[[ هل إعادة قرآءة النص بدعة ]]
مقدمة بسيطة
من نماذج إعادة قرآءة النص قول احدهم ممن يروم هذه الإعادة ويدندن حولها قوله : إن الدين الإسلامي يجيز أن يكفر الإنسان وذلك لقوله ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) قال هذا عندما سأل هل يسمح بكشف الحجاب عندكم قال إذا كان الإسلام يبيح أن يكفر الإنسان وهذا من سماحته واتساع نطاق الحرية فيه واستشهد بالآية ,,,
والآية بدون قص ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نار أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ) قال المفسرون وهذا أسلوب تهديد , كذلك لو كان الأمر كما يقول لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ولما عرض نفسه قبل ذلك على القبائل ولما جاهد طول حياته ليكون الدين كله لله مع أن مجرد إكمال الآية كافٍ للبيان ...
لا يصح أن يختزل تيار بعضهم ركبه ترف وبعضهم ليدس ما شاء وقت ما شاء كيفما شاء فهو الإسلام الصالح لكل زمان ومكان وأمة ..!
ولهؤلاء صفات منها :
- إتباع الهوى
- إعلاء العقل على النص
- مغازلة روح الغرب
- يتذرعون كثيراً دفاعاً عن شواذهم بصلاح الإسلام لكل زمان ومكان وأمة .
- ترك السنة .
- إطراح الإجماع
- إتباع الهوى : وهذا ظاهر في جل ما يكتبون حيث يميلون مع مصلحتهم ويدور الحكم معها وجوداً وعدماً بغض النظر عن المقاصد الكلية والضوابط المرعية التي تحول وتحويل الشريعة إلى مرعى مباح الحمى مع أن الأصل أن يدور الحكم مع علته وهذا مبحث عظيم لا يكفيه هذا المرور السريع الذي لم يحط حتى بالعنق ولكن هنا مبدأ ..
- إعلاء العقل على النص : وهذا متفرع عن سابقه , والعقل عندهم دائماً هو الرائد وإن تعارضا فيما يظهر مع أنه متقرر عند المحققين أنه لا يمكن بحال أن يتعارض النقل الصريح مع العقل الصحيح؛ فهؤلاء إن تعارضا لإختلال تلك الصحة قدموا العقل ,,
- مغازلة روح الغرب : لأن غالب هؤلاء درسوا هناك واستقوا مبادئهم ومقاصدهم هناك فلا غرو أن يسقطوا المطالب الغربية على النصوص وأن يعملوا الآليات الغربية في النقد والتحليل والإستنباط ويكفي أن نقول أن العقلانية الغربية ظاهرة فيما يقررونه من أحكام ,,
- يتذرعون كثيراً دفاعاً عن شواذهم بصلاح الإسلام لكل زمان ومكان وأمة : الإسلام صالح لكل زمان ومكان وأمة حيث أنه جاء لتحصيل المصالح ودرأ المفاسد وهي ليست هي في كل زمان ومكان كذلك ,, أتى الإسلام بنصوص تحوي الحكم الثابت الذي لا يتغير إلى قيام الساعة واتى بالنصوص التي تقترب من أن تكون آلية أو منهج قابلا لإجتهادات الناس داخل إطاره , فَهِم العلماء الأوائل هذا فأبدعوا أيما إبداع فجاء علم اصول الفقة مصدقا لهذا , ومن هنا كذلك جاء الطفيليون من كل جاهل وصاحب هوى مرددين الأئمة الأربعة رجال ونحن رجال ...؟!
ومما يندرج تحت هذا إخضاعهم النصوص للتاريخية وهي منهج غربي يصلح في كل شيء إلا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ,, فهم ينتزعون القرآن من سياقه وأسباب نزوله ويطرحون تعليقات العلماء عليه بل وشرح الرسول له عليه الصلاة والسلام حسب الحاجة ويتوسعون في ذلك كثيراً بل علم ولا ورع ..
- ترك السنة : لأنه لا مجال للتلاعب بمراميها أو ذلك أضيق بكثير من القرآن حيث المتشابه ولأنها أيضاً مفسرة لما أشكل منه ومفصلة لما أجمل منه ومقيدة لما أطلق منه فكيف يعيدون تفسير وتفصيل وتقييد ما فسره وفصله وقيده الرسول صلى الله ليه وسلم ؛ وهذه هي حال أكثر الفرق المنحرفة تقبل على القرآن بآليتها المخالفة لمراد الله وعندما يقال مراد الله يقول هؤلاء وما مراد الله لا أحد يعرف المطلب الإلهي يريدون بذلك أن يجعلوا الشريعة مادة هلامية كي يتسنى لهم العبث ويريدون كذلك أن يجعلوا الإرادة الإلهية شيء مجهول لا سبيل إليه كي لا تستقر للناس عقيدة , مع أن السبيل أبلج وهو ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه - عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي - وخير القرون قرني - ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , كذلك لو أن الإرادة الإلهية لا يمكن بحال الوقوف على مطلبها لما كانت جنة ولا نار لا ثواب ولا عقاب إذ كيف نُعاقب ممن لا ندري ما يريد وهذا يتقاطع تماماً مع صفة العدل التي لم يقع فيها الخلاف بين كثير من الفرق الكلامية فهل سيعطل هؤلاء صفة العدل ولا يلزم هذا كي لا نلزم بما لا يلزم ولكنها المقدمات والنتائج .
وهؤلاء لهم أجداد وسلف في إطراح السنة وهم الذين يسمون في التاريخ الإسلامي بالقرآنيون مع تحفظي على هذه التسمية حيث أنها وسام والذي يؤمن بالقرآن يؤمن بـ ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ويؤمن بـ )كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ) وبناءاً على الآيتين الكريمتين نستطيع القول بأنهم أنكروا القرآن بإنكارهم السنة ؛ ظهرت فرقة القرآنيون في الهند ومدت ظلالها أو بالأصح ضلالها على المشرق العربي واحدثوا خللاً عظيماً في الفهوم ولا يتسع المقام لتتبع سيرهم في التاريخ وقد كان لهم وجود حتى قبل هذا وفي القرن الأول ، فهذا الخطيب البغدادي يسوق بسنده في كتابه "الكفاية" إلى الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه أنه كان جالسا ومعه أصحابه يحدثهم، فقال: رجل من القوم لا تحدثونا إلا بالقرآن، فقال له عمران بن حصين: "ادنه، فدنا، فقال: أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن، أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعا، وصلاة العصر أربعا، والمغرب ثلاثا، تقرأ في اثنتين، أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا، والطواف بالصفا والمروة ثم قال: أي قوم، خذوا عنا فإنكم والله إن لا تفعلوا لتضلن، وفي رواية أخرى: أن رجلا قال لعمران بن حصين: ما هذه الأحاديث التي تحدثوناها وتركتم القرآن؟ قال: أرأيت لو أبيت أنت وأصحابك إلا القرآن، من أين كنت تعلم أن صلاة الظهر عدتها كذا وكذا، وصلاة العصر عدتها كذا، وحين وقتها كذا، وصلاة المغرب كذا؟ والموقف بعرفة، ورمي الجمار كذا؟ واليد من أين تقطع؟ أمن هنا أم هاهنا أم من هاهنا؟ ووضع يده على مفصل الكف، ووضع يده عند المرفق، ووضع يده عند المنكب اتبعوا حديثنا ما حدثناكم وإلا والله ضللتم".
وذكر الأمام السيوطي في رسالته [ مفتاح الجنة في الإحتجاج بالسنة ] أنهم كانوا موجودين بكثرة في عصرالأئمة الأربعة .
وهنا حديثين للرسول صلى الله علي وسلم في التحذير من فعل هؤلاء
أورد البيهقي رحمه الله: حديث أبي رافع رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أُلفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري، مما أمرت به، أو نهيت عنه يقول: لا أدري؟ ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه"
وأخرج أحمد وابن ماجة والترمذي عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السبع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه". وزاد أبو داود "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه". وزاد الترمذي: وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله". ثم قال هذا حديث حسن غريب .
- إطراح الإجماع : فهو عندهم خرافة ووهم وهذه الصفة نتيجة طبيعية لما تقدم من الصفات الأخرى فلن نعيد ما ذكر ..
ومن نماذج تحاريف هؤلاء قول أحدهم أن القوامة في قوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء ) ليست تشريع ولكنها عبارة عن وصف للإعتبار , عن واقع مرغوب في تغييره لتحقيق العدل وذكر أن هذا الواقع هو الواقع الجاهلي الذي جاء الإسلام لتغييره .
كذلك في مسألة أن للأنثى نصف ما للرجل من الميراث ذكر أن هذا الحكم محكوم بظرفه ووقته فلما كانت المرأة جزء من الميراث الجاهلي لن يكون في الإمكان إعطاء المرأة مثل ما للرجل مباشرة لأنه سيشق على النفوس ذلك ولكن في العصر الحديث لما تساوت المرأة مع الرجل في أشياء كثيرة وجب علينا الأخذ بروح الآية وهي إعطاء الحقوق التي كانت مهدرة فنعطيها مثل ما للرجل .
وغيرها الكثير ..
((انكسر الباب ودخلت الفتن لما سقطت الدرة ,,
نريد درة)) ..
تركي بن رشود الشثري
الجزيرة
http://search.suhuf.net.sa/2008jaz/oct/30/cu8.htm
رد مع اقتباس
ضوابط المشاركة
المفضلات