سلام عليكم

كللكم

ساعدوني ابي ترجمه

نص مقال استقاله الشيطان/

تعبت الطائرات النفاثة وهي تنقل إلى بيروت وفود القبائل العربية التي جاءت من حواضرها وبواديها لمصالحة عشيرتي الأوس والخزرج..
وكما يجري عادة في كل صلح عشاري .. دقت الطبول ، ووزعت القهوة المرة .. وزغردت النساء في الخيام.. وذبح أكثر من ألف رأس غنم .. تحت أقدام المتخاصمين..
ولقد نقل التلفزيون – على جميع أقنيته – صور وسطاء الخير، وهم خارجون من حفلة (تبويس الشوارب) .. يتنهدون أمام كاميرات المصورين بأسى، ويجففون دموعهم بأوراق (الكلينكس)..ويلعنون الشيطان لأنه أساس البلاء، ومصدر الفتنة.

هذا الشيطان الذي نرمي على رأسه كل أخطائنا ، وجرائمنا، وعاهاتنا منذ ألف سنة حتى اليوم ..
ألا يستحق أن نوكل له محامياً يرد عنه كل التهم الباطلة التي مسحناها بذقنه واسترحنا ؟..
أليس من حق الشيطان أن يطالب بوثيقة إعادة اعتبار .. بعد أن شوهنا سمعته، وحملناه نتائج كل هزائمنا العسكرية والخلقية والحضارية؟
لماذا يبحث العالم العربي دائماً عن ضحية يفرغ فيها كل اسقاطاته وعقده وانحرافاته النفسية؟

إن صورة الشيطان في (الانسكلوبيديا بريتانيكا) هي صورة مخلوق له قرنان طويلان، وعينان ماكرتان، وسكسوكة صغيرة في الذقن .. ولكن سجله العدلي لا يشير إلى أنه اشترك – بصفة مستشار سياسي – في أي مؤتمر عربي عقد في الخمسين سنة الأخيرة.

كما أنه لم يكن مستشارنا العسكري لا في حرب ١٩٤٨ ولا في حرب ١٩٦٧ ، ولا في كل الحروب الأهلية التي خضناها ببسالة منقطعة النظير .. معتمدين فيها على مواهبنا الطبيعية..(لقد كان الشيطان صغيراً .. وبريئاً .. ويشرب الحليب من (البيبرونة) .. حين كنا (أساتذة) ندرس مادة (الاغتيال السياسي (لطلبة السنة الأخيرة في جامعاتنا.. ونعلمهم كيف يكون الحوار بالهراوات .. والتوميغانات..

مسكين الشيطان .. فتفاحته طردت شخصين فقط من الفردوس السماوي. في حين أن تفاحة ومجموعة ( f . M ) العرب طردت مليوني فلسطيني من أرضهم.. وقدمت لهم كتعويض راديواسطوانات..

أيها السادة:
لم يكن للشيطان يد في سقوط الأندلس، ولا في سقوط فلسطين ، ولا في سقوط الجبهة الشرقية ، ولا في سقوط الوحدة المصرية السورية ، ولا في رسم العالم العربي على هذه الصورة (الوالت–ديزنيه) .

إن شيطاننا عربي مئة في المئة .. فهو مستوطن فينا ، كما تكون دودة الخلّ منه وفيه ... وكما يرث الثور الإسباني غريزة النطح مع حليب أمه...

أيها السادة:
لقد قدم الشيطان استقالته .. وركب الطائرة وسافر.. فابحثوا عن بديل له تحملونه – كالعادة ______________– نتائج عصبياتكم ، وأنانياتكم .. ومذابحكم من أيام داحس والغبراء .. حتى اليوم...