حـــــوار بين
( الـــــيـــــأس و الأمـــــــــــل)
في يوم ممطر وعلى أصوات خرير الماء المنصب من ركن الغرفة المتهالكة يجلس ( الأمل) حزيناً مهموماً وضاماً ركبتيه إلى صدره وذقنه على ركبتيه متأملاً حاله وحال من حوله. يسمع صوت الماء تارة وينغمس في التفكير تارة أخرى ...في هذه الأثناء يقدم إليه شخص من بعيد ..لباسه رثة وصوت (كحته) يدل على شدة الحزن فهي تخرج من أبعد نقطه في جسمه....يقترب هذا الشخص من (الأمل) ويسأله : من أنت ؟؟ ...يرد الأمل بعد أن يعدل وضع جلسته ..أنا الأمل ...ماذا عنك... يستعد الشخص الكبير الطاعن في السن الجلوس مع إصدار أصوات التعب أثناء الجلوس ويقول أنا عكسك فأنا لا أحد يرى فيني مايحب ولا يرغب بالحديث معي إلا مجبوراً او مكره لفترة مؤقته ....يسكت لوهله ويقول للأمل ...انا (اليأس) ...ينشد الأمل للحديث ويفضل الإقتراب منه ويطلب منه الإستمرار ...فيقول (اليأس) لم أكن أتصور يوماً بأني سأصادف الأمل في حياتي ..فقال الأمل متعجبا لماذا !! ..وقبل أن يرد (اليأس) يصدر عدة ( كحات) مخفية نوعا ما ويقول وهو واضعُ يده على صدره : لاني وببساطه لا أملك ما تملكه فأنا دائما مخيف للبعض ...وحلاً مقيتاً للبعض الآخر
لايوجد بعدي إلا القنوط .. يطلب الأمل من اليأس أن يخرجوا سوياً للخارج بعد أن توقف المطر ويكملوا الحديث ...وهم في طريقهم خارج المنزل يسأل الأمل اليأس ...برأيك ما الذي يمنعنا من أن نكون معاً ويتقبلنا الجميع....فقال اليأس وهو يحاول الضحك ( لا ...لا...لا) ببطء ...... لكن الأفضل لكي يعيش الجميع حياة جميله بأن يبقوا بيني وبينك ...فلا يتعلقوا بك وينسوا حاضرهم...ولا يتخوفوا مني فيحرموا أنفسهم من فرص قد تواتيهم....
فيصل الشهري
المفضلات