كانت هناك شمعة تضئ ظلام بلاد المشاعر في زمن انطفئ فيه الحب
كانت توضع كل ليله في قلب المدينة حتى يشعر سكانها بدفئها وحنو نبضاتها
المتقدة ولكن وفي إحدى الليالي, حاول احدي المارة إن يسرقها ولولا
أن تنبه أحد السكان لمحاولة الرجل لسرقت وتركوا في ظلام المشاعر
فحملت تلك الشمعة بأمر حاكم القلوب لتوضع في بيت أرهفهم وارقهم
قلبا, كانت تتقد وتشع دفء كل ليلة وترسل نورها من شباك صاحب
المنزل لبقية القلوب كانت تلامس مشاعرهم بإصرار الحياة حتى لاتذبل نبضاتهم
وتختفي ضحكاتهم
كان كل من في البلدة يسهر بجانب شباك ذلك المنزل فيتحاورون وتتعالى ضحكاتهم
وتتلاقى قلوبهم النقية بإخاء ومحبه
لكن ومع مرور الأيام بدء الناس بالانقطاع شيئا فشيئا عن الحضور وتساءلت الشمعة عن السبب
فلم تعهد منهم هذا الغياب فأخذت تناديهم بأسمائهم ولكن لم يحمل لها الليل إلا صدى صوتها الملهوف
ومن شدة تعلقها بهم وشوقها إليهم طلبت من صاحب المنزل الذي بدء هو الآخر بنسيانها أن يضعها خارج النافذة
لتراهم وليشعروا بدفئها . فلربما حملهم دفي حنينها وصدق حبها لهم أن يعودوا لها
فحملها الرجل وبدون تردد وضعها خارج النافذة وأغلقها بإحكام خلفها ليتركها لوحدها في ظلام بارد. كانت تشعر بفرح وجودها هنا خارجا فلم تنتبه لتركه إياها وحيده . فقد كانت في شوق لتعانق قلوب أحبتها فأخذ نورها يتقد ويتقد ليشعل في أطراف الليل الحياة. مرت الساعات وهي مازالت تنتظر وتتساءل .أين هم ؟ أين ذهبوا؟
وتسابقت الليالي لزيارتها ليحل فصل الشتاء باكرا فأخذت رياحه الباردة تتسلل شيئا فشيئا لتحيط بنورها الذي بدء يتراجع
ويخبو .كانت تشعر أو بالأحرى توقف قتالها للبقاء والشعور بما حولها وبدء نورها يرحل مع طيف الماضي وتسابقت الذكريات لمخيلتها بأيام كان المكان يضج فيها بمشاعر الفرح, الحب والأمل لتغمض عينيها وبالرغم من إستسلامها لبرودة الرحيل فهي مازالت تبتسم لحلم ظلت
تؤمن به فهناك ملاين الشموع بداخل تلك القلوب وهي لم تفقد الأمل يوما بتوهجها . عم السكون الآن وتلاشى ضوئها
ليعبق الليل مع أخر أنفاسها بعطر آغلى وأطهر الشموع..
.....
المفضلات