولذا يعيش مَن يسيء الظن بالله في كَبَدٍ من الحياة، يجعل الأرض تضيق به بما رحبت، وعلى العكس يعيش مَن يحسن الظن بالله سعيدًا، تتكامل في روحه القيم الإسلامية مهدئة روعه ورباطة جأشه، وإن أصابته المصائب فهو يعلم يقينًا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن المسلم ما يُشاك شوكة إلاّ وكُتب له الأجر، وأن ربه العظيم الكريم لا يأتي إلاَّ بالخير، فيتفاءل به فيجده.
    عبادة حسن الظن بالله يهجرها الكثيرون، ولو طعموا حلاوتها ما احترقوا لحدث دنيوي، ولتوقعوا الفرج، ولوجدوه قريبًا، قريبًا جدًّا.

    لولو الحبيشي

    الأربعاء 08/08/2012

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  7. #157
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    الاستقرار


    قد تصف أحدهم بأنه ذكي لكنه لا يعرف مصلحة نفسه، فهو مغامر إلى حد المقامرة مثلا، أحمق مثلا، لا يتخير معاركه، كثير المشاكل أو كما نقول "جايب لنفسه المشاكل" وغير ذلك من الأوصاف. وقد نستغرب كيف أن ذكاء مثل هذا الإنسان مثلا وقدراته المتنوعة تحرمه من الحفاظ على النجاح مثلا أو اكتساب حالة من الاستقرار المهني والاجتماعي. فنحن في حركتنا الدائمة نبحث عن الاستقرار ولكن الاستقرار قد لا يعني الخمول أو البقاء مكانك سر، لكنه يعني البقاء في منطقة أمان تتوفر فيها أساسيات نفسية وبيئية معينة تتيح لنا الحركة والتوسع والانطلاق في كل الاتجاهات.
    ليس بالضرورة أن تكون شديد الذكاء أو مميزا في مواهبك البشرية الخارقة كي تصل لما تريد أو كي تحقق نجاحا ما، لكن ما تحتاجه هو وضوح رؤية تعرفك بما تملك من قدرات، وبحدود إمكانياتك ووضوح أهدافك حتى تصل لما تريد. ما تحتاجه أحيانا هو قدرة على التركيز وجهود مضاعفة حتى تحقق ما تريد في هذه الحالة قد يأخذ الذكاء المتقد مقعدا خلفيا لأنك تحتاج لمهارات أخرى تتطلبها لعبة البقاء أو النجاح أو الاستقرار.
    ليس بالضرورة أن تكون هذا الإنسان الفذ أو السوبر كي تنجح، كل الناجحين من حولك حددوا نقطة انطلاق وهدف وصول ومشوا باتجاه هذا الهدف وعلموا بجهد مضاعف حتى يصلوا لمبتغاهم، أحيانا قد تحتاج أن تكون أكثر طواعية مع البيئة المحيطة بك فبدلا من أن تحارب الرياح الرملية الشديدة أو تجلس في البيت تتذمر منها قد تحتاج أن تضع كمامة وتخرج لإنهاء شؤونك، لا أدري إن كان المثال واضحا، لكن ما أقصده أنك تحتاج أن تتواءم مع بيئتك لا أن تنفصل عنها. أحيانا قد تجد في نفسك القدرة على تقبل ظروف لم يخطر على بالك في يوم ما أنك ستمر بها! وأحيانا تجد أنك كي تستمر في العيش مرتاحا تضطر إلى أن تخلق حلا من كل مشكلة أو تبحث عن كوة تتنفس منها كلما أغلقت النوافذ وهنا تتفاجأ بما تملكه من قدرات على شق طرق جديدة وعلى اختراع الأمل.
    هذا أنت قد لا توصف بأنك ذي ذكاء متقد، إنسان عادي تملك وجها قد لا يتذكره أحد لكنك تعرف كيف تكون سعيدا ومرتاحا. أنت محظوظ!

    _____
    _______
    ندى الطاسان

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  8. #158
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    خورة الكذب على العقل والنفس..



    إن قلوبنا التي في صدورنا والتي نسميها بالعقل الباطن ، تنكر الكذب ولا ترضى به، ولذلك فعندما تأمرنا عقولنا بالكذب لتتخلص من ورطة أو للهرب من عاقبة أو للتجمل أمام الناس، فإننا حين نمارس هذا الكذب، فإن العقل الباطن والجسد كله يهتز ساخطاً على هذا التناقض بين الحقيقة الداخلية التي يؤمن بها وبين الكذب الذي يدلس به اللسان، وهذا الاعتراض الذي يقوم به القلب يكون قوياً وظاهراً إذا كانت هذه الكذبة هي الأولى أو انها كذبة نادرة، ولذلك تجد أن صاحبها يتلعثم ويتردد ويطيل التفكير فيها ويبدأ العرق في التصبب بغزارة، ولكن هذه المظاهر تخف وتتلاشى ظاهرياً كلما أصبح الكذب عادة متكررة لدى الشخص، ولذلك تجد ان الكذاب المشهور لا يتلعثم عندما يكذب ولا ترمش له عين وتظهر على وجهه علامات الطمأنينة والسكون فينخدع به السامع !!!..
    ***وأخطر ما في الأمر عندما تتناقض الحقيقة أمام القلوب، فلا تعرف من تصدق، هل تصدق ماتراه وتسمعه وتعقله، أم تصدق مايكرره اللسان من كذبات متكررات ؟ ومع مرور الزمن تصدق القلوب مايكرره اللسان، ولذلك يصدق الكاذب كذبته ويؤمن بها وينسى انه هو الذي كذبها ولفقها .. وعندما يحدث ذلك يقع اضطراب حقيقي في العقل الباطن فيمرض بأمراض الشك والتردد ويصبح ضعيف القدرة على معرفة الحقيقة من الخيال وربما أصيب بالوساوس والخيالات والخوف الدائم لأن أرضيته التي يقف عليها أصبحت غير واضحة المعالم ولا مستقرة الفهم، فتصبح القلوب كما وصفها محمد عليه الصلاة والسلام (لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً)..
    ولاشك ان الكذب واستسهاله في هذا العصر هما من أسباب انتشار العلل النفسية لدى الناس .
    فعندما يأمر العقل بأن يكذب اللسان، فإن القلب لا يوافقه ولذلك تجد أن (لغة الجسد) تنطق بالحق بحركات لا إرادية تخالف مايقترفه اللسان من كذب، ولذلك كل ماعليك أن تلاحظه لتتأكد من صدق المتكلم هو لغة جسده، فانه في الغالب سيحاول ان لا ينظر إليك مباشرة، بل سيحاول أن ينقل بصره، وسينشغل بترتيب الأشياء ونقلها من مكانها ليخفي اضطراب حركاته، وستجده لا يستطيع أن ينصب طوله أو يقيم ظهره لأنه يحاول أن يكمش عموده الفقري كرغبة منه في الاختفاء، ومن الدلائل أن تجده لا يريك باطن كفه فربما كور كفه أو وضعها على الأرض أو قبض بيديه على بعضهما أو حاول قضم أظافره ، وبالنسبة للبصر فإن الكاذب في الغالب عندما يكذب ينظر إلى الأعلى من الجهة اليسرى ، وهذا يعني انه يحاول اختراع صورة ليست موجودة أصلا، أما في حال النظر إلى الأعلى من الجهة اليمنى فإنها تعني محاولة تذكر الحقيقة في الغالب، وسترى من الكاذب ابتسامة مزيفة وهي كالقناع الذي يلبسه للاختفاء من عار الكذب وهي ابتسامة لا تشبه الابتسامة الحقيقية لأنها لا تحرك الا العضلات السفلى حول الفم فقط دون العضلات التي حول العينين ، وإذا كان الكاذب يحس بتأنيب الضمير فستجده عندما يكذب فانه يحاول أن يفرك شحمة أذنه أو يحك أنفه أو ذقنه ، وكلها محاولات منه لإخفاء الكهرباء الزائدة في أطراف أصابعه الناتجة بسبب الاضطراب النفسي المكبوت والذي يحدث داخل الجسد بسبب الكذب، وهو نتيجة قلق وخوف وهلع من انكشاف الكذبة وانفضاح أمره ..ولذلك لا تعجب من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما سئل أيكون المؤمن جباناً، قال :(نعم) ، وسئل أيكون المؤمن بخيلاً ، قال :(نعم) ، وعندما سئل هل يكون المؤمن كذابا، قال:(لا)… فالكذب انتكاسة في الفطر وهو من علامات النفاق ويكفي فيه انه تصادم بين الحقائق في جسد واحد …
    وعلى دروب الصدق نلتقي ..وكل عام وانتم بخير .



    -------------
    د.أنوار عبد الله أبو خالد

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  9. #159
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    فكّر كالشجرة


    تمتلئ حياتنا العصرية ببرامج الكترونية (وهواتف ذكية) تساعدنا على التخطيط والتنظيم والتفكير بشكل سليم ومرتب. ولكن؛ رغم أهميتها - واستخدامي لها - تبقى الورقة والقلم أفضل أداتين يمكن الاستعانة بهما على التفكير بشكل سليم وموسع.. تذكر معي آخر مرة حاولت فيها حساب شيء ما؛ ثم عند حد معين بدأت تفتش عن ورقة وقلم لتنظم فيها حساباتك بشكل افضل. هذا الموقف يوضح اهمية (الورقة والقلم) في متابعة الافكار وتوضيح النتائج والتفرع بها لمستويات أكثر تعقيدا.. بل ان المهارة في استعمالهما يضاعف من قدراتنا العقلية ويساعدنا على توليد المزيد من الافكار الابداعية. فأنت مثلا يصعب عليك (بطريقة ذهنية مجردة) حساب راتب التقاعد لابعد من خطوة او خطوتين؛ كما يصعب عليك تنظيم أي مشروع تجاري او تخطيط التفاصيل الداخلية لبيتك الجديد بدون اللجوء الى الورقة والقلم.

    ليس هذا فحسب بل ان استعمالهما يمكن ان يتحسن اذا لجأنا الى طريقة في التفكير تدعى خرائط المخ؛ فمن الملاحظ ان معظم الناس (حين يخططون لحياتهم او يجرون حساباتهم) يفعلون ذلك بطريقة متتالية متراكبة على نمط 1 2 3 4 5.
    ومن المآخذ على هذه الطريقة انك حين تنطلق من الفرضية (1) يذهب تفكيرك فورا الى الاحتمال (2) وفي حال فشله لا تجد امامك غير الاحتمال (3) ومنه الى (4)، ومن عيوب هذه الطريقة ان تفكيرك ينطلق بخط مستقيم ضيق ولا تحصل إلا على احتمال واحد في كل مرة (وان كان الاساس الذي بنيت عليه خاطئا منذ البداية تنهار كل الخطوات التالية ويضيع جهدك سدى)!!

    هذه المآخذ جعلت الباحث البريطاني المعروف توني بوزان ينصح باعتماد طريقة متفرعة في التفكير دعاها "خرائط المخ" لايمكن تنفيذها بلا ورقة وقلم.. ففي رأي بوزان يجب ان يمثل الهدف الاساسي "جذع الشجره" الذي تخرج منه فروع ثانوية تتفرع بدورها الى اغصان اصغر فاصغر. ووضع الافكار على الورق بهذه الطريقة يحفز المخ على الاستطراد ويعطيك فهما افضل للموضوع ولا يجعلك تفوت أي احتمال ثانوي.
    وكي تتضح طريقة بوزان بشكل افضل دعنا نفترض ان اسمك "عبدالله" وانك ترغب في تنظيم حياتك بشكل مثالي:

    .. في البداية اكتب اسمك في منتصف الورقة وضع حوله دائرة كبيرة.. ومن هذه الدائرة تفرع الى دوائر اصغر واكتب بداخلها اشياء تهمك مثل: المال، السعادة، السفر؛ الاستقرار العائلي.. والآن اختر احدى الدوائر الصغيرة (ولتكن المال مثلا) وتفرع منها الى دوائر أصغر تضم ابرز العناصر التي يمكن ان تحقق لك ذلك الهدف. وبعد ان تنتهي افعل الشيء نفسه مع العناصر الاخرى وستدهش للكم الهائل من الافكار والطرق التي توصلك لمبتغاك، والتي لم تكن لتخرج بها لو اتبعت الطريقة القديمة المتوالية!!
    للوهلة الأولى قد تبدو نصيحة بوزان بدهية ومسلما بها؛ ولكننا في الحقيقة لا نطبقها على ارض الواقع ويغلب على تفكيرنا (التصور الذهني) والسير في خطوات متوالية تسير باتجاه واحد؛ فالشاب مثلا ليس في رأسه غير الوظيفة للحصول على الدخل؛ في حين ان التفرعات (التي تخرج من دائرة المال) قد تلفت انتباهه الى امكانيات أخرى كثيرة.. اضف لذلك ان مجرد وضع الأفكار على الورق يجعل الموضوع ثابتا في ذهنك ومتجسدا امام ناظريك.. فنحن كثيرا ما نتحمس لأمر ثم يتلاشى بالتدريج من عقولنا حتى نفاجأ بنسيانه تماما.

    بقي ان نشير الى ان بوزان يؤكد ان تعليم اطفال المدارس التفكير بالطريقة المتفرعة (بدل الطريقة المتوالية) يرفع من نسبة ذكائهم وجعلهم يقدمون حلولا اكثر واعمق للمعضلات التي طرحت امامهم.
    وأنا شخصيا أصدقه؛ واتمنى ان تتحول (طرق التفكير) عموما الى منهج يدرس في مدارسنا!

    ___________________
    فهد عامر الأحمدي

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  10. #160
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )


    فتياتنا و الابتزاز...


    مع بزوغ فجر الطفرة التكنولوجية وعصر السماوات المفتوحة ، و ظهور وسائل الاتصالات الحديثة وشبكات الإنترنت والقنوات الفضائية , وقعت الكثير من الفتيات في شَرك قضايا الابتزاز.

    تلك الظاهرة التي بدأت في الإنتشار سريعاً كالهشيم في النار , ثم استفحلت وتطورت أساليبها وطرقها، و اتحد الهدف باستغلال الفتاة ماديًا أو جسديًا وانتهاك محارم الله بالسيطرة على قلب الفتاة و عقلها متسبلين إلى ذلك بمعسول الكلام و أرتال المشاعر المزيفة و من ثم إشباع رغبات المبتز.

    في (مكتب الاستشارات الأسرية والقانونية بلجنة إصلاح ذات البين النسائية) .. تردنا العديد من قضايا الابتزاز البشعة والتي اشتملت على الإهانة والعنف، بل والتعذيب أحياناً مع التعدّي على العرض، وسلب المال، والأذى الجسديّ والمعنويّ .

    وفي معرض الحديث أذكر قصة إحدى الفتيات في المرحلة الثانوية , كانت تعاني ظروف صعبة وأبوين منفصلين , فوجدت ملاذها إلى شاب تعرفت إليه عبر مكالمة خاطئة , وتطورت العلاقة لتصل إلى محادثات فيديو على الماسنجر وتبادل الصور ، لكن الخبيث قام بتسجيل كل مكالماتها معه ، وطلب منها الخروج وحين رفضت وأخبرته بأنها تريد التوقف عن المكالمات ظهر بوجهه الحقيقي، وبدأ يهددها بفضحها ونشر مكالماتها عبر البلوتوث إذا ما حققت مطالبه ، وجاءت تطلب العون والمساعدة وتم تحويلها للهيئة وقُبض على الشخص الذي كان يبتزها ولله الحمد ..

    فتاة أخرى ...كادت تهم بالإنتحار خشية الفضيحة و العار.. وبعد تسقّط الأخبار عنها اتضح أنها تورطت بعلاقة مع شاب مستهتر ظنته صادقاً حين ادعى أن قصده شريف وأنه يريد الزواج بها فصدقته و انقادت إليه حتى وقع الفأس بالرأس ...

    وغالباً ما يكون الابتزاز مادياً ، أو باستمرارهنّ في العلاقة الآثمة , وحال رفض الفتيات للتهديدات يقوم المبتزّ بإفشاء العلاقة للأب، أو الأخ، أو حتى للزوج ، بل قد يصل الأمر إلى نشرها على الإنترنت.

    إن الاستخدام السلبي للتكنولوجيا والتقنية الحديثة عنصر مهم في انتشار هذه الجرائم التي يستغلها ضعاف النفوس لتحقيق أهدافهم الدنيئة في استهداف الفتيات وتهديدهن بالفضائح ...
    يقف ضعف الوازع الديني في قائمة الأسباب الدافعة بالفتيات إلى هذا المصير , و يليه اهمال الأهل لرقابة بناتهن و كذا غياب الحوار بينهم ، و فقدان العاطفة والحب في كثير من البيوت مما يحدوهم إلى البحث عن ذلك خارج المنزل .

    و لا ننسى ما للفراغ من أثر بالغ في الانحراف الخلقي ..

    لذا لا بد أن نقي فتياتنا من الوقوع في براثن الابتزاز بتقوية الوازع الديني في نفوس الأبناء , وتغذية أرواحهم و قلوبهم بالعطف والحنان و على الأخص الفتيات لحاجتهن الماسة إليه حتى لا نجبرها للبحث عما يشبعها عند الآخرين ..
    على الأم أن تكون صديقة لابنتها، و على الأب أن يُدلل ابنته بجميل القول و لطيفه و يغرقها بالحب
    حتى يكون هو الرجل الأول في حياتها .. و التنبيه و الحرص من استخدام أجهزة الجوالات في تصوير أفراد العائلة من الإناث خصوصاً؛ لأنه قد يُفقد الجهاز أو يُسرق فيقع في أيدي من لا يخافون الله.

    و نشد و نهيب على الفتاة التي قد تقع ضحية ابتزاز بالإسراع لإخبار الأهل و مصارحتهم أو حتى أحد المكاتب الاستشارية في حال عدم القدرة على مصارحة الأهل بحقيقة الأمر ليتم إبلاغ الجهات المعنية كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالهيئة تتعامل مع مثل هذه القضايا بسرية تامة جداً بحيث تحافظ على سمعة هذه الفتاة وتخلصها من شر هذا المبتز ...وقانا الله وإياكم شر الفتن والمنكرات.


    رويده محمد صديقي
    مستشارة قانونية

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  11. #161
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    الفرق بين العولمة والعالمية


    «العولمة» من المصطلحات التي نشأنا عليها لدرجة لم تعد تلفت انتباهنا.. وهي - كما يوحي اسمها - مشتقة من العالمية وتوحد العالم في بوتقة واحدة ومظهر مشترك..
    وهذا التوحد له وجه ثقافي (بحيث يتبنى العالم ثقافة عالمية مشتركة) وجانب اقتصادي (يوحد أنظمة الاقتصاد وقوانين التجارة الدولية) وجانب سياسي (يمثله طغيان النموذج الأمريكي والهيمنة الغربية)..
    وكل هذه الوجوه تقتضي تجاوز الحدود الجغرافية واندماج الثقافات المحلية وذوبان الهوية الداخلية.. وبصرف النظر عن رأينا في الموضوع تسير العولمة بسرعة مخيفة لتحقيق هذا الهدف لدرجة أصبح أطفال العالم متشابهين وأكثر تعلقا بأفكار وثقافات ومنتجات عالمية مشتركة!!
    والسؤال المهم هنا:
    - هل مظاهر العولمة هذه إفراز طبيعي، أم فعل مقصود يدخل ضمن نظرية المؤامرة؟
    - هل هي نتاج طبيعي لانتشار الانترنت وتقنيات الاتصال وقدرتنا على السفر (وتحول العالم لقرية صغيرة) أم أنها مؤامرة مقصودة من الدول الكبرى لتعميم منتجاتها الثقافية والاقتصادية على الأمم الأخرى؟
    .. أنا شخصيا لن أحاول تحديد الجواب الصحيح لسببين؛ (الأول) تداخل الفعلين، و(الثاني) أن أي رأي سنختاره سيكون له معارضون يملكون حق النقض بمستوى الطرف الآخر!
    المهم في نظري هو إدراكنا للفرق بين العولمة والعالمية.. فرغم أن الأولى مشتقة من الثانية إلا أنني شخصيا أرى فرقا كبيرا بينهما.. فالعولمة فعل مفروض يتطلب انصهار الجميع في بوتقة واحدة؛ في حين تعني العالمية الخروج طواعية من قوقعة المحلية والانفتاح على كل العالم..
    العولمة تتطلب الانسلاخ - ولو جزئيا - عن القيم الثقافية والمبادئ المحلية وذوبان الأمة في بوتقة الآخرين.. كما تتطلب تقديم مصلحة العالم على مصلحة الوطن والمواطن (حيث يفرض البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية مثلا على الدول الصغيرة التقيد بقرارات وقوانين قد لا تعمل لصالح مواطنيها)..
    وإذا علمنا أن المنظمات العالمية ذاتها خاضعة لسيطرة الدول الكبرى يحق لنا التساؤل: لمصلحة من يتم خلق عالم تحكمه القوانين الدولية والمؤسسات العالمية والشركات العملاقة؟!
    وإذا علمنا أن الثقافة الأمريكية والأفلام الهوليودية هي المؤثر الأكبر على ثقافة اليوم يحق لنا التساؤل: لمصلحة من يتم تقليص هوية الأمة وسلطة الدولة وخصوصية الوطن؟!
    أما (العالمية) فعلى عكس العولمة تعني الانفتاح على العالم دون فقد الهوية وروابط الانتماء.. فالعالمية تعني تلاقح الأفكار وتبادل المعرفة والتعامل الراقي مع كل الشعوب.. ولا أبالغ إن قلت إن الاسلام أول من نادى بالعالمية من خلال آيات وأحاديث كثيرة موجهة لكافة الناس.. ففي حين خصص القرآن الحديث عن (قوم نوح) و(وقوم صالح) و(قوم هود) و(قوم لوط) لم يتحدث إطلاقا عن قوم محمد وتجاوز قبيلة قريش وعرب الجزيرة مخاطبا جميع الناس والشعوب..
    بل لاحظ أنه تجاوز حتى «المسلمين» في معظم خطاباته مستعيضا عنها بكلمة «الناس» كونها تشمل كافة الأمم الأعراق والأديان مثل قوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى»، «يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا»، «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة»..
    وعلى نفس السياق توجد أحاديث كثيرة موجهة لكل «الناس» مثل قوله صلى الله عليه وسلم «وخالق الناس بخلق حسن»، و»يا أيها الناس ‏إن ربكم واحد وإن أباكم واحد لا فضل لعربي على أعجمي ولا ‏‏لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى».. حيث تجاوز فيها العرب والمسلمين ولم يقل مثلا (وخالق المسلمين بخلق حسن) أو (يا أيها العرب إن ربكم واحد وأباكم واحد)..!
    .. المؤسف؛ أنه في الوقت الذي تكتسح فيه «العولمة» جميع الأمم والشعوب، نزع المسلمون عن دينهم صفة «العالمية» من خلال إصرارهم على حصره في وطن واحد، ومذهب واحد، وثقافة واحدة، وآراء وحيدة تنعت غيرها بالكفر والضلال..

    ____________
    فهد عامر الأحمدي

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  12. #162
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    فرحة العيد


    قبل العيد يجب ان نعلم بأن السعادة إنما تستجلب وتصنع، والسعادة انما هي نتيجة لاسباب تقدم، فليست السعادة بأمر حتمي يسطع علينا كما تسطع علينا شمس يوم العيد، بل السعادة اعمق من ذلك واكبر، سعادتنا إن لم نصنعها فإننا ابدا لن نعيشها، وإن لم نتقاسمها مع من هم حولنا فإننا ابدا لن نشعر بها، والسعادة طائر جزوع إن ضايقته بكلمة تعيسة او تشاؤم اسود او مقارنة مجحفة او قللت من قدره او تزهدت فيه فإن هذا الطائر سرعان ما يحلق عاليا ويتركك على ارض التعاسة تلوك حسرات اعياد مضت كانت السعادة فيها كما تزعم اجمل واسعد!!
    في داخل نفوس البعض منا تمنع وتعزز عن الفرح بأيام العيد فصعب عليه أن يفرح، حتى لو حاولنا ان نفرح نحن من دونه فسيأتينا من يخبرنا بأنه عيب علينا أن نفرح، ولا اعلم لماذا يوجد داخل البعض منا ضمير يؤنبه عندما يفرح، وإلا لماذا تأتيني رسالة هاتفية في صباح العيد لتخبرني بأن (لا أنسى في غمرة العيد اخوة لنا يعانون من العوز واليتم والحروب!!).
    ورسالة بعدها بلحظات نصها (يتمنى لكم مستشفى (س) عيدا سعيدا، ويذكركم بأن عيادات الطوارئ مفتوحة في ايام العيد!!)
    ورسالة ثالثة تذكرني بموت اب عزيز او ام غالية لم يمض على وفاتهما بضعة اشهر، تقول لي (ليتهما معنا يشاركاننا الفرحة، فرحتنا في هذا العام ناقصة في غيابهما ولكنها سنة الحياة والموت حق على الجميع!!).
    ثم يجتمع الاقارب ويتحدثون بنفس الكلام المعاد والمتكرر في كل عام وفي كل عيد، فيقولون (رحم الله اعياد زمان، ايام الفرح الحقيقي، اما اعيادنا الآن فلا طعم لها ولا لون ولا سعادة)!!.. طيب ليه النكد ياجماعة.
    وفي احدى السنوات كنا في اجازة صيفية لاحدى الدول العربية، فحل علينا العيد ونحن صغار نراقب بعين البصير مظاهر الافراح من حولنا، فما راعنا الا غياب الناس عن انظارنا وهم بكامل زينتهم جماعات ووحدانا الى مكان لا نعرفه، وبعد ساعة او ساعتين عاد الناس وعليهم آثار العرق والغبار، فسألنا اقراننا الصغار منهم اين ذهبتم؟ فأخبرونا بأنهم ذهبوا الى المقابر ليسلموا على اقاربهم الاموات ويعايدوهم بعيد لم يشهدوه عقلا ولم يعلموا به اصلا، لا اعلم حينها لماذا فزعت وانكرت الامر، ولكن عندما كبرت علمت ان الفطرة قد انكرت عملا لا يقره شرع ولا عقل ولا منطق، والا لماذا نشوه جمال العيد بذكر الموت، وكيف اجمع في قلب واحد سعادة وفزعا او فرحة وخوفا..!!
    وبالامس اجتمعنا على مائدة عامرة بأصناف الطعام فرحة بالعيد وبهجة باجتماع الاقارب والاحباب، وعندما هممنا بالاكل قالت احداهن (يا الله، كم فوق هذه المائدة من نوع وصنف وغيرنا لا يجد ما يسد رمقه، الله لا يعاقبنا).!! وانهت جملتها من هنا ونهشت هبرة من لحم كانت قد امسكتها بيدها!!
    لقد سمح الرسول صلى الله عليه وسلم للأحباش في يوم العيد ان يتراقصوا بالحراب واين؟ في داخل مسجده!!، وسمح لجاريتين ان تغنيا لعائشة في يوم عيد واين؟ في قعر بيته!!، وقال عن ايام العيد انها ايام اكل وشرب وذكر لله عز وجل، وسمح فيها بإظهار اللهو المباح ليشاهده الناس كلهم وليعرف غير المسلمين بأنه صلى الله عليه وسلم قد بعث بالحنيفية السمحة وليعلموا ان في ديننا فسحة.
    فلماذا يعز علينا اذا لم نكن سعداء او على الاقل ان نسعد من هم حولنا ولو بكلمة جميلة او ابتسامة عذبة اومجاملة حلوة؟! لماذا لا نتصنع السعادة لاجل ان يعيشها من هم حولنا؟ لعل مفهوم السعادة يغيب عنا احيانا او ربما نحن نغيبه من حيث لا نعلم!!
    فالسعادة انما تستجلب وتصنع، والسعادة نتيجة لاسباب تعمل، قد نختلف مع بعضنا او نتفق بخصوص ما مضى من الصور والوسائل في التعبير عن فرحة العيد، ولكن من حق كل انسان ان يسعد بالطريقة البسيطة بدون منغصات او سوداويات لايام معدودات ينفصل فيها عن واقع أليم واخبار موجعة، فإذا لم ترد هذه النوع من السعادة الصافية، فليس من حقك ان تجبرني أن اعيش معك في سعادة مشلولة ومشوهة، سعادة تريد ان يكون اطارها الموت وألوانها بؤس الفقراء وحزن الايتام ودماء الحروب، فإن لنفسك عليك حقاً، ولكل حال مقال..
    وكل عام وانتم بخير..
    ________
    د. أنوار عبدالله أبوخالد

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  13. #163
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )



    شكرا لكلك من عطر موضوعي بالحضور او المشاركة
    وعيدكم مبارك وينعاد عليكم وعلى احبابكم بالصحة والسلامة

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  14. #164
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    قبل وفاة الأرض


    أيام الملك عبدالعزيز لم يكن سكان السعودية يتجاوزن سكان الرياض الآن!
    وأيام جدي وجدك كان استهلاكنا للطاقة (من نفط وكهرباء) يساوي صفر تقريبا..
    ومجرد المقارنة بين جيل الأجداد والأحفاد - وفي أي دولة تختارها - يوضح حجم الاستهلاك الكمي والنوعي الذي يستنزفه البشر هذه الأيام..
    وفي حال أدخلنا العالم معنا.. وفي حال احتسبنا معدلات الاستهلاك وتضاعف البشر خلال المئتي عام التالية؛ يتوقع عدم كفاية موارد الأرض لأكثر من مئتي عام قادمة!!
    فالنفط مثلا مُنتج تكون في باطن الأرض خلال (ملايين السنين من التراكم والتحلل) ثم أتينا نحن لنقطف ثمرته في أقل من قرن.. أما الغلاف الجوي فتكون منذ بليوني عام وها نحن اليوم نملؤه بالملوثات بحيث يصبح بعد قرنين غير قابل للاستنشاق.. وفي حين عملت الأشجار - منذ بدء الخليقة - على سحب ثاني أكسيد الكربون ومنحنا الأوكسجين انحسرت غابات العالم بشكل مخيف وتضاعفت رئات المتنفسين بشكل غير مسبوق!!
    .. وحين تتأمل مثل هذه التداعيات ستكتشف أنه لم يعد أمامنا سوى خيارين للبقاء مستقبلا:
    - الأول: تخلي البشر عن جميع وسائل وتقنيات وترف العصر الحديث، والعودة الى عصر الأجداد حيث البساطة والشمس المزود الرئيسي للطاقة..
    - والثاني (الذي لم يعد خياليا على الاطلاق): البحث عن كوكب مثيل ومشابة للأرض ننتقل إليه قبل فوات الأوان!!
    .. وأقول (مثيل ومشابه) لأن هناك بلايين الكواكب في هذا الكون.. غير أن البشر أنفسهم لا يستطيعون العيش على 99,99% منها لأسباب كثيرة ومتقاطعة (مثل عدم امتلاكها ماء وأوكسجين، أو لأنها أبرد وأسخن مما يجب، أو لأنها تتمتع بجاذبية أقوى أو أضعف من قدرتنا على التحمل، أو مكونة من غازات وبحار سامة)!!
    واليوم يركز علماء الفلك ليس على اكتشاف الكواكب بعمومها، بل تلك التي تشبة الأرض في كل شيء وتملك سطحا صلبا وتقع في منطقة صالحة للعيش..
    والمدهش أنه حتى عام 2001 لم تكن تقنيات الرصد قادرة على رصد أي كوكب خارج مجموعتنا الشمسية (حيث تمنع ذلك طبيعتها المظلمة وغير الاشعاعية).. غير أن الأمور تطورت بسرعة من ذلك الوقت لدرجة اكتشاف أكثر من 1242 كوكبا، تقع 58 منها فيما يسميه علماء الفلك "منطقة صالحة للسكن" أو Habitable Zone..
    ورغم أننا (أقصد؛ أنهم) لم يعثروا حتى الآن على توأم للأرض، ولكن المطمئن أن عدد الكواكب الهائل في الكون - والذي يفوق حبات الرمال على شواطئ العالم - يبشر على الأقل بوجود سبع أرضين في هذا الكون الفسيح (حسب آيات وأحاديث كثيرة فصلتها في مقال سابق)!!
    - السؤال المهم هو:
    هل ينجح البشر في الانتقال إلى أحد هذه "السبع" قبل صول كوكبنا الحالي لسن الشيخوخة والعجز الكامل!؟
    وحين نصل إليها يا ترى هل ستكون (خالية) كما عثر آدم وحواء على كوكبنا الحالي أم مليئة ببشر مثلنا يرفضون مشاركتنا خشية تدمير كوكبهم هم!؟

    فهد عامر الأحمدي

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  15. #165
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )



    ثقافة الاعتذار


    طبيعة الانسان الخطأ، ويتميز العقلاء بالعودة للصواب ولكن يرتقي الانسان ويتميز نبله بقدرته على الاعتذار لمن اخطأ بحقة وان كان اصغر منه عمرا او مكانة.. والاعتذار يمثل مظهرا حضاريا وهو انعكاس لمستوى النضج والثقة في النفس.
    ورغم سمات الشجاعة التي يتصف بها مجتمعنا ورغم ثقافتنا الاسلامية التي تؤكد على التوبة الا ان اغلبنا تغيب عن ممارساته الاجتماعية ومضامين علاقاته الاجتماعية ثقافة الاعتذار حيث يعتبرها البعض شكلا من اشكال الضعف رغم ان الاعتذار لا يقوم به الا من يملك مستوى عاليا من الشجاعة الادبية..
    لنا ان نتخيل مستوى الاحترام بين المعلم والتلميذ فيما لو اعتذر المعلم لتلاميذه عن خطأ غير مقصود وارتقى بعلاقته معهم الى حيث تكون الثقة مسار التواصل.. ماذا لو اعتذر الاستاذ الجامعي لطلبته في موقف او آخر.. رائع لو استطاع الاب او الام ان يدرك ان اعتذاره لابنائه لا يهز مكانته بل يعمق جذور الحب والاحترام.. ماذا لو اعتذر امام المسجد لطفل او مراهق..؟
    ثقافة الاعتذار ممارسة نحتاج كثيرا لان تكون جزءا من تكوين علاقاتنا الاجتماعية بحيث نمارس الاعتذار بكل اريحية ودون تردد او شعور بالخجل او اعتباره ممارسة ضعف.
    في المناسبات السعيدة نتذكر الاحبة ونتذكر الكثير من المواقف التي ربما اخطأنا فيها بحق عزيز او قريب وربما باعدت بيننا الى حد الانقطاع فيما كان اعتذار صادق وفي وقت مناسب كافيا لاصلاح العلاقة وعودة اواصر الود والحب لعلاقة انسانية.
    أتمنى من مدارسنا ان تعلم ابناءنا وبناتنا ثقافة الاعتذار عبر ممارسات القدوة، انها ثقافة مهمة قد لا يغرسها البيت وهو مقصر فيها، فالمدرسة مؤسسة تنشئة اجتماعية تعالج نواقص الاسرة خاصة في ثقافات ربما تغيب عن الاسرة السعودية مثل ثقافة الاعتذار وثقافة احترام الرأي الآخر.. مع ملاحظة ان اسرنا تنعم ولله الحمد برصيد كبير من القيم الجميلة والاصيلة ولكن ايضا نحتاج ان نغرس قيما اخرى تضيف لنا كمجموعة وكأفراد الكثير من الجمال.. والاجمل لو ارتقت ثقافة الاعتذار لمستوى أسمى بحيث لا نقع في الخطأ وخاصة تلك الممارسات غير الحضارية فلسنا مضطرين للاعتذار لعامل النظافة لو لم نلقِ ورقة او منديلا في الطريق، ولن نكون مضطرين للاعتذار لرجل المرور لو لم نقطع اشارة المرور.. ولكن سيكون جميلا لو اعتذرنا لهم على خطأ ولم نعد له.
    نحتاج كثيرا لنشر ثقافة الاعتذار فهي مستوى من مستويات الشجاعة الادبية وهي سلوك النبلاء وتمثل حصانة قوية للابتعاد عن الخطأ واللا مبالاة بمشاعر الآخرين.
    اعتذر لطفلك او ابنك او ابنتك او الخادمة او السائق، لا تكتفِ بالاعتذار لرئيسك او لمن يفوقك قوة.. نحن في حاجة لثقافة الاعتذار وفق اخترام الآخر وليس الخوف من الآخر.

    __________

    د.هيا عبد العزيز المنيع

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  16. #166
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    الحياة هي التغيير

    نجوى هاشم

    بعد انتهاء العيد.. والانغماس مع العائلة والمعيدين من الأهل والأقارب وغياب تلك الأيام والليالي التي عبرت بسرعة بعد صخب، وتجمعات أسرية وخروج.. وأطفال.. وضجيج.. اكتشف أن الأشياء لم تتغير بمعنى انها ظلت كما هي.. رغم انه رآها بصورة مختلفة طوال أيام العيد.. وان الصور المعلقة على الحائط بدت باهتة كما يعرفها.. ولم يطرأ عليها شيء كما تخيل، شعر أن الوجوه هي نفسها.. وان المكان أيضاً لم يفارق ملامحه التي تعود عليها.. اكتشف انه هو الذي جمّل الصورة.. ولم تكن الصورة جميلة في الأصل..
    تذكر قول أحدهم.. (التغيير هو الحياة) توقف أمام العبارة .. شعر انه استمتع بطريقة ما ربما تكون غير كافية.. ولكن كان سعيداً.. وكان مستمتعاً بمتعة من حوله.. وفرحهم.. وإحساسهم بالحياة.. وتشبثهم بأي لحظة فرح طارئة.. كيف والعيد هو الفرح بالنسبة للمسلمين.. ينتظرونه عاماً كاملاً... ويستعدون له بعد شهر الصيام.. ويشترون الجديد على طريقتهم.. ويتكدسون في محلات الخياطة.. بعد أن خططوا لذلك من شعبان.. ويزدحمون في العشر الأواخر في محلات الحلويات وكأنهم لم يتذوقوا الشوكولاتة والحلوى طوال العام.. وتزدحم الأسواق بالنساء بشكل أكبر يبحثون ظهراً وعصراً وإلى آخر لحظة من لحظات المحلات قبل الاغلاق عن الملابس للأطفال ولهن.. وكأنه اعتياد استهلاكي، مُستقى من مفهوم العيد..
    اضطر للخروج والمسايرة.. الملاهي تمتلئ بروادها.. والشواطئ تبدو ممتلئة بلا حدود.. والأسر تتجمع في الاستراحات..

    والشاليهات، تقودهم حالة من التمرد على واقع الأيام المعتادة.. والالتصاق بحميمية العيد حتى على المستوى الإنساني..
    أقارب لم يرهم من العام الماضي.. حلوا ضيوفاً دون موعد وآخرون انقطعوا.. ولم يسألوا رغم كل الظروف التي مرّ بها لكنه رآهم والتقاهم وكأن شيئاً لم يتغير بالنسبة لهم.. وكأن عيد العام الماضي كان بالأمس وليس منذ عام، تسارع الأحداث الماضية بالنسبة إليه كشف الصورة.. لكنه أصر على اخفائها ارتأى ان تمضي الأمور كما يريد العيد.. والمحتفون به.. وان لا يبحث عن التفسير وينشغل بالحياة التي خلفّها العيد من احتفائه بالتغيير..
    اكتشف أن الحياة من الممكن الامساك بزمامها.. بعيداً عن التكرار.. أو السلبية.. التي طالما كانت الملامس الأول لليوميات.
    تخطى أزماته في العيد.. واكتشف انه يقترب من الآخرين بإرادة العيد وبإرادته.. لم يشعر بالاحباط المعتاد ..أحس بقوة التغيير العام.. وصداه داخل نفسه.. وتسلله إلى داخله .. بعيداً عن النمطية..
    اليوم بعد مغادرة العيد.. وكالعادة لم يتوقف كثيراً لمناقشة صمت التعبير.. أو رتم الحياة الذي عاد كما كان.. فقط شعر أنه من الممكن أن يعيش الحياة كما يريد.. طالما ظل هناك متسع للتغيير...

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  17. #167
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    لا تمسكه من هذا المكان

    فهد عامر الأحمدي

    في أكتوبر 2011 ارتكبت خطأً مقدساً في تايلند .. ففي تلك البلاد لا يجوز لمس رأس أي إنسان مالم يطلب منك ذلك لعمل مساج أو إخراج القمل مثلاً . ويصبح الوضع محرماً جداً لدى رجال الدين الذين لا يجوز لمسهم على الإطلاق ومن أي مكان ناهيك عن رؤوسهم الصلعاء.. غير أنني لم أكن أعلم بكل هذا حين زرت مدرسة بوذية تُخرّج رهبان المستقبل فعمدت لملاطفة أحد الطلاب ووضعت يدي حول رأسه بطريقة أثارت صراخ الجميع.. وحينها فقط تطوع أحد المعلمين لإخباري بأن أطفال المعبد مقدسين لا يجوز حتى لأمهاتهم لمسهم الأمر الذي جعلني أضمم يدي أمام بطني طوال مدة بقائي معهم (كما يتضح من الصورة التي وضعتها مؤخرا على الفيس بوك) !!

    أما أول موقف مشابه فتعرضت له قبل ربع قرن في أمريكا مع أحد الزملاء الذي سبقني إلى هناك .. فبعد انتهائي من المرحلة الثانوية حزمت حقيبتي ولحقت بصديقي الذي سبقني للدراسة في ولاية منسوتا (حيث عشت فيها لعامين). وفي ذلك الوقت كان من الطبيعي أن يمسك الأصدقاء في السعودية أيدي بعضهم في الشارع.. وفي المقابل يشير تصرف كهذا إلى وجود علاقة شاذة بين الطرفين في أمريكا رغم أنه لا يعني أكثر من وجود صداقة قوية بين الذكور في السعودية والهند واليمن وأفغانستان....
    وذات يوم كنا في أحد الأسواق الفخمة حين بادرت بلمس يديه فسحبها على الفور منبهاً إلى عدم جواز هذا التصرف بين الأسوياء.. غير أنني ضحكت من ردة فعله وأصبحت أتعمد مسك يديه كلما صادفنا أشخاصا يعرفهم (وهو ماكان يغضبه ويحرجه على حد سواء)!
    على أي حال؛ رغم أن الوضع تغير بين شبابنا هذه الأيام وأصبح يثير اشمئزازي الشخصي إلا أن هاتين التجربتين توضحان اختلاف نظرات الشعوب فيما يخص التلامس والتربيت والمصافحة والاحتضان وصفع الرقبة (الذي نعده مزحاً ويعده الصعايدة اعتداء) ..
    ويمكن القول بوجه عام إن الشعوب الشرقية تمارس عادة اللمس بحرية أكبر وبراءة أكثر من الشعوب الغربية؛ ففي حين يتحفظ الناس في إنجلترا وألمانيا والنرويج في التعبير عن مشاعرهم بهذه الطريقة، يشكل لمس الآخر جزءاً كبيراً من لغة الحوار في مصر وتركيا وسيرلانكا.. وهذه الحقيقة لا تتعارض مع وجود مواقف استثنائية وفروقات جنسية - ومتى وكيف يتم ذلك - داخل كل ثقافة ومجتمع على حده.. ففي أوروبا مثلاً يبدو الإيطاليون واليونانيون أكثر تسامحاً من بقية الشعوب الأوروبية في الشمال، وفي باكستان والعراق يوجد تسامح (مفرط) بين الذكور في حين يوجد حظر كامل بين الإناث.. أما في أمريكا وكندا فيمكن للواحد حضن ابنته ووالدته بلا تحفظ في حين يتحرج من فعل ذلك مع ابنه أو والده ويكتفي بالسلام من بعيد "هاي جون".. أما الإنجليز فيستحقون جائزة العالم في (اللامساس) باستثناء مايحدث خلال أول عشرة ثوان من إدخال هدف لصالح انجلترا!
    الخلاصة .. في حال ثبت فعلاً أن (لغة الجسد) تشكل 85% من تواصلنا مع الآخرين فهذا يعني أن تعلم مغزاها لدى أي شعب يفوق في الأهمية محاولة تعلم لغته المحكية..
    بكلام أكثر بساطة؛ جهلك باللغة الفلبينية لا يسبب لك مشكلة، ولكن وضع يديك على كتف رجل آخر قد يعرضك للضرب!

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  18. #168
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    بين ما هو حاصل.. وبين ما أنت عليه

    نجوى هاشم

    يشعر كثير من العائدين إلى أعمالهم بعد إجازة العيد بالضيق والاكتئاب ويتمنى أغلبهم لو أن الاجازة امتدت أكثر من ذلك.. معلمة جديدة صادفتها تقول لي هل سيمددون الإجازة؟ عدنا إلى العمل والغثاثة.. والتعليم.. أما الطلبة والطالبات فيرون أن الأسبوع القادم هو بداية العبء.. وبداية النكد، بعد أن تحولت أيام الاجازة إلى نوم طويل في النهار.. وسهر في الليل.. وتجمعات عائلية..
    من الطبيعي أن لكل إجازة نهاية.. وأن العمل عائد - والمدارس عائدة سواء كانت مملة.. أو إجبارية.. لكن السؤال الأزلي الذي يطرح نفسه - لماذا لا تتشبع الناس من الإجازات؟ ولماذا تشكل عودة المدارس للطلبة الضيق والزهق؟ وهل ترتبط نوعية التعليم بهذا الاحساس؟ أم أن من يضيق يريد أن ينجح، أو يتسلم راتباً دون الذهاب إلى عمله أو مدرسته؟
    ومع هذه الأسئلة المفتوحة تظل تدور في دائرة لماذا لم يشعر العائد إلى عمله بالسعادة؟ لماذا لا يسعد بعض الطلبة والطالبات بعودة المدارس وهل تقف حدود سعادتهم على الاجازات والترفيه - والنوم واللعب؟
    منطق ما يسعد أو يسبب الاكتئاب يظل منطقاً أزلياً. ودائماً أقرأ ما يعكس سعادة الآخرين كلما نشر.. ومفهوم السعادة ووصولها إلى شخص دون الآخر.. وقدرة كل شخص على تحقيقها بأبسط الوسائل.. وبأبسط ما يمكن العمل به..
    آخر الدراسات أظهرت أن أعمال الخير تبدأ فعلاً من المنزل وتساعد على تحسين الصحة وإزالة الكآبة.. ووجدت الدراسة أن الإحسان يفيد الصحة الجسدية والنفسية ويزيد السعادة، ويعزز الثقة بالنفس.. ويقلل الغضب.
    وقد طلب الباحثون من أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين ١٠ و٥٥ عاماً ممارسة عمل الخير بصوة عشوائية في مجتمعاتهم فوجدوا أنها ساهمت في رفع احترام الذات لديهم بنسبة ٣١٪، وتخفيض ضغوطهم بنسبة ٣٦٪ وأضافت الدراسة أن عمل الخير يفيد الجميع لأن القيام بأشياء جيدة للآخرين يضفي طابع الإيجابية على الأفكار والمشاعر ويفيد الصحة أيضاً..
    أعمال الخير لا ترتبط بالمادة ولكن أيضاً بالأعمال التطوعية التي تنعكس على الشخص وتُهذّب مشاعره وتضفي عليه إحساساً بالسعادة.. ولذلك تعمد بعض المحاكم في الغرب إلى عقوبة ساعات عمل تطوعي وخدمة مجتمعية تضع فيها المخطئ أمام مسؤوليات يدفعها للآخرين، وقد تحوله إلى شخص آخر..
    يسعد الذاهبون إلى العمل من خلال احترام الأصدقاء وزملاء العمل حيث وجدت دراسة علمية أمريكية أن الإعجاب والاحترام الذي يحصل عليه الإنسان من أقرانه وأصدقائه له تأثير أكبر على شعوره بالسعادة الشاملة في الحياة من زيادة حجم أرصدة البنوك والثراء الفاحش وجمع الثروة الطائلة..
    دراسة أخرى نشرتها صحيفة «ديلي اكسبريس» أظهرت أن القناعة هي المفتاح في حياة طويلة وسعيدة - ووجدت الدراسة أن القانعين بحياتهم هم أقل احتمالاً للإصابة بأمراض القلب.. والناس الأكثر سعادة يحمون أنفسهم أكثر من الأمراض المهلكة.. وأثبتت أن منافع القناعة والحياة المرضية في تعزيز صحة القلب.. كما أن القناعة في مجالات معينة من الحياة وخاصة الوظيفة والأسرة.. والحياة الزوجية، هي أصول صحية إيجابية.. وحذرت الدراسة من أن التدخلات الرامية من خلال العقاقير الطبية إلى تحسين الحالة النفسية وجعلها إيجابية، وليس فقط تخفيف الحالات النفسية السلبية قد تسبب مخاطر عالية للأفراد..
    لكن هل بالإمكان اختيار السعادة؟
    يؤكد الخبراء أن للسعادة طريقتين الأولى هي أن تفعلي أشياء صغيرة تستطيع أن تغير مزاجك، يوماً بيوم والثانية هي أن تتخذي أنشطة الناس السعداء، وذلك على مدى عمرك كله.
    ممارسة الرياضة تمنح السعادة.. التعبير عن النفس يمنح السعادة تخصيص وقت لنفسك سواء للاسترخاء مع كتاب.. أو ممارسة هواية يساعدك على تجميع قواك، ويجعلك أكثر سروراً..
    أخيراً على من عادوا إلى أعمالهم أو على الطلبة والطالبات العائدين الأسبوع القادم التفكير فيما هو إيجابي ليعودوا سعداء.. أو على الأقل متقبلين لما يمارسونه..

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  19. #169
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    الإرادة التي لا تُقهر.. عمار بوقس!

    تركي الدخيل

    "الدنيا مليانة تحديات، وأنت لك القرار، يا تختار، يا تنهار، الإعاقة عمرها ما كانت نهاية الحياة، عمرها ما كانت نهاية العالم. صوت الإرادة صوت لا يعلو فوقه أي صوت".
    هذه هي رؤية عمار بوقس للحياة. فهي أكبر من التحديات، ويعتبر التحديات مسائل ثانوية لايمكن أن تهزم الإرادة التي تفتت الصخر وتهز الجبال الرواسي. قصة هذا البطل ضمن وجه من وجوهها الكثيرة في فيلمٍ مدته خمس دقائق وأربع وستون ثانية. وبعض قصته في كتابٍ أعلن عنه في نهاية الفيلم بعنوان:"قاهر المستحيل".
    لم يكن مستسلماً للجسد الذي أعلن الطبيب عدم مقاومته للشلل لأكثر من سنتين، بل بقي معلناً تحديه على كل الجبهات العلمية والعائلية والاجتماعية واستطاع أن ينتصر وأن يكون الأول في تخرجه في الجامعة مع مرتبة الشرف.
    الدرس الكبير الذي يقدمه لنا عمار من بين الدروس الأخرى الكثيرة خلاصته أن افهموا ياشباب مجتمعي. ديمومة الشكوى من الواقع لا تغير الواقع، الإحباط والكسل وندب الحظ وانتظار الاسم في الجريدة لا يقدم لك الغنى، كما أن إعلان فوات قطار التعلم، أو دعوى استهداف المعلم لك بأن يرسبك في المواد، أو أن الأسئلة التي قررها صعبة كلها أمور ثانوية، مادمت تمتلك شيئاً واحداً هو "الإرادة".
    الإرادة هي التي جعلت فيزيائياً مثل ستيفن هوكنج والأستاذ في جامعة كمبردج، حيث يشغل كرسي الأستاذية نفسه الذي كان شغله علماء خالدون من أمثال نيوتن وديراك وذلك على الرغم من مرضه المقعِد الذي أعجزه عن الحركة والكلام.
    يعلمنا عمار أن الشاب يحتاج إلى شيئين أساسيين للوصول إلى أي طموح: الأول: الإرادة، نعم الإرادة وهي أساس الإبداع، وهي التي تجعلك تنظر إلى التحديات على أنها قشور، لأن لديك الطموح الأعلى، الإرادة هي التي غيّرت العالم يقول نيتشه:"إن الإرادة ليست عمياء بل لها غايات".
    الأمر الثاني: تحديد الأهداف العلمية والعملية، أن يكون لك أهداف واضحة ومرسومة، تصل إليها عبر طريق أو عبر عدة طرق، وأن لا يكون الهدف مساره واحد إن أغلق أغلقت الدنيا في وجهك، بل الأهداف لها مسارات عديدة، والحصيف من أدرك أهدافه بكل طاقته.
    شكراً عمار على هذه الدروس وأجزم أن تجربتك تستحق مقالاتٍ عديدة. دمت بخير وسعادة، ودمت للجميع طاقة نفاذة ووقوداً للإبداع والاستزادة من العلم والعمل..

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  20. #170
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    أوقفوا استغلال المرأة !

    د. صفوق الشمري
    هذه مجموعة قصص حقيقية أحببت طرحها مباشرة دون مقدمة أو ديباجة !
    زوج قام بفتح حساب بنكي باسم زوجته حتى يتمكن من تسجيلها في برنامج حافز دون علمها، وذلك من خلال انتحال شخصيتها حيث قام بإحضار أخته والتعريف عليها على أنها زوجته كونها تحمل دفتر عائلة فقط !طبعا استولى على كل المبالغ المالية!بالصدفة اكتشفت المأساة !
    قصة أخرى عن أب يستغل بناته الثلاث بالاستيلاء على جميع مخصصاتهن من برنامج حافز ولا يعطيهن حتى الفتات رغم حالتهن المادية السيئة !ما اضطر إحداهن للكذب وإخبار الأب بأن مكافأة حافز توقفت أو تم الاستيلاء عليها من البنك !وعندما احضرها والدها إلى البنك للشكوى اعترفت بالحقيقة وتوسلت للبنك لإيجاد طريقة لمنع والدها من الاستيلاء على مخصصاتها من حافز!
    قصة ثالثة لمعلمة تزوجت يوم الخميس وحضرت للبنك يوم السبت بعد يومين فقط من حفل الزواج للتقديم على قرض للحد الأقصى بعد إجبارها من زوجها!
    عدد كبير من المعلمات لا يعرفن مقدار راتبهن الشهري، ولا حتى رقم بطاقة الصراف الآلي لان البطاقة مع الزوج طول الوقت وهو من يتصرف كلياً بالنقود !
    كثير من الموظفات يأتين إلى البنك ويطلبن إيجاد أي عذر لرفض القرض بسبب عدم قناعتهن بالقرض، لكن تم إجبارهن من أزواجهن لطلبه !
    لدرجة أن بعض الأزواج يستغل زوجته لطلب قرض ومن ثم يستخدمه للزواج بأخرى !!
    طبعا هذا غير عشرات القصص للتنازلات الوهمية في المحاكم من ورث وغيره ويقوم الأقارب بإحضار امرأة على أنها الوريثة!
    طبعاً كل هذا يحدث لأن تعريف المرأة السعودية حسب مؤسسة النقد والدوائر الأخرى لم يتغير منذ زمن طويل!
    كل ما تحتاجه هو معرف قريب (رجل) يستطيع ادعاء أي امرأة أنها زوجته أو أخته.. الخ.
    وللأسف فإن البنوك والدوائر الحكومية لا يهمها كثيرا التدقيق ما دامت المسؤولية الجنائية لا تقع على عاتقها بل تقع على عاتق المعرف! لكن من سيهتم لحقوق المرأة المسكينة صاحبة الحق إن لم تكتشف الخدعة؟!
    يجب أن يتغير تعريف المرأة المحجبة في الأمور المالية! إما هوية وطنية أو جوازا أو تعريفا بصورة للمعلمات من مدارسهن مع جميع الأرقام للتأكد !
    ومن لا تقع في كل الفئات المذكورة أعلاه فيجب أن توضع آلية محكمة دقيقة لتعريفها!
    يجب أن لا يترك الأمر للاستغلاليين !
    يجب أن يحافظ على الخصوصية والأسرار المالية للنساء وجعلها سرية حتى على أقربائهن حتى لا يُجبرن على الكذب أو الخداع ويسلمن من الابتزاز المالي!
    وضع تنظيمات مالية لكي تحد من قدرة أشخاص آخرين على الاستفادة من قروض النساء!
    مما قيل هذا الأسبوع :
    **ما قاله الرسول الكري م(صلى الله عليه وسلم) لابن عباس (رضي الله عنه)
    يا غلام ، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف .

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  21. #171
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    مافشلنا فيه.. وحققته أوروبا

    فهد عامر الأحمدي
    قبل عشر سنوات بالضبط (وتحديدا في 2002) تم إلغاء 12 عملة أوروبية محلية واستبدالها باليورو كعملة أوروبية موحدة. ورغم علامات الوهن - والضغوط الاقتصادية - التي يواجهها اليورو هذه الأيام؛ إلا أن مبادرة الأوروبيين بإلغاء عملاتهم الوطنية تعد شجاعة اقتصادية وسابقة تاريخية فشل عالمنا العربي والإسلامي في تحقيقها رغم الروابط المشتركة بين شعوبه..
    وقبل التوسع (في مسألة الروابط المشتركة) دعونا نعترف بأن النيات الطيبة لا تكفي وحدها في عالم الاقتصاد.. فحتى الأوروبيون يتساءلون اليوم عن سلامة الوحدة النقدية - وسلامة موقف البريطانيين والدنماركيين الذين امتنعوا عن المشاركة فيها.
    فقبل عشرة أعوام كانت الآراء ايجابية والجميع يشيد بمحاسن التحول لعملة موحدة - التي من أهمها تلافي التقلبات في أسعار الصرف، والغاء عمولات التحويل، وسهولة التصدير، وتسريع الاندماج، وتوفير الشفافية، وتشجيع السياحة.. ناهيك عن منافسة الدولار واكتساح العالم بعملة تقف خلفها كامل أوروبا!
    ورغم التساؤلات الكثيرة عن مستقبل اليورو هذه الأيام؛ مازلت احسد الأوروبيين على هذا الإنجاز (وتعرفون الفرق بين الغبطة والحسد)؛ فرغم ماضيها الدموي ومذاهبها المتناحرة.. ورغم ثقافاتها المتعددة ولغاتها المختلفة.. الا ان أوروبا انجزت الكثير في سبيل الوحدة والتكامل.. في حين مازلنا في مرحلة الأمنيات وشعارات الوحدة العربية والاسلامية.
    فبعد اعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية عقدت في باريس اتفاقية الفحم والصلب عام 1951. ومن هذه الاتفاقية (التي لم تضم حينها سوى ست دول) ولدت فكرة الاتحاد الاوروبي.. وتوسعت الدائرة بدخول دول جديدة حتى أعلن الاتحاد رسميا في ماسترخت عام 1992. وفي عام 1997 قدمت التصاميم الأولية للعملة الموحدة وتم الاتفاق على استعمال العملة الجديدة من أول يوم في 2002!!
    ويمكن القول ان فرنسا والمانيا وبلجيكا كانت من اكثر الدول تحمسا لفكرة اليورو في حين رفضت دول أخرى؛ مثل بريطانيا والسويد والدنمارك تبني العملة الجديدة.. فالسويد والدنمارك رفضتا اليورو بناء على استفتاء شعبي عام، في حين رفضته بريطانيا بسبب تحفظها التاريخي حيال كل مايمس هويتها الخاصة!!
    ومما ساهم في تقبل اليورو - في معظم المجتمعات الأوربية - ان معظم العملات الاوروبية تعد حديثة نسبيا أو تم تبنيها من دول اخرى (بعكس الجنية الاسترليني مثلا)؛ فالمارك الألماني فرضته امريكا فرضا (بدل الرايخمارك) بعد هزيمة هتلر. والاسكودا حل محل الريال بعد الاطاحة بالملكية في البرتغال، في حين اُخذ الفرنك البلجيكي من فرنسا والجيلدر الهولندي من فلورنسا.
    أما بالنسبة لبريطانيا فقد سبقت فرنسا ب 600 عام في اتخاذ عملة وطنية موحدة وعلى المانيا وايطاليا بقرن كامل، ولم يحدث منذ 1300 عام ان استبدلت بريطانيا الجنية الاسترليني او غيرت فيه الكثير!!
    .. وبطبيعة الحال رفض اليورو من بعض الدول لا يعني عدم قبوله فيها؛ فاليوم يمكن للسائح التجول في كامل اوروبا وفي جيبه عملة مقبولة في كل مكان.. ناهيك عن دخولها بفيزا موحدة وإلغاء الحدود بين دولها.. ورغم انني غير معتاد على التباكي على حالنا العربي والاسلامي، إلا انني لا انكر حلمي ب (دينار اسلامي) يكون مقبولا في ماليزيا كالمغرب، وفي اليمن كتركستان، وفي ايران كالسودان، وفي مصر كالسعودية!

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




  22. #172
    مشرف المنتدى التعليمي العام ومنتدى التعاميم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حائل
    المشاركات
    12,209
    معدل تقييم المستوى
    492178

    مشاركة: مــــقـــالات ( متجدد )

    حكاية وموقف

    شعاع الراشد

    هاتفت المرأة احد الشيوخ المعروفين فى بلد خليجي قريب تطلب موعدا ومشورة لحالتها المتردية، إثر تراكم همومها الصحية والعملية والاجتماعية. وقبل ان يسألها التفاصيل انهمرت فى شكواها...
    “ انا ياشيخ موظفة وحامل فى شهري الخامس,تجمعت لدي اجازات مستحقة ولكنها معطلة.مديرتي لا تساعدنى بل ولا تتعاطف مع وضعي وانا لا افهم لماذا؟. عندي بعض المتاعب في الحمل ولا اقدر على العمل اليومي,ارهق زوجي فى المراجعة دون فائدة وكأن علي عين او حسد فكل الامور معقدة!
    سكتت قليلًا وكأنها اخرجت كل ما في رأسها من افكار ولكنها ما لبثت ان استطردت بنفس النبرة الشاكية " ثم بدأت المشاكل والخناقات المستمرة مع زوجي يوميا حتى وصلت لحد الطلاق,ولا اعرف ماذا افعل خاصة انني لا اعلم من وراءها. عالمي كله تغّير أريد ان آتى وزوجي اليك لتقرأ علي او تفيدني بمعالجة فلربما هناك شيء "
    استمع الشيخ الوقور لشكوى المرأة بصبر جميل مع بعض التفاصيل قبل ان ينصحها.
    “ اقول يا ابنتي لا داعي ان تتحملي مشاق السفر وانت حامل ولديك مشاكل وتأتين إلي هنا، كل الذي اطلبه منك الآن هو ان تقرئي كل ليلة ولمدة اربعين يوما سورة البقرة كاملة وانت فى بيتك بعد صلاة العشاء. بعدها اخبرينا عن حالتك وان شاء الله ستزول اغلب همومك"
    وتحكي المرأة التى كانت تتصدر مجلسا نسائيا يضم كل فئات الاعمار والقريبات، تشعر بالزهو من كل هذا الاهتمام الذي يغمر حكايتها، تركيز الانبهار عليها وكأنهن يشاهدن مسلسلا غامضا يردن معرفة نهايته. تلتقط الآن احداث قصتها وتعلن للحاضرات بأنها فعلت ما طلبه منها الشيخ واخذت تخصص وقتا ومكانا هادئا لقراءة سورة البقرة حتى لا تتعرض للمقاطعة. وقبل ان تكمل الاربعين ليلة المحددة اخذت مشاكلها تخفت تدريجيا إلى ان حلت بقدرة قادر. تعاود طلب الاجازة فتأتيها الموافقة، يستقر وضع حملها، تهدأ حدة الاختلافات بينها وبين زوجها. الدنيا كلها تتغير ثانية وكأنها تدير زر العودة إلى مرحلة ما قبل التعاسة.
    سبحان الله.

    *********
    إحدى العاملات اللاتي يعملن بنظام الساعة ( كفيلها مسافر وسمح لها بالعمل بارت تايم اثناء غيابه)، كانت تذهب يوميا للعمل لدى احدى الاسر القاطنة فى الشارع المقابل. يعني رحلة يومية سهلة مشياً على الاقدام منذ الصباح حتى الظهر لتعاود العمل عصرا وحتى التاسعة مساء ( مع ملاحظة اعفاء الاسرة من تدبير وجبات العاملة الغذائية). وكانت تمدحهم فردا فردا عند صديقاتها العاملات فى العائلة، حتى جاء آخر نهار رمضان فى خدمتهم حيث ناولتها احدى بنات الاسرة التي تعمل لديهم مبلغا من المال ربما كان مائة ريال على سبيل العيدية او الاكرامية. وفرحت العاملة كثيرا ومن فرط امتنانها ذهبت لربة البيت تشكر كرم ابنتها وتريها المبلغ. ولم يخطر ببالها بالطبع انقلاب المزاج من الرضا والارتياح إلى الجدية الخالصة وفجأة!!
    النتيجة؟
    قررت المدام ان تخصم المبلغ من راتب العاملة على اساس ان النقود من نفس البيت!
    وعبثا حاولت العاملة ان تشرح بأنه هدية من الابنة غير ان المرأة اصرت على خصمه. وعادت العاملة مكسورة الخاطر بسبب مبلغ صغير اغلبنا يصرفه في شراء قهوة ودونت على الطريق في المشاوير الحياتية ولا نفكر به، بينما العاملة كانت ستحمل شعورا جميلا من البادرة وربما دعاء يتجمع مع كل موقف جميل وخير تصنعه تلك الاسرة.
    كيف تغيب القدرة احيانا على فرز الاهم من القرارات حسب اهميتها المعنوية لانفسنا قبل الاخرين، غير مفهوم.

    ______________

    ومع اخر موضوع من مقالات الشكر لمن اولانا اهتمامه بالمرور والقراءة ...ونعتذر ان لم نوفق في اختياراتنا ...

    ما دمت أثق بِك يا الله .. فدربي تفاؤل ...
    كيفية رفع الصور والملفات اضغط هنا
    __________________




المواضيع المتشابهه

  1. ஐ ملف اناشيد انجليزيه بكلماتها~متجدد~ ஐ
    بواسطة ميس في المنتدى النشاط اللاصفي للغة الانجليزية
    مشاركات: 289
    آخر مشاركة: 09-11-2014, 11:02 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •